أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل طاهر - ماذا لو استنسخنا صلعم او صلعمين؟















المزيد.....

ماذا لو استنسخنا صلعم او صلعمين؟


نبيل طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:01
المحور: كتابات ساخرة
    


رأيت في منامي قبل أيام أن فرقة كوماندوز قامت بتدمير الكعبة وقبر صلعم وقبة الصخرة ومحتهم جميعاً من وجه الأرض. وقد كان ذلك الحلم كابوساً رهيباً مع أني حقيقةً اتمني ان اغمض عيني يوماً ما وأفيق وهذه الثلاثة (العقارات) قد مُحيت فعلاً من هذه الارض ومن حياتنا. أعتقد ان هذا راجع الى طبيعتي الإلحادية فأنا لا ارضى الأذى لإحد, حتى المؤمنين الذين لن يتترددوا بقطع اطرافي ولساني إن قدروا على ذلك.

وبما أني اتوقع أن أول سؤال سيأتي إلى ذهنك عزيزي القاريئ هو عن هوية المهاجمين, احب ان ابادر بالإعتذار لإنه لم يتسنى لي التحقق من بطائقهم. وبصراحة لم يكن إهتمامي اثناء الحلم ما إذا كان المهاجمون كوماندوز إسراييليين, ام كانوا مجموعة من الظباط الأمريكيين المتطرفين الذين ارادوا الإنتقام لمركز التجارة العالمي بتدمير ايقونات أسلامية مقدسة. ام كانو شباب سعوديين ضاق ذرعهم ببني وهاب وبهيئة الفضيلة وبحالة الكبت وبالمجاعة الجنسية المفروضة عليهم. لم اتسآل إذا كانت الهجمة سيناريو مدبر من بني سعود ليشغلوا العالم الإسلامي بالصراع مع الغرب بدلاً من الإلتفات لفسادهم ولم يذهب عقلي الى فرضية الشيعة وإيران الذين سيستفيدون من تأجيج الصراع الإسلامي الغربي ويتحينون الفرصة ليصنعوا قنبلتهم النووية. كل نظريات المؤامرة هذه لم تشغل بالي اثناء الحلم. كنت اركز وارتجف خوفاً وتأملاَ ان تتم العملية دون وقوع أي ضحايا من المصلين الابرياء. وعلى كلٍ, اعدكم إذا عاد الحلم مرة ثانية ( second run) فسأطل من نافذة كابوسي واتحقق من اشكال المنفذين وأسلحتهم واعود إليكم بتقرير مفصل حتى نستطيع التحري والوصول إلى هويتهم.

وقد اثار هذا الحلم مسألة التخلص من هذة الأماكن حتى نساعد المؤمنين على التخلص من قيودهم. ماذا لو افاق المؤمنون يوماً والكعبة وقبر صلعم والصخرة وحائط المبكى ليس لها وجود؟ ( أعتذر إن كنت قد نسيت صخرة اخرى). ماذا لو اثبتنا لهم أنه بالإمكان التخلص من اصنام الله وحجارته وجدرانه ودهاليزه المظلمة دون ان يستطيع ان يحرك ساكناً؟ ماذا لو أثبتنا للمؤمنين ان الله يحتمي بالأنسان وخصوصاً الإنسان المتعلم الذي يصنع له وسائل الدفاع العسكريه وغير العسكرية؟ حتى الكلمة الحرة في منتديات الإنترنت الذي صنعه الكفار تسبب القلق لمعالي السيد ارحم الراحمين فيحتمي ببرامج الكفار انفسهم ليحجبها عن مواطنين بلاد صلعمستان. طبعاً, ربما يكون هناك رد فعل عنيف من شعوب الإيمان في حال دُمّرت هذه الأصنام, وسيخرجون للمظاهرات نصرة لربهم العاجز, لكنهم في النهاية سيزهقون من الدفاع عنه وسيطلبون منه ان يتوقف عن التمترس خلف السراويل والحجابات الواسعة للمسلمات وخلف اللحي الطويلة للمسملين, او حتى خلف العلوم المتقدمة للكفار . لقد سئمتُ انا من هذا الأله الجبار"الفتوة" الكسّار ابو شوارب يقف عليها الفأر الذي يقبل الذل على نفسه وعلى اتباعه, فكيف بالمسلمين وهم يدعونه ويتضرعون إليه أن يقوم ولو ب"خبطة" صغيرة تساعدهم على إخراج رؤوسهم المدفونة في الرمال.

