أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الصالحي - مَقاتل تموز














المزيد.....

مَقاتل تموز


سعد الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:40
المحور: الادب والفن
    



ليلة َ أيقظني الصحب على الشرفات الملكية ، ورحت أصرخ هاأنذا ياصحبُ ألمح وجه النار..ألقموني علقة الدم وعلّقوا لي أرنبا صغيرا على باب الدار

إني عدتُ من زَبَد النار بردا وسلاما ، لأرى أرضا خضراء ، ونساءً يهرعن مثل الماء صوب سواحل تلمع من فرط النور، لأرى أسرابأ تكتب هجرتها بالفصول ، وصبْيَة يرحلون عني .. فلا أدرك مغزى هذه المكيدة !!

إني أحتضن أغرابا وأقبّلُ وجوها مثل دموعي ، أستجير بالصباح .. وهو مسيح يقبّلُني من جديد .. فمَن يمنحني بقية النهار ؟

أستجير بكما ، وأنتما تفكان ألغاز القلاع المحتلّة بقبعات العساكر ودكاكين الدجاج ، تحطّان ملاكين ، يقدمان طبقا من الزيتون ويهيئان لي فراشا ملكيّا على الشرفات ، فأنسج كلمات ، يستقيم بها القبو .. والرواق .. والبلاط .. وأشهد عند القيامة للمدن المحروقة .. والمدن المسروقة .. وفتية .. وصبايا .. وبقايا رفات

هكذا قضي الأمر
(( كلّنا لآدم .. وادم مـِن )) ..
بين السواتر يرّوض قنص الأبناء ، من أول الزمان مفجوعا تلاحقه الخنازير والرعاع وأنصاف المجانين – قفرا بين الدم الواحد – مسربلون بالطفّ ، مسربلون بالعَدْو .. والفجيعة والبكاء ، من أول الزمان كربلاء ، من أول الزمان والخنازيرُ تلاحقه وأنصاف المجانين والرعاع

ما سليمانَ كنتُ ليرتدَّ طرْفي فأراهُ ، تدحرج الرأس ، تدحرجتُ ، رأيتُ مارأيتُ ، الرقصُ هو الرقصُ ، لاأنكرُ ذبحَ الأنبياء ، ولا أنكر أني ..

هكذا قضي الأمرُ
قاتلوا بذنوبكم
قيلَ :
(( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها .. ))
ورميتُ بقلبي ، قلْ ، رميتُ قلبي ، ورمى الآخرون حتى ملأنا الأرض وأنهينا الحروبَ بوجوه باردة وأجساد بلا قلوب ، لا تسأل بألحاح عن الرؤوس التي حُصدَت ، عن تاج ٍ وسيّاف ٍ وأباطرة ٍ وملوك ، ولا أنكر أني ..

أتحدّثُ عن :
مغامرين بسعة الرغبة
مقامرين على النساء بضربات من علامة الجزاء
ملحدين بربوبية مردوخ
أرامل فاسدات بنكهة كلاب السوق في عكاظ
تاريخ رخيص بثمن اللحظة التي ماتذكرَته
أتحدث عن خراب يتأكد كل عام بكرنفال عراقي .. !

فأرى الأرض كلها شرقا وأمهات تجئ بالضوء والياسمين
ولا تجئ بالزمن ،
تجئ بالصوت والألم الساحر
ولا تجئ بالمسافات ..
مخاضات .. بطول الألف الممدود ، وأحلام بطيّ النون ..
فأنسج عبر بلاهات المعاني وأيقاعات الجسد الخراب ..
كلمات ..
يستقيم بها القبو .. والرواق .. والبلاط ..
وأشهدُ عند القيامة للمدن المحروقة
والمدن المسروقة
وفتية .. وصبايا .. وبقايا رفات .

تكريت - 1996



#سعد_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الصالحي - مَقاتل تموز