أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تاج السر عثمان - المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية















المزيد.....

المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 09:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معلوم أن ماركس لم يكتشف وجود الطبقات والصراع الطبقي في المجتمع، فقبل ماركس وصف علماء الاجتماع الطبقات والصراع الطبقي، يقول ماركس في رسالة الي ج.ودميير في 5/مارس/1852م، يفسر ما يزعم أنه اثبته علميا بمنهجه التاريخي(لافضل يرجع لي في اكتشاف وجود الطبقات في المجتمع، ولا في وجود الصراع بينهما، فقبلي بزمن طويل وصف المؤرخون البورجوازيون التطور التاريخي للصراع بين الطبقات، ووصف الاقتصاديون البورجوازيون التشريح الاقتصادي للطبقات. الجديد الذي فصلته هو اثبات:
1- وجود الطبقات يرتبط فقط باطوار تاريخية معينة من تطور الانتاج.
2- ان الصراع الطبقي يؤدي بالضرورة الي ديكتاتورية البروليتاريا.
3- ان هذه الديكتاتورية نفسها تمثل مرحلة الانتقال نحو القضاء علي الطبقات وقيام مجتمع لاطبقي).
أي أن ماركس تحدث هنا عن مرحلة انتقالية للاشتراكية بهدف الوصول للمجتمع اللاطبقي، وهذه المرحلة هي بالضرورة ديكتاتورية البروليتاريا، وهو مفهوم تجاوزته الاحزاب الشيوعية في اوربا منذ نهاية الحرب العالمية، وطرحت الطريق البرلماني الديمقراطي التعدد ي للوصول للاشتراكية. كما احدثت الثورة العلمية التقنية متغيرات بنيوية في تركيبة المجتمعات الرأسمالية المتطورة، واتسع مفهوم الطبقة العاملة الذي اصبح يضم العاملين باجر بايديهم وادمغتهم ويتعرضون للاستغلال الرأسمالي باستحواذ فائض القيمة منهم.
كانت نظرية ماركس حول مفهوم الطبقة الاجتماعية من المكتشفات الهامة في علم الاجتماع، أوضح ماركس أن الطبقة الاجتماعية ليست طائفة ولامرتبة ولانقابة ولامهنة ولاحرفة ولادرجة، ولاتقوم علي الثروة أو الدخل أو قيمة الأجر أو مستوي المعيشة ونوعها، برغم انها قد تنعكس علي العديد من هذه الخصائص:
وتري الماركسية المعايير الايجابية الآتية كافية للدلالة علي الطبقات الاجتماعية:
- الدور الذي يؤدي في الانتاج.
- تداول الثروة وتوزيعها.
- الاسهام في الصراع الطبقي الذي يتبدي في النضال من اجل السلطة السياسية.
- السيطرة علي الدولة باعتبارها التي تعبر عن عن سيطرة طبقة علي بقية الطبقات.
- الوعي الطبقي( الايديولوجيا الطبقية).
ومعلوم أن مفهوم الطبقة في الماركسية ليس جامدا، ولكنه تطور كعملية ويتضح ذلك من الأمثلة التالية:
1- في البيان الشيوعي لماركس وانجلز: الطبقة الاجتماعية لاتتشكل بصورة نهائية الابظهور التضامن الطبقي ووحدة الدور في الانتاج والمصالح الاقتصادية المشتركة والوعي الطبقي.
2- في مؤلفات(نقد فلسفة الدولة لهيغل) لماركس، (الايولوجيا الالمانية) لماركس وانجلز، العائلة المقدسة لماركس، (نقد الاقتصاد السياسي) لماركس: يغلب عليها التحليل الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي.
3- وفي مؤلف (رأس المال) لماركس يظهر بوضوح الصراع بين البورجوازية والبروليتاريا، وملاحظة قوي اجتماعية أخري: المديرين.
4- وعند برنشتين ملاحظة أن الطبقات الوسطي بين البورجوازية والبروليتاريا تنمو علي الدوام، وتطور الرأسمالية يدعم الديمقراطية وخاصة الدولة الديمقراطية التي تعلو علي الطبقات.
5- ويري كاوتسكي أن ديكتاتورية البروليتاريا، لامعني لها ويشير الي تزايد دور ووزن الطبقة الوسطي.
6- ويقدم لينين تعريفه للطبقات الاجتماعية علي النحو التالي:
( يطلق اسم الطبقات علي مجموعات بشرية كبيرة تتميز بوضعها في نظام تاريخي معين من الانتاج الاجتماعي، وبالعلاقات بينها وبين وسائل الانتاج( وهي علاقات يحددها القانون في الغالب)، وبدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل وبقدرتها بالتالي علي الحصول علي نصيبها من الثروة، كما تتميز بحجم هذه الثروة).
ويلاحظ أن لينين هنا يغفل الوعي الطبقي في التعريف.
7- كما يقدم بوخارين تعريفه للطبقة في كتابه عن(نظرية المادية التاريخية 1931م)، علي النحو التالي( الطبقة الاجتماعية وحدة جماعية من الأشخاص الذين يؤدون دورا واحدا في الانتاج، ويقيمون علاقات واحدة مع غيرها من الوحدات الجماعية التي تسهم في عملية الانتاج).
من كل التعريفات السابقة حددت الماركسية المعايير الآتية لتعريف الطبقات الاجتماعية:
- معيار اقتصادي – اجتماعي.
- الفروق المترتبة علي الوعي الطبقي.
- الايديولوجيا.
- الموقف من الناس.
- مستوي الحياة والدخل.
- الثقافة.
وينتقد عالم الاجتماع جورج جورجيفتش في مؤلفه(دراسات في الطبقات الاجتماعية، ترجمة احمد رضا محمد، ومراجعة د.عزالدين فودة، بدون تاريخ): قلة الالنفات في التعريف الماركسي الي انواع المجموعات ذات الوظيفة الواحدة أو المتعددة الوظائف(المكان، الأسرة، الرابطة الأخوية، النشاط الذي لايستهدف الربح..الخ)، كما يشير الي اهمال الماركسيين دراسة التناسب العكسي بين الصراع الطبقي وبين صراع المجموعات المنطوية داخل الطبقة الواحدة.
مثال: الصراع بين المنتجين والمستهلكين، الصراع بين المهن، الصراع بين المجموعات المتقاربة اقتصاديا أو ذات الرابطة الأخوية، والصراع بين الأسر، والصراع بين الأحزاب السياسية والنقابات التي تدعي أنها تمثل الطبقة ذاتها..الخ.
كما يشير الي أن انعدام السيكولوجيا الجماعية لطبقات تمثل ثغرة خطيرة للغاية في النظرية الماركسية، كما انه دائما تولد طبقات جديدة في المجتمعات المتطورة صناعيا.
هذا اضافة الي جعل البروليتاريا منقذة للجنس البشري ولها قوي اعجازية قادرة علي تحقيق التحول النهائي.
كما يري جورج جورجيفتش أن النظرية الماركسية في الطبقات الاجتماعية( ليست بالوضوح الكافي)(دراسات في الطبقات الاجتماعية، ص 13).
في المناقشة لآراء جورج جورجيفتش: ناخذ في الاعتبار تغير وتبدل الواقع، عما كان عليه الحال عندما صاغ ماركس نظريته في الطبقات الاجتماعية، وفي هذا الجانب، فان النظرية مفتوحة وليست نهائية، بحكم منهج الديالكتيك المادي الذي لايعرف الحقيقة النهاية، بل يقبل الاضافات والتعديلات الجديدة التي تنبثق من الواقع المتجدد دوما، وليس كما أشار جورجيقتش( ان النظرية ليست بالوضوح الكافي)، فهي ليست نظرية نهائية مكتملة. المهم الأساس الذي انطلق منه ماركس حول مفهوم الطبقة الاجتماعية والذي حدده ماركس في : الدور في الانتاج والوعي الطبقي.
اتفق مع جورجيفتش: في تاريخية الطبقات الاجتماعية، وبدور هذه الطبقات الرئيسي في تحويل المجتمعات الحاضرة، وفي تقديري أن الكاتب يعبر عن شئ صحيح تماما حين يقول( ان وظيفة الطبقات الاجتماعية باعتبارها منتجة، وموضوعات تاريخية ودورها في الانتاج وفي تداول الأموال الاقتصادية وتوزيعها، وعلاقاتها مع تنظيماتها الخاصة بها، ومع بنيانها وبنيان المجتمع كله، وامكانياتها في الامتداد الي ماوراء حدود الأمم المختلفة، كل اولئك ظواهر مفعمة بالحركات الديالكتيكية تتسم بقابليتها اللانهائية للتنوع التجريبي).
وهذا يتفق مع منهج الماركسية في أن الطبقات ليست بلورات صلبة، صماء، جامدة ، وانما هي كائنات عضوية تتطور وتقبل التعدد اللانهائي ، كما يمكن أن تقبل الطبقة الواحدة تنوع الأحزاب والمجموعات السياسية التي تعبر عنها، كما تقبل تنوع الصراعات الاقتصادية وغير الاقتصادية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج الدبالكتيكي
- بعض المفارقات في الماركسية والتجارب الاشتراكية
- الديالكتيك والايديولوجيا ونظرية المعرفة الماركسية
- عائدات النفط السوداني
- النفط السوداني وآثاره علي الصراع الاقليمي والدولي
- تداعيات الأزمة العامة للرأسمالية
- ماهي دلالات أزمة النظام الرأسمالي الراهنة؟
- الايديولوجيا
- النفط السوداني : تاريخ الاكتشاف وارهاصات الصراع
- حول الفصل التاسع من مشروع برنامج الحزب الشيوعي السوداني تجدي ...
- المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- محمد بشير عتيق: من الوعي النقابي الي الخلق والابداع الفني
- الآثار السلبية للجمود النظري علي تجربة الحزب الشيوعي السودان ...
- ديالكتيك هيغل: كل الفلسفات حقة وباطلة
- تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة(1952- ...
- حول احداث العنف في العاصمة السودانية
- قراءة في مانفستو الحركة الشعبية، مايو 2008م
- منظمات المجتمع المدني
- الذكري ال 76 لرحيل خليل فرح
- النفط السوداني:الشركات متعددة الجنسية وصراع المصالح


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تاج السر عثمان - المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية