أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - عار السعودية الأبدي















المزيد.....

عار السعودية الأبدي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 08:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


باستثناء إسرائيل، ومهلكة آل وهاب السعودية، فلم تبق دولة لا في الشرق، ولا في الغرب، ولا في الشمال أو في الجنوب، إلا واتصلت بالسوريين معبرة عن إدانتها للتفجير الإرهابي الآثم الذي طال دمشق صبيحة يوم السبت الفائت. وهذا ما يفسر، من ضمن ما يفسر، الغاية من وجود هذين الكيانين السرطانيين المخلوقين بريطانياً والمزروعين في العمق والقلب من هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة، للجم تطورها، وفرملة الحداثة فيها، وإفقار شعوبها، ومنع قيام أية عملية تنوير فيها.

فالسعودية، كما إسرائيل، فقط من دون كل دول العالم، ترمز اليوم للدولة الدينية الكهنوتية الفاشية العنصرية المغلقة، التي تحتقر وتكفـّر الآخرين، وتسعى لنشر الجهل والخزعبلات والأساطير الغيبية وتعمل على تعميمها، وتلوذ بها، ويقوم عليها بنيانها الوجودي لترثيث المنطقة وإعادتها إلى سيرتها الأولى وهذا يصب في مصلحة الوحش الإمبريالي المتعولم دولارياً وشركات تمص دماء الفقراء ومتعددة الجنسيات وتتخذ من إسرائيل والسعودية منصات متقدمة لتنطلق في غابات الشرق الأوسط الغافي على فوهات بركانية طائفية مذهبية. فمن هو المخلص الوفي لهذا الدور سوى إسرائيل السعودية؟ فلقد وظفت المهلكة الوهابية كافة إمكانياتها المالية والإعلامية لنشر الجهل وتصدير الأنموذج الهمجي المتوحش لإنسان المنطقة، وهذا لم يتأت من عبث، ولا فراغ، بل في إطار خطة مدروسة وممنهجة وتلتقي في محاورها الرئيسية مع الأهداف المعلنة لبروتوكلات حكماء صهيون التي تدعي، وهو في صلب عقيدتها، بأن رسالتها التوراتية المقدسة هي لتطوير المنطقة، وتحديثها من هؤلاء البدو العرب الهمج المقاومين لمشروعها، والذين لا يستأهلوا الاحتفاظ بالمناطق المقدسة في فلسطين التي تشترك فيها الديانات الثلاث. وتكرس السياسات السعودية الرسمية هذه الصورة المستنمطة عن شعوب المنطقة لا بل تزيدها قباحة وشناعة وفظاعة عبر تبني ورعاية تلك القطعان الوهابية الهمجية التي تطلق فتاوى بات تستخدم في كافة دول العالم لإضفاء نوع من المفاكهة على جلسات شعوبهم وإضحاكهم، وربماإبكائهم، حرقة وألماً، على تلك الكائنات الديناصورية المتكلسة التي تتنفس من هواء الألفية الثالثة.

فهل من قبيل الصدف العابرة أن تلتقي استراتيجية المهلكة العامة مع بروتوكولات حكماء صهيون، متجسدة بالتالي في توحد الجانبين بموقف واحد اتجاه سورية، حقداً وكيداً وعدوانية وترصداً؟ أم يعتبر ذلك في إطار التنسيق التام من كل ما له علاقة بالتنوير ومقارعة المشروع الاستيطاني؟ فقد عمدت إسرائيل مثلاً على تحييد مصر وإخراجها سياسياً وعسكرياً من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي عبر اتفاقيات كامب ديفيد الشهيرة، فيما تكفلت السعودية، وهذا من صلب مهمتها ودورها الطبيعي، بإخراج مصر حضارياً من دائرة السباق والريادة الحداثية والتنويرية التي أخذتها مصر على عاتقها وكانت رائدة فيها في بداية القرن العشرين وقبل ولادة المهلكة الوهابية على أيدي الاستخبارات البريطانية الذين وجدوا في آل سعود خير رديف ومعين لنصرة المشروع الصهيوني في المنطقة إلى أن صارت مصر حاضرة وهابية مغلقة في العصر السعودي وبفعل البترودولار الوهابي، وكله كرمى للوجه الحاخامي، وخدمة خالصة للمشروع الصهيوني. وليس من قبيل الصدفة، البتة، أن يتقهقرالمشروع النهضوي التنويري والحداثوي في المنطقة بالتزامن مع صعود الحقبة البترولية العوهابيةالتي قدمت أحط نماذج الحكم وأبشعها وأكثرها بربرية ووحشية.(لا تزال المهلكة السعودية حتى اليوم تقطع رؤوس العرب والمسلمين في الشوارع العامة، وتطلق سراح الأمريكيين والإنكليز ويالسماحة الوهابيين،المحكومين بنفس التهم). والأمثلة كثيرة ومتعددة على تلاقي بل تكامل المشروعين السعودي والإسرائيلي في المنطقة وهذا يكشف سر هذا العداء والمكين والدفين وحجم الغل والتشفي والشماتة والجزل الذي أظهره ويظهره الجانبان لسوريا وحزب الله وحماس والفصائل المقاومة الأخرى، بينما كانت الأرامل والأمهات والأخوات السوريات البريئات يندبن ويلطمن ألماً وحسرة، ويقطرن دماً على فقدان الأحبة والأعزة والغوالي من أزواج وأبناء وأشقاء لهن قضوا غدراً وخسة وغيلة وجبناً.

