أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال والسلطه ؟؟















المزيد.....

الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال والسلطه ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 01:00
المحور: حقوق الانسان
    


لم اقرأ ولم اسمع ولم يتفضل أحد علي بمعلومة تفيد بأن حياة الانسان يمكن أن تكون حقلا لا للتجارب المعتادة من قبل حملة الفكر النازي مثلا أو اولئك الجبابرة الذين روى التاريخ لنا كيف كانوا عتاة ينصبون انفسهم الهة على البشر ، وانما حقلا تدور فيه الصراعات السياسية بين اخذ ورد في حين يحيا الفقراء من ابناء الوطن أذلة مكسوري الخواطر يداهمهم الموت في كل لحظه ، والاصوات تصرخ فيهم من كل حدب وصوب أن انتظروا حتى تنجلي هذه الغمة ويستطيع نوابكم وحكومتكم ان تنتهي مشاكلهم لا مشاكلكم انتم ، لم اطلع – وقد يكون هذا جهل مني – على أية ديباجة تعنى بحقوق الانسان وتصنف حكما بانه حكم ديموقراطي في حين لا ينظر ذلك الحكم الى ما يحدث لابناء بلده من مظالم ويؤجل حلها الى حين لا يعرف متى يحل ومتى تنتهي هذه الكارثة الاجتماعية والاسرية الزاحفة بلا رحمه على من لا حول لهم ولا قوه . كما انني اجهل تماما معنى ان تبقى المدارس غارقة في وحل المياه الثقيلة القذره والكهرباء لا وجود لها والبطالة تأكل القيم الانسانية في ارواح الشباب ، ومعنى ان يعيش العوام من ابناء الاقضية والنواحي والقرى حياة هي اشبه بحياة سكان الكهوف تحيط بهم جحور يسمونها منازل ، ومعنى ذلك الحيف الظاهر والمتعمد بحق من ضحوا بابنائهم وبناتهم أيام كان الصراع على اشده بين الشعب واركان النظام السابق ليبقوا ولحد الان بلا رواتب ولا اعانات ولا عمل ولا حتى بيوت .. أي معنى يمكن ان يقبل كسبب منطقي لان تجلس المرأة العراقية المكافحه في مساطر للعمل اصبحت عادية الان بعد ان ذهلنا للوهلة الاولى حينما حملت لنا الاخبار ذكر وجود مثل تلك المساطر .. ما معنى ذلك كله وما علاقته بشماعة الارهاب المنحسر وصراع الطوائف وعراك العناصر الداخلة في العملية السياسية .. وما علاقته بعملية البحث عن جدوى العمل بالماده خمسين أو الاختلاف الحاصل بين وزيري الكهرباء والنفط .. اي عذر منطقي يبيح والحالة هذه لستين نائبا من اعضاء البرلمان ان يستمروا بالتمتع باجازة العيد خارج العراق رغم ان العيد قد ودعنا وهو يحمل على محياه بسمة هزء واستخفاف لاننا جعلناه عيدين واستنسخناه رغما عنه الى جسدين لا يشبه احدهما الاخر ؟ ! .
يقينا بانه لا غبار على صدق نوايا الاقلام التقدمية من العراقيين حينما انبروا للبحث عن اسباب سقوط تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي والوقوف عند مفاصل ثورة اكتوبر العظيمه واستذكارها لاغناء الفكر التقدمي والثوري استنادا على اسس ومباديء تلك الثوره والتي خطت للشعوب سبلا لا زالت تسلكها وتناضل من اجلها عبر مسيرة فذة من الكفاح الانساني المجيد ، ولكن اليس من الاجدر بنا ايضا ان نلتفت وبنفس القوة الى ما اصاب شعبنا من دمار في بنيته الاجتماعية لكي ننتصر لقضية سامية دعت لها تلك الثورة الا وهي نصرة الانسان والدفع باتجاه اعادة الحياة للالاف من الاطفال والنساء والارامل واليتامى والذين خلفهم النظام السابق وأطبق عليهم من جديد عنفوان دعاة الدين والمؤلفة قلوبهم من حملة راية العدل الاجتماعي الجديد ؟؟ .
لقد شاهدت من خلال احدى وسائل الاعلام المرئية العراقية الملتزمة بالخط الوطني والمؤيدة لعملية التغيير والتي تقف بحزم لفضح جرائم النظام السابق ، شاهدت احد ابناء قضاء ( المدينه ) في محافظة البصره وهو يروي كيف يشرب سكان المنطقه الماء الاسن المشبع بالقاذورات والديدان الى الحد الذي جعل افعى تغلق منفذ مضخة الماء الصغيرة والتي يرفع بواسطتها الماء الى بيته .. كان الرجل يتحدث وحوله مجموعة من الصبية حفاة الاقدام وشعورهم منفوشة وأكيد بان القمل يسرح بها دون عناء .. وعرضت نفس القناة صورة شابة وهي تعبر لمقدمة البرنامج عن حبها للوطن وبطريقة فاقت كل امكانيات التعبير لدى كتابنا