أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//















المزيد.....

من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


المكان : ( غرفة العقيد ) ..
الزمان : ( ظهيرة يوم الخميس ..)
***
( ترفع الستارة ..موسيقى ..يتم تسليط الضوء ..الغرفة كما كانت في المشهد الثاني ..باستثناء أكوام من الصحف متراكمة خلف الطاولة وعلى الأرض ..وقع أقدام ..يفتح الباب ..يدخل العقيد ..ضماد حول رأسه وكفه اليمين ..يدخل وراءه الضابط الصغير والضابط الوسيم..يجلس العقيد وراء الطاولة..الضابطان يقفان متقابلين أمامه )
الضابط الصغير : كيف توافق سيدي على ذلك ..
العقيد : ( يشير بسبابته نحو خلفه )..أنظر إلى هذا الهراء ..
الضابط الصغير : ( ينظر إلى أكوام الصحف على الأرض خلف الطاولة )..سيدي أنهم
آذوك ..
العقيد : أخشى أن أكون ضحية إن خالفت الأمر ..
الضابط الصغير : سيدي رفضوا إطاعة الأوامر وتكلموا بغير لياقة بوجهكم الكريم
سيدي ..
العقيد : ( يهز رأسه )..أحياناً علينا أن نخضع إن كانت القضية وراءها خسارة
شخصية ..
( أصوات بشرية تتداخل ..تتضخم شيئاً فشيئاً ..يصغي
العقيد ..الضابطان يديران وجهيهما باتجاه النافذة ..)
الضابط الصغير : سيدي يبدو أنه تشيع آخر ، هذه الظاهرة بدأت تتسع ..
العقيد : ( ينظر إليه ويكتفي بهز رأسه ) ..
الضابط الصغير : سيدي يجب أن نتدخل قبل أن يتحول التشيع إلى مناسبة لإطلاق
النيران ..
العقيد : حدسي يقول غير ذلك ..
الضابط الوسيم : سيدي يبدو أنك نسيت ..
العقيد : ( كمن يستدرك )..ماذا ..نسيت ..
الضابط الوسيم : روجت الصحف عنه ..
العقيد : عن ماذا روجت هذه المرة ..

(تستحيل الأصوات إلى هدير بشري يتماوج ..يتجه
الضابط الصغير إلى النافذة ..يفتح الدرفتين ..)
الضابط الصغير : ( يصرخ )..سيدي حشود بشرية تطوقنا ..
العقيد : ( بارتباك )..هيأ الشرطة للمقاومة فوراً ..
( الضابط الصغير يندفع خارجاً )
صوت : ( نريد عدالة ..عدالة ..) ..
صوت : ( هؤلاء رموز مدينتنا ..مدينتنا ..) ..
صوت : ( أنهم يقتلون الجمال ..الجمال ..) ..
صوت : ( نريدهم الآن ..الآن .. الآن ..) ..
( تتداخل الأصوات ويتعذر فهم الكلمات )
الضابط الوسيم : سيدي هؤلاء أدباء جاءوا راجلين من مقر اتحاد أدباء المحافظة ..
العقيد : خروج على القانون يعني ..
الضابط الوسيم : سيدي هؤلاء أدباء ..
العقيد : هم ..سبب بلاؤنا ..
( يدخل الضابط الصغير ..يناول العقيد
ورقة ..ينهض ويبدأ قراءتها وعلامات
الدهشة تكسو عينيه ..) ..
العقيد : ما الذي يحصل ..؟؟
الضابط الصغير : سيدي مسيرة احتجاج ..وهذه الورقة ألقوها من وراء الجدار ..
العقيد : حاول أن تمنع أصحاب الكاميرات من التصوير ..
الضابط الصغير : حجزنا كاميراتهم سيدي ..
العقيد : حسناً فعلت ..قبل أن يألبوا العالم علينا ..( إلى الضابط الوسيم ) أجلبهم ..
( يخرج الضابط الوسيم ..)
الضابط الصغير : سيدي أنظر كم من الناس حشدوا حوالينا ..أنهم يثيرون الفتن سيدي ..
( يدخل الضابط الوسيم ..يؤدي التحية ..يدخل تباعاً
ـ 1 و 2 و 3 و 4 ـ متهالكون)
العقيد : ( ينظر إليهم ) ..أرجو أن تقدروا عملنا ..
1: ( بصوت متهدج )..وتطلب منا التقدير ..
العقيد : في عملنا كل شيء وارد ..هدفنا هو سيادة القانون ..
2: أنتم في مرحلة جديدة وحاسمة وليس أمامكم فرصة واحدة للخطأ ..
العقيد : عندما نتعاون ، كل شيء يمضي بهدوء وسلام ..
1: أتدري أيها العقيد أنت قتلت رغبة وحلم ..
العقيد : ( يقترب من ـ1ـ) ..ألا ترى أن الأحلام يجب أن تؤجل هذه الأيام لضبابية الرؤية من جهة ومن ناحية أخرى حتى يتم توفير المناخ الملائم بعد أن يسود الأمن ..
(يتواصل الصخب في الخارج )
3: حين يكون الحلم نبيلاً يرى من وراء الحجب ..
العقيد : لا أخالفك في الرأي ،ولكن ترون الوضع الراهن ..
1: نحن نحاول أن نعمل من جهة أخرى لصناعة السلام وبث الوئام وأنتم تعرقلون جهودنا..
العقيد : ليس الأمر رهن أيدينا ..نحن نؤدي ما نؤمر به ..
( تهدأ الأصوات ..)
4: كنت أسيراً في أيران ، لم أجد فرقاً في التعامل بينكم وبينهم ..
العقيد : ( يلتفت إليه ) ..كل ما تقولونه حق ، ليتكم تعرفون حدود صلاحياتنا ..
2: أيها العقيد ، لنترك هذا الحوار العقيم جانباً،قل لنا..لم طلبتنا ..
العقيد : أريد الصفح قبل أن نخرجكم إلى النور ..
3: ( فرحاً )..هل حقاً نغادر أيها العقيد ..
2: ( إلى ـ3ـ)..أرجو أن لا تتناول حبات (الهيل)..بعد اليوم ..
4: أنت تذكرني بلحظة تحريرنا من زنزانة الأسر أيها العقيد..
1: ( يهز كفه اليمين )..لن أفرح معكم ..
3: ومتى فرحت لكي تفرح اليوم يا عزيزي ..
2: (1).. يفرح حين يحقق انتصارات مسرحية أو عندما ينقذ شخصية من آفة
النسيان ،ويخلده في عمل صامت أو صائت ..
العقيد : حقاً أنتم لا تستحقون هذا العناء ،ولكن الخطأ واقع حال ظروفنا هذه الأيام..
1: كان يمكن أن نكون الآن هناك ..
3: حلمك سيتحقق في الأسبوع القادم ..
1: أنتم تهيمون في وادي وأنا في وادي يا أخوان ..
2: أرجو أن لا تتيه ..
4: في الأسبوع القادم سنقيم احتفالاً كبيراً ..
1: منذ فترة وأنا أخطط لهذا اليوم بالذات وأنتم تتكلمون بكل بساطة ..
3: خطط للأسبوع القادم ..
العقيد : أرجو أن تتناقشوا فيما بعد حول ما يخصكم ..
1: قتلت حلمي أيها العقيد ..
العقيد : ( يضحك )..أزرع حلماً جديداً ما دمت تملك ذاكرة حلومة في هذا الزمن ..
1: ( يقترب من ـ2ـ)..أتعرف تاريخ هذا اليوم ..
2: من يدخل السجن ينسى التاريخ والجغرافيا ..
1: اليوم عيد ميلادك يا رجل ..
2: ( باستغراب )..آه ..يا لك من مطارد دقيق لتفاصيل حياتي ..
