أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - شاكر الناصري - الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق














المزيد.....

الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 09:22
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


ليس ثمة بشاعة أكثر من ان نجمل الموت والقتل واليات تنفيذه او ان نسبغ عليه صفات أنسانية او قانونية خصوصا اذا ما كان تنفيذه وفقا لعقوبة الاعدام . فليس من جريمة أشد من تشريع وتنفيذ قتل الانسان مهما كانت التهمة الموجهه له .
وللاسف فكأن القوانين التي وضعها الانسان او تلك التي أستمدها من الديانات التي( يقال أنها ديانات) تدعي التسامح والرحمة ، لايمكن ان تطبق بشكلها الصحيح اذا لم تكن عقوبة الاعدام الوحشية من ضمنها او على رأس قوانين العقوبات .
تتحدث الانباء عن عملية اعدامات سرية تم تنفيذها في سجن الكاظمية الشهير او الشعبة الخامسة في عهد نظام القمع والتوحش البعثي السابق ، أعدامات طالت 100 سجين عراقي، كلهم متهمين بدعم الجماعات المسلحة. وتتحدث الانباء ايضا ان عمليات الاعدام يعاد تنفيذها عدة مرات (حتى تكتمل بشاعتها ووحشيتها ) ثم يتم أطلاق رصاصة في رأس المعدوم.. ".ان عملية الاعدام ليست وحشية " ( كما) يقول حمزة كامل الناطق الرسمي بأسم وزارة حقوق الانسان في العراق ، مكذبا روبرت فيسك المراسل البريطاني الذي اورد الخبر، ويكمل " بل هي قانونية وأستنفذت كافة طرق الطعن والاستئناف "، كيف هي الوحشية أذا ياسيادة الناطق الرسمي بأسم وزارة كان يجب ان يشكل الغاء عقوبة الاعدام واحدة من أهم اولوياتها خصوصا وأنها تعمل في بلد مثل العراق يمارس فيه قتل الانسان ببساطة ويسر ليس له مثيل، فالكل يقتل .الاحتلال ،وقوات الحكومة، والمليشيات، والعشائر، والعصابات، وفيلق القدس ، ومخابرات الجوار حتى تجد ان هذه القوى في تنافس محموم حول من يقتل أكثر من العراقيين وبطرق مختلفة ، فالقتل بالعبوات الناسفة او بالطائرات والمفخخات والصواريخ او بالاعدام او بكواتم الصوت كله يؤدي الى نتيجة واحدة مفادها ان ثمة مصالح لابد وان تتحقق ، فهناك من يدعي فرض القانون مثلا او مكافحة الارهاب اوالحصول على الاموال او بسط نفوذ حزب او مليشيا ما. ياأيها الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان في العراق ، الدفاع عن تنفيذ عقوبة الاعدام وعن قانونية تنفيذها لايعني سوى المشاركة فيها.
لقد ورثنا نحن العراقيين من صدام حسين ونظامه الكثير ولعل الابرز في هذا الارث اننا لانحترم أدمية الانسان ولا أنسانيته وكرامته ، حتى بتنا نعيد جرائمه بمسميات مختلفة ومخادعة كل يوم وكأن هذا الطاغوت الدموي سيعيش معنا أبد الدهر او انه الذعر الذي لايفارقنا ابدا ، ورثنا منه سحق من يعارضنا او يخالفنا في الراي فكيف اذا ما حمل السلاح ، ورثنا منه أن نقتل او نعدم من يسعى لان يشير الى حجم الخراب الذي لحق بنا جراء صمتنا او جراء مشاركتنا في كل ما حدث، ورثنا منه القوانين الوحشية بكل عقوباتها ، ورثنا منه التسلط والاستبداد ، فما يمارس الان في العراق هو تسلط وأستبداد تمارسه الاحزاب الطائفية والقومية ومليشياتها المسلحة في عملية استنساخ مفضوحة لكل ما فعله صدام ونظامه واجهزته القمعية والبوليسية حتى تتمكن من تثبيت حكمها وتسلطها ، ومثلما ورثنا منه كل هذا الذي تقدم ، فاننا ورثنا منه الابنية والسجون والاقبية المظلمة التي عمدت بدماء الالاف من أبناء العراق .
من المؤكد ان حرص السلطات في العراق الجديد جدا على استغلال نفس الابنية التي كان نظام صدام حسين يستخدمها لاذلال العراقيين وأعدامهم يحمل الكثير من الدلالات والمعاني التي تحدثنا عنها قبل قليل ولعل الابرز من تلك الدلالات ان جميع من في الحكم وسلطة المليشيات يريدون ان يبقى صدام حسين شبحا يحوم على رؤوس العراقيين حتى وقت طويل جدا.
(أهدموا هذه الابنية والاقبية والسجون والزنازين الموحشة او أغلقوها او حولوها الى متاحف كما فعلت دول العالم المتحضر التي تخجل من ماضيها الدموي ، متاحف حتى يتعرف كل من يزورها على مدى وحشية أنظمة الحكم في هذا البلد ومدى الكراهية التي كانت تتعامل بها مع الانسان )، كلمة " كنا" نتمنى لو ان السيد الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان في العراق كان قد نطق بها.
ترى ماذا يحدث لو أن هذه الابنية التي تثير الذعر، قد تم تحويلها الى حدائق ومعامل او مدارس و رياض للاطفال ، ترى هل تتمكن الزهور من أن تنبت في أرض أغرقت بدماء الالاف من العراقيينٌ ؟ ام أن الارض ستكون عاقرا وتخجل من ان تسمح لزهرة او نبتة ما ان تنبت فيها؟ الا تتردد أصداء صرخات من ماتوا او عذبوا بين جدران هذه الابنية..؟.
من المؤكد ان من يطالب بألغاء عقوبة الاعدام في العراق الان سيواجه بتهم كثيرة من السهل تعدادها لمن يريد أبقاء هذه العقوبة الوحشية حتى يعم الامن والاستقرار !!!! . الاعدام عقوبة وحشية تتناقض مع وجود وكرامة الانسان . الاصرار على العمل بها وتنفيذها يشكل جريمة بحق شعب عانى كثيرا من مرارة الاعدامات والتعذيب والسجون و التصفيات الجسدية. هذه الجريمة البشعة لابد وان تجابه بحزم من قوى كثيرة في العراق تسعى لان يتحول هذا البلد الى مكان يكون الانسان فيه ، بآماله واحلامه وتطلعاته، بحريته وحقوقه هو القيمة العليا.




#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - شاكر الناصري - الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق