أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ضياء حميو - الديوانية وول ستريت















المزيد.....

الديوانية وول ستريت


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 07:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مشهد الديوانية : ( عن أبو گاطع شمران الياسري (1) ، انه كان مسجونا في احد السجون بين عامي 1961 ـ 1962 مع العديد من السجناء بسبب انتمائهم للحزب الشيوعي العراقي (2)، وكان من بين السجناء فلاح من أهالي الديوانية اسمه رَيّال بريبر : في احد أماسي السجن وبعد أن نام السجانون ، أيقظ احد الرفاق وكما جرت العادة رَيّال لموعد المحاضرة الحزبية ، فتسائل الأخير عن موضوع المحاضرة هذه الليلة ! أجابه الثاني : الصراع الطبقي !، فما كان من رَيّال إلا أن يقول وهو يعيد الشرشف على وجهه معاودا النوم :( احنه بالديوانية ، سالفتنه مبينة ، فلاليح وإقطاعية ، كل صراع طبقي مابيناتنا )..!.

مشهد وول ستريت : سبتمبر وأكتوبر من عام 2008 ، انخفاض لامثيل له في البورصة ، إفلاس بنوك ومؤسسات عملاقة ، وكلها تناشد الدولة التدخل لإنقاذ مايمكن إنقاذه !


لم يكن فلاح الديوانية ساذجا ، ولا مباليا ، ولكنه وبكل بساطة وعى تماما نضاله الطبقي مع مَن !،الأمر الذي لايحتاج معه إلى التنظير، فهو قد رأى ، وعانى ، وفهم .

أما الذي رأى ولم يعان ِ ولم يفهم فهو احد ابرز منظري الرأسمالية الجدد !

نعم فرنسيس فوكوياما (3) ماغيره!

نهاية العام 1989 كتب فوكوياما عن نهاية التاريخ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، والبلدان الدائرة بركبة (أن الأفكار الليبرالية انتصرت بصورة لاتقبل الشك ،هي وحدها الرأسمالية من امتلكت وتملك الحلول الاقتصادية للعالم ، من خلال اقتصاد السوق الحر ).

و تحت عنوان نهاية التاريخ قال : إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين ، لتحل محله الليبرالية وقيم الديمقراطية الغربية . وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس ، المادية التاريخية والتي يعتبر فيها ماركس أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات.

تمناها فوكوياما والمؤسسات الرأسمالية الداعمة له : نهاية للتاريخ ، بتفرد اقتصاد السوق الحر وحدة كحل وحيد وابدي للعالم !!

لن نتحدث عن الأزمات الاقتصادية المتتابعة ، ولاعن تأميم البنوك العملاقة ، في عقر الرأسمالية ( الذي هو تدخل سافر ، يعتبر كفرا باقتصاد السوق الحر ) ، لأنه اختصاص الاقتصاديون اللذين يروا ويفهموا ، بل مثالنا على وحشية ، وعدمية هذا الاقتصاد هو ماسمي بالوقود الحيوي (4) ( أنظر الهامش )!

الأمم المتحدة تسمية طريق أجرامي ، فماذا تسميه أخلاقيات الرأسمالية ؟

ارتفاع أسعار الوقود، قادهم إلى استخراج وقود جديد ( الوقود الحيوي ) من المواد الزراعية !

ببساطة موجزة...الخبز الذي نأكله ، يريدونه وقودا رخيصا ، في محاوله بائسة ومجرمة للتغطية على الجريمة الأكبر في تدمير الحياة على الأرض ، تذرعوا بأنه الحل البريء والمثالي للتقليل من التلوث على الأرض !

ولكن مالذي سنفعله بوقود رخيص إذا لم نجد مانأكله ؟!

بالنسبة للرأسمالية لاداعي لأن تجهد نفسها بما تأكله لأنها منهمكة بالفعل بأكلنا نحن البشر من خلال حروبها وكوارثها ، بحق البيئة والكائنات الحية ، ومَن يدري قد يكون المبرر القادم لحماية البيئة التي يمعنون وحدهم في تدميرها هو اٍستخراج الوقود من زيت جسم الإنسان بعد حرقه ، وحينها سيكون البلد الذي يموت أو يُقتل ناسه أكثر هو المعجزة الاقتصادية الجديدة!!.

لقد استنفذوا كل مالديهم من مستحضرات التجميل ، وعمليات الشد ، والمط ، والشفط في تجميل وجه الرأسمالية القبيح ، لايريدون أن يروا دورة التاريخ الاقتصادية وصيرورتها التي من العبث إيقافها !

و أبنائها ” النجباء ” يريدونها أما هي أو من بعدها الطوفان، أي إذا لم تكن هنالك رأسمالية السوق الحر، فإلى الجحيم ” بالكرة الأرضية ”.

ختاما سأروي لكم نكتة عراقية شاعت أواسط الثمانينات ، فماكينة الحرب كماكينة رديفتها لن تكف عن التهامنا إلى نغدو بلا فائدة !

في ذروة الحرب العراقية الإيرانية كان هناك جندي قُطعت ساقه اليمنى في بداية الحرب ، فأعفيَ من الخدمة العسكرية لعوقه ، ولكن بعد أن اشتدت الحرب وتعذر عليهم حساب قتلاها ، انشأ صدام حسين لجنه طبية عسكرية لإعادة المعوقين إلى الخدمة العسكرية، لحاجة البوابة الشرقية للأمة العربية لجهودهم في الدفاع عنها !

وكعادة الرئيس القائد في استخدام رموز الأمة العربية في استنهاض الهمم القومية في الدفاع عن الأمة ، وتحرير القدس من الشرق ، أسمى اللجنة شرحبيل ابن حسنه !

كان هذا الجندي من ضمن اللذين قدّرت اللجنة إن عوقهم لايمنعهم من العودة إلى العسكرية فيما لو تم تركيب ساق صناعية له!

وأعيد إلى الخدمة العسكرية ، وبعد مرور فترة ، بُترت ساقه الثانية ، وأحيل إلى اللجنة ثانية ، التي كما في المرة السابقة ، أوصت بساق ثانية ، وإرساله إلى الجبهة ، وفيها فقد يده اليمنى ، لكن اللجنة لم تر مانع من أكمال خدمة المكلفية لأنه مازال يمتلك يدا سليمة ، وفي الخاتمة أعيد إليها اللجنة محمولا بلا يدين أو ساقين ، وهنا لم يكن من اللجنة إلا أن تخبره إنها قررت إعفاءه من الخدمة العسكرية !

فما كان منه إلا أن يعترض متهكما، قائلا لرئيس اللجنة: لا... سيدي ، بإمكانكم استخدامي في دعم المجهود الحربي فيما إذا وضعتم عصا بمؤخرتي ، واستخدامي كمكنسة ..!

الهوامش:



(1) ابو گاطع ، شمران الياسري 1926 ـ 1981 صحفي سياسي ، وروائي عراقي ( شيوعي ) .



(2) حوّ ل الشيوعيون العراقيون السجونَ إلى مدارس لامثيل لها في الإصرار على حب الحياة والإصرار والمراهنة على قضية الإنسان الواحدة والخالدة أينما كان ، بدءا من تعليم الألف باء وانتهاءً بمعنى النضال الطبقي و ألأممي ، استرشادا بنهج مؤسس الحزب ، الرفيق يوسف سلمان فهد .

(3) يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما : كاتب ومفكر أمريكي الجنسية من أصول يابانية ولد في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1952 م من كتبه : (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) و(الانهيار أو التصدع العظيم). أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي ومديرا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونز هوبكنز ، عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأمريكية كما عمل بالتدريس الجامعي ، واحدا من منظري المحافظين الجدد Neoconservatives ، حيث أسس هو ومجموعة من هؤلاء في عام 1993 مركزا للبحوث عرف آنذاك بمشروع القرن الأميركي . عبر فوكوياما في مقالاته ومؤلفاته في السنوات الأخيرة عن قناعته بأن على الولايات المتحدة أن تستخدم القوة في ترويجها للديمقراطية.

(4) الوقود الحيوي: هو وقود مستخرج من النباتات ويتخذ هيئتين الأولى هي الايثانول المستخرج من السكر أو الحبوب ويمكن إضافته إلى البنزين والثانية هي الديزل الحيوي المستخرج من الحبوب الزيتية أو زيت النخيل ويضاف إلى الديزل. للمزيد يمكن قراءة التقرير الذي نشرته سي ان ان العربي على الرابط التالي :

http://arabic.cnn.com/2008/scitech/4/29/biofuel.unations/index.html



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة حمار
- تمرات العبد
- صديقي الأمريكي
- ماتركته
- بغداد
- سرّك انتَ -حزب فهد-
- شموع - خضر الياس -
- مشهد حب
- الرايه الحمرة
- اغنيتان
- الرفيق - فهد- وابنتي -لانه-
- أدب سز
- ( جبَوري-الفالت)
- حلم -نص ردن- - انتصار ساحق للقائمة الديمقراطية اليسارية العل ...
- اسكافي -عفك- كزار حنتوش
- نخلةَُ وطيرُ سعدْ
- مركب سكران ثانيةً
- موّال قديم
- قصيدتان
- ضرطة عنز


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ضياء حميو - الديوانية وول ستريت