أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلاع الاحزاب الدينية من مراكز القرار















المزيد.....

لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلاع الاحزاب الدينية من مراكز القرار


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 09:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انها ليست من تداعيات ألماضي من العمر ، بقدر كونها قفز بالمخيلة الى ما تبقى من حصة الحياة ، تلك الحياة التي لا اضن بانها سوف تكون باحسن مما كان وعلى امتداد ما تقرر لنا نحن الذين تجاوزنا سن اليأس لننتظر قولة القدر ولا ندري متى وأين ستكون النهايه . ستون عام قضيتها وأنا اتلحف بلحاف الفقر والعوز الدائم اقاتل بسيف من خشب علي احضى بشيء اسمه الاستقرار .. وكان حلمي على الدوام أن ينتصر فكر الفقراء .. و اتذكر الان وبوضوح كيف كنا ونحن لا زلنا طلبة علم نلحق الليل بالنهار نلهج بالسياسة ونلوك حكايات رموز نعلقها في ثنايا ادمغتنا لنجسد من خلالها أحلامنا الشابه ونؤطر بها اعناقنا قلائد من فرح وطاقة انسانية لا تقوى كل المغريات على اطفاء جذوتها الثائره ، اعمارنا لم تكن حينذاك توحي بكل هذا النضوج الذهني .. غير اننا كنا في حراك جسدي وفكري نحاور ونتجادل ونحلل على قدر ما نستطيع لنجد تفسيرا لما يحيط بنا ليس في الوطن فحسب بل وفي كل العالم من خلال ما يصلنا من اخبار مسموعة ومقروءه ومن خلال الادبيات الحزبية التي تردنا كل اسبوع .. حتى اغاني أم كلثوم اتذكر باننا كنا كل يوم خميس من كل شهر نتحاور في مقاطع ووصلات تلحينها وطريقة ادائها حيث أن الفن يومذاك هو الاخر يسبح في فضاء الحياة حلوا ينساب مع نسيم الفرات يردد صداه اغنية عذبة تنطق بالفرح وتهلل للناس لا تمجد غير معاني الحب وتهب السامع طاقة للعطاء وتزيده تعلقا بالارض .
في تلك الايام الخوالي كان هناك ثمة تدافع ظاهر بين قوى التأخر وقوى التقدم غير انه تدافع شبه متكافيء مع بروز واضح للفكر التقدمي ، كون ان الناس المتمسكين باعراف دينهم لم يكونوا من المتعصبين كما هو الحال الان .
في كل مدينة عراقية كانت هناك جوامع وكنائس ونوادي ليليه .. في كل حي من احياء المدن العراقية يعيش المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي وغيرهم من ملل الله يعيشون ويكسبون رزقهم ويتعبدون ويسكرون ويزنون ويحلقون رؤوسهم كما يشاؤون ، في كل عتبة طرف تستقر المقاهي العتيدة ويتجمع شباب المنطقة كل يمرح على طريقته الخاصه بين منتظر لحبيبة ستظهر له من مكان ما وبين منتظر لموعد اجتماع سياسي واخرون لهم هموم اخرى لا تتعدى تحقيق موعد مع بطل عرق مستكي يفرغ من خلاله شبقه وينطلق واياه من حصار التربية والوقار ولو الى حين .. حتى الشرطه تلك الفئة المكروهة كانت ليست اكثر من شرطة للاداب وفض النزاعات العادية على الاغلب .
في المدينة التي ولدت فيها وهي مدينة الشاميه .. لا زلت احفظ اسماء هي ليست اكثر من اسماء لحلاقين أو كسبة أو حمالين .. ولكنهم لم يكونوا عاديين بقدر كونهم رموز للنكتة الحلوة كما هم رموز للنضال الصلد تحكي قصص كفاحهم شوارع المدينة واحيائها وتقترن اسماؤهم باسماء الكبار من المثقفين واصحاب الوعي المتميز .. ( كشاش ) كان حمالا يجوب الاسواق ليعمل بقوة المجاهدين كسبا للعيش ، ولكنه وقف شامخا امام ما يعرف بمحكمة الثوره وهو يهتف لحزبه بكل عناد ، عبد الحسين سلطان سائقا لبلدوزر لا يملك حتى دارا ولا وظيفة حكوميه وكان موضع اشكال بالنسبة لنا حينما نتجمع في مكان ما لنريح انفسنا من هموم السياسه فيقلبها سياسة رغما عنا عندما يحتسي البيك الثالث فيثور ويدعونا للخروج في مظاهرة فوريه وهو يصيح بلازمته المشهوره ( خطوهه الشارع النه ) ويقصد خط اللافته لنرفعها عند التظاهر ..
في نفس اللحظة التي كانت فيها الحان كمال الطويل وصوت كوكب الشرق تصدح متهادية مع امواج نهر الفرات كان الشيخ احمد الوائلي يتحدث في الجانب الاخر من المدينه ضمن موكب لاستعادة ذكرى الامام الحسين ، ولم يقدر لكلا الصوتين الوائلي وأم كلثوم أن يزاحم احدهم الاخر الا بالحسنى . الحياة كانت تنساب بكل ما فيها من اظطرابات وسكون وقلق وفرح وحزن وهي ملونة باطياف لا يشوبها نشاز في اللون ، حتى بدأت ريح صفراء تقترب شيئا فشيئا من فضاءات المدن العراقية لتلوث فيها الامكنة والحيطان والازقة والسطوح وتجعل من شناشيل الفرح في درابين الاحياء يهجرها العشاق وتبتعد عنها خيالات الشعراء وندامى الكأس ليأتي غول مفزع يحمل في يديه معاول وسيوف وخناجر وسلاسل وهو يصرخ بوجه الناس أن استقيموا يسكنكم الله في فسيح جناته ويبعدكم عن النار .. يلازمه على الدوام ويمشي خلفه تنين اعور اصفر الوجه يذرف الدموع بسخاء على فلسطين الضائعه والكرامة المهدوره ويهتف بلوعة وحزن ( عاشت فلسطين حرة عربيه .. عاشت الامة المجيده .. الموت لاعداء الدين .. يسقط الاتحاد السوفيتي خائن القضيه .. يعيش أحمد بن حنبل والمجد لعمار بن ياسر .. دافعوا عن سلفكم وتاريخكم واحملوا على الكفرة الملحدين دفاعا عن الشرف المغدور ، ولا تنسوا ابدا امجاد اجدادكم في حرب القادسية الاولى .. الله الله في عروبتكم .. الله الله في تاريخكم .. الله الله في .. ) .. وسرعان ما هبت العاصفه .. وسرعان ما اقتلعت الاشجار لتحل محلها خرق خضراء وصفراء والتمعت حولها السيوف والخناجر والرشاشات تحصد كل فرح وتقطع رأس الانسان كما تقطع رأس الارنب . ومنذ ذلك الحين ولحد الان والعراق يحل فيه الخراب وتموت فيه أسس الحياة يوما بعد يوم .. فغاب صوت كشاش الحمال وعبد الحسين سلطان ليظهر صوت سيد فاضل وشيخ عطوان وملله نوريه .. وحلت افكار تحاكي لباقة النمله وهي تتحدث مع سليمان النبي وتفكر بلباقة الهدهد وهو يفشي سر بلقيس .. وتقف حائرة أمام كنه الجن الذي حملها في طرفة عين كي تعلن اسلامها بخضوع واستسلام .
العراق اليوم ياساده لا يعيش في كنف قضية بعينها فهو كالقشة في لجة بحر من الظلمات ، يترنح متهاويا لا يعرف لمصيره من قرار ، الموت يحصد ابنائه من قبل ابنائه ، وامواله تنهب بلا ورع ولا حميه ، وتاريخه يدمر بلا رحمه .. وارواح شبابه يجفف فيها كل معنى للعطاء .. وعقول الناس البسطاء تسلب منها الارادة لتصبح خاوية يلفها الخدر وينتظرها الموت البطيء .. عراق مليء بالارامل والايتام والعوائل المهجرة قسرا عن بيوتها ومدنها وثقافات مهاجرة تسوح في اراضي الغربة تبحث لها عن وطن .. وما نحن الذين هجرتنا الحياة لنكون سيوفا من خشب تحارب بعناد قامات وخناجر وسلاسل ومفخخات وقاذفات فرق الموت الا ادوات يبدو انها لن يطول بها المقام ما دامت تصرخ في فضاء فارغ وما دامت القربة لا ينفع فيها النفخ واصبح واضحا أن الامر يتطلب حلا وحيدا لا غيره .. حلا يعصف بادوات الدمار باساليب الدمار ذاتها حيث يقرر االشعب بكل فصائله أن يقف موقفا يفهم عتاة البلاد بان الامر لا يتحمل من جديد ظهور القرار الواحد والدكتاتور الواحد والحزب الواحد والسارق الواحد .. لابد من أن يقول الشعب كلمته بعنف هذه المره ليزيح عن كاهله ظلما سوف لن يزول بمقال في جريده أو عراك كاذب في برلمان أو مقابلة بائسه يعرضها تلفزيون منافق . لابد من قلع جذور قتلة الفكر النير وطردهم من مراكز القرار وابعاد السراق عن خزائن البلاد والبدء بوضع الاسس الفورية لعمليات الاعمار وبناء نظام حضاري يكون الهادي فيه قوانين مدنية تتيح للبلاد اللحاق بالركب الانساني ومنع المتخلفين من اعادة التاريخ الى الوراء . لابد من التحضير وعلى عجل باتجاه رسم سياسة طارئه لتجميع القوى الداعية للتحرر والبحث عن أي سبيل ينقذ البلاد من أزمة ستؤدي حتما لو بقيت الى جعل العراق في ذيل قائمة البلدان المتمدنه وتضيفها عنوة الى قائمة البلدان المتميزه باكل لحوم البشر .
ان كل القوى المؤمنة بسنن الحياة المدنية والراعية لحقوق الانسان عليها ان تهب وبدون ادنى تأخير لتأخذ زمام المبادرة لتحريض الجماهير المسحوقه على التحرك وباصرار للتعبير عن مطالبها المشروعه والعمل على اسقاط التجربة المشينه للاحزاب الدينية والعروبية المنافقه وافشال هذا التحالف بين كل قوى الظلام والرامي لخراب البلاد وهضم حقوق الفقراء وسلب اموالهم بدون وجه حق .. وبخلاف ذلك سوف يعم البصرة الخراب ، وسوف نترحم على المغول ونبكي على اطلال عهود كنا نسميها بعهود الاستعمار .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا أن ( فشل الحملات العلمانية وخاصة الشيوعية منها في مجت ...
- ارهاب وكباب .. وألمولود العراقي المنتظر !!
- ليتوقف فورا هذا ألاجحاف ألمتعمد بحق المرأة في العراق !
- ثلاث قصائد سطرتها امرأه
- حول بيان مركز الاتصالات الاعلاميه للحزب الشيوعي العراقي ردا ...
- ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب ...
- لمصلحة من تنشط قناة المستقله لتأجيج نار الفتنة الطائفية بين ...
- مرثية متأخره للشهيد كامل شياع
- خانقين مدينة عراقية أم كرديه أم انها عربيه .. أين الحل ؟؟
- من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البص ...
- ألاقتصاد العراقي المتين هو الحل لبناء علاقات دولية متينه
- ألتظاهر اليومي واعلان العصيان المدني هما الحل الوحيد لتحقيق ...
- المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي عطا الدباس وعلي ا ...
- الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك ...
- معاناة الطفل في العراق .. ومسؤولية قوى اليسار
- ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا م ...
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
- الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل ...
- عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلاع الاحزاب الدينية من مراكز القرار