صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 01:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يبدو هذا التساؤل متناقضا مع حالة التفاؤل التي أبداها بعض المسؤولين العراقيين بشأن العلاقات المصرية ـ العراقية وزيارة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى بغداد , غير ان التساؤل مطروح من قبل الشارع العراقي وبعض السياسيين العراقيين سيما وان أبا الغيط قد اصطحب معه في أثناء زيارته وزير النفط المصري وهو امر غريب إذ ما علاقة وزير نفط بزيارة دبلوماسية تهدف الى إعادة احياء العلاقة بين البلدين وفتح السفارة بعد قطيعة اسهمت فيها المواقف العربية المعادية للعملية السياسية الجارية في العراق والتأييد المطلق لأعمال القتل الجماعي التي كان يتعرض لها المواطنون العراقيون بحجة (المقاومة).
ان عودة الروح الى العلاقات العراقية ـ المصرية والعراقية مع الدول العربية الأخرى أمر مفرح وضروري ولكن مكمن الغرابة يتمثل في ان تستعجل تلك الدول جني ثمار تلك العلاقة من دون ان تظهر نتائجها على الواقع العراقي وان ذلك الموضوع يلقي ظلالا ً من الشك على الأمر برمته وليس ببعيد عنا امر الأسعار التفضيلية التي منحت للأردن فيما يتعلق بالنفط العراقي والتي جنى ويجنى منها ذلك البلد الكثير في حين لم يزل المواطنون العراقيون المسافرون عبر الأردن يتعرضون الى الإهانة المريرة في الحدود الأردنية وكذا الحال فيما يتعلق بمصر التي لم تعد تمنح التأشيرة للمواطن العراقي إلا بشق الأنفس وبعد المعاناة و التحري عن أجداد المواطن العراقي وآبائه!.
يشير بعض المراقبين العراقيين الى تصريحات وزير خارجية مصر السابق عمر موسى في تسعينات القرن الماضي بان مصر تريد إرسال ثلاثة ملايين مصري للعراق بعد رفع الحصار والى حديث الصحف المصرية بعد سقوط النظام المباد مباشرة عن نية مصر إرسال مليوني مصري للعراق (للإعمار!) .. وينوهون بالخدمة التي قدمتها الأعداد الوافدة من المصريين خلال الحرب العراقية الإيرانية في إدامة تلك الحرب وسوق مئات الآلاف من شباب العراق الى ميادين الموت ولم ينس هؤلاء المراقبون ان يذّكروا بحديث سابق للجنرال الأميركي وليام كالدويل والذي أكد فيه على ان أغلبية الإرهابيين الأجانب بالعراق هم مصريون.
وبغض النظر عن تلك التلميحات وغيرها فإننا نود ان ننوه الى ان العراقيين هم أحوج ما يكونون الى العمل خصوصا ً في هذه الأوقات إذ يعاني اغلبهم من البطالة وانعدام الأعمال وبالتالي فان العراق ليس بحاجة الى استقدام أي عمالة أجنبية لمدى طويل من السنين ويمكن النظر بأمر العمالة الأجنبية فقط بعد تعيين جميع العاطلين وتوفير المعيشة اللائقة لأبناء الشعب العراقي كافة وحتى ذلك الحين فان على المسؤولين العراقيين ان يشترطوا في حالة استقدامهم لشركات او مصالح ومصانع أجنبية ان يقتصر العاملون فيها خصوصا ً من العمال على العراقيين حصرا ً.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