إسرائيل ليست عدونا . . وأعضاء مجلس النواب تجاوزوا على القانون والدستور العراقي

بهاء الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

إسرائيل ليست عدونا . . وأعضاء مجلس النواب تجاوزوا على القانون والدستور العراقي . . بهـاء الموسـوي


.

قديما ً قالوا ( إذا خفتَ لا تَقـُلْ .. وإذا قلتَ لا تخَف ) . . الشفافية والوضوح ومصطلحات أخرى أتخموا بها آذننا منذ سقوط تمثال بن العوجة الى يومنا، لا يتمتع بها إلا نفر قليل من سياسيو العراق اليوم. ولا أعتقد ان هنالك ممن يمتلك الوضوح و سعة الأفق والصراحة دون خوف أو وجل وممن دخلوا العملية السياسية أكثر من السيد مثال الآلوسي ، والى حد كبير السيد أحمد الچلبي. ولهذا فقد استهدفوا أكثر من مرة جسديا وسياسيا ً و(تسقيطيا ً). فقد اختار هؤلاء منذ البداية طريقهم وكانوا واضحين بطرحهم (رغم اختلاف البعض معهم) لكنهم كسبوا احترام الكثيرين منا. . المشكلة الأخطر هو استهداف السيد الآلوسي من قبل شركاءه في العملية السياسية وهم أعضاء مجلس النواب من حجب الثقة عنه بناءا ً على زيارته لدولة إسرائيل المعترف بها دوليا وعربيا وإسلاميا.
استفراد أعضاء المجلس للعضو الوحيد في مجلس النواب الذي لا تسانده لا قائمة شوفينية ، طائفية ، حزبية ولا حرامية. واستهدافهم لشخصه بكل ما أوتوا من قوة لسحب الثقة عنه هي بالواقع (سمة عراقية ـ عربية) وبامتياز بغدر الضعيف والانتصار للظالم والفتك بالمظلوم.
فقائمة الائتلاف التي لها الحصة الأكبر من مقاعد المجلس تتكون من الشيعة الذين يعيشون عقدة مزمنة وهي الدونية اتجاه السني والعربي وقد جعلوا رغم كثرتهم من غالبية الشيعة أقليلة وضعفوا دور الشيعة ولم يحموهم وسرقوا أموالهم... الخ. ولهذا فهم يعيشون عقدة الماضي والطرح الديني (الأممي) الذي ينظر الى ما يسمى قضية فلسطين هي ام القضايا وأهمها (أن صدقوا) ولكن الحقيقة انهم اتخذوا هذا الموقف نتيجة لتلك العقدة على انهم مع قضايا أمتهم الخائبة (العربية الاسلامية). التي تنظر اليهم باحتقار وتكفرهم وتجعلهم من حفدة القردة والخنازير. وليبينوا على ان موقفهم اتجاه السيد الالوسي هو الشجاعة (التي لا يمتلكونها) والحقيقة انهم لم يتخذوا أي موقف شجاع ضد من قتل واغتصب نسائهم وشرد عوائلهم طيلة اكثر من خمس سنوات بل العكس توسلوا بقاتليهم وقربوا البعثيين من السلطة ولم نرى أي موقف مشرف لهم طوال تلك الفترة. ولكنهم شجعان فيما بينهم يتقاتلون ويتصارعون، كما قال الشاعر (سبعٌ عليَّ ؟ وفي النائباتِ ولا حذاء!!) وموقفهم هذا موقف الجبان حيث لا يقدرون على الدليمي المحرض الاول لقتل الشيعة والهاشمي وغيرهم لان هؤلاء يملكون القوة والسطوة ولكن السيد مثال ليس من يحميه. . حتى أصبحت (العنزة) تمثل الشيعة في حزب تنظيمي في العراق الجديد.
أما قوائم السنة العرب فهم أول من وقف ضد السيد مثال وقتل أبنيه وحاولوا كثيرا ً استهدافه بشتى الطرق. ليس غريبا ً . . فهؤلاء ولائهم للعربي الآخر خارج الحدود قبل العراق والعراقي. وقد حكموا هم وأسلافهم العراق الحديث منذ 1921 الى صبيحة التاسع من نيسان الأغر . . ولم يزرعوا فيه سوى الدمار والقتل والخراب والحروب العبثية . . وقد جاءوا بالإرهابيين العربان وغيرهم ليقتلوا أبناء بلدهم وقدموا بنات العراق جواري ليغتصبها الفلسطيني الوسخ والمصري النذل وكل القوادين والشحاذين واصحاب العقد النفسية من العرب. . الآن استيقظ ضميرهم بعد سنين وعقود من الزمن بالتحالف السري والعلني مع إسرائيل وأميركا وروسيا وكل ما يعرف ببلاد الكفر اليوم او الاستكبار العالمي. . الآن !! أيها العرب السنة بعد أن جعلتم من هذا البلد مسرح للدماء وتناثر الجثث والأشلاء. وشاركتم بكل وضاعة مع من جلبتموهم من العرب بقتل العراق.
