أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - وضع المعارضة السورية على ضوء المتغيرات الراهنة















المزيد.....

وضع المعارضة السورية على ضوء المتغيرات الراهنة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدت المعارضة في سورية مربكة بعد الاعتقالات التي طالت إعلان دمشق، وزاد ارتباكها بعد المتغيرات التي حدثت في الشهرين الماضيين، حيث بدا أن السلطة كسبت في لبنان بعد تحقيق المعارضة اللبنانية لشروط أساسية في اتفاق الدوحة، ثم الإعلان عن المفاوضات مع الدولة الصهيونية، وخصوصاً عبر دعوة ساركوزي والانفتاح الفرنسي، الذي فسّر، بالترابط مع الخطوتين سابقتي الذكر، على أنه بداية انفتاح أميركي.
وزاد في الإرباك تحول الأزمة الاجتماعية إلى عنصر مقلق بعد الزيادات الكبيرة في أسعار السلع على أثر زيادة أسعار المشتقات النفطية. لتصبح هذه الأزمة هي التي تحظى باهتمام كتلة واسعة من المواطنين. وليبدو الوضع وكأنه على حافة انفجار اجتماعي حذرت منه حتى قطاعات قريبة من السلطة.
ورغم أن الاعتقالات كانت مؤثرة في الإرباك إلا أن المتغيرات السياسية والاجتماعية كانت أكثر تأثيراً، وربما كانت أوضحت الوهم الذي قامت عليه الإستراتيجية التي قام عليها إعلان دمشق.
ربما كان بناء الإستراتيجية دون تلمس أزمة المعارضة "المزمنة"، وانطلاقاً من رؤية "غامضة" للواقع، هو الذي أوجد هذا الإرباك، وسوف يبقي المعارضة في إرباك مستمر. حيث يمكن تحديد أزمة المعارضة في عدد من المسائل الجوهرية:
فأولاً: كانت المعارضة تعيش تشوشاً فكرياً عميقاً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، حيث بدا أن كل ما كانت تقوله بات لا معنى له، أو كان خاطئاً، أو كان صيغة من صيغ الأوهام. وبدل أن تتريث، وتميل إلى التفكير العميق في أفكارها ورؤاها سارعت قطاعات كبيرة منها إلى تبني "الموجة" التي أطلقتها القوى الليبرالية العالمية، والقائمة على حتمية اللبرلة والديمقراطية. وكان التشابه بين طبيعة النظام هنا وما كان سائداً في البلدان الاشتراكية (رغم الفروق الهائلة بينها، والتي لم يكن الوعي السابق يسمح برؤيتها) هو المدخل لتوهم بأن بإمكاننا أن نحدث التحول الذي جرى في تلك البلدان، وعلى الأسس ذاتها.
وهنا جرى الانتقال لدى قطاع كبير من ماركسية "متشددة" ونصية إلى حدّ كبير إلى ليبرالية أيضاً متشددة ونصية إلى حدّ كبير. فأصبح الهدف هو "الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية"، وتقلص النضال إلى نضال "حقوقي" (رغم أهمية هذه المسألة). وأضع حقوقي بين مزدوجين لأن ما كان يجري (ولازال) يسمى نضال سياسي، لكنه في الواقع لا يعدو السعي لتحقيق "تغيير ديمقراطي" يعني تحويل السلطة إلى سلطة ديمقراطية في صيغة ما (لأن الديمقراطية هنا مشوشة، وتميل لأن تكون الحريات والانتخابات فقط). وأيضاً كان هذا النضال يوضع "في سياق عالمي".
وثانياً: كانت المعارضة قد أصبحت منحصرة في أطر ضيقة من الفئات الوسطى. طبعاً كان النظام الاستبدادي هو الذي أسهم في قطع العلاقة بين الأحزاب والطبقات الشعبية، لكن كان وضع الطبقات الشعبية الذي لا يميل إلى المعارضة نتيجة الوضع المعيشي الذي كان متحققاً له سبباً آخر في هذه القطيعة، إضافة إلى إشكاليات الوعي والرؤية لدى الأحزاب المعارضة. وبالتالي كان وضع المعارضة ضعيف مقابل قوة السلطة التي كانت قد بدأت تتآكل. وبدا أن المعارضة مقطوعة الصلة بتلك الطبقات، لكن أيضاً بمعرفة محدودة بالتحولات التي جرت وأثرت على وضعها.
لقد بدت المعارضة ككتلة محدودة منعزلة ومعزولة. وغير ذي معرفة في وضع الاقتصاد والمجتمع. معرفتها الوحيدة منحصرة في السلطة، وآليات استبدادها وممارساتها.
في هذا الوضع كيف يمكن أن نرسم إستراتيجية ممكنة وحقيقية؟
لقد بدا طرح مسألة التغيير وكأنه "شطحة"، رغم أن هذا الشعار بالتحديد هو الذي ألهب حماس قطاع كبير ممن شارك في إعلان دمشق. لكن كان واضحاً بأن ممكنات تحقيقه ذاتياً ليست متوفرة رغم كل ذلك الحماس، وربما غطى الحماس على الممكنات، وهذا ما فتح على مراهنات.
الآن تسقط المراهنات ويبقى العجز. وبالتالي ما يمكن قوله هنا هو أن الانفعال طغى على الفعل، فضاع المنطق، وتهمشت المنطقية. وضاعت كل الملاحظات التي قيلت، بل جرى التشكيك بمقدميها. وساد التصنيف "السخيف": معارضة/ سلطة، وبالتالي وضع كل مختلف في صف السلطة. لهذا لم تناقش المسائل بعمق وجدية، وطغى الموقف العاطفي على العقل. لنصل إلى المأزق الراهن، ولتكون هناك ضرورة لإعادة صياغة الإستراتيجية. أولاً كتيارات، ثم كتحالف. حيث أن رؤى كل تيار تختلف عن رؤى التيارات الأخرى، لكنها تتقاطع معها في مسائل هي محل تشكيل التحالف.
هنا يُطرح السؤال: هل تكفي الديمقراطية كهدف، خصوصاً وأن معظم القوى محورت برنامجها عليه؟ ربما هذا ما يجمع مع المعارضة "البرجوازية" التي تريد فقط الديمقراطية لأنها مع كل السياسة الاقتصادية الساعية لتعميم اقتصاد السوق. ولكن أية ديمقراطية؟ التوافقية أم الديمقراطية القائمة على مبدأ المواطنة والعلمنة؟ نعرف أن هذه المسألة كانت مجال نقاش حدي، خصوصاً منذ أن تشكل إعلان دمشق.
ثم هل نتناول القضايا المطلبية التي باتت ملحة، وأصبحت عنصراً مفجراً في الوضع القائم؟ لكن ما علاقة الفقر والبطالة بالخصخصة واقتصاد السوق؟ أليست هذه نتاج تلك؟ إذن، ألا يجب على "اليسار أن يطرح هذه المسألة بكل الجدية الممكنة؟ أليست "الطبقات الشعبية" هي قاعدته التي عليه أن يعمل معها وبها، وبالتالي أن يكون المعنيّ إلى أبعد الحدود بوضعها ومشكلاتها وظروفها؟ وبالتالي أليست هذه الطبقات هي التي تحوّل هذا اليسار إلى قوة فعلية بدل أن يكون هامشاً ليس إلا؟
ثم هل أن مشروعنا قائم على الضغط من أجل أن تتبرع السلطة في إعادة صياغة نظامها ديمقراطياً، أم تسعى إلى التغيير لتأسيس نظام وطني ديمقراطي ويعبّر عن الطبقات الشعبية؟ ربما الضغط مفيد وضروري، لكنه خطوة كما يجب أن يُرى، لأن السلطة لا تؤسس لنظام ديمقراطي حتى لو تنازلت قليلاً وأعطت "بعض الحريات".
وما علاقة الاستبداد بالنهب والفقر؟ أليس هو الغطاء لتلك الممارسات التي أفضت إلى تقسيم طبقي الهوّة فيه هائلة بين الأغنياء والفقراء؟
ثم، أليس واضحاً لقوى اليسار أن هناك خطر إمبريالي، لم يطل سورية بعد، لكنه طال العراق، وهو يدعم كل الفعل الإجرامي الصهيوني، ويسعى لإعادة صياغة المنطقة وفق مصالحه وعلى أساس هيمنته. وفي أفق فرض وضع كارثي، يدمر ما بني، وينهب النفط وكل الثروات.
ربما هناك مسائل كثيرة هي بحاجة إلى بحث ونقاش، لكن المسألة الجوهرية هنا تتمثل في هل نسعى لوعي الواقع من أجل وعي آليات تغييره، أم ننطلق من وعي بات من الماضي، ومن موقف "غريزي" لن يفعل سوى تكريس العجز، وربما الاستغلال من قبل أطراف خارجية؟
إن المسألة الجوهرية هنا إذن، هي أن تعيد قوى المعارضة بناء وضعها في أفق التغيير، ومن أجل أن تتحوّل إلى قوة فعل عبر الربط مع الطبقات الشعبية، ودفاعاً عن مصالحها، وفي إطار مشروع يطرح رؤية بديلة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والثقافة والدولة. قبل الفعل يجب التأمل، وخلال الفعل يجب التأمل، من أجل أن ينتصر الفعل. ونحن الآن في لحظة تأمل من أجل أن نبدأ من البداية... الصحيحة.





