امجد السعد
الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 04:41
المحور:
كتابات ساخرة
كل واحد منا يوجد في بيته اليوم جهازا للحاسوب (الكومبيروتر) والذي أنتشر بشكل واسع في العراق وتحديدا بداية عام 2004 , هذا الجهاز ذو فوائد كبيرة ومتعددة فهو يصمم ويحسب ويخطط واحيانا يكتشف بل يصل الى اكثر من ذلك فهو يحتوي على برامج مختلفة منها من تعمل تغييرات ضمن مجال الصورة , فعلى سبيل المثال هناك برنامج احترافي للصور (الفوتو) اسمه ادوبي فوتوشوب adobe Photoshop نستطيع ومن خلاله ان نعمل تغييرات عديدة على صورة المصدر (الرئيسية) وهذا امر واضح للذين يمتلكون ويعرفون المبادئ الاولية للحاسوب والفوتوشوب على سبيل المثال ايظا نستطيع ان نجعل ونحول صورة (زيد) الذي اتقطها في احدى المناطق الشعبية في البصرة كأن تكون (5 ميل) ونعتبرها الصورة الاساسية وهي زيد واقف فوق بركة من المياه الاسنة وخلفه البيوت المهدمة( طبعا هذه البيئة الحقيقية لـ5 ميل) ومناطق اخرى من البصرة , فنستطيع وبفضل الفوتوشوب (لا الحكومة الحالية ) ان نحول خلفية زيد الاولى الى خلفية جديدة وبمعالم والوان زاهية كأن يكون شارع من شوارع لندن الجميلة ما علينا فعله سوى نقرات متعددة بـ(الماوس) في البرنامج نفسه ولحظات فتتغير الصورة بخلفية جديدة وهي زيد في لندن (علما ان الفرق واضح لدى القارئ في البيئتين).
من هذه الامثلة وغيرها نستطيع ان نحدد ونكتشف الخديعة السياسية الكبيرة التي استغلها المرشحون السابقون الذين أستأجروا محترفي الفوتو شوب ومختصي الحاسبات لخدع الناخبين وهم الشعب العراقي الذي لم يكتف بما لعبه الطاغية السابق من ادوار تمثيلية احترافية وأطلق الالقاب العديدة على نفسه وهو بعيد عنها
(مرشحو الفوتوشوب) أجروا عمليات عديدة لابراز شخصياتهم في الانتخابات وأستجداء الاصوات من الناخبين عندما وجدوا اخيرا الذي ينقذهم من هذا المأزق الكبير وهم محترفو الفوتوشوب الذين سيتحدد الاجور الكبيرة لعملهم وذلك للمهمة التي سينجزوها .
الشخصيات:
المرشح سين : رجل في الخمسين من عمره .
المصور
المصمم : شاب في مقتبل عمره خبير بشؤون الحاسبات الاليكترونية .
الحدث قبل أشهر من اجراء الانتخابات العامة .
المصور : تفضل سيدي .. أجلس هنا على الارض حتى نبدأ العمل (يشير بيده الى الارض) هذه الزاوية افضل.
المرشح سين : (بصوت مرتفع) أين اجلس ؟
المصور : (بدهشة) على الارض
المرشح سين : كيف أجلس على الارض وبعد أشهر سأكون مسؤولا رفيع المستوى , ماذا تريد ان يقول الشعب عني ؟ (بشموخ) أتريدهم ان يقولوا مسؤولنا كان فقيرا ؟
المصور : عذرا سيدي العمل يتطلب ذلك .
المرشح سين : كيف ؟
المصور : أنت تريد ان ندمج صورتك بصورت (السيد), والسيد لا يجلس على كرسي ولا أريكة وأنما يكتفي بلجلوس على الارض فهي ياسيدي مأوانا الاخير .
المرشح سين : صمت طويل.
المصور : ياسيدي المصمم ينتظرنا على الحاسوب .
المرشح سين : نعم .. نعم لنبداء.
يجلس المرشح سين في الزاوية التي افترضها المصور بينما المصور يتحرك يمينا ويسارا لتحديد الشكل النهائي للصورة الملتقطة , يبداء المصور بالتقاط الصورة تلو الاخرى ويكتفي بأخذ ثلاثين صورة وبعدها يذهب الى المصمم .
المصمم : كم صورة أخذت لمسؤولنا الجديد؟
المصور : ثلاثون .
بينما يبداء المصمم بترتيب الصور على الحاسوب يدخل المرشح سين
المرشح سين : كيف تجري الامور ؟
المصمم : على أفضل حال دقائق ونكون قد انتهينا من دمج صورة سيادتك بصورة السيد وتطبع بأعداد كبيرة وتعلق في الاماكن العامة في جميع محافظات القطر.
المرشح سين : (وهو يتطلع بالصور ) برأيك هل سيقتنع الناس بهذه اللعبة ام سننكشف .
المصمم : سيدي المهم ان الناس يعرفوا الناس بأنك مبارك من قبل السيد وأن السيد يطالب الناس بأنتخابك وأختيارك في الحكومة الجديدة والصورة تقول هذا الشئ , سيدي انظر الى السيد كيف متفائل بك انه يبتسم ويصغي اليك .
المرشح سين : لكن السيد لم يقل ذلك .
المصمم : بالتأكيد الصورة ستقول ذلك وأكثر .
اطفال ونساء وشيوخ ينتشرون على خشبة المسرح وهم يعلقوا الصور المرشح سين والسيد . لحظات .. اظلام تام ..انطفاء كافة الاجهزة الكهربائية الموجودة في قاعة المسرح .
لا تسدل الستار.
هذه الامكانيات الاحترافية للفوتو شوب وهذا هو سلوك مرشحنا سين الذي انكشفت لعبته بعد سنة من أنتخابه مسؤولا في حكومتنا الجديدة .
مسؤولنا الجديد يبحث الان عن برنامج او لعبة جديدة تنقذه في جولته القادمة .
#امجد_السعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