أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد سعد - لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي















المزيد.....

لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 749 - 2004 / 2 / 19 - 06:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تجري اليوم الاربعاء في الكنيست مناقشة اقتراحات قوانين يقدمها النواب عصام مخّول (الجبهة) واوري بينس (العمل) ودافيد أزولاي (شاس) وأيوب قرا (ليكود) لتعديل قانون الدمج في "مجمع 42" بشكل يخلّص القرى الخمس، يركا وابوسنان وجولس ويانوح جث، من براثن مخطط الدمج الكارثي المرفوض جملة وتفصيلا من اهالي القرى الخمس ومن مختلف قواها ومؤسساتها السياسية والدينية والاجتماعية.

ما نأمله ان يحترم اعضاء الكنيست، من مختلف الكتل والتيارات السياسية، ويأخذوا بالاعتبار، وجهة نظر وموقف اهالي القرى الخمس في الرفض القاطع لمشروع الدمج المفروض بالقوة، قسرًا وبشكل يغتصب الحق الدمقراطي الاولي للمواطن في دولة يدعي نظامها انها دولة الدمقراطية والقانون. فقد سن هذا القانون الجائر دون استشارة أو أخذ رأي اهالي ومؤسسات هذه القرى، وسماع وجهة نظرهم حول قضية مصيرية جوهرها ومدلولها شطب اسم وتاريخ وحضارة وهوية قرى قائمة منذ آلاف السنين كتجمعات وقرى مستقلة واستبدالها على الخارطة ببندوق غير شرعي يطلقون عليه اسمًا نكرة - مدينة جايا.

لتمرير هذا المخطط الكارثي تدعي وزارتا المالية والداخلية ان الدافع الاساسي هو مادي، اذ ان الدمج سيوفر من الميزانيات التي تقدمها الحكومة للسلطة المحلية المدموجة ويزيد ويرفع من مستوى نجاعة العمل في اداء هذه السلطة.

انه عذر أقبح من ذنب، ومبرر جاء ليطمس الابعاد الحقيقية لهذا المخطط المأساوي. فمعطيات الواقع تعكس امرين أساسيين ينسفان ادعاء دوافع السلطة، الامر الاول، ان الميزانيات المخصصة للمجالس المحلية العربية والعربية الدرزية  من مختلف الوزارات، وبحجمها الاجمالي من الميزانيات العادية والتطويرية وهبة الموازنة لا تصل بالمعدل الى ستين في المئة مما يقدم في المعدل للسلطات المحلية اليهودية التي لم تطلها انياب الدمج. كما أن معدل عدد الملاكات من القوى العاملة والوظائف المختلفة  في شتى مجالات الخدمات في السلطات المحلية العربية، في مكاتب الشؤون الاجتماعية وغيرها، لا تصل الى نصف عدد الملاكات والوظائف المخصصة في السلطات المحلية اليهودية. والمنطق السليم يقول ان ما تحتاجه كل من القرى والمدن العربية والعربية الدرزية هو انتهاج سياسة تمييز تفضيلية نحو  هذه السلطات وبشكل يساعد على ردم هوة التمييز القومي الواسعة والمتراكمة عبر السنين بين الوسطين اليهودي والعربي.
وفي وضع تعاني فيه السلطات المحلية العربية والعربية الدرزية من أزمة مالية خانقة تضعها  على حافة الانهيار وتجعلها عاجزة عن تقديم الخدمات الاساسية لاهالي قراها او دفع اجور ومعاشات عمالها وموظفيها وموظفاتها خلال اشهر عديدة، في وضع كهذا فإن من مآسي الدمج المفروض قسرًا المرتقب ان السلطة المركزية تخطط لتفاقم الازمة في تقديم الخدمات العامة لاهالي القرى المشمولة  في مخطط الدمج حيث ستنخفض حصة النفر الواحد من الميزانية المحوّلة والمرصودة لسلطة الدمج. هذا اضافة الى طرد ما يتراوح بين 40% الى 50% من العاملين والعاملات، الموظفين والموظفات في اطار مجالس الدمج وقذفهم الى سوق البطالة والفقر كشرط من الشروط التي تضعها وزارة  المالية في موازنة العام 2004 في اطار "خطة اشفاء" مرهون تنفيذها بتقديم ميزانيات الدعم وهبة الموازنة الحكومية لهذه السلطة المحلية.

والامر الثاني: ان ادعاء السلطة المركزية ان مخطط الدمج جاء كاحدى وسائل الحكومة للتوفير وتخفيض عجز الموازنة الهائل الذي يبلغ حوالي (60) مليار شاقل أو ما يساوي بين 4,6 - 5% من الناتج القومي الاجمالي الاسرائيلي هو ادعاء تضليلي. فكل الميزانيات الحكومية الموجهة للسلطات المحلية العربية والعربية الدرزية لا تؤلف 60% من التبذير  الحكومي ومما يخصص للانفاق على الاستيطان الكولونيالي والمستوطنين وعصاباتهم وحمايتهم الامنية خلال سنة. ففي وقت تدعي فيه الحكومة ان سياستها الاقتصادية تستهدف التوفير في النفقات الحكومية الموجهة للسلطات المحلية والاقتطاع من رغيف خبز ومخصصات الاطفال والمحتاجين من ذوي الدخل المحدود فانها في هذا الوقت بالذات تقر من خلال اللجنة المالية البرلمانية  يوم الاثنين 16/2/2004 التصديق على (51) مليون شاقل اضافي لتمويل البناء غير الشرعي في المستوطنات الكولونيالية القائمة في المناطق المحتلة، وتقر مبلغ خمسة ملايين شاقل اضافية  لتمويل "الحراسة الامنية" للبيت الذي يغتصبه رئيس الحكومة اريئيل شارون في القدس الشرقية المحتلة، عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.

