الارهاب الاسلامى - ام الارهاب المسيحى ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عجيب امر هؤلاء المتطرفين من الاقباط , خاصة اقباط المهجر , لقد افلسوا بالفعل وانكشفوا , وظهرت حقيقتهم امام الكافة , حتى امام من يعاونونهم على محاربة وطنهم واخوانهم المسلمين المسالمين فى مصر العربية , فكيف بالله - او بأى شىء اخر- نستطيع ان نصدق او نستمع او نتعاطف ,مع من يتصيد الاخطاء من هنا وهناك ,لا لشىء سوى انه يكره دين او معتقد الغالبية من اهل وطنه ؟ لدرجة انه ما ان يجد شيئا لا علاقة له البتة بقضيته المزعومة, , مثل عملية اختطاف السياح الاوربيين من مصر الى تشاد , وما شاب تحريرهم من غموض , حتى يهب علينا هؤلاء الكاذبون بالاتهامات , التى تبدا بالمس بكرامة ومصداقية الجيش المصرى , ولا تنتهى بالطبع عند اهانة الاسلام بوصفه بالارهاب الاسلامى ؟
ما هى علاقة الاقباط وقضاياهم المزعومة بعملية تحرير الرهائن الاوربيين من تشاد ؟ وما الذى يفيد القضية القبطية او الاقباط ,من الادعاء بكذب قادة الجيش المصرى البطل فيما يتعلق بتحرير الرهائن من خلال عملية عسكرية ؟
ان محاولة البعض اثبات الكذب او الغش فيما يتعلق بعملية تحرير الرهائن الاوربيين , , للايهام بان من يكذب فى مسألة مثل مسألة الرهائن , يستطيع بكل سهولة ان يكذب فى ما يسمى بقضايا اضطهاد الاقباط , هى محاولة مضحكة للغاية تدل على غباء وسطحية اصحابها.
لقد اصبحت المصادر المعادية لمصر خاصة وللعالم العربى عامة هى المصادر الموثوقة لدى هؤلاء النفر ممن فقدوا عقولهم ,نتيجة ما اصابهم من حقد وعمى بصيرة,
وبالتالى فهم على اتم استعداد للترويج لاكاذيب الالمان والايطاليين , وتكذيب المصادر العسكرية المصرية والسودانية التى كانت تعمل على ارض الواقع, ولديها معلومات ووقائع ونتائج تمت بالفعل وانتهت بتحرير الرهائن .
اذا كان ثمة شك فى مصداقية احد , فهو بالتأكيد الشك فى مصداقيتكم انتم , انكم تعتمدون على خطأ وزير الخارجية المصرى , عندما اعلن عن تحرير الرهائن فى البداية , ثم تكذيب هذا الاعلان فيما بعد , وتعتمدون على بعض الاقوال المرسلة المشبوهة التى طيرتها بعض وكالات الانباء , التى تشكك فى وجود عمليات اطلاق نار من عدمه, ثم تصلون الى نتائج مفادها ان المصريين كاذبين ,لان الملائكة الابرار الاوربيين ابناء الرب لا يعرفون الكذب ؟ ان ذلك هو التدليس والكذب والعهر بعينه , فهؤلاء الاوربيون اخر من يتكلم عن المصداقية خاصة فيما يتعلق بالاخر وقضاياه , ولعل مايؤكد ذلك ما حدث من المعارضةالظاهرية التى قامت بها الخارجية الالمانية ضد غزو امريكا للعراق, فيما كانت المخابرات الالمانية تنسق على الارض مع القوات الامريكية لتسهيل عملية الاحتلال وقتل الابرياء , بل ومن مأساة العراق ايضا اضافة اخرى تثبت ببساطة سهولة التزييف والادعاء بالشرف لتحقيق غايات قذرة , مثل ما تردد حول دور بعض الاوربيين من دعاة السلام وعدم الحرب الذين تواجدوا فى بغداد بحجة منع الحرب الامريكية , بينما هم من عملاء الحكومات الغربية القذرة المتواطئة مع العدو الامريكى المحتل , والذين ساعدوا الغزاة فى القتل والتدمير كما اعلن فيما بعد ؟ولا يمكن ان ننسى فضيحة اسقاط الطائرة المصرية فى امريكا , التى تم الادعاء الامريكى فيها بان الطيار انتحر,لانه قال توكلت على الله , تلك هى المصداقية الغربية ,التى يعتمد عليها اعداء الوطن ,لاثبات صحة توجهاتهم ,
العجيب من امر كتبة الاقباط , ان يخرجوا دائما بعد كل خبر بنتيجة مفادها دائما " الاسلام الارهابى " او الاسلام الوهابى " الخ .. حتى لولم تكن هناك علاقة البتة بين الموضوع والنتيجة ؟ فحتى لو اخطأ وزير الخارجية المصرى , وقد تم تصحيح الخطأ, وحتى لو صدقت المصادر الاوروبية فىاثبات زيف عملية تحرير الرهائن من تشاد, ما علاقة كل ذلك بوصف الاسلام بالاسلام الارهابى ؟ فلا عملية الاختطاف تمت عن طريق قوى او تيار اسلامى مناهض للمسيحيين , ولا المسئولين المصريين يرتدون العمائم او يطلقون لحاهم ؟
ان كان من وصف صحيح لاحد الاديان بالارهاب ,اعتمادا على ممارسات معتنقيه , فلا شك ان الديانة الاولى بهذا الوصف هى المسيحية, فوزير الخارجية الامريكى السابق كولن باول , هو الذى بادر بالكذب امام الامم المتحدة وعرض مخطوطات مزيفة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية, ومن ثم تدمير دولة باكملها نتيجة هذا الكذب, والاقليات المسلمة فى اوروبا خاصة فى البوسنة وكوسوفا ,تعرضت للابادة الفعلية - لا المدعاة كما فى حالة اقباط مصر- حيث قام ابناء الرب المسيحيين المخلصين بمذابح مروعة ضد الكفرة المسلمين اطفالا ونساءا وشيوخا ورجالا , ولعل ماحدث فى قرية سربيرنيتساالبوسنية من ذبح اكثر من عشرة الاف مسلم فى يوم واحد ,بحراسة رجال الامم المتحدة ,هو اكبر دليل على همجية وبربرية معتنقى الديانة المسيحية , فى العالم اجمع , فالقتلة المباشرون من مسيحيي صربيا , والقتلة بالتواطؤ كانوا جنود الامم المتحدة ,من مسيحيي كندا وهولندا , فياللمصادفة ؟ بل ان اكبر اتهام بالارهاب على مر التاريخ , هو الاتهام الصحيح بابادة اكثر من ستة ملايين يهودى اوروبى على خلفيتهم الدينية والذى تم من ابناء الرب المسيحى الاوروبى ؟ فمن هو الاولى بالكذب والارهاب , مصر وشعبها ومقدساتها الاسلامية ؟ ام اعوانكم من الامريكان والاوربيين ومقدساتهم المسيحية المزعومة ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل