أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيّون..(1)














المزيد.....

منفيّون..(1)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 06:42
المحور: الادب والفن
    



منفيّون..
من جنة الشيطان


(1)


أقول كلمتي .. وأمضي
أنا وديع ابن الهادي
لا آكل في وليمة
ولا أحضر قدّاس
وحيد في حزني
وغريب بين الناس
أقول لكم..
أيرضى أحدكم
أن يصير بيته أنقاضا
يأخذ منه كل رائح خشبة
وكل غاد حجراً
ثم يأخذون الأبواب والشبابيك
فلا يبقى لبيته أثر
كذلك لا يجوز له
أن يبني سعادته
على أكتاف الغير
لا تجلس في مكان
لا يقول لك صاحبه
: تفضّل..
لا تمدّ يدك
لما ليس لك
ولا تأخذ شيئاً
إلا بقدر حاجتك
لأن الجزء المتبقي يمثل حاجة غيرك
من يأكل أكثر من وسع معدته
فهو يسرق طعام غيره
ولا يكسب منه غير اللعنة والأمراض
وشبعه هذا..
سوف يعني
جوعاً على الأرض.
أولئك الذين انتهوا
من هضم العشاء الرباني
ما الذي يشبع نهمهم
وبطونهم المندلقة نحو الخارج
يا أيها الناس
من يتبعني
يغسل وجهه بالزرنيخ
فالزرنيخ وحده
يغسل الأرواح المتعفنة
يا أيها الناس
تعالوا نلعب لعبة صغيرة
كل يلبس ثياب امرأته
ونذهب إلى الكرنفال
وأول امرأة يقع عليها الاختيار
تخدم في بيت الربّ
تغسل أقدام المحتاجين
وتحمل عنهم خطاياهم..
وهكذا
تنظف المدينة من الآثام
كلّ يعترف بإثمه
أقول لكم
اليوم لكم
وأمس لكم
أما الغد
فللذين يولدون
الدنيا لكم
وأعمالكم لكم
أما حياتكم
فلم تستطيعوا امتلاكها
لأنها كانت دائماً
في يد الشيطان
كل من يستمع كلماتي هذه
ولا يحفظها عن ظهر قلب
ويعمل بها
يكون زانياً في أهل بيته
وسارقاً في ما ملكت يداه
وقاتلاً لمن يخرج من صلبه
الحياة جميلة
والدنيا واسعة
ولكن العمر قصير
الدرب واضح
الأفق مفتوح
ولكن العيون مشوشة
والعقول
تغلّفها الترهات
فمن يسمع كلماتي هذه
ينهض من الصبح
يغتسل جيداً
ويخرج إلى الناس
عارياً إلا من زنارة في وسطه
لا تخافوا
ما دمتم لا تملكون شيئاً
ولا تترددوا
ما دمتم لا تخافون شيئاً
الذي يخاف هو السارق
وصاحب الاثم
هو الذي يخفيه عن العيون
ويضع على وجهه البراقع
القاتل والمقتول
كلاهما تقرأهما من عينيهما
أما الفقراء
فلا يحتاجون إلى براقع
ولا خوف يتخلل نفوسهم
هكذا تكون حياته ملكه
من يخاف من عريه
يتقمص الشيطان
العورة ليست عاراً
العار هو الكذب والسرقة والقتل
العار هو الظلم وأكل اللحوم
من قتل ومن زنى وأكل السحت..
ناموا جياعاً
وكفوا ألسنتكم عن القيل والقال
انظروا في شؤونكم
تذهبون إلى النوم مرتاحي الضمير
احتمال الجوع
أطيب من طعام مشكوك في صاحبه
أن تتهرّأ أمعاؤكم
وتذبل وجوهكم
خير من التسبب في عذاب الغير
فيكون من ضحاياكم
أطفال ونساء
صبيان وبنات
لا تعرفونهم
ويل لمن
لا يعرف ضحاياه
وضحاياه يعرفونه
فكيف يعتذر منهم
ويل لمن تعددت أخطاؤه
وخطاياه
فلا يعرف عن أيها يكفّر
أقول لكم
البسوا ثياب نسائكم
واذهبوا إلى المرقص
وأول من يقع عليها النظر
تعمل زانية في بيت الشعب
محظوظ من يقع عليها الاختيار
أن يتحمل خطايا الناس
وتتخلّص من خطاياها
هكذا تنظف المدينة
من الآثام والأشرار
عندما يعترف كلّ بإثمه
أقول لكم
كل من يذهب إلى الجبانة
ولا يجد قبره جاهزاً
يجهز قبره حتى الظهر
ذلك أفضل من أن
تنهش الكلاب لحومكم موتى
بعد أن نهشتها وأنتم أحياء
أقول لكم
طالما أن أحدكم
لا يتفنن في شيء
كما في مقتل أخيه
ولا تجدر به خيانة
غير خيانة الذات
ولا تليق به دناءة
غير دناءة الضمير
فلا تتعجبوا
أن الأرض ملأى بالمنحرفين
الكافرين بالطبيعة
وإذا رآكم السلام
يبتعد كثيراً
أقول لكم
أن الساعة التي لا تدقّ
تلقى في البحر
والمرأة التي لا تحيض
يأكلها العفن
والرجل الذي لا يتصدق من ماله
وعقله وروحه
أحرى به
أن يجلس في السوق
كاشفاً مؤخرته للناس
ولا يسلّم عليه أحد
هكذا
تكون العاهر أفضل منه
والمومس أشرف منه
لأن الناس
يسلّمون على العاهر والمومس
أما هو..
فتأكله الحسرة
هكذا في الدنيا
كما في الآخرة..
أقول..
............



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والعالم/ راهنية الشعر العراقي
- هادي العلوي و عصرنة (المشاعية)-
- الشخص الثالث في الملحمة
- رسالة إلى اليوم التاسع والعشرين من يونيو
- رسالة إلى أبي
- الذي يأتي من بعدي
- حكاية إسمها -شادي-
- الغائب
- رسالة إلى مؤيد سامي
- آشتي تخرج من الحمام
- (ما أسهلَ الكُرْهَ..!)
- رسالة إلى علي هجام
- الزمن نقطة والانسان دائرة..
- تلك الرائحة..
- قبل أن تبرد!
- رباعيات
- مثلَ عُودٍ يَحترقُ..
- شجرة اصطناعية
- العولمة (و) العمال.. حركة المفاهيم والتحديات
- ذاكرة السور


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيّون..(1)