أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )














المزيد.....

متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 01:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد لا يكون من المفيد لنا الاستعانة للإجابة على هذا السؤال الاهتمام بأسئلة الواقع فقط والتي تتراوح أمكنتها بين علماني وإسلامي وليبرالي وغيره .. وهي مراوحة تفيد التضليل أكثر مما تكشف أقنعة الزيف والبهتان .. كما أن مفهوم الإيمان والإيماني بعيد كل البعد عن مفاهيم صنع الضمير والإرادة الحرة ومن ثم إمكان خلق مساحة من التفكير الحر الذي معه يكون بالإمكان صنع أو خلق فكرة فلسفية جديرة بالاعتبار .. خاصة وأن اشتراط الإملاء والجو الذي نعيشه محكمين به يفقدنا القدرة على التحرر من سطوة الضمير الزائف والفكر المحدود بحدود واقع مادي صرف .. تنزوي فيه إمكانية صرف الذهن على أبعد مما يعاين حسيا .. وإن كانت القدرة على الإبداع لا تخرج من واقعية الحسي المباشر ومن ثم تشكيله من خلا إمكان إرادة جديدة مضمرة داخل المبدع وتقديم توليفة جديدة أو تفعيل خميرة بتشكيل جديد .. إلا أن هذا يقع في واقعنا ويبقى قليل جدا من يمكنه صياغة إبداع ولكنه لا يصل به إلا تحرير نص فكري فلسفي حقيقي .. فإذا ما دخلنا منطقة ذات حساسية معينة هي المسيطرة على واقع الفكر العربي جملة لا تفصيلا .. نجد أن الإملاء البين من قبل جهات تعني بشرح وتحليل البنية الظاهرية والمضمر الديني الإملائي فقط في النص الديني وهي بعيدة كل البعد عن صنع ذوات حرة أو ذات إرادة فاعلة .. وليست بقادرة على توصيل المعنى الإيماني بصورة أو بأخرى .. ليصبح الدين في خانة يعرض عنها من هم في شقاق مع ذواتهم وتغيب قدراتهم على خلق فرصة توازن حقيقيو تبدع فكرها الخاص لتجيد لعبة الحياة على قدر من الفهم المتروك الآن ذريعة لسوء التقدير والوعي الزائف .. ولكن بعد تملك الأدوات يمكننا الحديث عن إمكان خاص للخلق .. ومتاح من الحرية يقدر على تجاوز الإملاء والفرض .. دون تجاوز للقيمة .. القيمة التي تبقى رهنا للحصانة والتحصن ضد ملابسات الواقع وتداخل الرغبات والأهواء .. فإن الرهان الحقيقي هو كيفية إبداع حيز الممكن للخلق والتكوين من جديد .. من خلال توكيد الحرية للتجريب وتفعيل مضامين القيمة والمعنى والمفهوم .. تفعيلا جديدا بعيدا عن تحقيق سلطة أعلى .. لابد من إعادة قراءة خريطة الوعي الذاتية وقياس الممكن والمستحيل والإمكان من خلال وعي جديد دون رهبة .. يقاس بقدر التخلي عن مفاهيم التعالي والتجرد .. لابد من عدم إسقاط المكتوب على واقع غير ثابت أيضا .. وغير مقروء قراءة جادة وموضوعية بالفعل .
ولو تطرقنا إلى الحديث عن التقليدية في الفكر وتناقضها مع العملية الإنتاجية الإبداعية .. هذه المساحات من اللعب الإنتاجي .. يعاد رؤيتها بناءً على تحليلات جديدة .. وقد فهمت مؤخراً إن إعادة الإنتاج تختلف عن الإنتاج والتقليدية هي نوع من إعادة الإنتاج لا غير .. وهو الشئ الذي يقذف بنا إلى دائرة الفعل ورد الفعل الموازي له .. ذلك أن التضاد والاشتباك بين التقليد والتجديد تعيدنا إلى قراءة مناطق الإرادة والتبعية .. إن دائرة الفعل ورد الفعل دائرة جد مشتبكة لا يمكن إيجاد فاصل حقيقي بينهما أو تمييز قادر على إعطاء معنى للفعل إذا ما كان هذا الفاصل واضح وملموس من تجارب إنتاجية .. وإنتاج الفكر لا يقل عن دورة إنتاج المواد الخام أو إعادة التصنيع الصناعي أو المادي .. لابد بالضرورة النظر في المادة الخام وأيضا المادة التي سبق تصنيعها أو تدوير إنتاجها ومعرفة كيفية الإفادة من هذه المواد التي سبق وتم استهلاكها .. والفكر والأفكار والثقافة الذهنية أيضاً لا تقل أهمية وحساسية عن المواد المادية المصنعة .. فلا بد من مراجعة الأفكار والرؤى ومعرفة مدى صلاحيتها لإعادة إنتاجها بالضرورة أو لو فرضت الضرورة هذا .. ولكن الانتاج الحقيقي ينطلق من حيث يبدأ الفكر مستقلا عن مظاهر رد الفعل ويبدأ الفعل الحقيقي يفرض مساحته على سطح الوعي ويعيد تشكيل الوعي والإدراك .. ومن ثم القدرة على تجاوز القصور والنقص قدر الاستطاعة .. والاستطاعة هذه لها مضامين كثيرة إذ أن الاستطاعة مطاطة جدا .. كل حسب اجتهاده وليس هي بمحدودة أبدا .. فلها مفهومين متضادين .. بمعنى المحدودية لمن يستشعر في نفسه المحدودية والضعف والقصور والنقص .. ولها وجهها الآخر حينما يتصور أو يستشعر الفرد في نفسه اللا محدود واللا مقيد من هنا قيل قدر الاستطاعة وذلك على مستوى طاعة الله كما يفهمها المؤمن عادة .. في مسائل الطاعة .ز ولأنها كذلك من الممكن أن توظف حسبما يكون المسار التعليمي والمفهومي لها في أي مجال خاص كان أو عام .. وذلك لأنها تفتح المجال لمداولة أكثر ليونة وتمرين وتدريب .. حتى يمكن كشف عن ممكنات كانت في غالب الظن من المستحيلات أو المستحيل التفكير فيها من قبل الكشف عنها .. وهو الجانب الإيجابي / الإثبات في مفهومها واستخدامها .. وأيضاً كانت الاستطاعة من جهة السلب/ النفي هي مفردة غالباً ما يتم استعمالها على سبيل التبريرالذي يغلب عليه الكسل والتراخي أو التهجم وعدم القدرة .. إذاً هي فعل كشف مستمر ومتواصل وفعال .. لنا الآن أن نسأل متى يمكن تداول سلطة القهر أو التجاوز لتحديد معاني هي قابلة للتحديد .. وأين يكمن سر فوضى التعامل مع المفاهيم أو الإحساس بها .. هل من حيث نقلها من بيئات مختلفة ومفارقة لبيئة المنقول إليه .. أو متى يمكن تجاوز قصور الذهن أو ضعف الإرادة .. إذا جاز لنا أن نساوي بين هذه وبين عدم القدرة على خلق الفكرة الجديدة .. وهل الإبداع هو إبداع الفكرة الجديدة الجادة على بساطتها أم هو لا بد أن يتمثل في تحقيق الطفرة النوعية في مضمون الفكر المسبق ليتم تقديم أطروحة هي جديدة في المضمون قبل الظاهر ؟



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول غي ديوان ( لعلك) للشاعر الفلسطيني الش ...
- كريمة الدعاء ..
- تمرد ..
- قراءة نقدية لنموذج إنساني مغاير - تجليات تراتبية في رحلة الس ...
- الولد ..
- المطر ..
- دراية ..
- خوف .. يتردى
- متاع .. الردى
- في انتظار ..
- برق ..


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )