أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عربي الخميسي - تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة - القسم الثالث















المزيد.....

تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة - القسم الثالث


عربي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 00:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت قد ختمت كلامي في القسم الثاني قائلا وبعد دخول القنصل بناية القنصليه عدنا الى مقرمتصرفية البصره وقد انتهى كل شيئ بسلام نعم هكذا كنت اتصور الا ان للموضوع تتمه استجدت واستمرت حوالي سنة من الزمان واليكم القصه !!

كانت قد اعلنت حكومة الثوره حالة الطوارئ الاستثنائيه يوم انبثاقها حفاظا على سلامة الجمهوريه، وتبعا لذلك فقد منح الزعيم الركن احمد صالح العبدي الحاكم العسكري العام بعض من صلاحياته لأمري المواقع العسكريه ، لأدارة وتمشية بعض المعاملات المدنيه ضمن مناطقها الجغرافيه ، شملت تلك الواجبات عدد من جوانب النشاطات التي تقع قانونا ضمن اعمال الادارة المحليه في الحاله الاعتياديه ، وعليه فهي بالاساس من مهام متصرفية اللواء والدوائر التابعه لها ، منها على سبيل المثال الامن الداخلي ، وضبط الحدود ، واحالة الاوراق التحقيقيه لبعض القضايا الجنائيه المتعلقه بسلامة الدوله الى دائرة الحاكم العسكري العام مباشرة وكذلك في حالة توجيه الشتم والقذف والاهانات لرجالات الثوره وشخوصها و الاشراف امنيا على امور السفر الى الخارج ، والنظر بطلبات تمديد اوالغاء رخص الاقامات للرعايا الاجانب بالبصرة ، وغيرها من الواجبات التي لا تمت للامور العسكريه بصله ، والحقيقه ان هذه الاموراشغلتنا كثيرا وابعدتنا عن صلب واجباتنا العسكريه ، اضافة الى ذلك ، ان النظر بها واعطاء القرار الصحيح هو من اختصاص دوائر الدوله المختصه ، مما اوقع الجهات العسكريه باغلاط مؤسفه اضرت بالاطراف ذات العلاقه ، وبرايي ان هذه القضايا هي احدى الاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الثورة وحسبت عليها .

ففي احد الايام حينما كنت جالسا بمكتبي في آمرية موقع البصره العسكري ، فؤجئت بسائق القنصليه الامريكيه سالف الذكر ، وهو يقدم لي بعض المعاملات لبعض الرعايا الامريكين ، لغرض تمديد اقامتهم التي سينتهي مفعولها ، وفي الحال راودتني فكرة التحدث معه ، واستدراجه شيئا فشيئا لما يخدم قضيتنا العراقيه من الناحيه الاستخباراتيه ، كما واني اعرف جيدا خطورة هذا التصرف ، وفي تلك المرحله خاصة ، وفي ذات الوقت كنت اخشى ان يتعرف هو علي من خلال التكلم معه ، الا اني بالغت بالترحيب به واجلسته ، وتعمدت اطالة الحديث معه ، وقد تبين لي انه لم يخطر بباله ذلك عريف الشرطه حسين الذي رافقه في سفرته الى العماره قبل حوالي الشهرين !!! هو نفسه يجلس امامه الان بلحمه ودمه ! وكنت لطيفا معه وكريما ، فقد امرت له بالشاي فتناوله شاكرا لي ترحيبي به ، وخلال الحديث معه اقر لي ان هؤلاء الرعايا الامريكيين وزوجاتهم هم اكثر عدد مما تحتاجهم القنصليه في البصره ردا على استفساري منه ، وسالته بالحال هل يعني ذلك لا نجدد لهم اقامتهم ؟ فقال لا اعتقد هذا التصرف به شيئ من الفائده ، لأنهم متواجدون من زمان وقد يخلق مشكلة لا طائل منها .. وبقرارة نفسي كنت اعرف جيدا ان هذا الامر لا يقع ضمن مسؤولياتنا بل ، من مسئولية واختصاص وزارة الخارجيه والحاكم العسكري العام وفق سياسية الدوله ومقتضياتها مصالحها ، واننا ننفذ مجرد الشكليات فقط لا غيرها ،
وقبل ان ينصرف حاملا معاملات القنصليه ، قلت له ان شاء الله اراك دوما واهلا وسهلا بك وفي أي وقت تاتي الى هنا انا حاضر لمساعدتك بقدر الامكان !! ، فشكرني وانصرف ، وبعدعدة ايام جاء وبصحبته عدد من الاجانب امريكان وبريطانيين يعملون في شركات النفط في الرميله ، ومعهم اوراقهم وجوازات سفرهم فرحبت به وطلبت منه الجلوس والاخرين . وهكذا صار يتردد علي بين حين وحين ، وشيئا فشيئا توطدت العلاقه بيننا، واخذ يستشيرني بامور اخرى خارج الرسميات وانا لا اتوان من ابداء النصح والمساعده ، ومن جانبي بدأت استفسرمنه عن امورالقنصليه وتحركات القنصل ، حتى توصلت الى نتائج مهمه ومؤثره على الوضع العراقي الامني والسياسي ، وكان منها ان القنصل كانت له علاقه متينه مع بعض شخصيات البلد الدينيه امثال السيد السهلاني ،وبيت الحاج جيتا الباكستاني الاصل ، والحاج طوينه وغيرهم ، وكذلك مع العوائل الثريه امثال بيت باش عيان ، وبيت الخضيري، وبيت الرديني ، وبيت الذكير والتاجر الثري حنا الشيخ ، وايضا مع بعض شخصيات المعروفه بقضاء الزبير دينية وقوميه ، وان زيارته للعماره كانت لغرض توصيل رسالة لعملائهم من شيوخ العشائر بموقف امريكا المتعاطف مع وضعهم الجديد بعد الثوره جراء قراراتها بشأن قانون الاصلاح الزراعي المزمع تشريعه آنذاك ، قام القنصل بتبليغها عن طريق مدير المستشفى الامريكي بالعماره ، وهذا الادعاء يتفق منطقيا مع ما حصلت عليه من قوائم بالاسماء كما مر ذكره اعلاه .
وطبيعي ان هذه المعلومات كانت ترسل مباشرة الى مديريه الاستخبارات العسكريه في وزارة الدفاع مباشرة ، ولا بد انها لا تزال محفوظه بارشيف المديريه المذكوره .

استمرت علاقتي مع هذا الانسان الطيب مدة تقرب من السنة ، وكان الرجل مخلصا لخدمة وطنه العراق رغم خطورة ما يقوم به ، وعمل معي كل هذه المده بدوافع شريفه وبدون مقابل مادي . الا ان إحالتي على التقاعد والحكم علي بالحبس لمدة سنة ونصف من قبل المجلس العرفي العسكري الاول ، الذي كان يترأسه العقيد شمس الدين عبد الله ومدعيه العام العسكري الملازم الاول راغب فخري ، بتهمة لا وجود لها حال دون استمراريه العمل الوطني ، والحقيقه كل هذه المده الطويله التي تبلغ الخمسون سنة وانا اتسائل ولا زلت اتسائل ما السبب ؟ اليس من المحتمل ان الاستخبارات العسكريه كانت مخترقه مثلا ؟ او مديرية الامن العامه التي يترأسها العقيد عبد المجيد جليل هي ايضا مخترقه ؟ وهو ذاته ثبتت خيانته للثوره يوم الانقلاب الاسود سنة 1963 ؟ وربما جاء ذلك كنتيجه لمخطط مدروس لبعض الجهات المتضرره من الثوره وذات صله بالقنصليه الامريكيه او مع بعض الاشخاص من خونة الثوره آنذاك ؟ اسئله كثيره ترد على البال ولن أجد لها اجوبة شافية حتى الان . وفي كل الاحوال من المؤسف حقا ان يكون هذا جزاء الاخلاص والامانه بالعمل لتادية الواجب الوطني والوظيفي ، والشعور بالحس الوطني العراقي النقي ! هو الارسال الى سجن نقرة السلمان الصحراوي سيئ الصيت ، والغريب في الامر ان يحدث هذا كله و ثورة تموز لم يمض عليها سنة واحده بعد !!



#عربي_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم الثاني ....... تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ...
- تحركات القنصليه الامريكيه في البصره بعد ثورة 14 / تموز مباشر ...
- العراقيون المندائيون بخير ! بس عايزهم الحام والطعام
- الى / الكاتب السيد مصطفى القره داغي وعلى هامش مقالته ( مجزرة ...
- وقائع قصر الرحاب يوم 14 / تموز
- ليلة القبض على العقيد الركن عبد الغني الراوي
- المرأة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجتمع
- انا والقائد الكردي الخالد المرحوم ملا مصطفى البارزاني
- يخت صدام حسين ويخت الملك فيصل الثاني
- ايها المندائيون ناصروا المظلوميين .. ! ويقينا سيناصرونكم غدا
- ايها المندائيزن وقعوا
- هل للاقليات مصلحة قي تقسيم ا لعراق ؟
- خذوا الجنة ... خذوها ... ودعونا نعيش ....!
- اطلقوا حرية المرأة لتبدع ..!!
- يوم المثقف العراقي .. والمواقف الخجوله
- ردة الثامن من شباط /1963 ومذكرات السياسي التقدمي المحامي الق ...
- الصابئة المندائيون ومنجل اصويحب
- خطاب موجه الى النسوة البرلمانيات العراقيات بمناسبة حلول عيد ...
- أليس من حقي المطالبة بحقيبة وزارية ؟
- أتعتقد لسنا مضطهدون ؟؟ . شهادة ودليل اثبات


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عربي الخميسي - تحركات القنصليه الامريكيه بالبصره بعد ثورة 14 / تموز مباشرة - القسم الثالث