أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بحثاً عن نشوةِ الإبداع














المزيد.....

بحثاً عن نشوةِ الإبداع


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 07:56
المحور: الادب والفن
    



20
... ... .... ... ....
تبلَّلَ وجهُ الضُّحى بالياسمين
فتوافدَت أسرابُ الحجلِ
من أعالي الجبال
قاصدةً ندى الصَّباح
فارشةً أجنحتها
على تموُّجاتِ الفرحِ

تراقَصَتِ الفراشات
على إيقاعِ حفيفِ الأشجارِ
مشكِّلةً تدرُّجات
ألوان قوس قزح ..

خصوبةُ الأرضِ تنضحُ بهجةً
تناولَتِ الحجلُ عسلاً برّياً
وانزلقَتْ فراخها
بأقراصِ العسلِ!

مَنْ يستَطيعُ أن يبدِّدَ ضجري؟
مَنْ يستَطيعُ أنْ يقهرَ ألمي؟
مَنْ يستَطيعُ أنْ يفْهَمَ
حُبِّي المذهل للحياة؟

نحتاجُ قروناً
كي نفهمَكِ ياحياة؟
يحبو الإنسانُ نحو الارتخاءِ
نحوَ التَّلاشي
هل يستوعبُ الشُّعراءُ وجعَ الانطفاءِ
أمْ أنَّهمْ لا يبالونَ من عتمِ اللَّيلِ
ولا من حشرجاتِ الانطفاءِ؟
إيماناً منهم أنَّ قاماتَهم شامخة
عبرَ كلماتٍ كتبوها
على صدرِ الحياةِ
كلمات مشبَّعة برحيقِ العمرِ
متوهِّجة في أركانِ الكونِ
متصالبة معَ خيوطِ الشَّمسِ
كلمات ستبقى
شامخةً بعدَ زمهريرِ العمرِ
غير قابلة للانطفاء!

ذرفَتْ أمٌّ عجوز دمعتين ليلةَ العيدِ
لم يكُنْ لدى الأطفال الصِّغارِ دمىً
لا حلوى ولا عناقيد!
حُزانى بينَ الأصدقاءِ
لباسٌ رثٌ
مسحةٌ من الحزنِ
انبثقَتْ من شغافِ القلبِ
وجعٌ غير مرئي تطايرَ
من فروةِ الرأسِ

إحدى علامات بؤسِ الحضارةِ
طفولةٌ في قمّةِ الأفراحِ
وطفولةٌ أخرى في قمّةِ الأوجاعِ!
لماذا لا نعقدُ قمّةً مشتركةً بينهما
ونمنحُ قلوبَ الحزانى
فرحاً وابتهالاً؟

مفارقاتٌ تدمي تشعُّبات حُلُمي
في صباحِ العيدِ
اندلقَتْ محبرة
ارتشَفتْهَا مساحةُ خيالٍ
منقوشة على امتدادِ
ذاكرةٍ من حجر!

عندما تعبرُ سفينتُكِ
عبابَ البحارِ
شوقاً إلى نجمةِ الصَّباحِ
تذكَّريني ..
واعلمي أنَّ جموحَ الرُّوحِ
يزهو في قبّةِ السَّماءِ!

ثمَّةَ فرحٌ يهيمنُ
على تضاريسِ الجسدِ
يتبرعمُ حولَ أغصانِ المساءِ
ثمّةَ أنثى من لونِ الحنانِ
معبَّقة برائحةِ الكرومِ
تتواصلُ أمواجها الهائجة
معَ انتشاءِ الرُّوحِ
تتصالبُ بانتعاشٍ عميقٍ
معَ ذبذباتِ الشَّهيقِ
مبدِّدةً بثقةٍ مبهرة
ضجرَ المكانِ!

تمرُّ السُّنونُ
تفرُّ من بينَ جفونِ الشُّهورِ
الأسابيعُ محطّاتٌ يتيمة
غائرة في بحيراتِ الضَّجرِ
يقصُّ الزمنُ من جسدِ العمرِ
أغصانَ الخصوبةِ
يمتصُّ جموحَ الشَّوقِ
إلى براري الطُّفولةِ
العمرُ قصيدةٌ عصماء
فسحةٌ قصيرة للغايةِ
متى سأكتبُ عن رحلةِ ضجري
في الحياةِ؟

وجعٌ موشومٌ في سفوحِ العمرِ
في غديرِ الذَّاكرة
وجعٌ يخلخلُ شراعَ العمرِ
تعالَي .. اقتحمي أوجاعي
بدِّديها تحتَ قبابِ المحبّةِ
وحدُهَا المحبّة قادرة
على انتشالِ العمرِ
من لظى الأوجاعِ!

اقفزْ ببسالة فوقَ خفافيشِ هذا الزَّمان
اذهَبْ بعيداً في براري الرُّوحِ
وارمِ كلَّ المنغِّصاتِ
في ثنايا الرمادِ!

اصعَدْ بهمّةِ الصَّناضيدِ
إلى قممِ الجبالِ
عندما تصلُ إلى مرحلةِ
أنْ تضحكَ دونَ تحفُّظٍ
من هيبةِ الصَّولجانِ
آنذاك
اعلَمْ أنَّكَ عبرْتَ دونَ وجلٍ
إلى تضاريسِ المكانِ!

تمعَّنْ طويلاً في سقفِ الزِّنزانةِ
تأَمَّلْ طويلاً ينابيعَ الطُّفولةِ
حاولْ أن تثقبَ رعونةَ الزَّمهريرِ
محلِّقاً في فضاءِ الكتابة
بحثاً عن نشوةِ الإبداعِ!
... .... .... .... ....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدُها الكلمات شامخة فوقَ جبهةِ الحياة
- أيّتها المتاخمة لنشوةِ القصائدِ
- تمائمٌ عديدة معلَّقة على الجدارِ
- توارى الحلمُ في عتمِ اللَّيل
- لا طعمَ في وهادِ العمرِ
- رحلةُ العمرِ فسحةٌ قصيرة
- الموتُ انتصارُ الحقِّ في وجهِ الطُّغاةِ
- بابل برجُ الحضارات
- توارَى حطامُ الرُّوحِ بينَ الضَّباب
- دمعةٌ خرَّت فوقَ شغافِ القلب
- بلابِلُكِ تطيرُ فوقَ تلالِ الذَّاكرة
- فرحٌ يموجُ على أنغامِ اللَّيل
- معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ
- ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ
- خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ
- غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حَجَر
- أهلاً بكَ يا طين ..
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بحثاً عن نشوةِ الإبداع