أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟















المزيد.....

ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 08:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


صرح الرئيس مؤخرا بأن الخلية التي تم إلقاء القبض عليها هي خلية إسرائيلية ، وهذه الخلية متهمة بالعمل على تفجير سفارات أمريكية وبريطانية وسعودية وإماراتية ، وأن هذا الاكتشاف جاء بناءً على وجود رسائل في الحاسوب التابع لتلك الخلية حيث تم الحصول على رسائل متبادلة فيما بينهم وبين أحد الجهات الإستخبارية الإسرائيلية .


وهنا نستطيع أن نفهم وحسب الإيحاء الصادر من تصريح رئيس الجمهورية بأن إسرائيل وعبر عملائها في اليمن تسعى إلى ضرب سفارات حلفائها الأهم في العالم كأمريكا وبريطانيا وأيضا ضرب حلفاء حلفائها كالسعودية والإمارات ، أما أهداف هذا العمل فهي غير مفهومة ، لأنه لا معنى حقيقي لقيام إسرائيل بمثل هذا العمل وذلك لأسباب عديدة ربما أهمها بأن اليمن وكثقل سياسي أو اقتصادي لا تشكل خطرا على إسرائيل حتى على الأمد البعيد حتى تقوم بتوريطه مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن العلاقات بين اليمن وبين أمريكا هي في مستوى متدني جدا ولا حاجة أبدا لزيادة التوتر فيما بينهما .


لو كان لدى إسرائيل رغبة في ضرب حلفائها من باب تأليبها وتحريضها ضد أعدائها ، فكان ومن باب أجدر قيام إسرائيل بتشكيل خلية إسلامية في لبنان وضرب سفارة أمريكا في بيروت حتى تلصق التهمة بألد أعدائها وأكثرها خطرا على أمنها وهي حزب الله ، فهذه خطة أكثر فهما وعقلانية ، لأنها ستضرب عصفورين في حجر واحد أولهما التحريض ضد حزب الله وثانيهما تشديد الضغط على إيران وسوريا ، ولن ينصت أحد " كالعادة " لأي نفي من هاتان الدولتان بل ستلصق بهم التهم فورا كما حدث لعملية اغتيال رفيق الحريري .


إذا ما هو المغزى من تصريح الرئيس ، وهل هذا التصريح سيجعل من الرئيس مثلا بطل قومي مستهدف من إسرائيل أم أن القصد منه تشويه سمعة التيارات الإسلامية التي ترفع السلاح كطريقة وحيدة لتحقيق أهدافها .


أحسب أن الجماعات الإسلامية أصبحت معزولة عن مجتمعها نتيجة لأعمالها التي يذهب ضحيتها في الغالب أشخاص أبرياء ، كما أن منهجها التي تنادي به لم يعد مقبولا لدى الغالبية العظمى من الشعب اليمني وأن الصراع معها هو واجب وطني بحت يتحتم على الجميع مناهضته والوقوف ضده بشتى الوسائل الفكرية والثقافية والاجتماعية والعسكرية بل انه هنالك شبه إجماع وطني على رفض تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة لأن خطرها لن يتوقف على السفارات الأجنبية وحسب بل سيتعدى ذلك إلى كل مناحي الحياة في المجتمع اليمني .


إذا لماذا قال الرئيس ما قاله ؟ في الفترة الماضية ظهرت الكثير من التقارير المحلية والدولية تشير بأصبع الاتهام نحو النظام اليمني و تورطه بعلاقات وثيقة مع قادة القاعدة في اليمن وأنه هنالك الكثير من القيادات العسكرية والأمنية تتعاطف بشكل أو بآخر مع ذلك التنظيم ، بل أن العالم كان يراقب وبكثير من الذهول هرب قادة ذلك التنظيم من سجون الدولة بشكل مثير للسخرية وبطريقة هوليودية ، ثم يشاهد الهاربون وهم يتجولون في العاصمة صنعاء ويحضرون محاكم زملائهم وبمعيتهم مرافقين مسلحين ويغادروا قاعات المحاكم دون أن يمسهم أحد ، هذه الأفعال أثارت سخط المجتمع الدولي وتحديدا غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي قلصت من حضورها الدبلوماسي واعتمدت قرارات صارمة تجاه اليمن منها خفض المساعدات ومنع أي مواطن يمني من الذهاب إلى أمريكا عبر إصدار قوانين كعدم التعامل مع أي شخص يتعاطى القات مما يعني منع تام لأي يمني من زيارة أمريكا ، والغضب الأمريكي يعني غضب دولي وعزل تام لدولة مازالت تتخبط في أبسط مقومات بناؤها بل أن الكثيرون يرون أن تسمية دولة غير لائق لكيان مثل اليمن ، فالدولة تعني مفاهيم وأساس ومبادئ لا يمتلكها النظام الحاكم منذ ثلاثون عاما .


