أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟














المزيد.....

كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 06:13
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


كم مرة ضربك زوجك..؟؟ سؤال فيه من الإحراج , وربما الإهانة بنظر بعض النساء, أو الاستغراب والاستهجان, لما يكتنف هذه الحالة من الغموض والتستر في كثير من الأحيان, وفي معظم البيئات تقريباً.
والسؤال المقابل الذي أود طرحه: من هي المرأة التي تجرؤ على الاعتراف بضرب زوجها لها, خاصة في يومنا هذا الذي تعتبره المرأة, ومعها المجتمع أنها نالت فيه قدراً معقولاً ومقبولاً من حقوقها التي كانت مهدورة في سالف الأيام والأزمان..!!
إن من يقولون باستثنائية هذه الحالة- الضرب- في حياة المرأة والمجتمع, هم واهمون إذا لم يسمعوا أو يعلموا بحدوث هذه الحالة, واهمون باعتبارهم لها حالة نادرة أو متناثرة لا تشكل ظاهرة تستحق أن ينهض عليها بحث أو تحقيق في مجتمعنا, ولا يصح الارتكاز عليها كقاعدة للبحث والتقصي, حتى ولو جاء هذا الكلام على لسان قاضي في المحكمة الشرعية.!!
ما لا يصح الارتكاز عليه هو, الأمور الظاهرية من وصول المرأة لمعظم حقوقها في هذه الأيام, من خلال النظر لما حققته في مجال العلم والعمل خارج المنزل وارتدائها لآخر صيحات الموضة, أو وصولها لمناصب قيادية أو إدارية.
لأن خلف كل باب بيت وأسرة قصص لا يمكن لأحد أن يتعرف عليها كلياً، خصوصاً فيما يتعلق بالحياة الزوجية والعلاقة المتبادلة بين الزوجين. إذ أن الرائز الاجتماعي في تلك العلاقة هو الأقوى والسائد, بحيث يمنع ظهور بعض السلبيات والتي تُعدُّ من خصوصيات الحياة الزوجية, أو من حق الزوج على الزوجة, ومن حق الأسرة على الزوجة في أن تصون أسرار أسرتها وزوجها حتى لا يصبح قصة يتناولها الآخرون أو أن يخسر احترامهم، وقد تؤدي لتدمير دعائم هذه الأسرة فتلوذ المرأة بالصمت عمّا يجري معها داخل الحرم الزوجي, حتى عن أقرب الناس إليها.
فالمرأة بكل حالاتها التي تكون فيها( ابنة, أخت, زوجة, وحتى عاملة) تتعرض للضرب من الرجل, وذلك بفضل الأحقية التي منحها الشرع والقانون والمجتمع للرجل بأن يكون قيّماً على المرأة اعتماداً على الآية الكريمة التي تقول: " الرجال قوامون على النساء. "
فالأسرة تربي البنت منذ صغرها على الاستكانة والضعف تجاه الأب أو الأخ حتى ولو كان أصغر منها سناً, وتُحمَل هذا الرجل مسؤولية تربيتها وتأديبها إن لزم الأمر, وهكذا بالنسبة للزوج, فكيف يمكن لها أن تثور على ما هو عرف وموروث.؟ وحتى إن ثارت, فهي ستُلام وتُدان حتى من قبل الأهل الذين يفرضون عليها القبول حتى لا تخسر أطفالها وبيتها, كما يفرضون عليها الصمت حتى لا تسيء إلى حياتها الزوجية, فتصبح قصة على الألسن.
وحتى في تطبيق القانون الذي يعاقب الزوج في حال أقدم على ضرب زوجته, فإن المسؤولين عن تطبيق هذا القانون هم رجال من نتاج هذا المجتمع بكل موروثه وقيمه, ينظرون للمرأة التي تلجأ للقانون إذا ما تعرضت للضرب باستهجان واستهزاء إن لم نقل باحتقار ووضاعة, وكأنها اقترفت فعلاً أخلاقياً مشيناً, وقد يطلقون عليها الصفات التي لا تليق بإنسانيتها وكرامتها. وتأكيداً لما أقول فقد سمعت مرة أحد رجال الشرطة مكلّف بالتحقيق في شكوى مقدمة من إحداهن: ( إن فلانة .... واتبع قوله بأبشع النعوت والصفات اللاأخلاقية تجاهها, قال بأنها اشتكت زوجها للمخفر لأنه يضربها, واستطرد بقوله من منّا لم يرَ أباه يضرب أمه, ومن منا لم يضرب زوجته..؟)
وطبعاً كلامه صحيح للأسف, لأننا جميعاً تقريباً رأينا أمهاتنا يُضربن أو إحدى قريباتنا أو حتى نحن إن كان من قبل اخوتنا الذكور أو أزواجنا, ولكن دائماً نتعامل مع هذه الظاهرة بالصمت باعتبارها عادية في حياتنا, ولا يجوز لنا إفشاء أسرار بيوتنا, ولأننا نخجل من تعرضنا للضرب. مع أنني أرى أنه أمر لا يستدعي الخجل بالنسبة للمرأة, وإنما للرجل الذي يستقوي على إنسانة تربطه بها إما قربى الدم, أو الرابط الزوجي, وبالتالي ليس من القوة والرجولة أو الحكمة أن يتعامل معها بأسلوب الضرب.
لذا تبقى هذه الظاهرة من العنف تجاه المرأة مستترة وإن لم يكن بالشكل الكبير, ويؤكد ذلك تناول الدراما التلفزيونية لهذه الظاهرة، ومن هذا المنطلق لا توجد إحصائيات دقيقة عن هذه الحالة وانتشارها, باعتبارها شبه عادية ولا تشكل استثناءً في العرف الاجتماعي يستدعي تسجيلها بدقة ومحاولة إحصاء عدد النساء اللواتي يتعرضن للضرب, وعلى كافة المستويات.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الأنوثة البخس
- شباب اليوم.. وعنوسة مرغوبة
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- الجزء الثالث والأخير-
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- - الجزء الثاني-
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- عرض تاريخي لحسين العودات- ...
- دروب حريتكِ... معبّدة بإرداتكِ
- الصالونات النسائية عبر التاريخ
- أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!
- الأطفال والهاتف النقّال منذ المرحلة الجنينية
- تربية الطفل وثقافته
- المُطَّلَقَة... بين محرقة الدعم ومطرقة المجتمع؟؟!!
- الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث
- الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات
- ردّ على إيضاحات الحوار المتمدن الأخيرة.
- أمي...سنديانة الأمان...
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