أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - قرار العفو: الرابح والخاسر؟














المزيد.....

قرار العفو: الرابح والخاسر؟


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 00:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


القرار الذى أصدره الرئيس حسنى مبارك بالعفو عن الأستاذ إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور يطرح سؤالا بالغ الأهمية فيما أعتقد ألا وهو من الرابح حقا من قرار العفو، ومن هو الخاسرأو من هم الخاسرون إن كان ثمة خاسرون ؟؟؟ ...وفيما أتصور فإن الرابح الأول من هذا القرار هو السيد رئيس الجمهورية الذى تحقق له الكثير من ورائه، فهو أولا قد استطاع أن يتدارك ما كان يمكن أن يبدو عليه مقام الرئاسة ـ لوتم تنفيذ الحكم فى عيسى ـ من أنها تقف موقف اللامبالى أو أنها تقف موقف المتشفى أو الشامت الذى يتابع ما يحيق أو بالأحرى ـ ما يحاق ـ بكاتب موهوب كثيرا ما يستبد به الغضب من هول ما يرى فيتجاوز ما قد يراه البعض من أبسط مقتضيات اللياقة الإنسانية أو أدب الخطاب ، ..استطاع قرار العفو أن ينقذ مقام الرئاسة من شبهة أو مظنة كانت كفيلة بأن تنزل بها إلى مستوى لا يرضاه لها حتى أشد الكارهين لها أوالمترصدين لأخطائها، ... ثم إن قرار العفو قد استطاع ثانيا أن يتجاوز ذلك المأزق الذى كانت الرئاسة ستجد نفسها فيه لو تم تنفيذ حكم الحبس فى إبراهيم عيسى بعد سنوات من وعد واضح صريح أبلغه السيد الرئيس بنفسه إلى نقيب الصحفيين السابق مؤداه أنه سوف يتم إلغاء عقوبة الحبس فى قضايا النشر، ....فمن خلال العفو الرئاسى سوف يكون بوسع الرئيس أن يقول إنه لم يحنث بوعده السابق ، وإن الوعد ما زال قيد البحث عن أفضل سبل التحقيق ( رغم أنه لا يبدو فى الأفق ما ينبىء عن قرب الوفاء به!!! )، ثم يأتى بعد ذلك ثالثا مكسب ثالث هام للرئاسة باعتبارها قمة السلطة التنفيذية ، حيث أصبحت حرية الصحافة والصحفيين معلقة من الناحية العملية بإرادة الرئاسة وحدها ، فلا هى مكفولة بتشريع يلغى عقوبة الحبس ويضمن حرية النشر والتعبير ضمانا حقيقيا ( لأن مثل هذا التشريع الذى وعد به الرئيس ما زال ، وربما سيظل إلى أمد لا يعلمه إلا الله محض سراب خالص ) ، ولا هى كذلك مكفولة بإجراءات قضائية عادلة ، بعد أن انحرفت واعوجت عن مسارها الصحيح دعوى الحسبة إذ أمسكت بها بعض الأيدى المعوجة لكى تمتد بها إلى رقاب الصحفيين ، ولكى ترسى للمرة الأولى فى التاريخ المصرى سوابق قضائية جديدة تضيق الخناق على حرية التعبير، وهكذا خرجت حرية الصحفيين من دائرة التشريع ومن دائرة القضاء لكى تبقى الكلمة النهائية والأخيرة بيد مؤسسة الرئاسة وحدها ... وهو ما يعنى من حيث الممارسة العملية توسيعا جديدا لسلطات الرئاسة ( الواسعة أصلا ) ...على حساب السلطتين : التشريعية والقضائية!!...، هذا هو الرابح الأول ، أما إبراهيم عيسى نفسه فإنه لم يربح سوى أنه قد نجا بجلده من الحبس لمدة شهرين ، لكنه فى مقابل ذلك قد خسر الكثير ، فقد خسر أولا ومعه كل الكتاب والصحفيين إحساسهم بذلك النوع من الأمان الذى يمنحه للمرء شعوره بأنه يحيا فى ظل دولة تتحدد فيها الحقوق والواجبات بمقتضى قانون عادل يطبقه قضاء عادل فى ظل إجراءات نزيهة وعادلة!!، وأصبح المصدر الوحيد للإحساس للأمان ـ إن جاز أن يسمى هذا أمانا ـ أصبح هو مجرد الأمل فى أن يتدخل الرئيس فى اللحظة الأخيرة لكى يصدر عفوا رئاسيا ، وهو أمل قد يصيب، لكنه أيضا ـ يوما ما ـ قد يخيب!! ،... كما خسر إبراهيم عيسى ثانيا فرصته فى إمكان نقض الحكم الراهن وصدور حكم جديد ببرائته ، وشتان شتان بين أن يصدر حكم ببراءة إنسان ، وبين أن يصدر حكم بإعفائه من العقوبة بعد إدانته!، فهو فى الحالة الأولى برىء، وفى الثانية مذنب مشمول بعفو الرئيس ( شأنه فى ذلك شأن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام مثلا ) ، كما خسر الأستاذ عيسى ثالثا فرصته فى أن يكون هو أول شهيد لحرية الرأى يدخل السجن بعد وعد الرئيس بإلغاء حبس الصحفيين ، وللأمانة فإننى لست واثقا تماما مما إذا كان هذا الأمر من بين ما يهتم به الأستاذ إبراهيم عيسى ويضعه فى حساباته وأولوياته، لست واثقا من ذلك لأننى لا أعرف الأستاذ عيسىعن قرب ، لكننى أعلم على وجه اليقين أن هناك الكثيرين من الكتاب والصحفيين يهتمون بغير شك بان يحمل كل منهم رقم (1) ، وأن يكون كل منهم هو الأول من بين أقرانه أيا ما كان المجال الذى تقترن به تلك الأولوية ، حتى لو كان ذلك المجال كارثة من الكوارث!!!، وهذا هو فيما أتصور واحد من أهم أمراض الصحافة والثقافة فى مصر التى كثيرا ما سهلت لأعداء حرية التعبير أن ينقضوا عليها ويصيبوها فى مقتل ، لكن الحديث تفصيلا عن تلك الآفة اللعينة ليس هنا مجاله بطبيعة الحال!!، ثم يبقى فى النهاية أن نقول : إنه أيا من كان الرابح ، وأيا من كان هو الخاسر، فإن الشكر لرئيس الجمهورية واجب فى جميع الحالات.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!
- فلنخسرها ..بشرف!
- البطارسة
- تحية إلى وليم نصار
- الترويج للطوارىء
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة
- البوكر العربية
- غسيل الأعراض!!


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - قرار العفو: الرابح والخاسر؟