أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟















المزيد.....

إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 08:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تعيش الشعوب والمجتمعات بفضل الوسائل التكنولوجية الحديثة مرحلة هامة من مراحل تطورها الإنسانى الحديث ، وقد أستفاد مجال الصحافة والإعلام من التقدم التكنولوجى كثيراُ مما ساعد على أنتشار الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية التى أحدثت نقلة كبيرة فى المجتمعات .
فى الماضى كانت توجد فقط الصحافة الورقية أما الآن توجد الصحافة الألكترونية التى أفرزت لنا صحافة المواطنين وذلك بفضل عالم الأنترنت الذى أتاح للمواطن التعبير عن أفكاره بحرية وإنشاء مواقع ألكترونية ينشر فيها بحرية ما يتعرض له مجتمعه من مشاكل .
إذن صحافة المواطنين هى الصحافة التى يقوم فيها المواطن بدور الصحفى الذى ينقل الأخبار من مواقع الأحداث الحية مستخدماُ كافة الوسائل التكنولوجية المتاحة لعرض الخبر بصورة واقعية وقد رأينا ذلك فى الوسيلة الإعلامية الجديدة أى المدونات الألكترونية التى أتاحت الفرصة أمام كثير من المواطنين فى دولاً عديدة لتوضيح الحقائق ونشر الجرائم التى تخفيها قوى السلطة والحكم بدون أن يكون خلفه رقابة رئيس تحرير صحيفة أو مجلة تقوم بحذف ما يخاف منه النظام الحاكم.
صحافة المواطنين أنهت أحتكار الصحافة التقليدية للأخبار والسبق الصحفى وأصبح المواطن العادى يسبق الصحفى التقليدى فى نقل الأحداث كما رأينا فى تفجيرات بريطانيا وغيرها من دول العالم.
من التواريخ الهامة فى إعلامنا المعاصر كان السابع من يوليو 2005 يوم حدوث التفجيرات الإرهابية لأنفاق لندن ، حيث تدفق سيل من الأخبار النصية ولقطات الفيديو من المواطنين إلى وسائل الإعلام على الأنترنت بصورة لم يسبق لها مثيل وكان لها التأثير الكبير على دقة تلك الأخبار ومتابعة الكثيرين لها.
صحافة المواطنين هى صحافة المشاركة والحوار والأبداع، صحافة التفاعل مع الأحداث فلم يعد المواطن عاجزاً عن لعب دور فى تحقيق التغيير فى مجتمعه بل تعددت الوسائل التى بها يستطيع أن يعبر المواطن عن نفسه بحرية أمام الحكومات القمعية وصحافتها التى تزيف الحقائق والأخبار وأستطاعت إحكام السيطرة على أجهزة المجتمع .
ستنجح صحافة المواطنين عندما يدرك المواطن نفسه دوره الفعال والمؤثر فى إحداث التغيير الإجتماعى والأقتصادى والسياسى والثقافى عبر صحافة تلتزم بالقيم والأخلاق بعيداً عن التجارة بمستقبل وحياة البشر وهذا يعنى نقل الحقيقة بموضوعية وعدم الأنحياز إلى جانب على حساب الآخر ، يعنى الأبتعاد عن التكهنات والآراء الشخصية المتعصبة لفكر أو أيديولوجية معينة.
صحافة المواطنين ستزداد مساحتها عندما يؤمن المواطن الصحفى بدوره فى فضح الجرائم والأضطهادات التى يتعرض لها الأخرين فى المجتمع بحيادية تجبر الحكومات على تغيير سياساتها القمعية أو الدكتاتورية التى تسلب وتنتهك حقوق المواطنين.
يجب أن تكون تغطية صحافة المواطنين نابعة من مشاكل المجتمع ذاته وتغطى كل أفراده بعيداً عن الأختلافات الأيديولوجية والدينية وغيرها من الأختلافات التى تدمر حيادية العمل الصحفى وتصنع التشوهات التى تصيب فى مقتل جوهر المجتمع الإنسانى.
