أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الآلوسي مثال طيب!















المزيد.....



الآلوسي مثال طيب!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 09:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المدخل:
حين كنت في المستشفى وتحت العلاج صدر في 14/9/2008 عن مجلس النواب العراقي القرار القاضي برفع الحصانة البرلمانية عن النائب العراقي ورئيس حزب الأمة الأستاذ مِثال الآلوسي وتقديمه إلى المحاكمة بسبب مشاركته في مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عقد في دولة إسرائيل. وشعرت مباشرة بالمخاطر الكبيرة والجديدة التي بدأت تهيمن على الساحة السياسية العراقية , مخاطر الاستبداد الشمولي التي تتسبب بها قوى إسلامية سياسية وقومية يمينية متطرفة تلتزم بأيديولوجية دينية شمولية أو أيديولوجية قومية شوفينية شمولية , وأن هذا القرار ليس سوى البداية المريعة المحتملة "أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر"! ولم تمض فترة طويلة حتى صدر القرار القرقوشي الجديد المعبر عن طبيعة هذا المجلس والقاضي بإلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات , تلك المادي التي تسمح للقوميات الأخرى الأقل عدداً بحصة معينة من الممثلين ينتخبون في مجالس المحافظات. وقد كان هذا القرار تأكيداً لمخاوفي وسيراً على نهج المثل الشعبي القائل "درب الصد ما رد"! وتحت تأثير القرار الأول كتبت هذه المقالات الثلاث التي لم يتسن لي نشرها وأنا في المستشفى أو المصح وأنشرها الآن تباعا. أملي أن لا تكون متأخرة.

1-3
كانت المرة الأولى التي سمعت بها اسم الأخ الكريم الأستاذ مثال الآلوسي حين كنت في برلين , وحين علمت من نشرات الأخبار الألمانية أن رجلين عراقيين مناهضين للنظام العراقي , أحدهما يحمل بيده مسدساً صغيراً , دخلا السفارة العراقية لا لقتل أحد , بل ليعلنا عن رفضهما للنظام العراقي ويجلبا انتباه الألمان والأوروبيين والعالم إلى الكوارث والمآسي والتجاوزات القاتلة على حقوق الإنسان التي كانت تجري يومياً حينذاك في العراق. وأقولها اليوم بصراحة , لم ارتح في حينها لهذا الأسلوب , إذ أنه لا ينسجم مع ما التزمت به من حقوق الإنسان ومن رفض استخدام العنف أو حمل السلاح لفرض شيء ما , كما كنت ولا أزا أدرك بأن هذا الأسلوب يثير عدم ارتياح الغالبية العظمى من سكان أوروبا , وبالتالي يحصد الإنسان عكس ما كان يسعى إليه. وفي حينها حاول الدكتور غالب العاني , وكان رئيساً لمنظمة حقوق الإنسان في العراق/ألمانيا , زيارته والاطمئنان على صحته ومعرفة حاجاته , ولكن لم يحصل ذلك. ولكن كان دائم الاتصال بابنه للاستفسار منه عن الوالد وعن أوضاعه في المعتقل الألماني. وكنت أتتبع أخباره عن طريق الصديق الدكتور غالب العاني.
ثم جاء سقوط النظام الاستبدادي عبر الحرب , وعاد الأستاذ الآلوسي ضمن من عاد إلى الوطن. تابعت بعناية نشاط ومواقف السيد مثال الآلوسي منذ فترة وصوله إلى بغداد وعمله مع الدكتور أحمد الجلبي ثم سفره فيما بعد إلى إسرائيل للمشاركة في مؤتمر دولي ضد الإرهاب , وما نجم عنه من افتراق عن حزب الجلبي وتشكيله مع مجموعة من صحبه حزب الأمة العراقي وانتخابه عن الحزب ممثلاً في مجلس النواب العراقي , وما أعقب ذلك من استشهاد ولدين شابين يافعين له في بداية عمرهما وحياتهما الغضة , هما الشهيدان أيمن وجمال الآلوسي , على أيدي عصابات الموت والخراب في العراق. ثم تابعت ما حصل له أخيراً في مجلس النواب العراقي في محاولة بائسة من جمهرة من أعضائه لرفع الحصانة عنه كنائب يتمتع بها وفق الدستور العراقي الجديد والعمل على تقديمه إلى المحاكمة.
وخلال الفترة المنصرمة استمعت إلى أكثر من مقابلة صحفية له , كما قرأت له أكثر من مقال وبيان صحفي , كما أن أدبيات حزبه تصل إلى بريدي الإلكتروني باستمرار وأقرأها بعناية , إذ فيها الكثير من المعلومات النافعة.
ليس مهماً مدى اتفاقي أو اختلافي مع الأخ السيد مِثال الآلوسي , سواء أكان ذلك من الناحية الفكرية أم السياسية أم المواقف , فهي قضية ثانوية تماماً في مثل هذا الظرف العصيب والمعقد والاستثنائي الذي يمر به العراق وما يواجهه السيد الآلوسي من محاولة جادة وسيئة لخنق حرية الإنسان وحقه في السفر والتنقل والمشاركة في أي مؤتمر عالمي أينما يعقد , والدوس الفظ على لائحة حقوق الإنسان الدولية والدستور العراقي وعلى لائحة مجلس النواب ذاته وعلى القضاء العراقي.