أما قائمة الكرد في هذا المجلس العتيد فهم لا يختلفون عن من سبقهم إلا في اللغة .. فهم اخذوا مناطقهم كاملة وعينهم على البصرة . . شاركوا بإضعاف الدولة العراقية لتقوى دولتهم في الشمال . . ولو دخلت مناطق شمال العراق او ما يعرف بكردستان العراق فانك تحتاج الى أوراق ثبوتية ليس بأنك عراقي لا .!! و انما لورقة عدم تعرض، وكفيل وكأنك في دولة أخرى. أما حديث كلنا عراقيين فان ذلك تثبته اللافتات الموضوع في قرى ومدن الشمال ( بعشيقة وبحزاني ملك للبرزاني!!؟) ... بل هل وجدت رئيس دولة بكل هذا العالم يرأس دولة ما ويطالب بوضع مدينة للإقليم الذي ينتمي اليه !!!؟ كما يطالب الطالباني الذي لم يكفيه أو لم يصدق انه رئيس لهذا العراق وكأنه يرأس حزب ويريد ضم كركوك اليه !!؟ .. ولهذا لا غرابة ان تقوم قائمة الكرد في المجلس بتأييد رفع الحصانة ليس لانهم ضد موقف السيد مثال من زيارته لإسرائيل، بل لأمرين وهو ان يغطوا لعلاقاتهم أن وجدت مع إسرائيل (مع عدم اعتراضي لتلك العلاقة) وبين ان يبرزوا موقفهم مع الجماعة ويشهروا سيفهم ضد إنسان ضعيف لا تسنده قائمة او طائفة. . . وبكلا الحالتين فهم لا يهمهم أن زار إسرائيل الآلوسي أم لم يفعل . . فكركوك وضمها للإقليم هي بيت القصيد . . . فكلهم أيها المثال جمعوا اليوم عدتهم وسكاكينهم بضربة واحدة وفي مشهد قد لا يتكرر وبإجماع كامل في هذا المجلس.
هل إسرائيل عدو لنا ؟؟ كل المعطيات تشير سابقا وحاليا أن دولة إسرائيل التي يهرول العرب والمسلمين لطلب الصلح معها لم تشارك بضرب العراق وقتل العراقيين، ولم نسمع يوما ً انها ارسلت انتحاريين يهود او غيرهم ليفجروا أنفسهم وسط العراقيين في الأسواق والمساجد والحسينيات. بل لم نرى او نسمع ان إسرائيليا ً أو يهوديا ً أقدم على عملية واحدة لقتل عراقي أو اغتصاب فتاة أو حتى زرع عبوة ناسفة على طريق الفقراء السائرين لإحياء مشهد ديني. أو في كنيسة يدعوا روادها ليلا ونهارا بتمجيد الرب وزرع ورود المحبة السلام. . . أليس العدو هو ذاك الذي يفجر نفسه مثل البهيمة وسط جموع الناس ؟؟ اليست دول مثل سوريا وايران والسعودية والاردن ومصر ودول أخرى هي التي تمول الارهاب اليوم وتشجع عليه في العراق تحت مسميات عديدة !!؟ وهي جميعها دول عربية ـ إسلامية ، يسارع يوميا أعضاء مجلس نوابنا بزيارتها والتبرك بترابها !!؟ الم يكن الأجدر بهذا المجلس منع زيارة أعضائه لتلك الدول التي تجاهر عبر كل الوسائل عدائها للعراق والعراقيين حتى اعترف بشار ملك سوريا بانه اللاعب الاول والاخطر على الساحة العراقية !!؟ ألم يحذر ملوك مصر والأردن والسعودية من شيعة العراق !!؟ واتفقت كل وسائل الإعلام العربي بالنيل من العراق والعراقيين .. واتفقت كل الشعوب والمجتمعات العربية المهزومة بالوقوف مع الإرهاب بالعراق وأرسلت أبنائها لقتل أهلنا هناك !!؟ . . في حين أن إسرائيل هي الدول الوحيدة في المنطقة التي كان موقفها مشرفا ازاء العراق والعراقيين ولم يكن أعلامها موجها ضدنا ولم تشجع على قتل الأبرياء في العراق. بل العكس فقد استقبلت اسرائيل الكثير من العراقيين جرحى الإرهاب (العربي ـ الإسلامي) لتعالجهم على ارضها. . كما استقبلت المئات من العراقيين الهاربين من القتل والإرهاب (العربي ـ الإسلامي) ، بعدما طاردتهم شرطة الوافدين والمخابرات في وطننا (العربي ـ الإسلامي) لتحميهم إسرائيل من الملاحقات والاعتقالات. وقد أعلن أخيرا جمع من الأطباء العراقيين (اليهود) من داخل إسرائيل استعدادهم لمساعدة العراقيين والقضاء على مرض الكوليرا الذي تسبب به بشكل أو بآخر أخوتنا في العالمين (العربي ـ الإسلامي). وحينما قبض على جرذ العوجة في حفرته، ألم يسارع عالمنا (العربي ـ الإسلامي) للدفاع عن الدكتاتور المقبور في حين كانت إسرائيل الوحيدة التي أبت أن تدافع عنه وهي الوحيدة في المنطقة التي احترمت مشاعر العراقيين وضحايا المقابر الجماعية.
ثم إذا كان الفلسطينيون هم من باعوا أرضهم لإسرائيل ويسعون لإقامة سلام وحب وجوار . . والعرب لم يعلنوا عدائهم لإسرائيل وكل يوم يقيمون صفقات من السلام معها .. فلماذا يراد بنا نحن (أولاد الخايبة) ويطلب منا تحت مسميات بائسة لنعادي دولة لم تتسبب يوما ً بإيذائنا بشكل مباشر أو غيره !!؟؟ أي أجندة يمتلك هؤلاء أعضاء مجلس النواب (حاملي الشهادات المزورة والحرامية وقتلة الشعب) .. ولماذا يراد بنا أن نكون (ملكيين أكثر من الملك !!؟؟)
الكثير من أعضاء ونواب وبرلمانيين عرب سافروا الى إسرائيل والعكس أيضا ولم يقم برلمانهم بطردهم أو رفع الحصانة عنهم !! وبلدانهم وشعوبهم سئمونا وعكروا امزجتنا على مدى ستون عاما ً خلت بعدائهم المصطنع لإسرائيل .. حتى حركة حماس الإرهابية التي تطالب برمي إسرائيل في (شط)غزة، تدعو هي اليوم للسلام والتهدئة من (العدو الصهيوني) حسب قولها!!؟؟
الدستور والقانون العراقي لا يوجد فيه نص أو فقرة تلزم بها الشخص العراقي وتمنعه من زيارة دولة تتمتع بك المواصفات القانونية وعضو في الأمم المتحدة ومعترف بها كما أسلفنا دوليا ً ، عربيا ً وإسلاميا ً وتحترم حقوق مواطنيها ولديها من التشريعات القانونية ما لم يتوفر في أعرق دولة عربية، من زيارتها أو زيارة المشاهد المقدسة فيها . وحتى أن الجواز العراقي الفئة أس أو جي أو غيرها لا يوجد فيها ما ينص على المنع من زيارة العراقي لدولة مثل إسرائيل. أذن على أي أساس او تشريع قانوني أو غيره أستند إليه أعضاء مجلسنا باتخاذ قرار هو الأول من نوعه ضد إنسان عراقي لم يخالف نصوص الدستور والتشريعات القانونية العراقية ؟؟؟؟ ولهذا فأن هذه الخطوة تعد باطلة ما لم تطابق القانون العراقي في العراق الحديث وليس في عراق يوم كان مُلكا ً لقرية العوجان. ولهذا فأن مجلس النواب لم يراعي المصلحة العراقية وأن زيارة السيد مثال لا تشكل خطورة على الأمن والسلم العراقييّن ولا تعد تجاوزا للتشريعات العراقية، وبهذا فانه أي (مجلس النواب العراقي)أقدم على هذه الخطوة بناءا على وصايا وأجندة من خارج الحدود أبطالها الأعضاء الشيعة والسنة العرب.
أيها المثال الآلوسي (رغم اختلافي معك) كن كما عهدناك، لم تخف من طلقة غادر أو تهديد مرتجف أو نباح ملثم. وكنت بطلا في كل النزالات يوم أقتحمت سفارة العوجان في ألمانيا .. وصلابتك وأنت ترى ولديك الشهيدين مذبوحين أمامك من قبل وزير في العراق الجديد !! وحين فضحتهم .. إلى يوم زيارتك الثالثة لإسرائيل . . حيث سأرافقك . . والســــلام

#بهاء_الموسوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات