أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - وماذا عن السعودية ياطارق الحميد ؟















المزيد.....

وماذا عن السعودية ياطارق الحميد ؟


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 02:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تُعد الديمقراطية , في الوقت الحاضر, من بديهيات ومسلّمات الفكر السياسي في أغلب الدول الأوربية الحديثة التي وجدت فيها الديمقراطية تطبيقاً على أرض الواقع .إذ قد أجمعت هذه
البلاد _ وكما هو معروف _ على أن الديمقراطية تعد من أهم متطلبات الحياة السياسية بالإضافة الى مرتكزاتها التي تتألف من الانتخاب الحر وضرورة الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , ووجود دستور تستمد منه الدولة قوانينها وتشريعاتها , بالإضافة إلى حرية التعبير عن الرأي واحترام حقوق الإنسان وتكوين الأحزاب والتجمعات السياسية وإنشاء وسائل أعلام مستقلة.....الخ .

وقد كتب السيد طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط السعودية يوم السبت الماضي مقالأ بعنوان" أشعل السنة الإرهاب وأطفأ الشيعة الديمقراطية " تحدث فيه عن هزيمة الديمقراطية في منطقتنا العربية، وكان المقال متضمنا لجملة من الافكار والطروحات التي لا أعتبرها غريبة ولا جديدة على ألإطار العام الذي يتحرك فيه تفكير السيد طارق الحميد ، فهو يكتب بمنهجية سياسية تحقق ستراتيجياً _ على نحو مباشر او غير مباشر وعلى المدى البعيد
او القريب _ مصالح المملكة العربية السعودية ، لذلك يصبح من السذاجة بمكان عزل قلمه وفصل كتاباته من سياق الصراع الإيراني السعودي الذي يتضمن أبعاداً طائفية وسياسية واقتصادية وحتى عسكرية .

يبدا السيد طارق مقالته بتقرير حقيقة واقعية _ من وجهة نظره طبعاً _ تتمثل في قوله ان
(( الديمقراطية قد هزمت في منطقتنا، وفي الدول الناشئة، وسندخل مرحلة الديكتاتور العاقل في الدول المضطربة عوضا عن النظام الديمقراطي)) ، ثم يدخل السيد طارق في أتون مقالته وفيها أراد ان يبين فشل امريكا في تعيين حروبها وتشخيص اسبابها بعد ارهاب 11 سبتمر حيث كان لرؤية بوش غير الناضجة الاثر الاكبر في تاخير نشر الديمقراطية في الكثير من دول العالم ثم يعلق السيد طارق ويؤكد ان الذي يعنينا من دول العالم كلها هو منطقتنا العربية .... وهو على حق في ذلك فالذي يعنينا نحن هو المنطقة العربية والتطورات الجارية فيها والمخاضات والتحديات التي تعيشها والابعاد التي يمكن ان تأخذها .

وبعد ذلك يبدأ السيد طارق بسرد مجموعة من الدول العربية وعلاقتها بالديمقراطية وتطورات الاحداث في العالم ويذكر (( ليبيا، والسودان، وسورية، وموريتانيا)) ويعلق على كل واحدة منها بحسب رؤيته ووجهة نظره ... ويتناسى _ وهذا جوهر نقدي لمقالته _ وهو في غمره تحليله السياسي دولة كبيرة هي المملكة العربية السعودية وعلاقتها بملف حقوق الانسان وتطورات الاحداث والديمقراطية والموقف من الأخيرة !!!

وربما يقول القائل ان السيد طارق قد ضرب امثلة معينة منتقاة وهو غير مُلزم بذكر كل الدول التي تدور في مخيلة القارئ ... وهو على حق في أعتراضه هذا ولكن ما قاله السيد طارق بعد هذا المقطع هو الذي جعلنا نضع كلماته تحت مدماك النقد ، حيث تحدث عما اسمته كونداليزا رايس " الفوضى الخلاقة " وحاول ان ينبه رايس الى ان العرب لديهم ما اسماه الفوضى الاسلامية والتي راى فيها الاكثر تاثيرا من الفوضى الخلاقة ، فلهذه الفوضى من وجهة
نظره " القدرة على تعطيل أي نظام لا يضمن لها السلطة المطلقة. فأكثر من شوهوا العملية الديمقراطية في منطقتنا، وربطوها بالفوضى، هم الإسلاميون الحركيون ".

وهنا نحاول ان نسال الاخ طارق : من هي الدولة التي تنشط فيها الحركات الاسلامية الاصولية اكثر من السعودية ؟

واي دول عربية قامت بتصدير نماذج من التطرف والأصولية والعنف الى العالم اكثر من السعودية ؟

وهل من الممكن ان نذكر الحركات الاصولية في الوطن العربي من غير ان نمر على المملكة العربية السعودية ؟

هل غاب عن ذهن طارق انه بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي سعت الحركات الاصولية في السعودية بدعم كامل من السلطات الحاكمة إلى دعم الحركات الانفصالية السنية المنتشرة في مناطق الشيشان وأنفوشيا وداغستان وافغانستان وغيرها ؟

الا تعتبر السعودية من اكثر الدول الأسلامية تشدداً واصولية ؟على الرغم من وجود نماذج تنويرية من كتاب وأدباء ومفكرين سعوديين حاولوا الخروج من حقول الالغام التي يزرعها في طريقهم مشايخ التكفير السعودي.

ولكننا نرى الاخ طارق بدلا من ان يذكر السعودية حينما يتحدث عن هؤلاء الاسلاميين الحركيين باعتبارها اكثر من نضحت بهم المملكة وارسلتهم الى العالم ... نراه يحاول ان يضرب امثلة من الواقع وياتي الى العراق ومصر ويتخذ من الدعوة والصدريين والمجلس امثلة بالنسبة للعراق والاخوان امثلة من مصر فضلا عن حماس وحزب الله وهو لايذكر الحركة الوهابية المتطرفة في السعودية التي ساهمت بشكل كبير في نشر الفكر الاصولي المتشدد في العالم الاخر بشكل عام والعربي بشكل خاص ...ونسيان طارق هذا أو بمعنى ادق تناسيه لدور السعودية أمر مدعاة للتندر والدهشة والتساؤل والشك في أن واحد .

ثم وبعد هذا التشخيص الناقص و" المركع " للقضية يحاول السيد طارق ان ينبه القارئ الى حقيقة ( على الطريقة الحميدية طبعاً ) تتلخص في ربطه جميع هذا الأحزاب الإسلامية أو اعتبارها محسوبة على أيران وهي بالتالي " أكبر معطل للعملية الديمقراطية بالعراق ولبنان وفلسطين والبحرين والكويت، وإيران نفسها" , وهو ربما قد وضع يده على جزء من الحقيقة المتعلق بدعم ايران للكثير من الاحزاب ، اذا لا يخفى ان الكثير من الاحزاب التي ذكرها تتلقى دعما ماليا او معنويا من ايران ، ولكن وفي مقابل ذلك ... الا تدعم السعودية في نفس هذه الدول او غيرها احزابا معينة اصولية تعرقل او تحاول ان تعرقل بناء الديمقراطية ايضاً في دول عديدة في الوطن العربي !!!

الا تدعم السعودية تيارات أصولية في كافة أنحاء العالم ؟

الا تدعم السعودية مادياً تيارات اصولية سنية في لبنان ؟

الا تمول السعودية مئات المدارس في العالم التي تنتج افكارا اصولية ليست ضد الديمقراطية فحسب بل ضد كل قيم الانسانية السمحاء ؟

اليست فتاوى قتل اصحاب الفضائيات قد صدرت من قبل اللحيدان وهو يتمتع بموقع رسمي في المملكة ؟

الم يصدر العديد من مشايخ السعودية عشرات الفتاوى التي تكفر الشيعة ؟

اليست هكذا فتاوى تقف ضد الديمقراطية وضد الانسانية ؟

لماذا لاترى عين السيد _وهي ستة على ستة _ الا ايران والاحزاب الشيعية ولاترى السعودية والاحزاب والحركات التي دعمتها ومازالت تدعمها ؟

أعتقد ان الجواب على ذلك بسيط ولايحتاج الى قراءة كتاب الفيلسوف الالماني هانس غيورغ غادامير " فلسفة التأويل " لكي نتعرف على الجواب ... فالسيد طارق يكتب من مسبقات ومفترضات سعودية شاء أم ابى تتحكم في رؤيته لاي قضية يتناولها مهما زعم الحياد والموضوعية والدقة وقراءة الواقع كما هو عليه ...

ولهذا السبب يصبح من الخطا الفاضح أعتقاد الاخ طارق الحميد ان شيعة ايران هم من اطفأ شمعة الديمقراطية في منطقتنا العربية ...فالذي اطفأ او يحاول أطفاء هذه الشمعة التي لم تتقد أصلاً هم النسخ الأصولية من الشيعة والسنة على حد سواء ولاينبغي ان نشير الى طائفة ونترك اخرى.... فالعقلية الاصولية لاتوجد عند الشيعة فقط بل هي موجودة عند السنة ايضاً وموجودة أيضاً في كل الاديان بل حتى في الحركات العلمانية التي غرق الكثير منها في وحل التطرف والغلو ....



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأختلاف الشيعي في أعلان العيد !
- إقالة وزير مقصر أم زيارة الإمام علي ؟
- طائرات F16 أم مولدات كهرباء للمواطن العراقي !
- الصحوات بين تصريحات الهاشمي والتيار الصدري
- الرد العراقي الرسمي على رسالة برويز مشرف
- مراهقة أمنية في ديالى !
- الجنس السياسي ... أنتحاريات القاعدة نموذجاً
- كركوك .... وغياب التوافق الوطني !!!
- نحو أرشفة جرائم القاعدة والمليشيات في العراق
- قناة العراقية وعاجل (ها) إل(البايت)
- هل صحيح ذلك ياملك الاردن الشقيق ؟
- قناة العربية.... ليس المهم أن نعرف أكثر !
- السيد المالكي والفرصة التاريخية السانحة
- عودة جبهة التوافق بين الرمزية والواقعية !
- أنقذوا الموقع الالكتروني للحكومة العراقية
- قراءة تحليلية في مفاوضات المالكي _ الهاشمي
- زكريا موسوي وقربان طواحين الهواء
- فيلم كيرت فيلدرز وأفلام الزرقاوي !!!
- ابرياء مدينة الثورة بين الحكومة والمليشيات
- رسالة مهمة من معتقل سعودي في العراق


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - وماذا عن السعودية ياطارق الحميد ؟