وقبل ان تحمكوا بأنني شخص غير واقعي احب ان أبلغكم أنني قد صحوت من حلمي في اليقظه وحلمي في المنام أيضاً. وتنبهت إلى أن حدثاً جلل كتدمير اصنام الله والإعتداء على قبر الرسول محمد صلعم سيأتي بالعواقب الوخيمة. تذكرت ماذا حدث عندما رسم بنو الأصفر في الدنمارك صورة كبير الأصنام. تذكرت الدماء التي سالت والأعلام التي اُحرقت وقمصان المؤمنين التي قُطعت وقررت التخلي عن كابوسي وعن حُلمي معاً.

ولكني في الأيام الأخيرة قرأت تعليقاً في مدونتي الجديدة – مدونة ابن سلول -- لواحدا من إخوتي في الإلحاد اسمه راوندي. اخونا راوندي من المملكة الهمجية السعودية وهو يعاني الأمرّين من حجب مدونات الفكر الحر. فلا يخفى على احد ان الأصوات الحرة تُقتل وتُسجن و تُخنق وتُحجب كل يوم من قبل الحرس القائم على راحة معالي إلاه النار. ذلك الإله المتجبر المتكبر ذو المعدة التي لاتشبع الصلوات والخشوعات وذو القلب الضيق الذي لايتحمل ولو تعليق بسيط من عبده الضعيف الممتهن في مملكة آل سعود. المهم ان الحال استقر بالصديق راوندي في مدونتي التي لم تحجب بعد! وللعلم لايسعني الإ ان اشكرهم لإنني لولاهم لما تشرفت بالتعرف على العزيز راوندي.

التعليق الذي ذكرت يتحدث عن إعتقاد المؤمنين بأن اجسام الأنبياء لاتتحلل. قلتُ في نفسي عندما قرأت التعليق: معنى هذا ان بقايا صلعم لازال فيها انسجة وخلايا فلماذا لانأخذ عينة من الخلايا ونستخلص مادة الحمض النووي ونستنسخ صلعم آخر ولماذا لانستنسخ صلعمين؟!! صلعم رقم واحد أو صلعم الرمال وصلعم رقم اثين أو صلعم المدنية.

خليكم معي: انا لاقترح ان تكون العملية عشوائية بل منظّمة. اقترح ان تتم تحت إشراف هيئة مكونة من علماء في البيولوجي ومن أخصائيين في القانون ومن فقهاء في الدين ومن شخصيات إجتماعية وسياسية وآخرون ممن يتم الإتفاق حولهم.

بالنسبة لصلعم رقم واحد أقترح ان نخلق بيئة محاكية تماماً للبيئة التي نشأ فيها صلعم النسخة الأصلية وأن يتم إنشاء قرية في الأردن أو أي مكان آخر. ثم نبني "غرفة" صغيرة على غرار الكعبة ونحاكي جميع العناصر البيئية مثل بئر زمززم والأصنام والحجر الأسود وغيرها. ثم يقوم ممثلين قديرين بلعب دور الأشخاص الذين لعبوا دوراً في حياة صلعم مثل امه بنت وهب وراضعته حليمة السعدية وعبد المطلب وابو طالب وابى الحكم واليهود وورقة ابن نوفل – اهم المؤثرين في حياة صلعم— والأوس والخزرج وغيرهم. وأنا شخصياً على إستعداد لدراسة فنون التمثيل والقيام بدور ابن سلول.

طبعاً, ستكون امامنا إشكاليات كبيرة. فمثلأ, من أين سنأتي بطفلة عمرها ست سنوات لتتزوج من رجل في الخمسينات و"يبني بها" وهي في التاسعة؟ لكن انا متأكد ان العلم الحديث سيساعدنا على تخطي جميع الأشكاليات. على سبيل المثال ربما يستطيع الماكياج ان يحل مشكلة الممثلة التي ستقوم بدور عائشة! ومن المهم جداً ان تكون حياة صلعم مغطاة تغطية كاملة بالكاميرات الخفية حتى نتابع كل تحركاته على غرار فيلم (The Truman Show) للمثل جيم كيري.

بالنسبة لصلعم رقم إثنين, أقترح ان ندعه يتربى في بيئة ليبرالية حديثة ومحايدة, في سويسرا مثلاً. ونراقب انماط سلوكه الاخلاقية وميوله الروحانية وهل تختلف عن سلوكيات صلعم الأصلي أو عن صلعم رقم واحد. وما هي مواقفة من مشاكل الأمم الحالية؟ هل هو مع الإرهاب أم ضده؟ هل هو مع تحرير المرأه ام ان له ميول ذكورية؟ هل يكره الأقليات؟ هل هو من المعاديين للسامية؟ ماذا عن حقوق المثليين؟ هل هو نفسه مثلي ام لا؟

قد يقول قائل: وما فائدة كل هذا؟
وأنا أقول ان هناك ثلاثة سيناروهات وكلها تصب في صالح المسلمين :
أولاً : في حالة غضب الله بسبب الإعتداء على بقايا صلعم ( التي برأيي تحللت تماماً خصوصاً تحت حرارة السعودية) فإنه قد يُستنفر ويغضب ويخسف بالمشرفين على هذه العملية. الن يكون هذا سبباً لدحر كل المشككين والجاحدين ومنهم اخوكم المتواضع ابن سلول هذا العصر؟ الن يكون عملاً كهذا موضع إعتزاز وافتخار للمسلمين الذين يدعون ربهم ويسألونه العزة ليلاً ونهاراً ولا وجود لمن تنادي؟ في هذه الحالة سيخلص المؤمنون من جميع الملحدين والعلمانيين ووجع الرأس الذي يتسببون به. وبالتأكيد سيكون الحدث معجزة كبيرة تُلهم الناس الى الإسلام فيدخلون في دين الله أفواجا.

السيناريو الثاني أن يتم أستنساخ صلعم بنجاح وإله جهنم ساكت كعادته لم "يتحرك دمه" ولم يخسف بنا الأرض ومع هذا يصرالمؤمنون على الإستمرار في خنوعهم وغبائهم .صلعم الرمال في هذه الحالة سيمثل مادة دسمة جداً لشيوخ الإسلام والمهتمين ب"علم" الفقه. تصوروا معي: سيستطيع "علماء" الدين ان يحسموا كل خلافاتهم. فمثلاً سيكون بأمكاننا مشاهدة الكاميرات عندما يستنجي صلعم وبالتالي سنتيقن من الأصبع التي يستخدمها وفي أي إتجاه يحركها وكم سانطي يولجها. سيكون بأمكاننا أيضاً معرفة ماذا كان يفعل بالظبط عندما يدخل على نسائه, وسيستفيد المسلمون من هذا عظيم الفائدة.

فهناك مسائل لابد للمسلم معرفتها ليقتدي برسوله فتقبل اعماله عند الله. مثلاً, هل كان الرسول صلعم يطأ زوجته الشيب (الكبيرة في العمر) بنفس الطريقة التي يطأ بها الشابة أو بنفس الطريقة التي يطأ بها الطفلة من أزواجه؟ أم كان هناك "حركات" يفضلها مع نسائه بحسب اعمارهن؟ هل كان يطلب من الجواري ان يقمن بأشياء إضافية؟ هذه امور تهم الفرد المسلم تماماً كما تهمة حركة سبابة الرسول أثناء الصلاة أو كما تهمه مسألة أن الرسول كان يأكل لحمة الكتف أو أنه كان يبدأ باليمنى عندما يلبس الحذاء ويبدأ باليسرى عندما يخلعه. إن هذا السيناريو سيفتح امام المسلمين آفاق رحبة في الفقه والسُنة وسيجعلهم يتبعون نبيهم عن تيقن دون الحاجة إلى الرجوع إلى الأحاديث المختلف عليها والتي ربما حرفها اليهود....ويا دار ما دخلك شر!

السيناريو الثالث: نستنسخ صلعم ويهتز إيمان المسلمين بهذا النبي وربه المزعوم. ويبدأ المسلمون التساؤل حول دعوته وأخلاقه وسيرته. صدقوني صدقوني صدقوني ( التكرار للتأكيد وقد اقتبست هذا الأسلوب البلاغي من صلعم)..اقول صدقوني عندما يبدأ المسلون, خصوصاً المتعلمون, بالتساؤل سيعني هذا انهم في طريقهم إلى النجاة. سيتسآلون وسيُشككون أولاً في رسالة صلعم وبعدها في شيوخ الدين وبعدها سيأتي دور شيوخ البترول وبعدها معاملة المرأة. باختصار سيفتحون ابواب الحضار الإنسانية التي أغلوقها على مجتمعاتهم لإنهم أسرفوا في ممارسة الإيمان وفشلوا في فن التساؤل.



#نبيل_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة محاكمة عائشة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل طاهر - ماذا لو استنسخنا صلعم او صلعمين؟