عندما ننظر بدقة إلى الصحافة التقليدية المهنية نجد أنها عملت على إنحسار الوعى لدى المواطنين وذلك بنشر كل ما يتوافق مع مصالح السلطات الحاكمة وبالطبع فإنه سيتعارض مع مصالح المواطنين ، من هنا يمكننا الخروج بفهم واضح وهو التضليل والخداع هما من عناصر إنعدام القيم والأخلاق لدى المسئولين عن الصحافة التقليدية والتى بدأت تنكشف بفضل المدونات الصحفية الجريئة للمواطنين.
نحن أمام أنظمة سياسية تعمل على تقليص حرية الصحافة وعلى سبيل المثال نجد أن رجال الشرطة فى البرازيل يهددون الصحفيون بالقتل لو قاموا بتصوير الفقراء الساكنين فى بيوت من الصفيح تماماً مثلما حدث مع صحفيين ومدونيين مصريين وحكم على البعض بالسجن فلا ننسى الشاب عبد الكريم عامر المدون الذى يقضى أربعة سنوات بالسجن ، والأمثلة كثيرة فى كل بلد حيث توجد دكتاتورية.
مما لا شك فيه أن ميدان الصحافة والإعلام لم يعد حكراً على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة المواطنين مما سيصنع تنوعاً كبيراً فى الموضوعات والأخبار خاصة وأن صحافة المواطنين لديها الجرأة فى تناول الأحداث من وجهة نظر المواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو الحكام.
صحافة المواطنين لكى تسير نحو المستقبل بخطى ثابتة ، لابد من القضاء على الفوضى ولغة البذاءة التى تسود عالمها الناشئ لتقديم نماذج إصلاحية جديرة بالأقتداء وأن يعتبرها المواطن صحافة بديلة ومكملة للصحافة التقليدية، وليست عدواً لها وسيكون التفاعل الإيجابى بينهم صورة من صور تطوير الأداء المهنى لخدمة الوطن والمواطن.
عندما يؤمن المواطن بأنه إنسان فاعل وليس مفعولاً به ستتقدم صحافة المواطنين وتأخذ مكانها الريادى فى حمل شعلة العلم والثقافة والإعلام، ويتم ترسيخ قواعد مهنية وأخلاقية يلتزم بها مواطنون صحفيون بلا حدود يرفضون لغة الشتائم والإهانات والأتهامات التى لا أساس لها من الصحة القائمة على الإنفعالات والأحقاد والتى تهدم البناء الثقافى للمواطن، قواعد ترفض الأزدواجية فى شخصية المواطن الصحفى.
صحافة المواطنين نجاحها وأزدهار مستقبلها ينبع من أنها صحافة شعبية نابعة من المواطنين أنفسهم ، وهذا يفرض على المواطن ضرورة الوعى الثقافى بمقدار الحرية على الأنترنت والتى جعلته قادر على إيصال صوته إلى مجتمع أكبر يستطيع أن يتضامن معه ويتفهم قضيته.
هناك تحديات كثيرة تواجهها صحافة المواطنين منها رد فعل وسائل الإعلام التقليدى والقوى السياسية المناهضة للديمقراطية وحرية الفرد خاصةً فى الدول العربية التى تضع القوانين المقيدة لنشر الأخبار والتحقيقات الصحفية فى الجرائم وقضايا الفساد المنتشرة ، وذلك عكس الدول المتقدمة التى تحمى الصحفى المهنى أو الصحفى المواطن.
لكن صحافة المواطنين بالرغم من العقبات والأجهزة الرقابية التى تستخدمها القوى الأمنية للأنظمة السياسية، إلا أنها ستفتح أبواب حرية التعبير ونقل الأخبار بشكل أوسع لأنها صحافة تسمح للمواطن العادى بالقيام بدور الصحفى وتوصيل أفكاره بحرية لجمهور المواطنين بعيداً عن الأنحطاط الفكرى الذى تفرضه غرائز العنصرية والطائفية والإثارة الدينية.
ستكون صحافة المواطنين صحافة واقعية عندما تقدم خدماتها للمواطن بواسطة صحفى يستطيع أستيعاب تكنولوجيا العصر لصنع صحافة الغد الشعبية ، وهذا ما ينتظره جميع المخلصين من أبناء الأوطان.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارفور الفساد العربى
- الحوار المتمدن فى عالم دكتاتورى
- النكبة والثقافة العربية
- المرأة فى عالم الرجال
- الإصلاح العربى الإنسانى
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية
- مصر والهويات الضائعة
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - إلى أين تتجه صحافة المواطنين؟