أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ماجد مشجل - مسرحية تحت المجهر















المزيد.....

مسرحية تحت المجهر


محمد ماجد مشجل

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


المكان :-( مفترض ) أي مكان من العراق
الزمان :- من عام 1970 ــ 20,000,000,000 . ويستمر
هي:- أنثر سنوات العمر في صحراء ألأنتضار لعلي أحصد قصائد صبار من رمال لا تجيد احتضان
ألأثر وأغرس فسيلة محبتي في واحات لم تطأها سنابك دعاة الحب أو ألحرب لعلها تمنحني
روضة أطفال بلا عاهات ....هذي مدينة التيه حي الضياع زقاق ألألم غيومنا فقدت رشدها
بلا مطر ولا برد غيوم الحي لا تحمل غير الشظايا فتورثنا الرزايا تلو الرزايا غيوم الحي
تمطرنا جراحاً وتلتهم أحلام الصبايا كم أوقدنا من أعمارنا نذوراً فما تبخرت بيوتنا بغير
رائحة البارود هذي حراب رحيلك في خاصرة حلمي ..نزيف ألانتظار يفسد وضوئي.. فلا أنا
ميتته في هواك ..... ولا أملي في طرقك لباب الفؤاد يموت.
ساعي البريد:- ( يطرق الباب )
هي :- من يطرق باب العوانس ؟
ساعي البريد :- أنا ساعي البريد .
هي :- ( مستغربة ) ويحك كيف وصلت ؟ .... هذه مدينة التيه !!
ساعي البريد:- حمداً لله ..تمكنت أخيراً من الوصول ولم يذهب تعبي سداً.. في أي حي نحن
سيدتي ؟
هي :- حي الضياع .
ساعي البريد:- زقاق ألـــ...
هي :- زقاق ألألم .
ساعي البريد:- ألألم .. الوجع ..كلها تكسر الظهر .. بيت الصبر .
هي :- صابرات قابضات على الجمر ولله فرج يأتيك من حيث تدري ولا تدري .
ساعي البريد:- هي لك أذن .
هي :- {مضطربة ألمشاعر.. مشتتة بين فرح غامر وحزن عميق .. وكأنها لاتدري ماألذي
تفعله بالتحديد .} أخيراً يالهف روحي عليك منذ كم قذيفة وأنا أغرس في صحراء اغترابك
نخلة اصطباري ؟! من يحصي عدد الحرائق ألتي التهمت الروح والجسد في غيابك ؟! ها أنا
أؤرخ شوقي بالأنفجارات !! فمن يزيح ألألغام عن دروب ألأحبة؟!
هو:- ( ظل فقط بزي عسكري وخوذة ) ليل ونار ودخان وآلة الموت تحفر أخدوداً بطول ألدهر
والفؤوس تحتطب ألأبرياء لإحراق ألأحلام من ذا ألذي يسد على ألورود ألطرقات ؟!
من بين دموع ألأمهات والنحيب ...لله طريق .. من بين الموت صوماً ولقمة مشتهاة ..
لله طريق ..من بين أحتظان ألأحبة وأفياء السواتر ..لله طريق ..!!
- 1 -
هي :- إسعاف .. إسعاف .. من يسعف جريح الهوى وكل حنايا البلاد جراح؟!
وكل حنا... يا ... ألب... لاد..... { تسخر } وآني شعلية ؟! هل أنا سيدة البلاد ألأولى
ألا تتزن معادلة الوطن ألا باحتراق أحلامي ؟! وَلم أنا من دون غيري ؟! أطنان من ألأعذار
التمست أليك( تتحدث مع حبيبها من خلال الرسالة ) وهذه فقط ..؟ أقصى ما تجود به..؟
سنوات من القلق والأرق وألأشتعال ؟! أتحاول أن تخدعني بكلمات باردة وأوراق صماء؟!
أتستخف بي يا أبن الكلب!!{ تقذف الرسالة بعيداً بغضب}
هو:- عندما كنت أزحف في ألأرض ألحرام كانت ألشظايا ألتي تخطئ رأسي تصيب أحلامي
وتدميها تقتيلا وتأجيلا.. حينها فارقتني فكرة المشي مرة أخرى وتمنيت أن أبقى زاحفاً ماحييت
هي:- أتخجل لأنك زحفت ومرغت وجهك في التراب ؟ حيل تستاهل.
هو:- ليس هناك ما يخجل , في القتال نزحف ونرتدي الخوذ ونحفر الخنادق ,ونعمل أي شيء
لكي نحافظ على الحياة ... ولكني أستحي أن أمشي مرة أخرى .
هي:- ما استحيت من أعمالك الشينة ؟! تستحي من هاي ؟
هو:- لعمرك ما أهويت كفي لريبة وما حملتني نحو فاحشة رجلي.
هي:- لعد هو شنو أللي ألي طيح حظك وحظي غير هاي الشعارات ,لو مداين ودافع البدل لو مورق
حالك حال غيرك ,موجان هسة عايشين .
هو:- وهذا هو بالذات اللي راح يموتني من الخجل والمستحة.
هي:- ليش يابة ؟ علينه حرام وعلى غيرنه حلال . {تركض مسرعة نحو الرسالة وكأنها أحست
للتو بأن خطر الموت يطارد حبيبها} أسم ألله عليك حبيبي ... أسم ألله عليك يابعد روحي..
أنكسرة أيدي أن شا ألله ..وعيونك ما قاصدة أشمر رسالتك بس ما أدري شصار بيه ....
هو:- شخليتي بيها ...ليش ؟! سهران ألليل وأدور بستان الروح أحلى وردات حتى أعطر ذكرياتنا
كبل ليتلفها دخان ألانتظار حرام عليج لو كتاب التحاق بجيش النخوة هم ماجان شمرتيه
ها الشمرة .
هي:-منذ رحيلك ..لم أشم رائحة الورد .. وبستان المحبة الذي هجرته أو هجرك ..لا أدري أيكما
بدأ الفراق ؟ ذاك البستان الجميل تحول إلى غابة أشواك ..فالكل يريد أن يأكل لحم أخيه ميتاً
بصفقة مع الشيطان على أمل أن يبر إبليس بوعده .. هيا ليس لمثلك أن يعاتب مثلي .
هو:- ويحك!! ويح نفسي !! لقد نثرت وآلاف الرجال أحلى سنوات العمر على حدود الوطن
وسمرنا أعيننا على سدادات البنادق وغيرنا سنن ألله..صرنا نصحو ليلنا وننام في الصباح ..
كي لا يتجرأ أحد ويخدش حياء وردة في بلادي.

- 2 -
هي:- ألأجل الغفاة تسهر ليلاً أثر ليل وتبيت محزوناً وفراشك ملغوماً بألف هم ؟أيصح أن تكون
معتصماً في حظيرة ألأقزام وطاهرهم لا يعرف قدر المعتصم إلام تفيض أنهار رحمة لذنوبهم
وحين تعطس لا تلقى الذي يرحم .
هو:- بالله عليك قولي أنك تمزحين ؟!!!
هي:- {صمت }.
هو:- وماذا نقول لآلاف الشهداء والمعاقين والأسرى ؟! وكيف نكفكف دموع ألأرامل والأيتام ؟!
وأي أمل سيحيي آمالنا التي تيبست عند خط الشروع ومن سيعتذر لآلاف النسوة اللواتي ترملن
حتى قبل الزواج ؟!
هي:- لا مناص من ألاعتراف ... لقد عاث اللصوص فساداً في الدار ... وكان البنيان هشاً ومنخوراً
لقد سقطنا من الداخل ..حتى قبل أن تطلق صفارات ألإنذار, والعوض على الله ,هون عليك
حمداً لله على سلامتك .
هو:- سلامتي !!! أية سلامة ؟ لتذهب سلامتي إلى الجحيم مادام العراق ينزف .
هي:- أهووووووو ...لك بابا أنت شعليك ؟! الكبار باعوك وباعوني وباعوا العراق ..ألا يكفي
مادفعناه من ضريبة للكذابين والمدعين .
هو:- أحرقنا نصف أعمارنا نذوراً لهذه ألأرض لكن مترفيها فسقوا فيها ..لنحرق ماتبقى كي
لاتتكرر المهزلة .. فالأرض لمن يزرعها لا لمن يسرقها .
هي:- لقد شحت أرض الفراتين بمائها على الورود فأوصدت السماء أبوابها بوجه دعواتنا عليك
أن ترعى وردتك وتحميها و للعراق رب يحميه.
هو:- كل الزهور تفقد عطرها أذا كان بلدي جريحاً ..وكل خميلة مستباحة أذا لم يكن للورد شوك
يحميه .
هي:- وبعدين منو سأل عنك منو سأل عني ؟ ليش بس أحنة محروك دمنة على غيرنا ومحد
يفكر بينة ؟!
هو:- لاعزاء غير أني قد تركت من دمي .. بصمة .. وصمة ..جمرة .. في ملفات الباردين.
هي:- أستعذ بالله من الشيطان ألا بذكر الله تطمئن القلوب .
هو:- أتحسبين أن صلاتي ستصفو بعد أن عكروا ماء الفرات ؟!
هي:- تره وصلت حدهة وياك , تعبتني, منين ما أجيك تفلت.. أكلك أحبك .. تكلي العراق ينزف
يا أبن الناس مشتاقتلك تجاوبني دجلة مجروح .. يمعود مستقبلنا ..مستقبل العراق مكسور
أدري أنت سستر ؟ لو مدير ألإسعاف الفوري .. أما اكتفيتم من تعليق عجزكم على نكسات
الوطن؟ إلى متى نجهض أحلامنا بأيدينا بالوقوف على أعتابها دون التجرؤ على طرق بابها ؟!
وأي وطن يتوثب أذا كانت أحلام أهله كسيحة .؟! - 3 -
هو:- تريدين اعترافا صريحاً ومباشراً في زمن المراءاة والمحاباة واللف والدوران ؟ لا باس
.. لك هذا , ها أنذا أعترف بكامل قواي العقلية والجسدية , غير مجبر ولا مكره ..أقر
وأعترف .. بأني عاجز .. عاجز عن الوصل .. عاجز عن طرق الباب الذي أفنيت عمري على
أعتابه.
هي:- ألله .. ألله .. ما أروعك مازلت بارعاً في لعبة الكلمات .. وما زالت عباراتك قادرة على
تخفيف وجع رأسي إلى حين ... لكن القطب المنجمد حصل على موطئ قدم في مخدعي .
هو:- مالي أصرخ محبة في مدائنكم , فيرجمني الصدى سيقاناً ونهوداً شبقات ,لله دركم !! كيف