في هذا المقال الثلاثي الحلقات أحاول معالجة ثلاث قضايا أساسية , وهي:
السمات التي يتميز بها السيد مثال الآلوسي , علماً بأني لم التق به شخصياً , ثم ما يكمن وراء محاولات مجلس النواب سحب الحصانة عن الآلوسي , ثم من يقف وراء هذا القرار وما هي عواقبه إن نجح من يريد تمريره في الوصول إلى غاياته السيئة.
سأجيب في البداية عن السؤال التالي: ما هي السمات التي يتميز الأستاذ الفاضل والأخ الكريم السيد مثال الآلوسي ؟
السمة الأولى التي تفقأ عين كل من لا يريد رؤيتها هي شجاعته الفائقة واستعداده للتضحية بأعز ما يملك , بأولاده وبنفسه , من أجل أن يتحدث ويعمل وفق قناعته. فهو لا يخشى في الحق لومة لائم , ولكنه لن يضيع للود قضية , في آن واحد. ولا يمتلك الإنسان الشجاعة في مواجهة المصيبة التي امتلكها ما لم يكن مقتنعاً بما يتحدث به ويمارسه. إنها شجاعة وليست مغامرة , فمن يعمل في العراق يدرك أنه لا يتعامل مع ملائكة السلام والرحمة , بل مع الكثير من الأبالسة والمجرمين الذين لا يتورعون عن قتل أي إنسان أو قلع جذور أية عائلة لو وجدوا أنه يقف أو أنها تقف في طريق تنفيذ مخططاتهم العدوانية القذرة. وكان ولدا السيد الآلوسي ضحايا ليس بسبب جرأة وشجاعة أو مغامرة الآلوسي , بل ضحايا الإرهاب الإجرامي الذي تفشى ولا زال متفشياً في العراق وروح الانتقام ممن لم يكن يحتمل صراحة وجرأة أحاديث السيد الآلوسي ويتمنى الخلاص من كل من له قناعات مختلفة أو مخالفة لقناعات من يقف وراء القتلة المأجورين.
السمة الثانية التي يتسم بها هي قدرته على التحمل ومواجهة الصعاب بجلد وإيمان , فليس سهلاً أن يعمل المرء وسط عدد كبير من المناوئين له ومن يريد التخلص منه بأي ثمن كان , لأنه لا يسكت على ما يراه غير مناسب للعراق أو يلحق الضرر بالعراق والمجتمع.
السمة الثالثة هي حسه الوطني العراقي العالي وإخلاصه لهذا الوطن ونضاله من أجل أن يتخلص من كل الأعداء الذين يريدون به الشر في الداخل أو على حدود البلاد ودول الجوار. فهو لا يضمر الشر لأحد ولا يريد إيذاء أحد , ولكنه لا يريد أن يؤذى العراق بأي شكل من الأشكال. إن عراقيته محببة , رغم اختلافي معه حول المجتمع العراقي , إذ أن هذا المجتمع لا يشكل أمة , بل يتكون من قوميات عدة ومجازاً نقول الشعب العراقي ولكن غالباً ما يردف هذا المصطلح في الفترة الأخيرة بـ "كل مكوناته", وهنا المقصود بمكوناته القومية , وهو تعبير سليم أيضاً.
السمة الرابعة ثقافته الرفيعة ومداركه العالية ووضوح الرؤية لما يريد وما يعمل من أجله , وهي التي تسمح له بالحديث المنطلق غير المتعثر أو المتردد في التعبير عما يجول في خاطره أو في الإجابة عن أسئلة الصحفيين والقنوات التلفزيونية أو خطبه في مجلس النواب وحواراته ونقاشاته المختلفة. وهي سمة نادرة في مجلس النواب العراقي الراهن.
السمة الخامسة صراحته المتناهية وشفافية مواقفه الفكرية والسياسية وعدم استعداده للقبول بحصول انفصام في شخصيته وفي سلوكه السياسي والإنساني , وهي العلة التي يعاني منها الكثير من بنات وأبناء الشعب العراقي , وخاصة الجمهرة السياسية منهم وفي مجلس النواب وفي الكثير من الأحزاب والقوى السياسية العراقية. ويمكن العودة إلى الدكتور الراحل على الوردي لنتعرف على خصائص ازدواج الشخصية في الفرد العراقي وأسبابها وعواقبها على الفرد والمجتمع. فالآلوسي صادق مع نفسه ومع شعبه ومع القضية التي يحملها وغير مستعد لمجاملة أحد حول أية قضية يعتقد ويقتنع بها. إنها خصلة حميدة جداً ونادرة أيضاً في الأوساط العراقية , ولكن تحمل معها مخاطر جمة.
