أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم الحسن - الدهر والعطار.... في الأزمة العراقية














المزيد.....

الدهر والعطار.... في الأزمة العراقية


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 04:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتضارب المواقف والرؤى والقراءات للملف العراقي وبطبيعة الحال تتداخل معه الملفات الدولية والاقليمية الى درجة الانصهار في بعض الاحيان، حين ترى اطرافاً خارجية ان من حقها التفاوض في بغداد حول الشأن العراقي في غياب اهل الدار

ومن الطريف، في هذا المجال، حول تشخيص اسباب الازمة العراقية، ان احد المثقفين في مؤتمر عقد في بغداد، ضم عدداً كبيراً من الكتاب والادباء والمثقفين، قد اشار الى هذا الوضع المضطرب، العصي على التفسير بالقول: ان خبيصة سياسية ادت الى خبيصة اجتماعية واقتصادية، هكذا اختزل الواقع العراقي المعقد!

وهذا الفاصل اعتمدته من اجل التقاط الانفاس قبل الدخول في دهاليز هذه الازمة المتشعبة والمترامية الاطراف، التي يراها البعض، ازمة بنيوية، وان الدهر القى كامل حمولته على جسد الامة العراقية الى الحد الذي اصبح صوت داخل حسن الشجي (عليل ولا دوى يشافي من اعداي) يرن في الاسماع، وما وصفات العطار الا مسكنات لأمراض مزمنة لاسبيل لعلاجها على المدى المنظور.

والبعض الاخر يرى ان العراق اصيب بما اصاب أمماً كثيرة في هذا العالم ونهضت من كبوتها واخرى تحث الخطى في عالم التطور والازدهار السياسي والاقتصادي وان ربط الاحداث بالماضي السحيق نظرة فيها الكثير من المبالغة.

وتزداد الامور قتامة حين يرى البعض، الدواء في عودة الاستبداد، ويندفع بخلفية مريبة تجمل صورة الدكتاتور وتغطي على جرائمه وكوارثه التي لا تحصى، ويصل بهم الشطط مداه حين يمجدون انتصاراته الوهمية في ما يسمى (ام المعارك) عبر مخيلة عاجزة عن الفصل بين الواقع والرغبة وبين الوقائع والامنيات.

احد الساسة العراقيين المخضرمين انتقد المعارضة في العهد الملكي، لأنها كانت ضد ما يصدر عن النظام الملكي حتى لو كان بناء وا عماراً على اعتبار انه سيئ بالمطلق، الان الصورة ذاتها في عداء هستيري للغرب والدول التي تحاول تبني الديمقراطية والانخراط في مشاريع الاصلاح والاعمار والبناء ولذلك لا غرابة حين لا نسمع من يستنكر او يدين اعمال الارهاب التي تطول البنى التحتية ومرتكزات الاقتصاد ومصادر الثروة وبعد ممارسات شائنة عبر سياسة الارض المحروقة يقولون انظروا ان الحكومة وقوات التحالف لا تسعى من اجل البناء والاستقرار والسلام وهو ذات المنطق الذي كان يتحجج به النظام البائد في تشبثه بالسلطة عبر التخويف من المجهول القادم في حالة انهياره على الرغم من ان تداعيات سقوطه هي من جنسه.

الطغيان هو تاريخ العراق المؤلم وظلامه الدامس منحت له الفرصة تلو الاخرى طوال قرون ولم يصلح حاله حتى مع وجود ثروات اقتصادية وبشرية هائلة، ولو اعتمد سياسة (المحاولة والخطأ) التي تلجأ اليها الكائنات الاخرى في تلمسها الطريق والخلاص لربما اهتدت الدكتاتورية الى ما هو أفضل في حياة الشعوب ولكن الطغيان بلا ذاكرة وقيم وهو لا يلد سوى الموت والخراب والدمار.

فالدكتاتورية خاضت تجربة الحكم على مدى مئات السنين فكان حصادها الحروب والاستعباد والاضطهاد، فدعوا الديمقراطية تجرب حظها في العراق من خلال بضعة عقود من السنين وبعدها يمكن ان نحكم على النتائج، هذا ان كانوا يؤمنون بالانصاف والموضوعية ويحلمون بغد يحترم كرامة الانسان وحقوقه.

نحن نعلم ان الادارة الاميركية ارتكبت الكثير من الاخطاء في العراق ولكنها تسعى الى الاستفادة من تجاربها من خلال وجود منافسة سياسية لها في الكونغرس ومراقبة الرأي العام والاعلام في الولايات المتحدة الاميركية وهي بذلك ملزمة في تحقيق نتائج سريعة وملموسة على الارض، وما الصراع الدائر الان بين ادارة الرئيس الاميركي والحزب الديمقراطي حول جدولة الانسحاب وضرورة فتح قنوات دبلوماسية مع دول الجوار الا دليل على صحة ونضج التجربة الديمقراطية.

لنأخذ تجربة النظام الدكتاتوري في العراق ومدى استفادته من الاخطاء والتجارب التي مر بها طوال حكمه في العراق، نلاحظ فقدانه المصداقية سواء في تحالفاته مع احزاب المعارضة ام الاتفاقات التي عقدها مع دول الجوار، فلقد عقد اتفاقية (1975) مع شاه ايران وتنازل بموجبها عن حقوق العراق في مياه شط العرب مقابل بطشه وقمعه للشعب الكوردي ثم عاد لينقض هذه الاتفاقية بعد الحرب الايرانية وبعد تضحيات جسام للشعب العراقي عاد واعلن عن رغبته بالعودة الى تلك الاتفاقية ليعد نفسه لحرب جديدة ضد الكويت.

هكذا هو الطغيان يقتات على متوالية من الحروب والازمات ولا توجد فيها اية بارقة للأمل في نمو الحرية وعليه فان الفوضى التي يعيشها العراق الان قد تلد الحرية يوماً ما.

يقول الباحث ميثم الجنابي في حوار مع صحيفة الصباح (السبت 21 نيسان 2007 م ) ما حدث في العراق منعطف تاريخي، من حيث كونه يحتوي للمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث على تنوع الاحتمالات والبدائل اي انه منعطف تاريخي هائل بالنسبة للاحتمالات والبدائل.
فقد كان المستقبل فيما مضى واضحاً وجلياً ولا حياد فيه! اما انحدار نحو الهاوية او موت بطيء ، اما الان فان المجهول يعادل البحث عن بدائل.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين سلة المهجرين قسراً؟
- الطعام و السياسة
- التوريث الثوري
- خرافة انتصار البطل
- آخر الدواء
- جدلية المثقف والجمهور
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية
- صدمة المستقبل
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم الحسن - الدهر والعطار.... في الأزمة العراقية