منتدى الثقافة التقدمية
الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الطائفية كلمة مشتقة من طائفة , وهي مجموعة رابطها دين أو معتقد واحد , وهذا ليس موضوع البحث , لأنه من الوقائع التاريخية التي لا خلاف عليها , وما يهمنا هو مايجري من تمييز بين المواطنين على أساس طائفي , وما يدعى بالسياسة الطائفية , وعليه يمكن تحديد مظاهر الطائفية السياسية وفقا لما سبق بما يلي .
1- بتعلق بالجهة التي تمارس التمييز الطائفي
ممارسة استثناء أو تفضيل على أساس الدين أو المعتقد يستهدف إعطاء أفراد هذه الجهه أو تلك امتيازا خاصا او دورا يخل بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص للأفراد في المجتمع .
2- الجهه التي يمارس التمييز الطائفي ضدها
ممارسة التقييد والتفريق على أساس الدين أو المعتقد يستهدف إلغاء او إضعاف وتهميش الاعتراف بالحقوق المدنية والسياسية لأفراد هذه الجهة
مايهمنا هنا ليس الحالات الفردية وإنما النهج والأسلوب الذي يتبع ويمارس مع مجموعة معينة كأساس للتصرف إزائها لان خطورة الطائفية السياسية تكمن في اعتبارها سياسة منهجية في المجتمع والدولة
ان أي نظام او حزب يعتمد التمييز بين البشر سواء كان هذا التمييز عنصريا او طائفيا منطلقاته تعصبية تقتضي استعباد ضحايا التمييز ويتخذ أشكالا عديدة تبدأ بالقمع وتنتهي بإبادة ضحاياه مرورا بطردهم وتهجيرهم
وقد سعى المجتمع الدولي لإزالة التمييز لدين أو معتقد , بعد أن عمد على محاربة وتحجيم التمييز ذو الصبغة العرقية والجنس واللون واللغة والمتعارف عليه بالتمييز العنصري
فقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانا بتاريخ العام 1981 بعنوان , إزالة جميع أشكال التعصب والتمييز المبنيين على الدين أو المعتقد , وقد عرفت المادة 2 من هذا الإعلان , تعبير التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين والمعتقد بأنه (أي تفريق أو استثناء أو تقييد او تفضيل يقوم على أساس الدين أو المعتقد ويكون غرضه او أثره إلغاء او إضعاف الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية او التمتع بها او ممارستها على أساس من المساواة )
ونصت المادة 3 من الإعلان على إن
(التمييز بين البشر على أساس الدين او المعتقد اهانة للكرامة الإنسانية وإنكار لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبجب أن يدان بوصفه انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الاساسية ) .
خطورة الطائفية السياسية على الأمن الوطني العراقي والعربي
1- تفتيت الوحدة الوطنية العراقية تمهيدا لتقسيم العراق إلى دويلات طائفية فبدلا من الولاء للوطن يتحول الولاء للطائفة , وينظر المواطن للوطن من خلال طائفته لا العكس .
2- القضاء على التيار القومي وإيقاف مده ومحاربته , والعمل على نشر المد الطائفي , إن القوى الاستعمارية والصهيونية تعرف تماما إن التيارات الطائفية تشكل أهم الكوابح للحركة الوطنية والقومية .
3- تهيئة المناخ النفسي للحروب الطائفية , ومد القوى الطائفية بما تحتاجه لإدامة الإرهاب الطائفي وخلق صراعات ثانوية تبعد القوى الثورية عن الهدف الرئيسي في مقارعة الاحتلال
4- فسح المجال للقوى الخارجية والطامعة في العراق للتدخل وتشكيل المليشيات وتدريبها وتجهيزها بالأسلحة لقتل العراقيين مع كل العون الضروري لضمان سيطرتها على مقدرات العراق وجعله تابعا لهذه القوى الظلامية القادمة من القرون الوسطى للقضاء على كل ثقافة وفكر حر وإسكات كل صوت تقدمي شريف .
الصهيونية وعلاقتها بالطائفية في العراق
ان الفكرة التي تأسست عليها دولة إسرائيل هي العنصرية العدوانية التي تروم احتلال الوطن العربي بكل الأشكال وتقسيمه إلى كيانات طائفية عنصرية تكون إسرائيل في وسطها الأقوى والأشد مراسا , فقد جاء في مقال للصهيوني إسرائيل شاهاك نشر في جريدة معاريف الإسرائيلية في العام 1982مايلي
( يمثل المقال التالي في رأيي المشروع الدقيق والتفصيلي لمستقبل الشرق الأوسط حسب الرؤية الصهيونية , والذي يقوم على تقسيم المنطقة كلها إلى كيانات صغيرة وتذويب كل الدول العربية القائمة , إن الحرب في لبنان والحرب العراقية الإيرانية هي مرحلة تكتيكية في خدمة الإستراتيجية المستقبلية حيث إنها مقدمة ا لما نريده , والحديث لازال لشاهاك , فهي تساعد على نمو الطائفية في المنطقة العربية التي ستقدم لإسرائيل خدمة لا تقدر بثمن )
- أما الصهيوني زئيف شيف المراسل العسكري لصحيفة هاارتس فقد اعلنها صراحة بمقال نشر في الصحيفة بتاريخ 2/6/1982 وهو يعلق على حرب العراق وإيران جاء فيه ( أفضل مايمكن لمصلحة إسرائيل في العراق هو تفتيته إلى دويلات طائفية متعددة والعراق الغني بالنفط من ناحية لو تمزق داخليا يكون بالنسبة لنا أفضل من تفتيت سوريا فالعراق اقوي واغني من سوريا إن الحرب العراقية الإيرانية او أي حرب عربية عربية يمكن إحداث تقسيم للعراق على أسس عرقية ودينية وطائفية ويمكن للحرب العراقية الإيرانية الحالية ان تعمق هذا الاستقطاب )
وبعد مرور ربع قرن تحقق لإسرائيل ما ارادت ونجح التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي , ان العراقيين كافة مدعوون اليوم لإيقاف هذا المشروع الصهيوني وذلك من خلال تشكيل جبهة شعبية وطنية لمحاربة الطائفية والعنصرية ودعاتها في العراق , ومقاومة المخطط الصهيوني الاستعماري الداعم للطائفية , والقضاء على هذا الداء هو مطلب وطني وقومي وأنساني .
أبو خالد
منتدى الثقافة التقدمية
#منتدى_الثقافة_التقدمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