وهذا الموقف السعودي المشين إزاء سوريا، لا ينم البتة عن أية "أصالة عربية"، ولا نخوة إنسانية، وليس فيها شيء من مروءة ورجولة الرجال، ولا تنطوي على أي قدر من المسؤولية والتمتع بأدنى متطلبات وواجبات الجوار، و"الأخوة العربية"، هذا إذا أمكن الحديث عن أية أخوة عربية في هذا المجال، بعد أن أصبح العرب والعروبة، وعلى أياديهم وبفضلهم، في ذل وهوان، وفي خبر كان.

الإرهاب أعمى، وخـَبـَطَ، ويخبط عشوائياً في كل مكان من أرجاء هذا العالم المترامي، الفسيح، والواسع الأطراف. فقد ضرب في أرض الحرمين، غير مرة، وبشكل جنوني وعنيف دام ومحزن، صعق له العالم أجمع. وعلى عكس ما نراه اليوم من سميـّة وغل وتشف وجزل لئيم في صحف أبي جهل، وفي تلك اللحظات الأليمة السوداء، فقد وقف الجميع في سوريا، ضد تلك الأفعال، وأدانوها كباراً وصغاراً، عامة ونخباً ومن مختلف الأعمار، وطيـّرت لذلك الرسائل والبرقيات، واستنفرت الأقلام، وحزن وتألم كل سوري لكل قطرة دم بريئة سالت على يد من رعاهم وسمنـّهم أمراء الإرهاب الوهابي نفسه، ليفتكوا لاحقاً بشعبهم وبأبناء جلدتهم ممن يقيمون الصلوات ولا ينفكوا عن ذكر الله. وإلى اليوم ترزح المملكة الوهابية تحت وطأة هذا الإرهاب الوحشي الفاشي الأجرب، وهناك حديث، وتحذير إعلامي سعودي رسمي مسهب، ودائم، عن خلايا نائمة هنا وهناك في جزيرة العرب. (لن نقول السعودية التي اغتصب أمراء الوهابية اسمها التاريخي وأطلقوا على جزيرة العرب اسم أسرتهم وهي الدولة الوحيدة التي تتجرأ تفعل هذا حالياً في الكوكب الأرضي، وتزيف بصلف وغرور أحمق حقائق التاريخ والواقع الجغرافي).

والحقيقة فهذه ليست سابقة سعودية على الإطلاق. فهذا التحلل والتفكك والتملص اللا أخلاقي السعودي ليس بجديد عليها، كلا وألف حاشا لله. فتراثهم الأسود الغني يحفل بكل ما يشين مما يندى له الجبين. فهم أدمنوه، وكان ديدنهم على الدوام. فمثلاً، في الوقت الذي كانت فيها طائرات أولمرت وموفاز تقصف بيروت، الأمر الذي أدمع مآقي السنيورة لاحقاً، ويا حرام، كانت السعودية الرسمية تصدر، من جهة، بيانات التضامن مع إسرائيل وتبرير عدوانها الوحشي، ووصف المقاومة وبطولاتها بالمغامرة غير محمودة العاقبة، وعلى الجهة المقابلة كان، وعاظ وحاخامات الوهابية من غلمان آل سعود يؤازرون أمراءهم ويصدرون الفتاوى التكفيرية بحق حزب الله. ( على ذكر الحاخات كنا في قلب لندن، ولكي لا يلتبس الأمر على أحد، بعيدين عن سطوة الأمن والمخابرات السورية وموجود في موقعنا الفرعي بالحوار المتمدن باليوم والتاريخ، حين كتبنا مقال حاخامات بغترة وعقال تعقيبا على ذاك الموقف السعودي المشين).

إنه العار الذي تلبس، وميـّز السياسات السعودية المتصهينة في المنطقة على الدوام والتي تصب، حكماً، في طواحين الحاخامات، وميـّزها عن سواها من سياسات، وسيسجل لهم التاريخ هذا كما سجل لهم غيرها من موبقات العهر الأخرى. غير أن شعبنا الأبي الصابر في جزيرة العرب مغلوب على أمره، وبريء من حاخامات الوهابية الكبار، ومن كل مواقفهم، وينفض يدهم منهم، ولا يتبنى أياً من سياساتهم الكيدية الحاقدة، بالتأكيد.

وإذا لم يكن العار والخسة والنذالة سعودياً فما عساه أن يكون؟

وكل 1400 عام وأنتم بخير



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحقاً للقتلة والجبناء
- القرضاوي وهشاشة الفكر الديني
- السّعُوديّة أولاً!!!
- حروب الشيوخ الكارتونية
- لا لأي تدخل سوري في لبنان
- عقلانية العرب: عبد الرزاق عيد أنموذجاً
- تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي
- لماذا صوم رمضان فقط؟
- مهند ونور، وهشام وسوزان
- 11/9 جديدة: اللهم شماتة
- المعارضة السورية وسياسة التضليل
- هل يكرهوننا حقاً؟
- هل انتهت مغامرة خدام؟
- لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - عار السعودية الأبدي