أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - مستقبل نمط الانتاج الرأسمالي














المزيد.....

مستقبل نمط الانتاج الرأسمالي


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كما أشرنا سابقا أن الهدف الأساسي لنمط الانتاج الرأسمالي تحقيق اقصي قدر من الارباح، وان نمط الانتاج الراسمالي يعمق التفاوت في توزيع الثروة، وان تركز الفقر في الرأسمالية هو الوجه الاخر لتركز الثروة في يد قلة، ويصبح المال دولة بين الأغنياء.كما أن هذا النمط يدمر البيئة، ويعمق التفاوت بين البلدان النامية والمتطورة، ويعمق التفاوت في النوع، ويهمش المليارات من صغار المزارعين بسبب الزراعة الحديثة التي تقوم علي الهندسة الوراثية، اضافة الي تعميق البطالة وتشريد العاملين. وان انتاج فائض القيمة هو القانون الأساسي للرأسمالية، وان العلاقة الأساسية في نمط الانتاج الرأسمالي تقوم علي رأس المال- العمل. ومعلوم أن هذا النمط برز في اوربا من نمط الانتاج الاقطاعي بعد ان تم الفصل بين المنتج ووسائل العمل، وتحويل سكان الريف الي عاملين باجر، ووجود عمال احرار، اضافة الي تراكم راس المال المالي مع نمط انتاج السلع من اجل التبادل باقسامه: الربوي، العقاري، المصارف. وان نمط الانتاج الرأسمالي يقوم علي انتاج سلع من اجل الربح الذي يخصص للتراكم، وان العاملين باجر هم الذين ينتجون فائض القيمة، الذي يتحول الي رأس المال، والذي يتحول الي ربح صناعي وفائدة وربح تجاري، ريع عقاري..الخ. وكلما ارتفع التركيب العضوي لرأس المال مع تطور الثورة العلمية التقنية، كلما أدي ذلك الي ميل معدل الربح للانخفاض، أي المزيد من البطالة وتشريد العاملين. وقد مرت الرأسمالية بمراحل مختلفة مثل: المنافسة الحرة، مرحلة الامبريالية، وحتي مرحلة العولمة الحالية، كما مرت الرأسمالية بأزمات بلغت اكثر من عشرين أزمة، وأن تاريخ الرأسمالية حافل بأزمات الائتمان وحالات الهلع والركود والانهيارات المالية.
هذا وتعتبر الأزمة المالية الحالية هي الأحلك في تاريخ الرأسمالية منذ اكتوبر 1929م، فالبنوك الاستثمارية التي صمدت في الركود الكبير 1929م وصدمة 11/سبتمبر/ 2001م مثل: (ليمان برازر)، و(ميريل لينش) سقطت. وكان من آثار الأزمة: استيلاء الحكومة علي عملاقين في قطاع الرهون العقارية(فاني ماي)،(وفريدي ماك)، وفرض سيطرتها علي اكبر شركة تأمين في العالم AIG ، ونهاية اثنين من البنوك الاستثمارية الأقدم والأشهر: (ليمان برازر)، و(ميريل لينش)، كما اشتري (بانك اوف امريكا) (ميريل لينش) مقابل 50 مليار دولار.
وكانت قيمة(ليمان برازر) في السوق قبل أن يشهر افلاسه 209 مليار دولار، وعدد موظفيه 25000 تم تشريدهم.
ومعلوم ان الاقتصاد الامريكي من أكبر الاقتصادات في العالم اذ تبلغ قيمة انتاجه 14 ترليون دولار في السنة، وبالتالي ، فان انهيار الاقتصاد الامريكي يعني بداية حقبة جديدة يؤشر لنهاية الدور القيادي الامريكي، وبروز ملامح لعالم متعدد الاقطاب، وسوف يشتد التنافس والصراع علي الموارد وتراكم هذا الصراع سوف يؤدي الي نشؤ اوضاع سياسية واقتصادية جديدة في العالم، اضافة الي نهاية الفترة الريغانية والتاتشرية التي اطلقت العنان لقوي السوق وفرضت الخصخصة وتدمير القطاع العام ورفع الدولة يدها عن الخدمات الأساسية، حتي ارتفعت اصوات كبيرة في اوربا وغيرها تطالب بالعودة الي الاشتراكية، المهم هذه الأزمة سوف تستمر لفترة طويلة وسوف تنتج منها أوضاع سياسية واقتصادية جديدة وتغيير في تركيب الانتاج وفي نمط الانتاج الرأسمالي.