اتخمتم العشق مجوناً ؟! وصيرتم العشاق جناة ؟؟الحق أقول لكم .. أذا أنتم على ضفاف النهر
وتكفرون عطشاً .. بالله أفتوني ما دخل السقاة .؟؟
هي:- أنتم تتآمرون على القضية حين تتركون أرحامنا بلا أجنة ..!!!
هو:- فيم إلحاحك على ألباسي ثوب الجلاد ؟ وأنا المصلوب على أسوار هواك والعراق ؟
هي:- أسمع أنك تدرك أن لعبة التشكي والتباكي تثير جنون الدنيا في رأسي فلا تبحث عن مخرج
رخيص .{ موسيقى } .
هو:- رخيص ... مخرج رخيص ... لم أر أرخص مما رأيناه في تلك ألليلة إذ وقفنا منذهلين
لا نعرف من نقاتل ولمن نقاتل... إذ أمر الشيوخ وفي ساعة ألاحتدام بإحراق السفن الحربية
لا ليقاتل جنودهم ببسالة وإنما وفي المرتبة ألأولى ليمارسوا متعة صيد البشر مسلوقا ومن ثم
ليثبتوا للعالم أنهم أحفاد طارق .
هي:- لست مجبراً على أثبات أنك من وأن من .
هو:- لم تفهمي بعد ..لست مغفلاً .. أنا أترفع عن خوض ألامتحان .. فقد أقحمت في التجربة
إقحاما ... خاسر أنا في كل ألأحوال فلقد زج بي إلى معركة خارج إمكاناتي وبلا أرادة مني ..
هي:- وأنا .. ماذا عني ؟! بأي حق تغتال آخر آمالي ؟ ولم تريد أن أدفع ضريبة استسلامك ؟!
هو:- لست مجبرة على دفع أي ضريبة ها أنا أعفيك من أي التزام .. حرة أنت في ألاستمرار
بهذه أللعبة المقيتة أما أنا وبعد أن أدركت قوانين المهزلة فلن أتورط في أطالة طابور البؤساء
هي:- مكرمة العفو هذه متأخرة .. متأخرة جداً .. وتأكد بأني لن أقابل سخائك بالمثل .. لن أصفح
عنك وعن جرائمك النكراء .
هو:- أي جرائم فأنا لم أمسسك بسوء .
هي:- أما جسدي فنعم .. وأما روحي وقلبي فقد عبثت بهما كما ألمفسدين وها أنت تدير لهما
ظهرك كأن شيئاً لم يكن .. أشتعل القلب قبل ألرأس شيباً وأنا أسمر الروح مناراً يزيح العتمة
عن دروب عودتك .. وما كنت لأجزع لو أفنيت عمري على مجرد استذكار طهارة ألأيام الخوالي
- 4 -
أما أن تعود لتجهز ببرود أعصاب على أحلى ذكرياتي .. فهذا ما يجزعني .. ويحيل كل أحلامي
ألوردية إلى كابوس لا يحتمل .. ليتك لم تعد .. ليتني لم أرك .. ليتني لم أعرفك .. أذا عجز
هذا الحلم الرقيق أن يسفر سوى عن كذبة فعلى أي ألأحلام نراهن ؟!
هو:- بالله عليك .. كلانا ضحية .. فلا تزيدي ألأمر صعوبة !!.
هي:- { تكفكف دموعها .. وتتظاهر بتجاوز المحنة } أبداً لا تشغل بالك .. فما تراه مجرد انفعال
عابر ليس ألا .. ماذا تنتظر ؟! هل تتوقع أن أمرغ وجهي عند قدميك لتبقى .. هيا أرحل
ووعداً مني لن أبكيك عند مماتي .. أرحل ولنرى أي حضن دافئ سيحتمل دمك البارد؟! أرحل

ساعي البريد:- معذرة سيدتي على مايبدو أن الرسالة وصلت أليك عن طريق الخطأ فهذه ألأزقة
متشابهة بشكل غريب .

تـمــــــت



#محمد_ماجد_مشجل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوركا وتشيخوف - دراسة مقارنة (طائر البحر برناردا ألبا)


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ماجد مشجل - مسرحية تحت المجهر