1: ( يستدير نحو العقيد )..أعددت مفاجأة لرمز مدينتنا ،لكنك قتلتها ..
العقيد : أتمنى أن تكون حياتك القادمة كلها مفاجآت ..
3: أيها العقيد ، لنترك هذه النقاشات جانباً ونتكلم بما يخصنا ..
2: ( 1 )..كلما نغلق باباً نراه يفتح غيره ..
العقيد : أرجو أن يفتح هذه المرة باب خروجكم ..
1: ومن يدري ،ربما نجد رهط شرطة يستقبلوننا ..
العقيد : آه ..لم أجد مثلك شخصاً يصطرع داخله الحلم واليأس بكميات متوازنة ..
1: حياتنا أصبحت ( أميبية )..
3: ( 1 )..أرجوك ..أرجوك ..أنني أشم رائحة الحرية ..
1: لا كنني لا أشمها ..
4: إحساس غريب يدغدغني ..
العقيد : ( يتقدم نحو الطاولة .. يرفع ورقة ويبدأ بهزها أمام الجميع )..هذا قرار إطلاق سراحكم
3: ( فرحاً )..أرجوك أيها العقيد أن تتلوه عبر مكبر الصوت لتفرح نساءنا ..
العقيد : يا للأسف جهاز مضخم الصوت عاطل ..
الضابط الصغير : سيدي ..بطارياته منتهية ..
الضابط الوسيم : سيدي بدلنا البطاريات ..
العقيد : ولم لا يعمل ..
( تبدأ الأصوات من جديد بالارتفاع )..
الضابط الصغير: آه..تذكرت..سيدي البطاريات أخرجتها لتشغيل جهاز الراديو الصغير
في غرفتك..
العقيد : (يهز رأسه)..حقيقة حصل سوء فهم وأنا بدوري أقدم اعتذاري عن كل ما بدر من المنتسبين ..
1: وما نفع الاعتذار ..
العقيد : على كل ، ستخرجون واحداً واحداً بعد التوقيع على القرار ..
( يوقع ـ 1 و 2 و 3 و 4 ـ )
4: أشعر أنني ولدت للمرة الثالثة من جديد ..
3: سأحتفل هذا المساء وأسهر حتى منبلج الفجر ..
2: أما أنا سأباشر بكتابة مسرحيتي الجديدة ..
1: سأتصل بالزملاء وأكلفهم بكتابة البحوث يوم الأمسية سيكون يوم فرحي ..
يبدأ الجميع بالخروج ـ1ـ يدفع ـ2ـ إلى خارج المسرح ثم يدفع ـ3ـ ثم ـ4ـ ترتفع الأصوات في الخارج مصحوبة بالزغاريد،يقف ـ 1 ـ يسحب نفساً عميقاً ..يرجع إلى الوراء ..يرن الهاتف ..يتقدم ويقف أمام العقيد ..يرفع العقيد حاكية الهاتف ..
العقيد : نعم ..ماذا تقول ..أتمزح ..أرجوك قل أنني أمزح ..لا ..لا ..لم يخرج بعد ..لم هذا ..( يلقي نظرة في عيني ـ1ـ)..كيف ذلك ..ألا يوجد حل..حسناً ..حسناً ( يضع حاكية الهاتف) .. يقترب من ـ1ـ يحدق في عينيه يستدير ويقترب من الطاولة..يتوقف برهة قبل أن يلتفت إلى الوراء )..
العقيد : (1).. هناك امرأة رفعت شكوى عليك ..
1: ( باستغراب )..امرأة ..
العقيد : تقول أنك ضيعت عليها صوّر ليلة زفاف أبنها ..
1: ( يضحك وهو يستدير ورافعاً كلتا يديه )..أيّ زفاف..سأصور لها العشرات تعويضاً ..
العقيد : ( يلفظ حسرة )..لقد اغتالوا أبنها العريس ..
1: ( بانفعال )..ماذا ..أرجو أن لا تقول أنني أعرف الجناة ..
العقيد : ليس هذا يا (1 )..
1: أرجوك دعنا نغلق أبواب النقاشات ..
العقيد : المرأة فقدت أبنها العريس جراء العيارات النارية ..
1: كل يوم نفقد جملة شباب لا أحد يهتم ..
العقيد : المرأة تريد الصوّر ..
1: الصوّر في الأستوديو وليس في جيبي ..
العقيد : (1)..الصوّر احترقت وهناك مذكرة توقيف بحقك ..!!
( ينهار 1 على الأرض ..ضربة موسيقية عنيفة مع إظلام مفاجئ)


( ستارة )
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لي أن أتكلم قليلاً بوضوح
- نرجس وقنابل
- شاعر البلاط الرئاسي
- أراد أن يأكله الكلب..//مونودراما//
- سيرة يد
- احتفاء بموت عصفور
- رجل الفئران
- اندحار قلاع الصبر في(جولة في مملكة السيدة..هاء..)لعدنان حسين ...
- قراءة في قصة(أحماض الخوف)ل(جليل القيسي)
- لا كلب ينبح بوجه مولانا
- ما رواه عبيدال//قصة قصيرة
- من أجل سلّة رغيف
- أحزان صائغ الحكايات..حين يفضح النقد أسرار السرد
- خوذة العريف غضبان//مونودراما//
- مواسم الهجرة إلى الأمان
- تلك من أنباء القرى التي أنفلت
- الرابح يأتي من الخلف
- ربّاط الكلام
- أين موقع أنكيدو
- شاعر البلاط الرئاسي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//