#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشات حول الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين -2 - الدف ...
- مناقشات حول الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين-1 - مناقش ...
- الماركسية و-الماركسيات- الأخرى حول النزعة الحلقية والتشتت ال ...
- حول الوضع الفلسطيني الراهن والمهام الملحة
- ذكرى النكبة، هل من نكبة جديدة؟ دعوة لإستراتيجية فلسطينية جدي ...
- ذكرى النكبة، هل من نكبة جديدة؟ دعوة لإستراتيجية فلسطينية جدي ...
- الليبرالية كمعنى سجال مع د.برهان غليون
- استقالة من تجمع اليسار الماركسي في سورية
- إختلافات المعارضة والموقف من السلطة في سورية
- الأساس الطبقي في أزمة الماركسية العربية
- ضد اعتقال هؤلاء - تضامن مع معتقلي الرأي في سورية
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ...
- وحدة الشيوعيين ضرورة لكن كيف؟
- مناقشة لسياسات جديدة - حول تصريحات رياض الترك الأخيرة
- من أجل تأسيس تحالف وطني ديمقراطي علماني يدافع عن الطبقات الش ...
- إعلان دمشق في منعطف جديد
- تعقيب على تعقيب ياسين الحاج صالح: مسألة -بناء الأمة- في سوري ...
- ملاحظات عابرة على مقال الصديق ياسين الحاج صالح ) التفكك الوط ...
- التفكك الوطني والطيف الحداثي (تعقيباً على ياسين الحاج صالح)
- نقاش في النقاش (ملاحظات على رد الصديقين عادل ومسعد)


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - وضع المعارضة السورية على ضوء المتغيرات الراهنة