وسوف يزداد نهب بلدان العالم الثالث، بالتدخل العسكري الأكثر سفورا كما حد ث في العراق، كما ستتعمق ازمة نمط الانتاج الرأسمالي، وتزداد البطالة وتشريد العاملين علي سبيل المثال: انهيار بنك(ليمان برازر) ادي الي تشريد 25000 موظف، وقبل ذلك كانت أزمة قطاع الخطوط الجوية العالمي عقب هجمات 11/سبتمبر/2001م والتي ادت الي فقدان 150000 شخص في العالم وظائفهم. وقامت الحكومة الامريكية بتأمين انقاذا ماليا بقيمة 15 مليار دولار لشركات الخطوط الجوية.
وفي عام 2008م، تخلص قطاع الخطوط الجويّة الامريكية من 22000 وظيفة بسبب ارتفاع تكاليف الوقود، وتكبد خسائر بقيمة عشرات المليارات من الدولارات.
وهكذا مثلما كان يقول ماركس( الرأسمالية غير المقيدة والجشعة مثل تلك التي نشهدها الان ستلتهم نفسها في النهاية).
كما سوف تواصل امريكا في الاتجاه العسكري من اجل الحفاظ علي سيطرتها الاقتصادية علي العالم، والتي اهتزت، علي سبيل المثال: بلغت الديون الامريكية 36 ترليون دولار(في حين ان جملة الناتج الاجمالي الامريكي 14 ترليون دولار).
وكمثال علي اتجاه امريكا للسيطرة العسكرية علي العالم، انه بعد احداث 11/سبتمبر/2001م، وفي عام 2004م وعد جورج بوش برفع ميزانية الدفاع الي اكثر من 400 مليار دولار، رغم انه لم يكن يوجد مبرر لذلك بعد نهاية الحرب الباردة، وبناءا علي ذلك ارتفعت رساميل شركات الأسلحة الي 100 مليار دولار، بعد ان هبطت الي اقل من 50 مليار دولار.وانتعشت صناعة الأسلحة التي استفادة من التكنولوجيا الحديثة التي اطلقتها الثورة العلمية التقنية، علي سبيل المثال: بلغت أرباح شركة لوكهيد مارتن 4 مليار دولار من تصنيع القاتلة الحديثة F35. والجدير بالذكر أن الحكومة الامريكية انفقت ترليون دولار علي حرب العراق في الأعوام الخمسة الماضية.
ومن الجانب الاخر سوف يتزايد نهوض الحركات الجماهيرية في العالم وفي قلبها الطبقة العاملة والفئات المتوسطة من اجل الدفاع عن تحسين اوضاعها المعيشية، وعدم حل الأزمة الاقتصادية علي حسابها، ونهوض الحركة الجماهيرية هو العامل الحاسم في التغيير.ومن الجانب الاخر سوف تستميت الطبقات الرأسمالية في الدفاع عن امتيازاتها وتعديل نظامها الرأسمالي للخروج من عنق الزجاجة الحالي، باعادة الاعتبار للقطاع العام وتقوية دور الدولة للتحكم في مسار الأزمة، ولجم اقتصاد السوق، أي سوف تحاول الرأسمالية اطالة عمرها، ولكن نمط الانتاج الرأسمالي بطبيعته يعيد انتاج الأزمة، وطريقة مسدود ومدمر، وينطبق عليه القول: انه سوف يصل لمرحلة محددة يكون فيها اما الاشتراكية أو البربرية وانحطاط الحضارة البشرية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول كتاب الحزب الشيوعي السوداني والمسألة الجنوبية(1946- 1985 ...
- حول مصطلح المركز والهامش والمناطق المهمشة في السودان
- حول اسم الحزب الشيوعي السوداني
- تطورات الأزمة المالية
- المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية
- المنهج الدبالكتيكي
- بعض المفارقات في الماركسية والتجارب الاشتراكية
- الديالكتيك والايديولوجيا ونظرية المعرفة الماركسية
- عائدات النفط السوداني
- النفط السوداني وآثاره علي الصراع الاقليمي والدولي
- تداعيات الأزمة العامة للرأسمالية
- ماهي دلالات أزمة النظام الرأسمالي الراهنة؟
- الايديولوجيا
- النفط السوداني : تاريخ الاكتشاف وارهاصات الصراع
- حول الفصل التاسع من مشروع برنامج الحزب الشيوعي السوداني تجدي ...
- المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- محمد بشير عتيق: من الوعي النقابي الي الخلق والابداع الفني
- الآثار السلبية للجمود النظري علي تجربة الحزب الشيوعي السودان ...
- ديالكتيك هيغل: كل الفلسفات حقة وباطلة
- تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة(1952- ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - مستقبل نمط الانتاج الرأسمالي