ان ما نود تأكيده لنواب الكنيست المحترمين وللرأي العام في اسرائيل وعالميًا، اننا نرفض مخطط الدمج في (مجمع 42) لاننا نرى فيه مستقبلا وحاضرًا وسيلة سلطوية لتجسيد سياسة "فرّق تسد" بين اهالي قرانا وجرائمها من اشعال نار الفتن والقلاقل والخلافات الهامشية بين جماهير العائلة  القومية الواحدة وبهدف تسهيل عملية تمرير وتنفيذ المخططات السلطوية السوداء ضد جميع جماهيرنا من مصادرة وتهويد ما تبقى من اراض عربية، اقامة مدينة "اكليل" المخطط لها بين ابوسنان ويركا ويانوح جث وفقًا لمخطط "تاما 35" السلطوي وغير ذلك. كما لا نستبعد ان اطار مخطط الدمج جزء عضوي من المخطط الاستراتيجي السلطوي لتجسيد الموازنة الديموغرافية العنصرية من خلال احد اشكال الترانسفير.
وما نريد ان يدركه اعضاء الكنيست الموقرون والرأي العام في اسرائيل وعالميًا انه في حالة عدم اقرار القانون اليوم حتى في قراءته التمهيدية او الاولى فاننا نحمل السلطة وكل من يؤيد بقاء كابوس الدمج جاثمًا على قرانا الخمس كامل المسؤولية عن العواقب المترتبة على ذلك. ففي المظاهرة الحاشدة امام وزارة الداخلية امس الاول، الاثنين، والتي شاركت فيها وفود جماهيرية من القرى الخمس ورؤساء سلطات محلية ووفود من مختلف قرى منتدى السلطات المحلية العربية الدرزية ورجال دين ومشايخ افاضل واعضاء كنيست، اطلقت الجماهير المشاركة بشعاراتها وهتافاتها وخطاباتها صرخة القسم الوطني الجماعية بأنه لا تراجع عن مواصلة  المعركة وتصعيدها حتى فك ودفن الدمج وصيانة الهوية المستقلة لكل من القرى الخمس. وقد اعلن عن بعض الاجراءات التصعيدية مثل اغلاق قرانا وتقديم الاستقالة الجماعية لجميع المنتخبين من رئيس واعضاء وكتل في مؤتمر صحفي ينقل للملأ اصرارنا في القرى الخمس على رفض الدمج وعدم السماح لاي ممثل تفرضه وزارة الداخلية لادارة شؤون قرانا، وان لا تستفز الحكومة ووزارة داخليتها قرانا واهلنا واضطرارنا الى انتخاب ممثلينا للسلطة المحلية في اي قرية، رضيت بذلك السلطة أم ابت. وانه يجري التشاور بين رجال الدين والمشايخ بالقاء الحرمان الديني والاجتماعي على كل من يتعاون في مجال الدمج مع السلطة ومؤسساتها.

اننا في القرى الخمس في غنى عن اتخاذ هذه الاجراءات وغيرها والتي قد تقود الى مواجهة مباشرة مع السلطة واذرعها القمعية فيما اذا احتكم اليوم اعضاء الكنيست الى العقل والمنطق وحقوق الانسان والمواطن وصوت الاغلبية المطلقة من بينهم لفك الدمج. كما نأمل  ان يزيل وزير الداخلية، ابرهام بوراز، القطن من اذنيه، ليسمع رأي الاهالي وممثليها، ويبادر باعلان تعديل على القانون يحرر قرانا الخمس من قيود "مجمع 42" ومن معتقل "جايا" الرهيب.
نأمل ان نعود من جلسة الكنيست اليوم الى قرانا حاملين بشرى بوادر فك الدمج وليس الدعوة الى هيّا الى الكفاح والتشمير عن السواعد.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟
- هل تستطيع لجان التحقيق طمس الأهداف الاستراتيجية الاساسية للح ...
- ماذا وراء ((قنبلة)) شارون السياسة بتوصية وفرضية اخلاء المستو ...
- السلطات المحلية وموظفوها السياسة الحكومية الاسرائيلية الاقتص ...
- يخدم مصلحة من الاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي؟
- في الذكرى الثمانين لوفاته ويبقى لينين واللينينية منارة ارشاد ...
- حكومة يمينية هذا منهجها ونهجها لا تقود الاّ الى الكوارث
- لمواجهة تحدّيات استراتيجية الهيمنة العدوانية:التنسيق الكفاحي ...
- بالتفاؤل الواعي نخطو لاجتياز عتبة العام الجديد
- رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش ا ...
- في مؤتمر هرتسليا: نتنياهو سكت دهرًا ونطق كفرًا بطرحه المعادل ...
- حوار أخوي مع شيوعي عراقي حول الاوضاع المعقّدة والمتفجّرة في ...
- حين يتكلم بوش عن الديمقراطية!!
- غروب ظلام حكومة شارون الشرط الهام للتقدم نحو التسوية والسلام ...
- هي الرسالة الحقيقية من وراء عملية الارهاب العدوانية الاسرائي ...
- بمرور ثلاثين سنة على حرب تشرين (اكتوبر): الرِّدَّة الساداتية ...
- مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء وال ...
- في يوم السلام العالمي:لا أمن ولا استقرار ولا سلام في ظل استر ...
- محاربة الارهاب- وسيلة ادارة بوش لتنفيذ مخططها للسيطرة على ال ...
- مع اعلان نتنياهو مشروع التقليصات الجديدة في موازنة 2004: الج ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد سعد - لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي