أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح الشرقي المرابطي - أزمة خانقة يجب استئصال شأفتها














المزيد.....

أزمة خانقة يجب استئصال شأفتها


صباح الشرقي المرابطي

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:10
المحور: حقوق الانسان
    


ها نحن اليوم نقف على مشارف أعتاب الألفية الثالثة ونقف كذلك عند مجمل الأحداث والوقائع التي واجهت
عالمنا الإسلامي فوجهت مصيره للأسوأ بسبب مفعولها الذي لا زال يؤذي العباد بصفة مباشرة أو غيرها ،
فالمسلمون يقفون حاليا في مأزق تاريخي وإنساني وسياسي واقتصادي وأخلاقي لا يحسدون عليه، سيما أمام
مهرجان التغيير والحداثة والتطوير الذي غالبا ما يجبرهم على تحمل الأضرار بصمت وبدون أدنى مقاومة.


الشواهد عديدة ولنتناول منها كمثال حي " أزمة الغلاء " التي عصفت بحياة المواطنين عموما وذوي الدخل
المحدود في المنظومة الاستهلاكية خصوصا لأنهم هم الأكثر تضررا، فاختلال الموازين التجارية والإنسانية
منح للقوة المدمرة صلابتها في تحويل هيكلة الاقتصاد العالمي ومن ثم في شحن أذهان العباد لأن بعدها البشري
وعبئها الواقعي جعل المواطنين غير قادرين على مواجهة حرب تدمير البطون ومواكبة صيرورة الحياة خصوصا
أمام عجز أولياء أمورهم من احتواء الأزمة الجارفة لحق الفرد على وطنه أو التصدي لها من خلال خلق منظومة
واضحة و محددة من التشريعات ذات الأهداف الأصلية التي تحمي الفرد من الجوع وتقيه من الانحراف وتؤمن له
ولنسله حياة كريمة بل تخدم مصالحه والأهداف الإنسانية في وقت عصيب.


لقد بلغت الحضارة الإسلامية أوجها في الماضي وامتدت خارج حدودها واخترقت الصعاب بفضل ذكاء رجالها
وصدى أفكارهم العامة الفعالة الناجعة التي جعلت تاريخ المسلمين مليء بالبطولة والانتصار والمواقف
الحازمة نقيض ما نلمسه اليوم من تخاذل وانبطاح وتبعية وفساد حتى أضحت الجماهير في حيرة على ماضيها
المجيد وحسرة على حاضرها المرير الفاقد للأمن والاستقرار الخالي من الغايات الإنسانية التي تضعف الأمل
في تحقيق وضع أفضل مما هم عليه في الوقت الراهن.

أصبح كاهل الأمة مثقل بالأعباء ورقعة الفقر اتسعت والاحتجاجات تضاعفت والانفعالات تعددت والجريمة انتشرت
ومهرجان الفساد شاع وطفا بريقه، سيما أن الطبقة الفقيرة هي التي تؤدي دائما الثمن وأي ثمن؟ تعرضها الدائم لشتى
المخاطر خصوصا أمام انعدام الأمن الغذائي ولأنها هي فقط التي تنفق دخلها بالتمام على بطونهم.لهذا وأمام هذا الوضع
الشاذ أصبح أصحاب القرار مطالبين بعدم التكهن بمستقبل غير محسوب لمواطنيهم ولابد من أخد الحذر والتمييز الفعال
وعدم الخلط في سياسات تجهل الأسباب الجذرية للأزمة وتؤدي إلى أهداف غير متوازنة بل غير موفقة تغير حتما مجرى
المصالح العامة والإنسانية والتي لا تحقق أي قيمة حقيقية للفرد داخل مجتمعه بقدر ما تساعد على استفحال توجيه السهام
المغموسة في السموم الفتاكة مباشرة إلي صدور المعوزين

إن المنطق الحصيف يدعو اليوم أكثر من ما مضى جل الساسة الطاغية للعمل والبحث عن تدابير فعالة تؤمن العباد من خطر
داهم يأتي على الأخضر واليابس، أن توفر جسورا للعبور عبرها إلى بر الأمان فسلامة البشرية مستهدفة والفخاخ منصوبة
والرياح المعادية عاتية، والموالاة مع الأعداء واضحة، وسوء النية مبيتة تزج إلى الاقتتال داخل أمة واحدة تدفع حتى الزعماء
للتناحر فيما بينهم من أجل حفنة من المطامع أو سلطة ضيقة، علينا جميعا الاستفادة من المشهد السياسي الراهن خصوصا
ذلك التمزق الحاصل بين ثنايا الأمة الإسلامية من اجل استئصال الإسلام والقضاء على المسلمين.


هل حقيقة الغايات الإنسانية النبيلة في طرف الحداثة وجدلية التغيير أصبحت تفرض على الجماهير التطلع للأعداء ؟ وتأمل من الخصوم
أن يصلحوا ما فسد حالمة ببريق تفاؤل مفقود؟ وهذا رغم اقتناعهم بأن هؤلاء حتى وان مدوا أيديهم ستكون أيادي مكر ومذلة وغدر بل
سيتحينون الفرض للانقضاض عليهم والفتك بهم والتخلص من ضجيجهم للأبد.


إن الواقع يرفض وضع الأمة الإسلامية المتأرجح، فأولوية الشروط التي تفرضها طبيعة تجويع البطون وتفريخ الجيوب في مرحلتها
التاريخية الحاسمة سيما أن الحضارة الإنسانية واحدة اليوم وإنسانيتها هو ما يجب أن نثابر من اجله حفاظا على سلامة وجودها من
خلال تدبير حكيم ، فعال، مكثف وصحيح وهذا مرهون بوضع خطط تحدد المتطلبات بمنطق المسؤولية وبدعم قوي لكل الشرائح
المتضررة حفاظا على صيرورتها وسلامتها ووجودها لكي يتمكن الجميع من مواكبة الإيقاع الذي فرضه التحول الاقتصادي الكبير
الذي يشهده العالم.



#صباح_الشرقي_المرابطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح الشرقي المرابطي - أزمة خانقة يجب استئصال شأفتها