وفنانينا حيث قالت لها وهي تولع النار في تنور الخبز ( أترين هذا الدخان المنبعث من التنور .. حتى هذا الدخان احبه لانه دخان عراقي ) .. واكملت حديثها بألم ظاهر مبينة رد وطنها لحبها له عندما استدعي زوجها للعودة الى عمله في الجيش قبل فترة قصيره لكونه قد طرد منه ايام النظام السابق بسبب انضمام احد اخوانه لفصائل انتفاضة عام 1991 ، وفوجئت بان زوجها قد ابلغ بعد مرور شهر ونصف فقط بان لا يعود لعمله مجددا لانه كبير في السن .. هكذا وبكل برودة دم اصبح الدخان العراقي المنبعث من تنور الخبز لا ثمن له ولا قيمه وبقيت الشابه كما تقول بلا معيل ولا راتب ولا اعانة ولم يبقى لها الا انتظار رحمة السماء علها تمطر شيئا من اسباب البقاء .. فاية ملحمة من العناء اليومي للفقراء في بلادنا وأية معاناة لحظية يعيشونها وأية سذاجة تلك التي تقبل ان يقال لهؤلاء المساكين انتظروا حتى تنقضي مرحلة الاعداد لمنحكم سبل حياتكم الكريمه لان الخمس سنوات الماضيه هي غير كافية ؟!! .
لقد حجب نشر البعض من مقالاتي على عدة مواقع الكترونية عراقيه بسبب تطرقي الى مظالم الفقراء ودعوتي للوقوف بحزم لمنع الاستمرار في نهب حقوقهم في الاموال العامه وكانت الحجة واضحة لا لبس فيها وهي انني اتهجم على النظام الجديد ، رغم انني لم اتطرق أبدا الى أية جوانب من تلك التي ترفع فيها رايات الصراع المناطقي او الفئوي او الحزبي ولم اخاطر بالولوج قريبا الى ما يعتبر بؤرة مقدسة كوني ادرك وبجد مصير من يسمح لنفسه بالتمادي في ( وقاحته ) ويذهب بعيدا الى حيث تنتظره المسدسات الكاتمة الصوت او الاختفاء عنوة وبلا رجعه . لقد عانيت وعائلتي الامرين من ظلم النظام السابق ، ولا زلت اعاني من تبعاته كوني لا امتلك في وطني سوى الريح التي احلم بتنفسها فيه ، لقد سجنت ونفيت وابعدت عن ارضي وانا افتخر بما لقيته .. وقفزت كل خلية من خلايا جسدي فرحا حينما اغرب الطغاة عن بلدي وهبت ريح التغيير والانفتاح .. ولكن هل هذا يبيح لي وللاخرين البقاء يلفنا الصمت امام سؤال لاحد المواطنين وهو يصرخ – اذا لم تكن لدينا كهرباء فلماذا يبقى لدينا وزيرا للكهرباء .. وان كانت الزراعة لدينا معدومة ونستورد منتجاتها من دول الجوار فلماذا يتربع على قلوبنا من يسمونه وزيرا للزراعه ؟؟ ) .
ومن ثن علام هذا الجهد والدم المراق والعذابات المستشرية والنار التي لا تريد ان تنطفيء بسبب الصراع المحتدم بين القوى الفاعلة في الحكومة لاختيار الوزراء وتقاسم الوزارات في حين لا شأن للوزراء اصلا بشؤون بلدهم ومعاناة شعبه ؟؟ .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من باب الانصاف على الاقل .. لو كان حريق البصره بسبب صفقة اسل ...
- لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلا ...
- هل حقا أن ( فشل الحملات العلمانية وخاصة الشيوعية منها في مجت ...
- ارهاب وكباب .. وألمولود العراقي المنتظر !!
- ليتوقف فورا هذا ألاجحاف ألمتعمد بحق المرأة في العراق !
- ثلاث قصائد سطرتها امرأه
- حول بيان مركز الاتصالات الاعلاميه للحزب الشيوعي العراقي ردا ...
- ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب ...
- لمصلحة من تنشط قناة المستقله لتأجيج نار الفتنة الطائفية بين ...
- مرثية متأخره للشهيد كامل شياع
- خانقين مدينة عراقية أم كرديه أم انها عربيه .. أين الحل ؟؟
- من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البص ...
- ألاقتصاد العراقي المتين هو الحل لبناء علاقات دولية متينه
- ألتظاهر اليومي واعلان العصيان المدني هما الحل الوحيد لتحقيق ...
- المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي عطا الدباس وعلي ا ...
- الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك ...
- معاناة الطفل في العراق .. ومسؤولية قوى اليسار
- ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا م ...
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال


المزيد.....




- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال والسلطه ؟؟