أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم حسن - الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟















المزيد.....

الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:06
المحور: المجتمع المدني
    


يقول الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي :
وللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجة يُدقُ


والحرية يا شوقي .... تمارس في العراق ...بالشكل الخاطئ!!!!

الحرية ماذا تعني ؟ الحرية بمفهومها الحديث تعني ممارسة اي انسان حياته الطبيعية دون ادنى تدخل من اي انسان اخر او اي جهة او مؤسسةاخرى، وعدم إعتداء ألاخرين ممن يحيطون به على كرامته وممتلكاته، وضمان حقه في الدستور.
فألانسان خلق حرا , يكتب ما يريد , ويعيش كما يريد ,ويعمل كما يشاء، كونه سيد الخلق ويحكم عقله فيما يريد ان يفعل، شريطة ان لا تتعارض ممارسته مع قوانيين وطنه الذي يعيش داخله، او لا تتعارض أفعاله مع قواعد الانسانية، او قواعد الدين الذي يعتنقه.وان لا تخل ممارساته بشكل مباشر بأمن وطنه او تخل بنظام المؤسسات الحكومية.

هل للحرية اشكال ؟
نعم للحرية اشكال عدة , منها وأهمها حرية الرأي ( أي ما هو شائع الان في أغلب البلدان) وهذا الشكل على وجه الخصوص مضطهد في العراق و مغلوب عليه حاليا !! على الرغم ما يتردد في وسائل الاعلام من إدعائات كاذبة بشأن تحرر العراق من سيطرة الدكتاتورية الحمقاء، التي قضت على حرية الرأي، ولست أدعي إنني من أنصار مرحلة الحكم الصدامي الذي حكم العراق مؤخرا، فنحن نخرج من دكتاتورية....فندخل في دكتاتورية أخرى..ولا مفر من ذلك!

ففي وقتنا الحالي لا احد يحترم رأي الاخر، كما هو حال السياسين في العراق، والفضائيات خير دليل على ذلك،اذ تنقل لكم الحوارات المباشرة مع مسؤولين مختلفين في الرأي, وتحدث المشكلة !!! فكلاهما متشدد برأيه، ومتعصب بأفكاره، ولا يسمح للمرونة الفكرية أن تعلب دورها الآني في سبيل تلقي الاراء الحرة والصريحة وإستيعاب الافكار المجردة من الاكاذيب.
فحرية الرأي هو الشكل الاول من اشكال الحرية والذي لم يمارس بمفهومه الاعتيادي الطبيعي او بتعبير ادق لم يعترف به اصلا داخل العراق، وظلت حرية التعبير مضطهدة في جميع المراحل التي مر بها العراق .... ولا اعرف السبب ! هل هو ناتج عن تخلف الشعب العراقي؟ أم ناتج عن تخلف الحاكم وأضطهاده لمحكومه المسكين ؟

فمن يعارض برأيه رأي من يقابله بالكلام... تحدث مشكلة كبيرة والكل يعتبر نفسه صحيحا برأيه والمقابل خاطئ فيما يقول...ولا مراء في ذلك. ومما يجدر ذكره إن هذه المشكلة العويصة التي يعانيها العراقيون ذكرها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه " مهزلة العقل البشري " وقد أصاب كبد الحقيقة فيما قال.
وفي إعتقادي إن هذه الظاهرة التافهه لا تحل أبدا، فما دام سياسو العراق في تكالب على المناصب، وما دام الشعب يعاني من الفوضى وإنعدام الثقافة، فهذا يعني إننا نسير بأنفسنا في الاتجاه المعاكس للتمدن ! وبذلك ندخل العصور الحجرية من جديد من دون أن نشعر بذلك.

اما الشكل الثاني من اشكال الحرية هو حرية الاعلام او حرية الصحافة،هذا هو الشكل المهم ايضا من اشكال الحرية، لكن لننظر له من جانب محايد. فهل تمُارس الصحافة او هل يمارس الاعلام مهنته بمهنية تامة وبجدية تامة وصادقة في العراق ؟
الجواب : كلا
فالمسؤول لا يحترم الصحافة ولا يحترم الاعلام كون الاعلام يخالفه الرأي ويفضح مستوراتهُ. والاعلام من جانبٍ اخر لا يحترم مكانة المسؤول بالشكل الذي يليق به كمسؤول رفيع المستوى.
والاعلام اليوم... كوني إعلاميا... لا يمارس عمله بصدق ولا يمارس مهنة الاعلام
بالصورة التي تجعل الاعلام مزدهرا امام من ينتظر الاعلام وامام من ينظر الى الاعلام..
والاعلام لا يمارس كأعلام........ اقولها وبصراحة وانما يمارس عمله كمهنة لضرب مصالح البعض... او لتشويه صورة احد او لنقل الاكاذيب من جهة... وطمر وجه الحقيقة من جهةاخرى وانتم تشاهدون الاعلام العراقي اليوم.....على حقيقته، ناهيك عن مساهمة الاعلام العربي في تشويه الاعلام العراقي للحيلوله دون نهوض أعلام حر صادق.
فماذا ينقل أعلام العراق اليوم ؟
ماذا يفعل؟
كيف يمارس عمله ؟
الاعلام اليوم هو اداة لقمع الاعلام من جذوره، والاعلام اليوم هو لتشويه سمعة العراقيين, اقولها وانا دقيق جدا في تعبيري ، وانا بنفسي ارى الاعلام كيف يشوه صوره العراق والعراقيين امام الشعوب العربية والاجنبية.... وردة الفعل من قبل الشعوب العربية واضحة تجاه العراق, ومن الطرافة أن أذكر هذا الموقف عندما كنت يوما ما ضيفا بأحدى غرف الدردشة وقرأت وسمعت بأم عيني الشتائم التي توجه للعراق وللعراقيين ( كما وجهت لي شخصيا) من قبل شعوب الدول العربية ( وليس هذا بمستغرب)، فهم يتصورون أننا نتقاتل فيما بيننا، ويفجر بعضا الاخر !! ثم يدعون أننا نحن من أطاح بصدام..غير دارين إن القوات الاجنبية دخلت عن طريقم ومن دولهم الصديقة لنا !! وناسين أن هناك محتل يعمل ليل نهار على زرع الفتن وتفجير المفخخات، ناهيك عن تدخل جميع دول الجوار ( دون إستثناء ) في شؤون العراق الداخلية ! حيث أصبح العراق ساحة لأخذ الثارات وتصفية الحسابات من جهة، والانتقام من العراقيين من جهة أخرى.

الاعلام هو الصورة الوحيدة او الوسيلة الوحيدة التي تعبرعن ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده وما يدور فيه، لكنه ومع الاسف يمارس غير اساسيته اليوم , ويتنقل من جانب العزف على وتر واحد.... الى جانب العزف على جميع الاوتار... في وقت متغير ! مع أنعدام الحيادية والمصادقية عند أغلب الفضائيات والصحف.... والى الله المشتكى.

اما الشكل الاخر للحرية.... هي حرية الانسان. ولعله تعبير افتراضي....
حرية الانسان: هي ان يعيش الانسان في اي مكان وله مطلق الحرية في التنقل من مكان لاخر, وله مطلق الحرية في اداء او ممارسة اي عمل يقوم به, بشرط ان لا يخل بالنظام الداخلي للمؤسسات الحكومية.
فمن ناحية السكن نرى أن هذا الشكل مضطهدا الى ابعد الحدود خصوصا في الآونة الاخيرة التي شهدت عمليات التهجير القسري ! وتركز السكان في منطقة دون أخرى نتيجة العمليات الارهابية ! ولا داعي أن اخوض في هذا المجال فهو معروف لدى الجميع.