فهل يا ترى تصريح الرئيس بهذا الشكل يعني خلط الأوراق ومحاولة أبعاد تهمة تورط أركان دولته في التعامل الجاد مع الجماعات الدينية وتحديدا مع تنظيم القاعدة عبر اتهام إسرائيل بتجنيد هذه الجماعات لزعزعة أمن بلاده ، فنحن مازلنا نتذكر اتهام إيران وليبيا في دعمهم للحوثيين ،وأيضا اتهام قوى خارجية غير محددة في دعم الجنوبيون في مطالبهم لحق الانفصال وأخيرا وقعت إسرائيل على الخارطة ليزج بها في العراك السياسي الداخلي لليمن .


الرئيس فشل في ضبط الأمور داخل اليمن رغم حكمة الطويل ، وهذه جدلية تستدعي الدراسة ، فكيف برئيس لا يجيد السيطرة على البلاد التي يحكمها أن يستمر بالحكم كل تلك المدة المنصرمة ، هنالك من يقول أن البلاد تدار بإثارة الأزمات وأنه وكسياسة متبعة لا يسمح النظام إطلاقا بالهدوء المتواصل وحتى يضمن بقائه عليه دوما أن يخلق أعداءا له حتى يجيش المشاعر والإعلام والجيش في صفه ، وألان نحن أمام آخر الأعداء ألا وهي إسرائيل .


طبعا ليسمن اللائق أخلاقيا أن يكتب المرء في مثل هكذا موضوع لأن شبهة ظهوره كالمدافع عن إسرائيل هي شبهة واردة ومحتملة ، وخاصة أن عقلية النظام وضعت في حسبانها أنه هنالك من سيحاول أن يرفض نظرية تعامل الجهات الإسلامية مع الكيان الصهيوني ، فيتهم فورا بأنه هو الآخر عميل إسرائيلي يدافع عنها ، وان نجا من هذه التهمة فهو ولا شك ينحاز إلى الجهات الإسلامية المتطرفة ، وبين هاذين الناريين هنالك من يطلب السلامة .


لكن هذا لا ينبغي أن يكون ، وعلى النظام الحاكم أن يفهم أن هذه اللعبة باتت قديمة ، وأنه لو كان هنالك تآمر فعلا ، فأنه هو الوحيد المتهم بهذه المؤامرة على حياة الشعب اليمني وإرهاقه طوال العهود الماضية بكل أثقال الحياة .


وأيضا نعرف بأن إسرائيل ليست بحاجة إلى توريط دولة بائسة كاليمن مع القوى العظمى فاليمن لديها من مشاكل وعقبات ما قد يجعلها بعيدة عن الصراع العربي الإسرائيلي عشرات السنين القادمة ، وأن الحل النزيه هو البحث عن المشكلة الأساسية التي تسببت في فلتان الأمن وتغول القوى المتطرفة التي ترى في اليمن مرتع خصب لنموها وانتشارها عوضا عن البحث الدائم عن مشجب خارجي نعلق عليه كل فشلنا ومصائبنا ، لأن هذا المشجب لا يستخدمه إلا من لا يريد أن يجد حلولا جذرية للمشاكل القائمة بقدر رغبته المفضوحة بترحيل الأزمات بشكل سطحي .





#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء
- مع الأمريكان وضد الأختلاط
- الأمر سهل : ليقدم الرئيس اليمني أستقالته فورا
- أين تكمن قداسة الوحدة اليمنية
- لابأس بعدم حضور السعودية ومصر إلى القمة العربية
- مازلتُ مثلما تركتني
- تغزلا بقناة الجزيرة الرئيس اليمني يصرخ أووولي
- حين يكون - الجن - مُلهماً
- مش عاوزين جعجة فضائيات
- هشاشة أحزاب المعارضة اليمنية من الداخل - الناصري - إنموذجا
- أوقات فراغ مستبدة
- المشهد العربي قبل مؤتمر أنابوليس
- وأن جلد ظهرك وأخذ مالك
- لن أبقى وحيدا أقاوم
- ماذا لو أضفنا هذا البند إلى مبادرة الرئيس


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