أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - شذرات صباحية














المزيد.....

شذرات صباحية


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الغربة الحديدة..كنا نتجاذب أطراف أحلامنا في حضرة صباح نيساني يسعى غيمه الأبيض إلى التفاهم مع زرقة السماء عله يصل معها إلى حالة إنخطاف تأخذنا من هنا إلى أي مكان آخر إما يشي بشجرة أو شروق شمس.ولكن لا بأس فقد كنا في حالة فرح مؤقت لا لشيء..فقط لأن الصباح كان جميل وعذب لا أقل ولا أكثر..وجاءت شذراتنا في أجوائه غائمة تارة و صافية تارة أخرى على النحو التالي:الشذرة الأولى:قلت:في غزة نحن (هم) بحاجة إلي خندق كبير وعميق يقينا من هجمات الضحية سابقاًً..نحن بحاجة إلى سلمان الفارسي جديد..إلى غزوة جديدة.قال:لا تقلق هناك الكثير من الفارسيين القادرين على حفر الخندق !فإبتسمتُ وقلت:ربما !!(صمتٌ مستقطع نأخذ فيه كأس تأمل سريع من أجل إنعاش القادم) الشذرة الثانية :قلت ثمة تطرف ينتابني منذ فترة ويزداد قسوة وشدة أثناء تناولي للوجبات الإخبارية المريرة..وصدقاً إنني أخشى من هذا التطرف و إنعكاساته قال:لا تخشى منه إنه ردة فعل صارمة في زمن مزدحم بخيبات الأمل .قلت:إن الخذلان القاسي والمؤلم دليل على عمق الإيمان بقضية ما أو فكرة سامية..ويتجلى بوضوح إما في تطرف مخيف نوعاً ما أو في تواطؤ وتحول مرير ومذل نحو الجاهز والمعد سابقاً .قال:إن التواطؤ موجود فيما بيننا وبين أنفسنا..ولكن الأصعب أن نعيش في زمن الخيانة الجماعية التي أصبحت تأخذ منحاً أنيقاً ومكلفاً جداً.قلت بمرارة:لم لا..فمشروعنا يتمتع بنسبة ربح عالية وثراء وطني فاحش قال بسخرية:إن شعار المادة الترويجية لمشروع تنمية الهزيمة المستدامة هو:"كونوا واقعيين لأن الرومانسية عدوة الثورة..كونوا واقعيين كي تنالوا دولة خيالية!"(سيجارة لي وقهوة مُرة لنا الإثنان)الشذرة الثالثة :قلت:منذ أن إستيقظت هذا الصباح..وعطر نسائي يعبق في أنفي لدرجة أنه نجح في أخذي صوب المدينة البعيدة ومغامرات أكتشف هنا أنها كانت الأجمل..قال:الذاكرة في الغربة تتمتع بشبق لا يهدأ ولا يستكين يقودنا إلى المكان والزمان و الإكتمال المزدان بكل من نحب ونعتنق..نذهب بكامل النقصان لنمتلئ بالمثالة والضياع وعدم القدرة على العودة إلى الصفحة لكتابة ما مررنا به من تجارب..قلت:المرأة مدينة أخرى..بل هي المكان الأول و العبرة الأولى في مغامرة الحياة..معها لم أكن أعلم..هل كنت أسعى إلى اللجوء و الإستقرار والأمان أم الإنتماء إليها ليتجلى الوطن ؟قال:العشق أو البحث عن إمرأة يتحدد وفق إنعكاس صارخ لواقع معين.قلت:لا..إن العشق عالم آخر نعثر فيه على طهارتنا ونقائنا وينتفي الحب أو العشق إذا كان نتاج لبحث أو حاجة إجتماعية ما..أما أن نعثر عليه فهذا شيء آخر..إن العشق موجود فينا وما علينا إلا أن نعثر عليه و أن نكتشفه...قال:في حالتنا..الطموح القوي بلا حدود هو فعل عشق مخذول ومجروح قادر على تغيير مقاييس الكون.(وجع سريع في قلبين ما يلبث أن ينجلي لأن الصباح جميل)الشذرة الرابعة:قال:لماذا رحل شاعرنا وترك الحصانُ وَحيداً؟؟قلت:ربما عثر الشاعر على الوطن في رحلته الأبدية لعله وجد وطناً آمناً ليس فيه غدر ولا خيانة أو كما يقول أدورنو: " الإنسان الذي لم يعد له وطن..يتخذ من الكتابة وطناً يُقيم منه"قلت:حيث يكون الوطن تكون الكلمات..وبالرغم مما تمنحه الكلمات إلا أنها لا تمنح وطناً..قال:لقد بدأ الفعل بتتبع أثر الفراشة عبر تكوينه لأحلامه من كفاف يومه كي يتجنب الخيبة..قلت:يحق للخيبة أن تنتقي شاعرها..ولا يحق للشاعر أن يجافيها بتأمل قمر أو وصف وردة صفراء.قال:بل يحق له أن يعشق الشجرة..وأن يختار لون وردته بما يتناسب مع نبض قلبه ومزاجية حلمه وأرضه المُختلة.قلت:ما نمر به الآن لا يحتمل الورد ولا يتقبل القمر..بعد أن أغضبنا كل شيء حتى السماء..فنحن حسب رأيه هو لسنا ملائكة ووطننا ليس أعلى وأجمل.قال:هو يعترف بالخطأ كدافع قوي لتعزيز الأمل والإيمان بالمستقبل قلت:أليس هو الذي قال"حيث يكون المستقبل لا نكون وحيث نكون لا يكون المستقبل"؟قال:ربما ولكن العاشق يحتاج حلماً ليكون..ويحتاج واقعاً ليكون حلماًقلت:إذن على شاعرنا ألا يموت لأن القصيدة لم تكتمل بعد..(الصمت هذه المرة توطئة لليل الكلمات..فالصباح الجميل إنتهى عندما صرخ صوت معدني نشاز آتٍ من السماء الحديدية:"إنتهت النزهة..إنتهت النزهة"فتساءلنا:هل هذه النزهة؟! نزهة!!..) الأسير باسم الخندقجيعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني سجن جلبوع المركزيالحكم مدى الحياة




#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ... إلى محمود درويش ...
- الحلم و الزيف الأنيق ....
- نحو ابتكار المثقف مرة اخرى
- الى روح الشهيد « محمود درويش
- اليسار و لاهوت التحرير
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...
- أوراق يسارية ... وعي بلا جسد
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية
- الى رفاق حزب الشعب الفلسطيني ... بمناسبة المؤتمر الرابع
- كلمات من وطن
- حين فقد قمري الذاكرة
- فقدان مُعَلْوَم للذاكرة


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - شذرات صباحية