عندما تجتمع هذه الخصائل في إنسان عراقي فهو جدير بالثقة وهو جدير بأي تضامن ضروري معه , لأنه تضامن مع الحق والعدل والكرامة العراقية , لأنه دفاع عن الحرية الفردية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة الحرة , ولأنه دفاع ضد القهر السياسي والاجتماعي والديني الذي عاشه الشعب طوال عقود. إن هناك قوى سياسية في العراق لا تريد للعراق الاستقلال والسيادة والتصرف الحر , بل تريده أن يكون تابعاً وخاضعاً لسياسة إقليمية إيرانية توسعية يفترض أن نتصدى لها بكل قوة , لأن هؤلاء يريدون الإساءة لكل ما هو خير في العراق لأغراض غير نبيلة ولها عواقب وخيمة على مستقبل العراق وتطوره وتقدمه.
إن الألوسي مِثالٌ طيبٌ للسلوك الحر والشجاع والشفاف والعقلاني الذي يفترض أن يكون عليه كل عراقي بغض النظر عن الأفكار والمواقف التفصيلية , فهو مثال طيب وعراقي أصيل وإنسان يحس بإنسانيته ويتعامل معها وفق ذلك , ولكنه في الوقت نفسه شوكة في عيون كل الذين لا يريدون الخير للعراق , أولئك الذين أنهوا حياة ولديه وحياة الكثير من العراقيات والعراقيين , ومنهم صديق الطيب والراحل الأستاذ كامل شياع , ويتمنون أن ينهوا حياته أيضاً , ولكن خاب فألهم وله العمر المديد !
المصح / براندينبورگ
********************************
الآلوسي مثال طيب! 2-3
اتخذ مجلس النواب العراقي قراراً يقضي برفع الحصانة البرلمانية عن النائب السيد مثال الآلوسي. جاء هذا القرار مفاجئاً , ولكنه ليس غريباً عن مجلس من هذا التكوين , لأن الأستاذ مثال الآلوسي كان قد زار إسرائيل قبل ذاك ولنفس السبب , أي المشاركة في مؤتمر دولي يبحث في شئون الإرهاب الدولي , ومنه الشأن العراقي , حيث لا يزال الإرهاب الدموي يلتهم بنات وأبناء العراق ويدمر المزيد من المنشآت ويحَّمل الدولة خسائر مالية فادحة سنوياً ويبقي البلاد في قلق ويضعف من قدرتها على تمويل المشاريع الاقتصادية وتشغيل العاطلين عن العمل ...الخ. ومن هنا يفترض نفي أن يكون السبب وراء رفع الحصانة هو دخول الآلوسي إسرائيل والمشاركة في المؤتمر الدولي الذي شاركت فيه 60 دولة , بمن فيها دول عربية وإسلامية وأوروبية ...الخ. فاين أذن تكمن العلة؟
تطرح أمامنا ثلاث احتمالات نحاول أن نتحرى عنها لمعرفة السبب وراء رفع الحصانة الذي أيدته أكثرية الحاضرين في تلك الجلسة , وليس الأكثرية البرلمانية حين يكون الجميع حاضراً فيها.
يبرز الأول في ما تبناه أحد أعضاء المجلس في حواره مع الصديق الفاضل الأستاذ عبد المنعم الأعسم والذي أشار له فيه بأن العراق في حالة حرب مع إسرائيل ولا يجوز زيارة دولة عدوة. وهنا يطرح السؤال نفسه , إذن لماذا لم يحاسب قضائياً في حينها ؟ ولِمَ جرت الموافقة على ترشيحه لعضوية مجلس النواب , إن كان ذلك محرماً قانوناً منذ أول زيارة له إلى إسرائيل , وإذا كان العراق في حالة حرب معها؟
منذ سقوط النظام الاستبدادي في العراق , سقطت معه كل قرارات مجلس قيادة الثورة السابقة , بما فيها القرار الخاص بمنع زيارة إسرائيل وإيران والولايات المتحدة , إذ خلت الجوازات العراقية الجديدة من منع المواطنة أو المواطن من زيارة هذه الدول. وهذا يعني بالتتابع أن العراق لم يعد يعتبر نفسه في حالة حرب مع إسرائيل , وإلا لكان قد وُضع اسمها في قائمة الدول الممنوعة الدخول. العراق ليس دولة جارة لإسرائيل , وهي لا تهدد العراق بالحرب. وأن أكبر الدول العربية وأكثر القوى السياسية فيها حديثاً وتهريجاً عن وحول القومية العربية وفلسطين , وهي مصر , تقيم علاقات دبلوماسية وزيارات متبادلة بين المسئولين وغير المسئولين إلى البلدين. وهكذا الحال مع الأردن ومع عدد آخر من الدول العربية. العراق ليس في حالة حرب مع إسرائيل , وقد الغي هذا القرار , الذي كان قد صدر عن مجلس قيادة الثورة , باختفاء هذا المجلس وإعدام رئيسه بتهمة المجازر الدموية التي ارتكبها بحق الشعب العراقي وخيانة هذا الشعب , ولا يمكن العمل بهذا القرار لرفع الحصانة عن السيد الآلوسي , بل يفترض أن يحاسب الآلوسي وفق الدستور العراقي , والدستور العراقي لم يعتبر إسرائيل في حالة حرب مع العراق ولا اعتبرها عدوة للعراق. وبالتالي فهذه الذريعة لا يؤخذ بها في المحاكم العراقية التي يفترض فيها أن تستند إلى الدستور الجديد في الحكم على ما يجري من أحداث.
المسألة الثانية هي أن الأستاذ الآلوسي قدم في المؤتمر الدولي مطالعة اتهم فيها إيران , كدولة وحكومة ومؤسسات عسكرية , بالتدخل في الشأن العراقي وتشجيع الإرهاب ومده بالأموال والأسلحة وفتح الحدود بين إيران والعراق أمام القوى الإرهابية للدخول وإدخال المخدرات أيضاً. وهذا الاتهام يذكره المسؤولون العراقيون يومياً. سمعناه من الدكتور موفق الربيعي , مستشار الأمن القومي , وسمعناه من أعضاء بارزين في المجلس الأعلى الإسلامي في العراق ومن آخرين , بل وسمعناه من رئيس الوزراء نوري المالكي ومن الناطق الرسمي باسمه , الدكتور علي الدباغ. وقد كَتبتُ عن تدخل إيران في العراق وخاصة في جنوب العراق عشرات المقال المدعمة بحقائق على الأرض برهنت الحياة على صحتها. فهل هذه المطالعة التي اتهم فيها السيد الآلوسي إيران بالتدخل في الشأن العراقي والتأثير على الحياة السياسية والدينية والاجتماعية فيه وإثارة النزاعات الطائفية وتمويل الإرهاب بالمال والسلاح والعتاد والإرهابيين هو السبب وراء هذا الموقف المسيء لمجلس النواب العراقي في رفع الحصانة عن السيد الآلوسي؟
المسألة الثالثة تبرز في مطالبة السيد الآلوسي من على منبر المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بتشكيل تعاون وتنسيق دوليين في المنطقة , وخاصة دول الخليج , لتنظيم النشاط الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات والمعارف , لمواجهة النشاط الإيراني المتفاقم في المنطقة , وخاصة نشاطها في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا ودول الخليج ..الخ. وهذا يعني بدوره الكشف عن أتباع اللوبي الإيراني ليس الذين يتحدثون بصراحة ويكشفون عن أوراقهم بلا تردد , بل وكذلك أولئك المخفيين أو الجواسيس الذين يعملون بالسر لصالح إيران في العراق والمنطقة. ولا شك أن هذه المسألة تزداد أهمية بالارتباط مع سعي إيران المتواصل لإنتاج السلاح النووي والذي سيهدد المنطقة بأسرها , بسبب الرغبة الجامحة لدى رئيس الجمهورية والحرس الثوري بتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول الأخرى.
كل الدلائل تشير إلى أن في العراق لوبي إيراني قوي يمسك بيديه بعض المفاصل الأساسية في العراق , ويستخدم لهذا الغرض المليشيات الطائفية المسلحة أو التي أعلنت عن حل نفسها شكلياً وتسربت إلى مواقع مهمة في أجهزة الدولة ومجلس النواب , وخاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية منها (الجيش والشرطة والحمايات), وأن إيران أبدت أكثر من امتعاضها من موقف الآلوسي ومطالعته في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وطالبت بمعاقبته والثأر لها منه وجندت ضده من يتحرك ويثير زوبعة في فنجان لرفع الحصانة البرلمانية عن الآلوسي. واستطاع هذا البعض , بغض النظر عن من هم هؤلاء .. أو ما هو عددهم , استطاع التحرك وإحراج الكثير من النواب الآخرين في قضية لا تزال حساسة , هي إسرائيل وعلاقتها بالعرب وفلسطين , فاستطاع أن يعبئ عدداً غير قليل من النواب الذي صوت إلى جانب هذا القرار البائس.
لا يمكن الادعاء بأن جميع من صوت إلى جانب هذا القرار هو من أتباع اللوبي الإيراني , بل أن بعضهم ربما ضد إيران أيضاً , بل هو ضد إسرائيل ويسعى إلى رميها بالبحر , كما كان شعار الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي , وهو الشعار القومي الشوفيني البائس وشعار أخوان المسلمين الذي كفت عن رفعه حتى الجامعة العربية وكل الدول العربية , في ما عدا قوى وأحزاب قومية يمينية لا تعمل شيئاً ضد إسرائيل سوى التهريج والوعيد , وبعض القوى الإسلامية السياسية من اتباع القاعدة ومن لف لفها أو أتباع أحمدي نجاد والحرس الثوري الإيراني ومن يخضع لقرارات هذا الحرس في العراق أو من كان جزءاً منه قبل ذاك ومن لا يزال يرتبط به بألف خيط وخيط. كما أن بعض القوى العربية السنية الطائفية الممثلة في المجلس , ومنهم بعض البعثيين المعروفين , صوت لرفع الحصانة عنه لأن الآلوسي ضد الطائفية السياسية , سواء أكانت شيعية أم سنية.
