أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريما كتانة نزال - المرشحة الجمهورية سارة بيلن















المزيد.....

المرشحة الجمهورية سارة بيلن


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد ان قال اعضاء الحزبين الأكبر في امريكا كلمتهم؛ واختاروا مرشحهم لمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية القادم؛ خلال الحملات التمهيدية التي شهدت معارك ضارية في أوساط الحزبين؛ وتحديدا في وسط الحزب الديمقراطي؛ والتي أسفرت في محطتها الأخيرة عن خروج السيناتور"هيلاري كلنتون" من السباق الى البيت الأبيض؛ لصالح منافسها السيناتور"باراك أوباما".

في المرحلة التالية لحسم مرشحي الرئاسة؛ قام المرشحان باختيار نوابهم لخوض الانتخابات؛ فوقع اختيار المرشح الجمهوري "جون ماكين"؛ على حاكمة ألاسكا "سارة بيلن"؛ كنائبة محتملة له في حال ظفره بالرئاسة؛ ولم يقع اختيار المرشح الديمقراطي على "كلنتون" القوية لتتبوأ منصب نائب الرئيس في حال فوزه.

تحمَس المجمهوريون للمرشحة الجديدة؛ وهو الترشيح الثاني في أمريكا لإمرأة لذات المنصب؛ فمن النادر أن رشحت المرأة في الانتخابات الأمريكية؛ وكانت قد رُشحت في عام 1984"جيرالدين فيرارو" عن الحزب الديمقراطي؛ ولم يحالفها الحظ بسبب خسارة الحزب الانتخابات في ذلك العام؛ في أسوأ خسارة شهدها الديمقراطيون مقابل الرئيس السابق "ريغان"، وتترشح حاليا "سينثيا ماكيني" عن حزب الخضر وهي من أصول افريقية؛ ومعروفة بتأييدها للقضية الفلسطينية؛ لكن حظها في الفوز يعادل الصفر؛ حيث يحصل الحزب على 2% من الأصوات.

أهمية اختيار نائب رئيس الدولة العظمى غير خاف على أحد؛ فهو اختيار يساهم في تسخين الأجواء؛ ويؤثر في حسم أصوات القطاع المتردد من الجمهور الانتخابي المفترض؛ الذي لا يزال متأرجحا بمواقفه؛ ممن لم يشاركوا في الانتخابات التمهيدية؛ بسبب انتظارهم لمعلومات اضافية تساعد في حسم الموقف؛ من ضمنها أن يطرح للتداول اسم المرشح لمنصب النائب؛ مما يسخن الاجواء الإنتخابية الملتهبة أصلا، فالنائب يقدم رصيدا جماهيريا جديدا للحملة وللمرشح الرئاسي؛ ويسحب في الوقت ذاته من رصيد الحملة والمرشح؛ وانطلاقا من حساسية الموقع؛ انطفأ الحماس الذي أُبدي للمرشحة "بيلن"؛ فموقع النائب ليس اقل حساسية وخطورة من موقع الرئيس؛ فقد يصبح الرئيس القادم للدولة العظمى في حالة الوفاة والاستقالة؛ وسيحمل الشيفرة النووية...

دواعٍ عديدة تقف خلف ترشيح "ماكين" لحاكمة ألاسكا؛ فقد لاحظ التأييد الذي حظيت به "كلينتون" من قبل قطاع واسع من الجمهور؛ ومن النساء على وجه الخصوص؛ فاعتقد بأن ترشيحه لإمرأة قد يساعده في امتصاص أصوات النساء الحانقات والمخذولات- بما فيهن عضوات الحزب الديمقراطي-؛ من عدم اختيار المرشح الديمقراطي "لهيلاري" القوية؛ والتي من شأنها أن توحد النساء المستقلات عموما خلف حملة الحزب الديمقراطي؛ بالاضافة الى الخبرة والحنكة التي أبدتهما في المرحلة التمهيدية للانتحابات، ومن الجانب الآخر فقد وقع اختيار المرشح الجمهوري على "بيلن"؛ لشبابها الذي ينقصه؛ دون اغفال العوامل الكامنة الأخرى في شخصية "سارة بيلن"؛ حيث عرفت المرشحة بمبدايتها وشفافيتها؛ وهي صاحبة تجربة ناجحة في تحقيق الاصلاح الإداري؛ كحاكمة لولاية ألاسكا؛ وسجلت تجربة ناجحة في ادارتها لبلدية "واسيلا" .

لكن المرشحة الجمهورية التي لها ما لها؛ يوجد الكثير مما عليها؛ فهي مصنفة ومحسوبة على التيار المحافظ في امريكا؛ حيث تقف في الجانب المناهض لحق الاجهاض؛ وتطالب عن العودة عن منح حق الإجهاض بالقانون؛ حتى في حالات الحمل بسبب الاغنصاب وسفاح القربى؛ ومارست مؤخرا موقفها بشكل عملي بوضعها لطفل منغولي، في الوقت الذي ضرب موقفها المناهض للإجهاض بحمل ابنتها خارج إطار الزواج، كما أنها تساند حرية الحصول على السلاح دون قيود، ولا تعتقد بأهمية تأثير التجارب على طبيعة الأرض بسبب تدينها الشديد.

وفي الجانب السياسي؛ أظهرت "بيلن؛ سذاجة وسطحية في تناولها للقضايا الهامة؛ وأظهرت ضحالة في قدراتها المعرفية والتحليلية؛ وظهرت فجوة واسعة ما بينها وبين نائب الرئيس المنافس؛ والمعروف بخبرته السياسية الواسعة؛ وبان بشكل جليَ انعدام قدرتها على صياغة التكتيكات الضرورية في الحملات الانتخابية؛ وتحديدا في طرح الإجابات الذكية حول الوضع السياسي والاقتصادي؛ وهما الموضوعان الذان يستحوذان على اهتمام الرأي العام الأمريكي؛ ويتم في ضوئهما حسم المواقف الإنتخابية؛ حيث ينتظر الجمهور الأمريكي الحلول للحرب في العراق؛ التي تكبد أمريكا الخسائرالبشرية والمالية؛ وينتظر الناخبون كذلك الحل المنتظر للأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بأمريكا؛ التي ينوء تحت ضعطها المواطن الأمريكي؛ والتي تنعكس حدتها على العالم أجمع.
لقد ظهرت "بيلن" في مقابلاتها الاعلامية ساذجة وضحلة؛ وبانعدام قدرتها على المناورة؛ حتى في المناظرة الأخيرة مع المرشح المنافس" جو بايدن"؛ والتي قام فريق مختص كبير من بينهم "هنري كيسنجر" بتحضيرها للمناظرة؛ كانت تتهرب من الإجابات الواضحة على الأسئلة المثارة.
لقد تحولت مواقف "بيلن" الى مادة للتندر الإعلامي؛ وموضوعا للتسلية في البرامج الترفيهية؛ ويتداول الإعلام رأيها بالموقف من روسيا؛ الذي اختصرته بالإجابة عن استطاعتها رؤية روسيا من شرفة منزلها في ألاسكا، وتكرار المواقف المؤيدة للرئيس بوش؛ على الرغم من تدني شعبيته في نهاية حكمه؛ حيث تُعتبر بأنها مثُلت المرحلة الأسوأ في تاريخ أمريكا؛ على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولا يتم طرح الإنتقادات من قبلي انطلاقا من الاعتبارات السياسية؛ بل انطلاقا من الإعتبارات النسوية؛ فالمواقف الأمريكية لكلا الحزبين معروفة للشعب الفلسطيني ومختبرة؛ فعلى الصعيد الفلسطيني اتفق الطرفان في المناظرة الأخيرة؛ على دعم اسرائيل الدائم وغير المشروط؛ وأضافت "بيلن" من جانبها بموافقتها على نقل السفارة الأمريكية الى القدس؛ وبأن اسرائيل يجب أن لا يتم مساءلتها أبدا.

ان نجاح "بيلن" في مهامها كحاكمة وكرئيس بلدية؛ وشفافيتها ونهجها الاصلاحي؛ لا يشفعان لها ضعفها الشديد في الشؤون الأخرى السياسية والاقتصادية؛ ولا يجعلوا منها شخصية قادرة على تلبية استحقاقات منصب نائب الرئيس الأمريكي؛ فإدارة بلدية صغيرة يبلغ عدد سكانها تسعة آلاف نسمة؛ ليس كإدارة نظام الحكم والسياسة؛ ومتطلبات ومؤهلات الشخص الذي من الممكن أن يحمل الشيفرة النووية؛ ليست كالمؤهلات المفترضة في رئيس البلدية؛ وهذا ما ظهر سريعا للجمهور الأمريكي.

تحتل الانتخابات الامريكية المساحة الأوسع في البرامج الإعلامية، وظهرالاهتمام بالمرشحة الجمهورية؛ فشغل المرأة للمناصب السياسية لا زالَ في حدوده الرمزية؛ حتى في الدول المتقدمة؛ ففي أمريكا ومع ما تحمله من مواقف تمييزية وعنصرية على أساس اللون؛ إلا انها فضلت الرحل الأسود على المرأة البيضاء؛ ولا أطرح هذا انطلاقا من تبني مفهوم "عنزة ولو طارت"؛ بل انطلاقا من رؤية بأن القضية النسوية قضية فكرية؛ ذات أبعاد مصلحية؛ والسؤال الذي يطرح نفسه على أبواب الانتخابات الأمريكية؛ حول مدى تجاوز المجتمع الأمريكي بالأفعال للتمييز العنصري؛ وهل تفضيله "أوباما" على "هيلاري"؛ يعبر عن رغبة الأمريكيين في تجاوز التاريخ العنصري.. وعن رغبة حقيقية في إحداث التغيير..أم أنه اختيار المرغم وليس البطل!



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب فيلومينوس شاهد وشهيد
- ام سعيد العتبة تتحرر
- ماذا فعل الشاعر بنا
- أي قانون للأسرة الفلسطينية نريد؟
- من نابلس مع التحية..
- في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن
- صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا
- من هموم عضوات مجالس الحكم المحلي
- جماهيرية الحركة النسائية الفلسطينية
- الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة
- ماذا بعد وصول المرأة الى مجالس الحكم المحلي!
- العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني
- لنترك جدارا مدمرا من مقاطعة نابلس
- صورة المرأة في مسلسل باب الحارة
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريما كتانة نزال - المرشحة الجمهورية سارة بيلن