أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الشعب العراقي بين الدعوة و العودة















المزيد.....

الشعب العراقي بين الدعوة و العودة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط الدكتاتورية و انهيار الدولة العراقية بشكل كامل ، مرً الشعب العراقي بمرحلة خطيرة و حساسة في نفس الوقت ، و لم يستقر وضعه السياسي الاجتماعي الاقتصادي ليومنا هذا، و لم يظهر حتى في الافق اي مؤشر يدلنا على اي نظام يمكن ان ترسو عليه الدولة العراقية الجديدة فعلا، و نظرا لتعدد السلطات و المؤثرات الفعالة على الساحة السياسية العراقية، فنشاهد هناك شد و جذب بين القوى العديدة في ظل وجود القوات المتعددة الجنسيات و تدخلات الدول الجوار بشكل مباشر و غير مباشر عن طريق الموالاة و الوكلاء.
و كل ما تحاوله امريكا الان بعد فشلها في كثير من الامور و الاهداف التي اعلنتها في البداية او كانت تنوي تنفيذها ، هو عودة الاستقرار و اعادة قواتها بشيء من ماء وجهها و ضمان بعض من نفوذها على المنطقة من هذا الموقع فقط ، و تراجعت كثيرا عن العديد من الاهداف الكبرى التي خططت لها و التي كانت تعتقد انها ستحققها بعد سقوط الدكتاتورية في العراق و المنطقة عامة.
بعد هذه الفترة العصيبة التي مرت على العراق و مرت بها امريكا معه ، كيف يعيش الشعب العراقي و ما وضعه السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي،و الذي يتوضح ملامحه اكثر يوميا على الرغم من ظهور التقلبات و المفاجئات في الكثير من الاحيان.
فيما يخص الوضع الاقتصادي، شهد القطاع العام قليلا من التحسن مما بدر من الحاكم المدني الامريكي و من ثم الحكومة العراقية من مراجعة سلم الرواتب و مقارنتها و من ثم ملائمتها مع الوضع العام و المستوى المعيشي ، و تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية و الخدمية العامة، و وضع خطة ملائمة لاعادة النظر في حياة الموظفين بشكل عام و دعوة الجميع للتقدم في هذا المضمار و الاتجاه الصحيح، و بالطبع هذا الجزء الهام من مكونات الشعب العراقي لا يحتمل التشكيك به و لو بنسبة قليلة جدافي تفكيرهم او عملهم على العودة الى الوضع السابق، لانهم يعيشون الان في الفترة الذهبية لهم منذ امد طويل. اما المنتمين الى الجيش العراقي السابق بعد الحل و التفكيك من دون تخطيط و حل جذري لمنتسبيه و وضعوا امام الامر الواقع ام الهجرة و العيش في البلدان الاخرى للابتعاد عن الانتقام و خاصة من كان لديه الامكانيات الكافية لذلك او الانضمام للحركات المسلحة من دون اي معتقد او مبدا كما يدعي البعض، و انما من اجل لقمة العيش ليس الا، و خاصة من لم يكن ملتزما بالعقائد الحزبية و اكثريتهم من المراتب الدنيا و البسطاء، فهذه الشريحة يمكن التاثير عليها بشكل فعال و اغرائهم بالعودة الى وضعهم السابق ، و بالفعل اكثرية المجموعات المسلحة تكونت من هذه الشريحة التي تحلم بالعودة و من باب الامتيازات التي وفرها النظام السابق لهم دون غيرهم و ان كانت قليلة الا انهم كانوا اكثر استفادة من الشرائح العراقية الاخرى و كان الوسيلة الطبيعية لعسكرة المجتمع قلبا و قالبا . اي هذا الجزء الهام من المجتمع يمكن ان يكون لديه الارضية المناسبة لنجاح اية جهة في العمل عليها للدعوات على العودة و من خلال تكوين مجموعات و احزاب من بقايا البعث و منها تطون مخفية او من خلال بعض الاحزاب و التيارات الجديدة العلنية و التي هي في جوهرها تطبيق اجندات و نظام مخطط للعودةالى العهد السابق و ان كانت بغير اسماء و مسميات ، و هذا ما فرضتها الظروف المعقدة و لامريكا يد طولى في هذا المجال ، محاولة منها لما تعتقد لمعادلة ميزان القوى بعد الاضطرابات و كان لاسباب ذاتية عراقية بحتة و موضوعية متعددة و معروفة للجميع، و تكون الوسائل المغررة للمغرر بهم هي اقتصادية بحتة ، اما القطاعات و الطبقات الاخرى من الكسبة و الفلاحين و المجموعات الاخرى تكون ظروفها حسبما هو عليه من مقدار استفادته من الواقع الجديد و معالمها غير واضحة بل متفاوتة الطبيعة و الظروف ، فالارضية مختلفة من موقع لاخر و به تختلف الدعوة الى المستقبل و الامل او العودة الى الماضي بين هذه الفئات.
اما الوضع السياسي العام، بعد مرور هذه الفترة لم يتجل لدينا على ماذا يستقر الوضع و ماهو نظام الحكم الذي يُعتمد عمليا في العراق المستقبل بكل صراحة، والدستور الذي فيه الغموض و الاختلافات هو ولادة زمانه و ظروفه الاستثنائية المعلومةو انبثق و مرر في واقع و وقتكان ميزان القوى معروفا و غير مستقرا و كان يعيش العراق في ظروف استثنائية ، و كما نعلم ان الدستور بحد ذاته ليس بمقدس و في اي اختلال او تغير في الوضع العام و ميزان القوى سيكون مصيره و تطبقه غير مضمون و نحن نعرف الوضع الثقافي والاخلاقي للقوى و و ما هو منطق الحكم لاية جهة بيدها الاوراق، بل حتى التوافق المعمول به الان و الذي اصبح عرفا في هذه المرحلة لم يعد يعتمد و لن يكون موجودا في الوقت الذي تتغير و تتحول المعايير و الميازين بشكل ملحوظ و كما نرى التغيرات الواضحة للعيان بين فترة و اخرى للمواقف و افعال كافة القوى المتنفذة.
فعليه، التدخلات المتعددة الجوانب في الوضع السياسي العراقي تجعل الظروف قلقة جدا على الدوام و يمكن ان تكون الساحة مفتوحة و كبيرة جدا للداعين الى العودة و باي شكل من الاشكال و ان تتح لهم الفرصة يقفون بالمرصاد اما من يدعي الدعوة الى الوضع الجديد و الافكار و المعتقدات و الايديولوجيات الجديدة الملائمة لعراق ما بعد الدكتاتورية ، و هنا يختلف موقف الشرائح و المكونات حسب التاريخ و الفكر و المصالح ، و الخوف او القلق اما من الماضي او المستقبل او الاثنين معا لبعض الشرائح.
فالدعوة الصريحة الواضحة الى عراق جديد ديموقراطي علماني حر تعددي فدرالي مازالت نظرية من غير تطبيق بشكل علمي صحيح في الواقع و هذه تحتاج حقا الى وقت و جهد و اساليب و ثقافة عامة جديدة ، و بمشاركة فعالة من كافة الشرائح و المكونات ،و هذا غير سهل لاسباب داخلية معلومة، اي عدم توفر المستلزماتالمادية و المعنوية و البنى الفوقية اي الفكر و العقلية المطلوبة للوضع الجديد ، و خارجية ؛لتعدد الانظمة المجاورة المختلفة المتدخلة جميعهم في الشؤون الداخلية ، و حاولة التاثير على الوضع القائم بكافة الوسائل المتوفرة لديهم من اجل انعطاف الوضع العراقي للتوجهات و الافكار الملائمة لانظمتهم، و به تكون الساحة الداخلية مسرحا لصراعات النظمة الخارجية التي لها مصالحها المصيرية في العراق.
هذا ما يحير الشعب العراقي حقا و هو يفكر مليا و يحلل الوضع بكل ما لهم من العقليات و الامكانيات و بشكل جدي للمقارنة بين الماضي الدكتاتوري البغيض المسيطر على الوضع بشكل مطلق بعيد عن الحرية و الديموقراطية و اي امان نفسي داخلي و هو يفكر او ينظم الى الداعين للعودة الى من يحاولون بدون هوادة في هذه الطريق ،اويميل الى الوضع الحالي و هامش من الديموقراطية و الحرية في الفكرو العقيدة و العادات و التقاليد و العمل الحر الجاد و المستقبل الباهربعد العمل على تطوير و استقرار الوضع الحالي،لضمان مستقبل اجياله، فاحيرة واضحة في هذه الفترة بين العودة و الدعوة في المجال السياسي العام.
و لكن كل المؤشرات ترشدنا الى ان العودة بشكلها السابق محال و لا تقبلها يرورة الحياة ذاتها قبل غيرها او اي شيء اخر، و عليه يجب على المحبين و الخيرين النخبة العمل على دعوة الجميع من اجل حياة حرة كريمة و ضمات قدر ممكن من العدالة الاجتماعية و المساواة و اعتامد العلمانية و التقدمية و توفير مستلزمات حياة الطبقة الكادحة و الفقيرة و هو من اهداف الدعوة الشريفة لاستقرار النظام و الوضع العراقي بعيدا عن التزمت و التمسك بالايديولوجيات و بعض المعتقدات و الافكار التي مر عليها الزمن حقا و العراق ليس بمرتع لكل من حمل ما في حوزته من المعتقدات البالية ، فالدعوة الحقيقية هيتعاون و عمل الجميع من اجل عراق ديموقراطي فدرالي تعددي حر ضامن لحقوق الجميع ، و الطبقة الكادحة و المعدمة في مقدمتهم، اي الدعوة لحياة السعادة و العيش السليم و السلام و الامان في ظل الحرية ضامنة لتحقيق تلك الاهداف و السير نحو الامام بعد عهود من القهر و الظلم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا ...
- ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3 ...
- كادحوكوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى القوى اليسار ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (1 ...
- متى يستقر الفكر التسامحي في عقليتنا
- هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟
- هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
- دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
- افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
- الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب
- كفاكم الحكم من طرف واحد و تفهموا الحقيقة
- كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط
- حول ماجرى في القوقاز،اسبابه و نتائجه
- دور التيارات اليسارية في المجتمع الدولي و مواقفها تجاه المست ...
- لماذا التمييز بين البشر على اي اساس كان؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الشعب العراقي بين الدعوة و العودة