ولكن ما كان مثيراً حقاً في مجموعات القوى التي صوتت إلى جانب رفع الحصانة عن النائب الآلوسي هو تصويت التحالف الكردستاني (لا معلومات ما إذا كان كل التحالف أم بعضه قد صوت) إلى جانب هذا القرار الخائب. والأغرب من ذلك أن يعاتب الأخ الأستاذ الدكتور فؤاد معصوم , الذي أحترمه وأقدره كثيراً , السيد الآلوسي على خلقه هذه الورطة ووضعهم في موقف محرج. لا أدري أين هو الحرج , في وقت تقيم بعض الدول العربية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وأخرى لها أوسع العلاقات الاقتصادية وثالثة في زيارات مستمرة ألى إسرائيل ؟ الحرج كما يبدو لي يبرز في الخشية من التهم الكاذبة التي تتقول بوجود علاقات بين إقليم كُردستان وإسرائيل , وأن هناك إسرائيليين في كُردستان العراق , أو أن الإسرائييلين اشتروا مساحات واسعة من الأرضي والعقارات ودور السكن في كُردستان , وأن كُردستان تريد أن تقيم علاقات سياسية ودبلوماسية مع إسرائيل ؟ لم أكن أتوقع من الأخ الدكتور فؤاد معصوم والتحالف الكُردستاني هذا الموقف , ولم أكن أتمنى أن يتخذ مثل هذا الموقف غير السليم , كما أرى!
لقد كان صدام حسين يتبجح بأنه سيحرر القدس - تماماً كما يهرج اليوم الفاشي الجديد في إيران محمود أحمدي نجاد بما أقامه من جيش المقدس - ولكن صدام لم يفعل شيئاً للفلسطينيين ولا جيش القدس الذي شكله , سوى التشجيع على الانتحار ودفع مبلغ مقطوع لعائلات المنتحرين (20 ألف دولار لكل عائلة منتحر) (ويقال أنه لم يدفع حتى هذا المبلغ) , مما رفع من درجة مناهضة العالم لهذه العمليات الانتحارية غير السليمة والموجهة ضد المدنيين في إسرائيل والتي كانت تقابل بعمليات انتقامية ضد المدنيين أيضاً من جانب حكومة إسرائيل. أدرك جيداً بأن إيران لم ولن تفعل شيئاً ضد إسرائيل , فالعربة الفارغة كثيرة الجعجعة , كما أنها تعرف عواقب ذلك عليها بالذات , ولكنها تريد أن تجعل بعض القوى والدول العربية مخلب قط أو ملقط نار لها ضد إسرائيل , وهذا ما لا يجوز للعراق , أو أي دول عربية أخرى , أن يقع في مثل هذا المطب.
حين يكون لنا موقف من إسرائيل , فهو لا يرتبط بوجودها كدولة ولا يرتبط بشعبها اليهودي , ولا بديانتها اليهودية , بل يرتبط بسياسة حكومات إسرائيل اليمينية التي غالباً ما تسوف في الوصول إلى سلام دائم وعادل مع الشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبو مازن) , لأنها لا تنفذ قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة , ولأنها تقتطع باستمرار مزيداً من الأرض الفلسطينية وتقيم عليها مستعمراتها , ولأنها تعاقب جماعياً دون وجود حق قانوني بذلك بل ضد القانون الدولي وضمن ما يطلق عليه بجرائم الحرب , ولأنها لا تعامل العرب معاملة اعتيادية , بل هي تمارس سياسة شوفينية تمييزية أيضاً , كما كان موقف الحكام العرب والجماعات القومية العربية من اليهود في الدول العربية.
لا يقيم العراق حتى الآن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل , ولكنه ليس في حالة حرب مع إسرائيل. ينبغي تأكيد هذه الحقيقة أولاً. وإسرائيل دولة رأسمالية متقدمة بالقياس إلى كافة الدول العربية , وهي في المفهوم الغربي المعوج ديمقراطية تسودها الديمقراطية الشكلية , ولكنها تبقى أفضل عشرات المرات من كل الديمقراطيات العربية التي هي ليست سوى استبداد غاشم تعيشه أغلب الشعوب العربية مع النظم السائدة فيها. وحين تكون هذه الدولة رأسمالية على النمط الغربي , فهذا يعني جملة من المسائل التي لا بد من تأشيرها , وهي:
** إنها دولة طبقية ذات علاقات إنتاجية رأسمالية استغلالية للطبقة العاملة والفلاحين وبقية الكادحين.
** وأنها دولة شوفينية لأنها دولة قومجية (الصهيونية) كأي دولة قومية أخرى في المنطقة , ومنها بعض الدول العربية أو كلها , وبالتالي فأتباع القوميات الأخرى الذين يعيشون فيها يعانون من التمييز القومي.
** وهي دولة تأخذ بالدين اليهودي , كما تأخذ الكثير من الدول العربية وغير العربية بالدين الإسلامي باعتباره دين الدولة الرسمي , وهي بالتالي تميز بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة لصالح الدين اليهودي , كما نلاحظ ذلك في كل الدول العربية إزاء أتباع الأديان الأخرى من غير الإسلام.
** وهي تميز بين اليهود من حيث كونهم من اليهود الاشكناز الأوروبيين أو من اليهود الشرقيين أو من السود الأفارقة (الفلاشا الأحباش) , إذ أن الآخيرين هم في آخر السلم التراتبي التمييزي.
** وهي دولة يسود فيها الفساد المالي والإداري كأي دولة رأسمالية أخرى في العالم , ولا تختلف كثيراً عن دول العالم العربي , في ما عدا نقطة واحدة هي أن الفاسد والمفسد في إسرائيل ينكشفان للملأ ويقدمان إلى المحاكمة , في حين لا يمكن الوصول إلى نتائج محددة في العالم العربي. مثال ذلك ما يجري الآن لرئيس الوزراء المستقيل آولمرت.
** وهي لا تزال تمارس إرهاب الدولة المحتلة في فلسطين إزاء الفلسطينيين بحجة أنهم يمارسون العمليات الانتحارية ضد الإسرائيليين , وهو اتهام صحيح لأنه موجه ضد المدنيين من سكان إسرائيل. وقد أشار تقرير القس دزدموند توتو , (من جنوب أفريقيا) ممثل الأمم المتحدة في التحقيق في ما حدث في بيت حانون في العام 2006 , إلى أن القصف المدفعي الثقيل ضد بيت حانون يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب والتي حاول الجيش الإسرائيلي التستر علي طبيعتها. كما أنها لا تزال تحتل مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية.
ولكن هذا الواقع وسياسة الحكومة الإسرائيلية لا يمنع بأي حال من عقد مؤتمرات دولية في إسرائيل ومشاركة الكثير من الدول والشخصيات العراقية والعربية فيها بشأن مكافحة الإرهاب مثلاً , وهناك بالضبط يمكن إدانة كل أشكال الإرهاب بما فيه إرهاب أسرائيل للفلسطينين , وكذلك العمليات الانتحارية وقذف الصواريخ من غزة التي يمارسها المتطرفون الفلسطينيون ضد المناطق السكنية في إسرائيل .
ومن حيث المبدأ لم يرتكب الآلوسي مخالفة دستورية بحيث تسمح لمجلس النواب العراقي رفع الحصانة البرلمانية عنه. وهذا ما أتوقع أن يؤكده القضاء العراقي حين يعتمد الدستور في إصدار حكمه في هذه القضية المهمة.
المصح / براندينبورگ 19/8/2008
****************************
الآلوسي مثال طيب! 3-3
السؤال الذي يفترض الإجابة عنه بالارتباط مع ما جرى في جلسة رفع الحصانة البرلمانية عن الأستاذ النائب مثال الآلوسي هو : هل أخطأ الأخ مثال الآلوسي في الموقف من إيران , وهي الدولة الجارة للعراق , وهل أن ما أثاره عن دور إيران في العراق هو بعيد عن الحقيقة ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة للغاية لأنها يمكن أن تفند أو تكرس ما لجأ إليه مجلس النواب العراقي في موقفه من السيد الآلوسي , رغم الخطأ الجوهري في اتخاذ القرار دون أن يكون للقضاء العراقي موقفه المحدد.
وفق قناعتي الشخصية وتتبعي للأحداث في العراق والمنطقة والعلاقة بين العراق وإيران , وكذلك بين إيران ودول المنطقة وتحليلي لتلك الأحداث وعلاقاتها المتشابكة , إضافة إلى معرفتي بطبيعة نظام الحكم في إيران منذ أن هيمنت المؤسسة الدينية الشيعية مباشرة على الحكم في أعقاب ثورة الشعب الإيراني التي صادرها السيد روح الله الخميني لصالح تلك المؤسسة الدينية الشيعية الإيرانية , فأن السيد مثال الآلوسي لم يكن مخطئاً بأي حال , بل تحدث بالحقيقة , وربما ليس كل الحقيقة. علينا نحن في العراق أن نشير إلي عدة مسائل جوهرية :
• إن إيران دولة كبرى في منطقة الشرق الأوسط , من حيث النفوس والمساحة والقدرات الخامية , وتريد أن تلعب هذا الدور في رسم وتحديد سياسة المنطقة والمشاركة مع الدول الكبرى في تقرير مصير المنطقة بما يخدم مصالحها. أي أنها تريد أن تكون شريكاً في الهيمنة على المنطقة في حالة عجزها في أن تكوين المسيطر الوحيد على دول الخليج والعراق.
• وأن لحكومة إيران والمؤسسة الدينية والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران برنامجها الخاص في تصدير الثورة الإسلامية الشيعية إلى دول المنطقة وبقية الدول الإسلامية بهدف نشر المذهب الشيعي بما ارتداه من بدع وطقوس غير إسلامية منذ العهد الصفوي حتى الآن من جهة , وبهدف الحصول على مواقع لها في تلك الدول لتحقيق "مصالحها الحيوية" كأي دولة كبرى ذات أطماع في المنطقة من جهة أخرى.
• وهي تعتقد بأن استخدام العداء لإسرائيل والإدعاء بالرغبة بإزالتها وإبقاء حالة التوتر في المنطقة يمكنه أن يعبئ الجماعات الإسلامية في كل مكان حولها لأنها بذلك تثير عواطف الناس إزاء بيت المقدس باعتباره ثاني القبلتين وثالث الحرمين مقترناً كل ذلك بسعيها لامتلاك السلاح النووي.
• وترى حكومة إيران بأن امتدادها يفترض أن يبدأ بالعراق بسبب الأكثرية السكانية الشيعية المذهب وطاقات العراق الزاخرة وموقعه المهم ليشمل كل دول الخليج , إضافة إلى نفوذها الواسع في كل من سوريا ولبنان وغزة والسودان في الوقت الحاضر. وهي تعمل من أجل ذلك ليل نهار. وتجد في القوى الطائفية الشيعية السياسية , وليس في كل الشيعة العراقيين , لوبياً مخلصاً لها وتسعى إلى تنشيطه ومده بالقوة والقدرة والنفوذ على الحركة والتأثير في الأحداث , كما هو حال حزب الله في لبنان , إذ أن الهوية الحقيقية لحزب الله ليست لبنانية بل إيرانية.
• وعدا عن ذلك فأن إيران تسعى إلى تصفية حساباتها باتجاهين:
أ‌. باتجاه تنشيط صراعها المستمر مع الولايات المتحدة على الأرض العراقية وإشغال القوات الأمريكية بما تثيره من عمليات إرهابية ومشكلات سياسية واجتماعية ودينية في العراق بحيث يفقد العراق القدرة على تأمين الأمن والاستقرار في البلاد , وهو بالتالي انكسار للولايات المتحدة في العراق والمنطقة.
ب‌. الثأر والانتقام من قوى البعث بسبب الحرب العراقية الإيرانية , سواء أكانوا من أتباع صدام حسين أم كانوا ضده , إذ أن المهمة هي اجتثاث البعث وما يرتبط بذلك من مشكلات سياسية واجتماعية في العراق وعواقبها على الأمن والاستقرار.
• ومن أجل تحقيق هذه الأهداف وغيرها لم ولا ولن تتورع إيران عن استخدام كافة السبل المتوفرة لديها , بما في ذلك : - تشكيل فرق للاغتيالات السياسية والاجتماعية ؛ - فتح الحدود أما قوى الإرهاب للتسرب إلى داخل العراق والتعاون مع سوريا لتكون حدود سوريا هي الأخرى مفتوحة لقوى الإرهاب ؛ - إيصال كميات هائلة من مختلف أنواع السلاح والعتاد للجهات التي تتعاون معها مثل جيش المهدي أو المليشيات الشيعية المسلحة الأخرى , وتلك التي يمكن أن تلتقي معها في العداء للولايات المتحدة , مثل تنظيم القاعدة وأنصار الإسلام السنة ومن لف لفها ؛ - تأمين الأموال الضرورية لعملائها في العراق , سواء أكانوا من العاملين في الحقول السياسية أم الدينية أم الاجتماعية , لضمان تنشيطهم وزيادة عدد المرتبطين بهم مصلحياً والذين يزودونها بالمعلومات الأمنية والاستخباراتية الضرورية لنشاط قوى إيران في العراق ؛ - ضمان استمرار وجود وعمل وعلاقات القوى الإيرانية المباشرة , سواء امتلكت جوازات إيرانية أم عراقية , ومنها قوى الجيش والحرس الثوري والأمن الإيراني ورجال المؤسسة الدينية الإيرانية الذين يعملون في العراق ؛ - الاستفادة القصوى من النشاط الاقتصادي الإيراني في العراق لضمان وصول ما يرغبون إيصاله للعراق أو التأثير في الرأي العام الشيعي العراقي أو توظيف أناس في المشاريع التي يتعاملون بها في العراق لتحويلهم إلى قوى تخدم مصالح إيران بصيغ كثيرة ؛ - تقديم الاستشارات السياسية لجمهرة من السياسيين العراقيين الشيعة الذين يتميزون بالطائفية السياسية ومساعدتهم في أساليب التدخل المباشر في السياسية العراقية من خلالهم ولصالح إيران.
• التأثير المستمر على موقف الأحزاب السياسية الشيعية من القضية الكُردية باتجاه مناهض لما التزموا به في فترة عملهم المشترك في المعارضة أم في بداية الوصول إلى السلطة بأمل تشكيل تحالف ثم التنكر له بعد تعزيز مواقعهم في العراق ودعم إيران لهم. وهي المسألة التي حذرنا منها كثيراً ولم يلتفت لها الأخوة في في القيادة الكُردستانية , وكنت أشعر أحياناً بأننا نحن الديمقراطيين العرب نعمل مع الأخوة الكُرد على طريقة المثل الشعبي العراقي " اللي يقرأ هندي واللي يسمع من أهل الجريبات!" , مع احترامي الكامل للعرب والكُرد , ولكن لا مناقشة في الأمثال النابتة. لقد كتب الصديق العزيز الأستاذ عدنان حسين مقالاً معاتباً الأخوة الكُرد على الثقة الكبيرة التي أولوها للقوى الشيعية السياسية , وهي بالضرورة طائفية ومناهضة لكل ما هو ديمقراطي وفيدرالي , وتركوا القوى الديمقراطية العربية تعاني من ضعفها دون أن يمدوا لها يد المساعدة والإنهاض من الكبوة التي أسقطهم فيها صدام حسين حين كانوا يناضلون لصالح القضية الكُردية وكانوا دوماً يناضلون في سبيل الديمقراطية للعراق والحقوق القومية للشعب الكُردي. وهو ليس فضل من العرب على الكُرد في هذا النضال , ولكن لا بد من ذكره لأهميته للفترة القادمة , إذ أن النضال من أجل عراق ديمقراطي مدني وفيدرالي حديث لم ينته بعد ولن ينتهي بسهولة أو بسرعة.
• لقد حول الإيرانيون البصرة ومناطق أخرى في جنوب العراق إلى مستعمرات لمزاولة نشاطهم المعادي للعراق وللولايات المتحدة الأمريكية لفترة غير قصيرة , وهي لا تزال كذلك بحدود غير قليلة , إذ لم تنته حتى الآن , ومنها بدأوا بتحريك القوى الشيعية المتطرفة ضد المواطنات والمواطنين من أتباع الديانة المسيحية وأتباع الديانة الصابئة المندائية وضد المثقفين والديمقراطيين , وضد المرأة الحرة وضد الثقافة الحرة والفنون والموسيقى والغناء على نحو خاص. لقد حولوا البصرة لفترة غير قصيرة , ولا تزال مؤهلة للعودة إليها , إلى قاعدة لانطلاقهم إلى كل مناطق العراق , كما استخدموا ديالي وبعض مناطق كُردستان الحدودية لهذا الغرض ورعوا ودعموا قوى أنصار الإسلام السنة الكُردية المجرمة التي نفذت جملة من العمليات المسلحة والانتحارية في إقليم كُردستان العراق أيضاً.
• وكما أن القاعدة تؤمن بالعمليات الانتحارية , فأن حكومة إيران الراهنة والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية فيها يؤمنان بأهمية وضرورة العمليات الانتحارية أيضاً. وكان الراحل الخميني والحكومة الإيرانية في فترة الحرب العراقية الإيرانية مسؤولين عن الكثير من القوى التي زجت على جبهات القتال ليمارسوا العمليات الانتحارية ضد القوات العراقية , إذ يكفي أن نتذكر كيف زج الخميني بالصبيان الصغار (أقل من 15 سنة ) في المعارك الأمامية ضد قوى الاحتلال الصدامية في الحرب العراقية الإيرانية واستشهد الألاف منهم , وكان كل من هؤلاء الذين قتلوا في تلك الحرب يحمل في عنقه مفتاح جنته الموعودة!
في ضوء هذا وغيره أشير بوضوح إلى أن السيد مثال الآلوسي لم يكن مخطئاً في ما طرحه في ذلك المؤتمر الدولي الذي عقد في إسرائيل , كما أنه لم يذكر كل الحقائق التي يعرفها عن دور إيران في العراق وفي تأثيرها على الوضع الأمني في البلاد.
إن مجلس النواب غير محق وغير عادل وغير موضوعي في اتخاذه قراراً خاطئاً وخطراً في آن بحق الآلوسي , ولا بد من التصويت مرة أخرى ضد هذا القرار والاعتذار للسيد مثال الآلوسي عن هذا القرار البائس والمجحف.

المصح- براندينبورگ في 20/9/2008



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً أيها المناضل المقدام , وداعاً أيها الإنسان الفذ !
- الأزمة الأمريكية , اسبابها وعواقبها!
- هل المالكي بمستوى التحديات القادمة؟ الخطوة الأولى وماذا بعد؟
- كامل شياع ضحية التناقض والصراع بين التوحش والتمدن في العراق!
- نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين وإمكانياته الثقافية و ...
- رسالة تأبينية
- من هي القوى التي اغتالت الإنسان والمثقف كامل شياع ؟
- الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. ال ...
- أليس مفيداً للعراق أن يتابع دروس الجزائر مع الإرهاب الإسلامي ...
- منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية ألمانيا (أمراس)
- هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟
- هل الموقف الخاطئ من القضية الكردية له عواقبه الوخيمة في العر ...
- الخطوط العامة للمحاضرة:هل من ظواهر جديدة في اتجاهات تطور الو ...
- تحالف -مدنيون- المدني ولد متأخراً , ولكنه قادر وقابل للحياة ...
- الجلاد والضحية في بلاد الرافدين !
- تحية لعارف دليلة والحرية لبقية سجناء الرأي في سوريا!
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات ثانية !
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات!
- هل الأخوة الكُرد بحاجة إلى إبعاد المتطرفين منهم عنهم والقبول ...
- رسالة جوابية مفتوحة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الآلوسي مثال طيب!