أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟















المزيد.....

لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو جلياً واضحاً أن عملية الشحن الطائفي،والتي تشارك فيها قيادات ومرجعيات دينية(سنية وشيعية وقنوات فضائية مشبوهة التمويل)،والموظفة سياسياً من قبل أطراف عربية وإقليمية ودولية،تستهدف بالأساس ضرب وحدة الأمة والعمل على تدمير نسيجها المجتمعي،ونقلها من حالة القطرية إلى حالة التفكيك والتجزئة والتذرير،ودفعها نحو متاهات الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية والأثنية،وحرف المقاومة عن أهدافها الحقيقية في طرد المحتل والمستعمر، ونحن نرى أن الذين يطرحون مشروع الشرق أوسطية بمشاركة إسرائيلية،وكذلك الذين يغذون ويدعمون قوى وأحزاب سنية على أسس طائفية،جزء من هذه الفتنة والدور المرسوم لهم،لخلق حالة واسعة من الاستقطاب لصالح قوى وأجندات خارجية،تصب في خانة تحطيم الأمة وتبديد خيراتها وثرواتها،ودفعها لخانة الحلف الأمريكي- الإسرائيلي المعادي للأمة وتطلعاتها،ونحن نلمس ذلك بشكل واضح في العراق ولبنان باعتبارهما من بؤر الصراع المتصادمة مباشرة مع القوى المعادية(أمريكا وإسرائيل) ،ففي العراق حيث تشتد وتتصاعد المقاومة العراقية بقصد وغرض طرد المحتل الأمريكي،وجدنا بعض الأطراف العربية،لعبت دوراً تخريباً ومشبوهاً من خلال تأسيس ما يسمى بمجلس الصحوات،والمجلس الإسلامي العراقي،وبما يدجن المقاومة ويطوعها تجاه القبول بالاحتلال الأمريكي وشرعنته وإقامة أحلاف ومعاهدات أمنية وعسكرية معه،ونفس هذه الجهات،هي التي دعمت وتدعم تيار المستقبل اللبناني،برفض المصالحة الوطنية والإصرار على عدم شرعية سلاح المقاومة،والدفع باتجاه تفجير الداخل اللبناني وتأجيج الصراعات فيه بأشكالها وتمظهراتها وتسمياتها المختلفة،ولكن ما قام به حزب الله من حسم عسكري،جعل هذه القوى تتراجع خطوة إلى الوراء،دون التخلي عن دورها وأهدافها،وما تقوم به من دعم واحتضان لقوى إرهابية وتكفيرية وظلامية في منطقة طرابلس،يندرج في سياق الدور المنوط بها والمرسوم لها.
والمسألة هنا ليست قصراً على من يغذي ويمول التيارات والأحزاب السنية على أسس طائفية،بل هناك من يمارس هذا الدور،رغم عدائه وتصادمه مع المشروع الأمريكي في المنطقة،على خلفية ثأر وأحقاد قديمة،حيث نرى إيران تحرك أدواتها الشيعية هناك،أحزاب الفضيلة والدعوة والمجلس الأعلى،ناهيك عن ما يقوم به جيش المهدي من جرائم طائفية،حيث نرى أن القتل وصل حد ومرحلة القتل على الهوية،وقد تجلى الحقد والكراهية الطائفية في أقذر وأبشع صورها في حادثة إعدام القائد الشهيد الرئيس صدام حسين،بالإضافة إلى إقامة الجدران والأسوار العازلة بين المناطق السنية والشيعية،وبما يمهد لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات مرشحة نحو المزيد من التقسيم والتفكك،ناهيك عن حملة التهجير والقتل المنظمة للعرب المسيحيين في الشمال العراقي، والدور الإيراني هذا لم يقتصر على العراق،بل يطال خلق حالة واسعة من عدم الاستقرار والفتن الطائفية في دول الخليج العربي،وهذا يتنافى مع ما تحاول إيران أن تظهر به نفسها،كمدافعة ومتبنية للقضايا العربية الكبرى،وهذه التصرفات تثير الشكوك على طبيعة وحقيقة دورها الإقليمي لها،وتعطي ذريعة للشكوك والتوجس منها عربياً.
والجدال المتصاعد واللافت للنظر في الفترة الأخيرة ،لم يقتصر على التسنن والتشيع،بل نرى أن هناك دول غربية وإسرائيل وأمريكا صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة،تحاول نقل ذلك لكل الدول العربية على طريق تقسيمها وتفكيكها وتذريرها،وإضعافها عسكرياً واقتصادياً،ونلمس ذلك في مصر من خلال التحريض الدائم للأقباط هناك واستغلال أي حادثة بسيطة،وحتى لو كانت في الإطار الشخصي والفردي بين الأقباط والمسلمين،وتحويلها لقضية طائفية واضطهاد للأقباط،وكذلك ما يجري في إقليم دارفور السوداني،من تدخلات غربية هناك بقصد سلخ الإقليم عن السودان،له علاقة بضرب وحدة السودان،وإدخاله في أتون حروب داخلية طائفية ومذهبية،ونحن رأينا كيف أن هذا التدخل السافر والوقح وصل حد ضغط الولايات المتحدة الأمريكية،على رئيس المحكمة الدولية لتوجيه اتهامات للرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
إذا الطائفية خطر داهم يستهدف الأمة بكل مكوناتها وأطيافها، يستهدفها في وحدتها من قبل قوى خارجية تعمل على تفكيكها وتحللها،من أجل رهن قدراتها وطاقاتها وقراراتها وإرادتها لصالح قوى وأجندات خارجية،ناهيك عن احتجاز تطورها ونهب خيراتها وثرواتها،ولذلك يجب أن نكون واعين ومتنبهين ومتيقظين لهذا الخطر الداهم،والوقوف بشكل حازم ومبدئي من كل الذين يحاولون العبث بوحدة الأمة،من خلال تقديم الولاءات الفرعية من طائفية وعشائرية وقبلية وجهوية على الولاءات العروبية والقومية،فما يربطنا ويوحدنا من وشائج الأهداف والمصالح والتطلعات أكبر وأعمق من أي خلاف فقهي أو ديني،هذه الخلافات التي يجب أن تأخذ حجمها ومكانها الطبيعي، وليس أن تستغل من قبل فقهاء النظام والسلاطين،أو من هم موظفين بالمال من قبل قوى خارجية لإصدار ونشر مثل هذه الفتاوى،بقصد وغرض التحريض والتخريب،فمن يصدر فتاوى بعدم جواز قتال الاحتلال الأمريكي،أو القتل على الهوية والمذهب،أو تكفير هذه الفئة أو تلك لمجرد الخلاف في التفسير والاجتهاد أو الرأي السياسي،نجزم بالمطلق أنه لا يريد الخير لهذه الأمة،وخصوصاً أن فتاوي المراجع الدينية والخادمة للأنظمة،يتم استغلالها وتوظيفها سياسياً لخدمة هذا الطرف أو ذاك.
أننا نرى أن الترويج للطائفية والمذهبية يوازي الخيانة،فلا يجوز التعامل والتعاطي والمواطنين على أساس طوائفهم،بل على أساس مواطنتهم،فالشيعي العربي مواطن عربي،وكذلك المسيحي العربي،وهم جزء ومكون أساسي من النسيج المجتمعي والوجودي لهذه الأمة،والحق يقال أننا لم نسمع هناك من العرب المسيحيين،من وضع انتمائه الطائفي فوق انتمائه القومي والوطني،ولدينا الكثير من الأمثلة والشواهد على ذلك من قادة سياسة وفكر وغيرهم،وكذلك العرب الشيعة،فيكفينا فخراً نحن العرب أنهم،تحملوا القسط الأكبر في الدفاع عن الأمة ومصالحها ووجودها في تموز/2006،حيث استطاعوا أن يجهضوا ويفشلوا المشروع الأمريكي في المنطقة، مشروع الشرق الأوسط الجديد .
ومن هنا فعلينا أن نعيد الاعتبار للفكر والهوية القومية العربية،وأن تصان كرامة وحريات ومعتقدات جميع أبنائها،وأن نؤكد على وحدة أهدافها ومصيرها في وجه الأعداء المشتركين للأمة،وأن نقف سداً منيعاً أمام كل من يحاول شق وحدتها أو الترويج للفكر الطائفي والمذهبي،خدمة لأهداف ومشاريع خارجية تهدد مصالح الأمة ووجودها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...
- أولمرت - بوش/ نهايات مأساوية....!!!
- هل هناك مجال للعودة للحرب الباردة ؟؟
- رغم الصخب والتسريبات الاعلامية/ لا اتفاق في الوقت المستقطع
- الفلسطينيون ولعبة المتاهات.....!!!!
- أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرس ...
- بين -إسترينا طرطمان- و-يتسحاق فالد- ....!!
- رسائل الى الأسرى في السجون ...!!!
- بيت ريما .....مجدي الريماوي ......بلعين ........أشرف أبو رحم ...
- العقيد القذافي من ثورة الفاتح/ الى التغزل -برايس- ....!!!
- قمة دمشق الرباعية/ خلفيات وتطورات ....!!!
- اليوم سمير القنطار وغداً.....!!!
- ثقافة تمزيق فرش الباصات/ وتكسير الأثاث المدرسي/ وكتابة الشعا ...
- يا عرب ...ويا مسلمين ... القدس في خطر ...الأقصى في خطر..
- العرب وكسر الحصار
- الحوار الوطني الفلسطيني والزحف السلحفائي
- في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ...


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