واليوم نفهم الحرية بشكل خاطئ. وبكل اشكالها فالبعض : يدمر .... يذبح.... يفجر......
ويخل بالنظام بهوية مزيفة اسمها الحرية ! وهذا برأيي ناتج عن الفوضى المفاجئة التي شهدها العراق بعد إنهيار النظام السابق، بعدما كان الشعب العراقي مكبوتا الى درجة...

فدعوني أسلكم بالله ....هل الحرية هي القتل والذبح!!!
هل الحرية تعني الاخلال بالدوائر والمؤسسات؟
هل الحرية تعني الاضراب ؟
هل الحرية تعني : افعل ما اريد....... دون محاسبة القانون لي ؟
هذا هو ما يحدث الان في العراق.... وهذه هي مشكلة العراقيين
الان .... نمارس الحرية بشكل خاطئ....
نمارس الحرية.... بحجة الحرية
ونمارس الديموقراطية....... بهوية الحريةالمزيفة !!


وهناك "ايضا " الشكل الاخر والمهم جدا من اشكال الحرية هو حرية الاديان، وقبل الخوض في هذا المجال أقول للقارئ الكريم أن الحرية بكل أشكالها مضطهدة " في العراق " ولا إستغراب من ذلك.
فما يهم المقابل ان كنت سنيا..... او كنت شيعيا.... فالدين واحد..... والاثنان تحت مسمى واحد.... هو الاسلام، فمحمد جاء للبشرية جمعاء، ولم يفرق بين طائفة وأخرى ! فمن أين نأتي بهذا الاسلام المزيف القذر الذي إبتدعناه لانفسنا وهو بعيد كل البعد عن الاسلام الذي جاء به الثائر الاعظم محمد بن عبد الله، وجراء ذلك نشأت عقدة نفسية في نفوس المسلمين وغيرهم من بقية الاديان بخصوص الاسلام...وبذلك تشوهت صورة الاسلام جراء أفعالنا الشنيعة، وجراء أسلامنا " الدموي" الذي تقمصنا به وهو بدوره تقمص بنا ! فمحمد وإسلامه العظيم الذي جاء لاصلاح البشر منا براء، فكل ما يأتي الينا هو من صنع أيدينا التي تعمل كل شي من أجل "المصلحة الخاصة" ومن أجل المناصب " الكراسي "

ونحن نمارس كل شكل من اشكال الحرية بشكل اسوء من سابقه، حيث
نمارس حرية الاعلام بشكل خاطئ!
نمارس الحرية نفسها بشكل خاطئ!
نمارس الحياة بشكل خاطئ!
نمارس الدين بشكل خاطئ!
نمارس حرية الرأي بشكل خاطئ !!

فمتى نستقم ؟؟؟ اعتقد أن لا اجابة على هذا السؤال!!
فمتى نمارس الحياة والحرية واشكالها بشكلٍ صحيح
او بالشكل الذي يجعلنا متراضين فيما بيننا ؟
نحن اذا مارسنا الحرية بكل انواعها واشكالها بصورة صحيحة مع تطبيق فعلي
نجحنا في حل خلافاتنا....واضحى الامان في بلادنا وتطورنا الى درجة ما فوق الطبيعة.مع مواكبتنا لجحافل التطور الذي يسير في كل لحظة.
وهذا ليس بعيد!!
لكنه يحتاج الى وقت كي يتم غسل عقولنا من الاثار المتبقية "الهمجية و الشريرة " في عقولنا
والتي التصقت على جدران عقولنا فكّتون فوقه بما يسمى بـــ:
" صـــــــــــدأ التخلف " والذي ما زال ملتصقا على عقول الكثير منا !

اتمنى لشعبي ولشعوب العالم ان يمارسوا الحرية والحياة بشكلها الطبيعي والاعتيادي
دون التعظيم او التقليل من شان الامور... فلننظر للامور بحجمها الطبيعي...
والا.....................

" مع إعتذاري للشعب العراقي على قسوة ما ذكرت في المقال، لكنها حرقة فوات الاوان "



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي
- عطر الغايب لـ جمعة الحلفي.... معالم لحركة تجديد في الشعر الش ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم حسن - الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