أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عباس سعيد الاسدي - دراسة حول ضرورة اعتماد التعليم المفتوح في العراق















المزيد.....

دراسة حول ضرورة اعتماد التعليم المفتوح في العراق


عباس سعيد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 01:14
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن التعليم المفتوح يعني عدم اشتراط الوجود المادي المتزامن للأستاذ والطالب في الموقع الجغرافي نفسه ، ومن ثم تنشأ الضرورة لوجود وسيط مابين المعلم والمتعلم ، وهذه الوساطة متمثلة بأجهزة الاتصال الحديثة وتقنيات المعلوماتية من أجهزة الكومبيوتر المعززة بالشبكة العالمية ( الانترنت) .
والتعليم المفتوح هو أسلوب تعليمي معتمَد عالميا حيث تتبناه معظم الدول المتقدمة وهي الدول الأوربية وأميركا وبريطانيا واستراليا فضلاً عن عدد من الدول الآسيوية ودول الشرق الأوسط وبعض الدول العربية حالياً . وحيث أن للتعليم المفتوح مزايا لا تتوفر في التعليم التقليدي وإن من شأن هذه المزايا تمكين شرائح واسعة من فئات المجتمع من الحصول على فرصة التعليم وذلك لوجود أسباب عديدة منعت أو تمنع انتسابهم للتعليم التقليدي .

وأصبح اليوم للتعليم المفتوح صدى مسموع حيث تخرّج العديد من الطلبة العراقيين في جامعات وكليات عالمية تعتمد هذا النظام ، فضلا عن فتح مكاتب لهذه الجامعات في العديد من محافظات القطر .

وفيما يلي أهم النقاط التي توضح ايجابيات هذا النظام من التعليم ومبررات المطالبة باعتماده:
1- إن التعليم المفتوح هو ليس بديلاً للتعليم التقليدي بل هو مكمل له وأصبح عنصرا جوهريا ومتنامي في منظومة التعليم ككل لاسيما في المجتمعات الحديثة.
2- إن التعليم المفتوح يوفر الفرصة للذين حرموا من التعليم لأسباب وظروف عديدة أهمها سياسات النظام المقبور التي كانت تضطهد كل من لم ينتمي إلى صفوف حزبه الشيطاني مما حال دون انتسابهم للتعليم التقليدي بوقت مبكر من حياتهم أسوة بأقرانهم الآخرين .
3- هناك عائلات محافظة لدرجة لا تسمح للفتيات من بناتها من الدخول للجامعات التقليدية على الرغم من القدرات الذهنية العالية لهن.
4- يوفر هذا النوع من التعليم الفرصة في التعليم للموظفين الذين لا تسمح لهم ظروف العمل بالتمتع بإجازات دراسية طويلة ، وكذلك يسمح في الوقت نفسه للذين تجاوزت أعمارهم الحد الأعلى المسموح به للدخول إلى الجامعات التقليدية ، وكذلك ربات البيوت.
5- يمنح الفرصة للذين لا تتوفر فيهم شروط التقديم للجامعات التقليدية من إكمال دراساتهم لأسباب مثل المجموع أو المعدل ، أو الذين تتوافر فيهم هذه الشروط ولكنهم لم يوفقّوا في الحصول على المقعد الدراسي بسبب التنافس على المقاعد الدراسية المحدودة العدد دائماً .
6- يقلص أعداد الذين يغادروا بلدانهم طلباً للعلم في جامعات دول أخرى وبالتالي يوفر لهذه الشرائح من الشعب مبالغ طائلة لا تقل في أحسن الأحوال عن 7000 دولار تذهب إلى الخارج فضلا عن تركهم لعوائلهم أو مؤسساتهم التي يعملون فيها.
7- يسمح نظام التعليم المفتوح للطالب بالبدء والتوقف بحسب إمكانيته وظروفه وسرعته .
8- يجعل الطالب يعتمد على نفسه بالدرجة الأساس على الرغم من وجود الأستاذ أو الموجه الأكاديمي معه ، حيث يكون الطالب بمثابة باحث طوال فترة مسيرته الدراسية .
9- يسمى هذا الأسلوب التعليمي بالأسلوب السقراطي حيث كان سقراط يقول " بأن ليس على المعلم فعل شئ سوى توجيه الأسئلة ويبقى على التلميذ البحث عن الإجابات بمعرفته دون الإعتماد على الإجابات التي يقدمها الأستاذ كي يحفظها التلميذ من بعده ".
10- إن تجربة التعليم المفتوح ما زالت غضة ونظامها نظام مستقبلي وليس من الإنصاف الحكم عليها بالرفض وعدم القبول لاسيما وأن هذه التجربة بدأت تنتشر في العالم بسرعة كبيرة ولا يمكن التغاضي عنها لأسباب غير مدروسة أو لآراء شخصية.
11- لا يوجد فارق بين التعليم التقليدي والتعليم المفتوح ، في أغلب الأحوال ، سوى الحضور الفعلي للطالب إلى قاعة الدرس وسماع المحاضرة من الأستاذ مباشرة وكتابتها في الأول ، وسماعها وقراءتها من خلال الوسائل التكنولوجية في الثاني .
12- إن مناهج وأساليب التعليم التي تتبناها جامعات وأكاديميات التعليم المفتوح تفوق في أحيان كثيرة مناهج وأساليب جامعات التعليم التقليدي من حيث النمط المتطور في الأسلوب التعليمي والحداثة في نوعية المقررات والمناهج والمساقات .
13- إذا كان الحضور اليومي للطالب شرطا جوهريا لاعتماد النظام التعليمي في دولةٍ ما ، فأن هناك أسلوب تعتمده الجامعات العراقية التقليدية وهو أسلوب (الامتحان من 100) حيث لا يشترط فيه حضور الطالب إلاّ في نهاية السنة لأداء الامتحان . أليس هذا تعليم مفتوح ؟! .
14- ليس هناك ما يمنع من وضع مفاضلة بين التعليم التقليدي والتعليم المفتوح من حيث تدرج المستوى التقييمي لكل منهما بحيث يكون للتعليم التقليدي المستوى الأول والممتاز ، لا سيما وأن هذا التدرج موجود حاليا بين التعليم الصباحي والتعليم المسائي على الرغم من اعتراف الدولة بكليهما بحيث نرى بأن خريج الصباحي هو المفضّل على خريج المسائي في القبول للدراسات العليا وغيرها من المنافسات بل وحتى في التعيين . ولا ضير من أن يحتل التعليم المفتوح المرتبة الثالثة بعد التعليم التقليدي الصباحي والتعليم التقليدي المسائي فيما لو تم الاعتراف به .
15- ليس من العدل رفض هذا النظام من التعليم كلياً وعدم الالتفات لحاملي شهاداته لاسيما وأن هناك من حصلوا على شهادات عالمية وخبرات من خلال التعليم المفتوح وقد انفق هؤلاء مبالغ طائلة لأجل ذلك وصارت لديهم ملاءة علمية يقتضي إستفادة المجتمع منها.
16- إن حاملي شهادات التعليم المفتوح يعرفون مسبقاً بأنه نظام غير معترف به في العراق حالياً وعلى الرغم من ذلك نجدهم قد توجهوا إليه وخاضوا تجربته ودفعوا المبالغ الطائلة وصرفوا سنوات من عمرهم وأجهدوا النفس ، ألا يعتبر ذلك دليلا قاطعا على أن نية هؤلاء الحقيقية منصرفة إلى الحصول على المعرفة فقط دون أي مبتغى آخر وبالتالي على الدولة الاستفادة من خبراتهم وجديتهم لاسيما وان جلهم ذوو أعمار رشيدة .
17- إذا كان رد وزارة التعليم العالي بأن الدولة ليست بحاجة إلى التعليم المفتوح ، فأن الرد على ذلك هو أن الدولة هي راعية لشعبها وعليها توفير ما يحتاجه ويريده هو متى ما كان ذلك مشروعا وفي حدود المنطق وغير مخالف للآداب العامة والأخلاق ، فما بال المطالب التي من شأنها تطوير الإنسان وتنميته وبالتالي تطوير المجتمع ككل .
18- إن عدم الإعتراف بالتعليم المفتوح من شأنه حرمان الحاصلين على الشهادات العالمية بموجبه من حقوقهم وحرمان الدولة من خدماتهم وبحوثهم وأفكارهم .
19- إن كل من حرم من التعليم لأي سبب كان ليس أمامه سوى خيارين ؛ أما التعليم المفتوح وأما الاستمرار بعدم الحصول على فرصة التعليم نهائياً .

هذه الأسباب وغيرها كثير تجعل من التعليم المفتوح ضرورة لابد من تخصيص الوقت الكافي لمناقشة إمكانية اعتماده في العراق ضمن سياسته التعليمية لاسيما وهناك آلاف الخريجين والطلبة المستمرين بالدراسة وفقاً لهذا البرنامج الذي لا يزال يستقطب الكثيرين ، عليه ، نتمنى على القائمين على شؤون التعليم الالتفات لهؤلاء خدمة للعلم والمعرفة وصونا لحقوقهم ومراعاة لجهودهم وعنائهم كي لا يذهب سدى دون أدنى مبادرة ايجابية نحوهم .


د. عباس سعيد الاسدي
مستشار قانوني







#عباس_سعيد_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عباس سعيد الاسدي - دراسة حول ضرورة اعتماد التعليم المفتوح في العراق