أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان














المزيد.....

النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمثلت «مدرسة فرانكفورت» كحركة نقدية عامة اجتاحت الفكر الفلسفي الأوروبي منذ العشرينيات من القرن الفائت، ثم تبلورت لاحقاً في تيار فكري مستقل تعورف على تسميته بعد الحرب العالمية الثانية بـ«مدرسة فرانكفورت» على يد ماركيوز وفروم.

وهذا الاتجاه الفكري قد أخذ على عاتقه مهمة نقد الممارسة الديمقراطية داخل المجتمع الرأسمالي من خلال فضح الهيمنة اللامباشرة لمؤسسات الدولة على مسار تطور الوعي الجماعي والكشف عن الديناميات «العقلانية» التي تحقق بشكل خفي وظيفة الردع لكل محاولة جذرية تمتلك طاقة الرفض والاحتجاج خارج الحدود المرسومة لها من طرف النظام السياسي - الاقتصادي القائم.

إن الدور الهام والايديولوجي داخل الكثير من الانتفاضات الجذرية للشباب مثل حركة الطلاب في مايو 1968، ليست سوى جزء من نظرية نقدية شاملة، طرحت من قبل فلاسفة «مدرسة فرانكفورت»، تتناول الصيرورة الثقافية - السياسية داخل المجتمع الرأسمالي المعاصر.

ولم تقف أفكار تلك المدرسة عند ماركيوز وفروم، بل امتدت إلى أفكار آخرين مثل «ماكس هوركهايمر»، و«تيودور آدرنو»، و«فالتر بنيامين» وغيرهم من الذين أسهموا في إنشاء وتطوير النظرية النقدية التي لم تعد نظرية محدودة، بل أمست تياراً فلسفياً داخل الفكر المعاصر، عرف بتيار «مدرسة فرانكفورت» التي أسست نفسها، منذ البداية، وفق خلفية فلسفية صارمة، حيث استندت إلى قراءة واستيعاب معمقين للتراث الفلسفي الأوروبي من أجل توظيف محتواه النظري النقدي، وأدواته المنهجية التحليلية، داخل عملية الكشف عن محركات الصيرورة الاجتماعية، وعلاقة مؤسسات الدولة بالفرد وحريته. وقد لجأ هوركهايمر إلى اقتراح مهام ثلاث ينبغي على النظرية النقدية الجديدة أن تلبيها حصرا:

1 – ضرورة البحث في كل نظرية عن المصلحة الاجتماعية التي تحركها وتحددها في النهاية، وإخضاعها للنقد والتحليل.

2 . التحرر والانعتاق من خلال عقلنة الواقع، وبعث ديالكتيك جديد بين الذات والصيرورة التاريخية.

3 . البحث في مصير العقل وتفكيكه لتمييز أوجهه المختلفة، ولمعرفة السبب الذي أدى بهذا العقل إلى الانحدار إلى مستوى اللاعقل، بل أن يتحول إلى الأداة التي تمارس القمع بها وفيها.

لكن الأسئلة التي تطرح نفسها في الجدلية النقدية، هو كيف نُدخل الموضوع حلبة النقاش بأكثر الطرق مباشرة قدر الإمكان؟ وهل يكفي (أو هل من الضروري) لقيام مناقشة فلسفية، الرجوع إلى موارد التفاهم المتبادل نفسها الموجودة في العالم المعيش؟ بمعنى آخر، العودة إلى يقينيات لايمكن أن توضع موضع شك.. يقينيات غير قابلة حتى لأن تكون موضوعية كليا، ومع ذلك لا يمكن تجاوزها في الحياة العملية. أو أن نقول أيضاً: هل يمكن، بل هل ينبغي «للمناقشة الحجاجية» التي يجب أن تفهم بوصفها شكلاً فكريا للتواصل خاص بالعالم المعيش، الاستعانة ليس فقط بالموارد سالفة الفكر، والمتعلقة بأشكال الحياة السوسيو-ثقافية، بل الاستعانة أيضا بتلك الموارد التي هي سبب وجودها بما هي مناقشة حجاجية، والتي تظهرها على حساب أشكال التواصل الخاصة بالعالم المعيش؟

يقترح كارل أوتو آبل بطريقة تساؤلية في كتابه «التفكير مع هابرماز ضد هابرماز»، والذي قدمه للعربية وترجمه د.عمر مهيبل: أما كان ينبغي انتظار عصر التنوير الفلسفي (سقراط Socrate في الغرب، وبمعنى أشمل ما كان ياسبرس jaspers يطلق عليه اسم الزمن المحوري للحضارات القديمة العليا) لكي نخلق ميتا-مؤسسة للنقاش الحجاجي الذي من دونه لايمكننا أن نتصور إمكانية تلبية أو رفض المزاعم الخاصة بالمصلحة راديكاليا وعقلانيا، بمعزل عن كل الحلول العنيفة الظاهرة، أو المقنعة، ومنه أيضا بمعزل عن الطقوسيات والمفوضات؟

ولنا أن نقول الآن إذا كانت الحداثة أنتجت في أوروبا نظرية نقدية فإن ما بعد الحداثة أنتجت نظرية لا نقدية، وإذا كانت الحداثة قد انبنت انطلاقا من فلسفة الأنوار المقدسة للإنسان العاقل، العالم، الإنسان الواحد الموحد، فإن معرفة ما بعد الحداثة تنطلق من مبدأ أساس عنوانه الإيمان بالاختلاف والتعددية في جميع المجالات، ومن ثمة البحث عن حقيقة الإنسان في المجتمع الصناعي المتقدم في كل المناطق التي لم تعرها الحداثة أدنى اهتمام وفي العلوم التي همشتها، ونبذ التطرف والعنصرية وكراهية الآخرين والنظر إلى المستقبل نظرة تفاؤلية.

ويحضرني الآن حوار مع أحدهم يتبجح بحبه لشخصية الدكتاتور صدام حسين وأسامة بن لادن، وتنظيم القاعدة، وهتلر، وتشفيه بموتى أوشفيتز Auschwitz معتقل الإبادة الرهيب الذي شيده قائد قوات النخبة (ss) الألمانية هينريش هملر في بولندا العام 1945. والسؤال المطروح هو كيف يتم تطهير روح هذا الأنموذج من البشر من تلك القسوة والكراهية وحب الديكتاتورية؟ والسؤال الآخر: «لماذا عليّ بالتحديد أن أكون أخلاقياً؟» (بمعنى آخر: لماذا عليّ الأخذ بالمسؤولية المشتركة لنتائج النشاطات الجماعية في المجتمع الصناعي، بدل العيش وفق شعار «فيم يعنيني هذا»، ومن ثمة «من بعدي الطوفان»!)، وأقول وحدها الفلسفة النقدية تجيب عن تلك الأسئلة، فالفلسفة النقدية عازمة على الصمود، اللهم إلا إذا قادتنا «بربرية التفكير» (فيكو Vico) فعليا إلى انكفاء الثقافة الإنسانية إلى حالات بدائية ترفض الحوار والنقاش والنقد وترتدي العنصرية رداء لها، وأصابتنا بحالة من الفوبيا والخوف من الآخر، ترتعش معها مفاصلنا، كما يحدث للشيخ القرضاوي وقناة الجزيرة و«الإخوان المسلمين»، في مصر.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت
- طرة أو نقشة
- إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 4)


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان