أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شفان شيخ علو - حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا















المزيد.....

حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 00:20
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الاحلاف العسكرية والاتفاقات الامنية الثنائية والمتعددة الاطراف هي سمة العلاقات السياسية الدولية بغية الحفاض على الامن الجماعي للاطراف التي تشارك في عضويتها,وقد شهدت الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ,والتي كانت الحرب الباردة في ذروتها ,نشاطا دوليا هائلا في مجال اقامة المحالفات الامنية,فكان ميثاق( ريو )اول مواثيق الامن المتبادل بين الدول الامريكية ,وكثير من المحالفات الامنية التي عقدت بعدئذ ,صيغت على غراره وتقيدت بنفس الاطار,ثم جائت المرحلة الثانية والهامة في سلسلة ترتيبات الامن الجماعي بعقد معاهدة حلف شمال الاطلنطي (الناتو) عام 1949في واشنطن بعضوية ورعاية امريكا.

والى جانب الاتفاقات والمحالفات الامنية الغربية ابرمت الولايات المتحدة الامريكية سلسلة من المواثيق الثنائية مع عدد اخر من دول العالم والتي اعطيت امريكا بموجبها حق اقامة القواعد العسكرية على اراضي الدول المتعاهدة في مقابل حصول تلك الدول على مساعدات عسكرية واقتصادية مع تعهد امريكا في الدفاع عن تلك الدول ضد اي تهديد خارجي....فامريكا لها تاريخ حافل بالمحالفات الدولية والتي تتطلع اليوم الى توقيع اتفاقية امنية مع العراق ,والعراق بدوره ليس وليد عهد بتجربة المحالفات ,فحلف بغداد

الذي انضم تحت لوائه كل من العراق بريطانيا وايران وتركيا وباكستان حيث كانت امريكا القوة الرئسية المحركة لهذا الحلف وقد اتفق على ان يكون مقر قيادة الحلف في بغداد, ولكن مصر و الدول العربية عارضت الحلف, حيث قادت مصر حملة مكثفة ضد الحلف افلحت في ان تعزل العراق عن بقية الدول العربية الاخرى التي ابت جميعاان تنضم الى حلف بغداد .فقد نظرت مصر الى هذا الحلف ووصفته على انه كان مؤامرة نفذتها بريطانيا وحليفتها اسرائيل مستهدفة من ورائها فتح الثغرات في الموقف العربي وبالتالي التمهيد لضرب القومية العربية, فقامت الثورة العراقية 1958 وانسحبت نهائيا من الحلف...

اليوم العراق ماض الى الحلف الامريكي والعراق يسعى بكل جهده إلى إتمام هذه الاتفاقية والتوقيع عليها بغية التخلص والخروج من البند السابع من ولاية الأمم المتحدة والذي بمحتوى هذا البند فإن العراق هو تحت وصاية الأمم المتحدة ومنتزع السيادة , ولهذا نجد العراق حريص كل الحرص على التوصل إلى نتيجة نهائية في مفاوضاته لينتقل إلى التوقيع وإنهاء هذه الوصاية أو الولاية , وعلى ما اعتقد إن سبب التأخير للوصول إلى النتيجة الختامية والتوقيع هو عملية التفاوض تأخذ مناحي كثيرة من عملية المد والجزر وكل طرف يسعى بكل جهده أن يزيد ويرفع سقف مطالبه حتى يصل إلى المطالب التي يعتقد سوف يحصل عليها ويعتبر هذه التي حصل عليها هو نجاح له ولبلده ,, ففي كل مرة نسمع من مسئولين من الطرف العراقي أو الطرف الأمريكي إلى الاقتراب من التوصل إلى نهاية جولات المفاوضات والبدء في عملية التوقيع عليها ولكن بعد فترة ليست بطويلة وخلال يوم أو أكثر تتراجع هذه التصريحات وتعود الوفود للتفاوض من جديد وتعود دائرة المطالب والتنازلات إلى نقطة البداية .

ما يهمنا في هذه الاتفاقية الأمنية هو المكتسبات التي سوف يحققها العراق , وماذا تعني لنا هذه الاتفاقية وهل يستفيد منها الشعب العراقي ويكون في موقع آمن وسليم , وهل العراق يبقى بعيدا عن أعين العدو الخارجي والداخلي الذي يحاول أن يلتهم التجربة الديمقراطية ويقضي على كل ما حققه الشعب خلال هذه السنوات القصيرة التي تلت انهيار الطاغية وسقوطه , وهل تكون هذه الاتفاقية الأمنية ضامنة لعدم عودة الديكتاتورية واللاعودة لانقلابات العسكرية والبيان رقم واحد , وهل تغلق كوردستان العراق ملفات الحكام الديكتاتوريين الذين صبوا سمومهم وأسلحتهم على الشعب الكوردي ومدنهم , كل هذه أسئلة نطرحها ونضعها أمام أنظار الجميع وأمام المفاوض العراقي بالخصوص الذي يلتقي ويجتمع باستمرار مع المفاوض الأمريكي الذي لاشك ولا ريب هو أكثر حنكة وخبرة ودهاء ومراوغة من المفاوض العراقي وهذه تعود للأسباب كثيرة ولكن السبب المهم هو خبرته السابقة من المفاوضات التي أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض الدول بعد انتهاء الحرب معها على سبيل المثال اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وبعض الدول العربية وغيرها فكل هذه الخبرة المكتسبة من هذه المفاوضات جعلت من المفاوض الأمريكي ذو خبرة ومعرفة على الكيفية التي يستطيع أن يفاوض ويجاري ويأخذ ما يريد , وبالمقابل ليس خفيا على أحد قلة الخبرة لدى الجانب العراقي . فهذه الاتفاقية الأمنية لأهميتها نرى الكثير من الدول تسعى إلى إبرامها مع الجانب الأمريكي كونها تملك القوة العسكرية الكبيرة والقوة الاقتصادية التي تأهلها كي تحمي بعض الدول من الاعتداءات الخارجية ومن هجمات الإرهابيين والجماعات المتشددة , ولهذا نقول لابد للعراق أن يسارع في التوقيع عليها كونها تجعل من العراق الديمقراطي يعيش في أمان واستقرار حتى يصل إلى عراق قوي اقتصاديا وسياسيا وقادر على حماية نفسه من كل المطامع والاعتداءات التي من الممكن أن تقع عليه ولحساسية هذه النقطة نجد الكثير من دول المنطقة لاسيما سوريا وإيران لا ترغب أن يعقد العراق هذه الاتفاقية مع الجانب الأمريكي بل وحتى جامعة الدول العربية تطالب العراق بأن يوضح نقاط هذه الاتفاقية عليها قبل التوقيع , فالكثيرين لا يروق لهم أن يعود العراق معافى إلى الساحة العربية والإقليمية والدولية بل يروق لهم أن يبقى ضعيف وهزيل خالي من محتوى الدولة ومقوماتها , فلا نستغرب بأن نرى ونسمع من هذه الدول حربها وممانعتها لهذه الاتفاقية التي تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية حليف للعراق وملزمة بموجب هذه الاتفاقية بحامية العراق والدفاع عنه وعن ديمقراطيته , وحتى لا ننسى مدى أهمية هذه الاتفاقية لإقليم كوردستان وماذا تعني للشعب الكوردي , هذه الاتفاقية التي توجب على الجانب الأمريكي حماية إقليم كوردستان من الأطماع الداخلية والخارجية التي تتمثل في سعي تركيا لتمزيق الإقليم والتهامه والتجارب علمتنا لا أمان مع وجود مثل هكذا مطامع في الجانب التركي , لهذا السبب فأنني أقول من الضروري والمهم أن تقيم الولايات المتحدة الأمريكية قواعد لها في أراضي لإقليم كوردستان العراق وعلى ما اعتقد سوف يحصل هذا ولا أظن أن الساسة الكورد وعلى رأسهم رئيس إقليم كوردستان الرئيس البارزاني يمانع في ذلك ولا البرلمان الكوردي أيضا , فأنا ككوردي أرحب بإقامة هذه القواعد على الأراضي الكوردية وهي ضمانة لنا بأن لا تقع علينا المجازر من جديد .

الاتفاقية الأمنية هي ضرورة ملحة وحاجة العراق لها قبل الولايات المتحدة فلنكن واضحين وصادقين مع أنفسنا ونتخذ من الصراحة الطريق إلى المباركة على هذه الاتفاقية الأمنية ونطرح هذا السؤال المهم الذي دعاني أكتب هذا المقال , من يمنع بأن يقوم الجيش العراقي الحالي أو بعض قادة هذا الجيش الذين هم من قادة جيش صدام ومن البعثيين بالقيام بانقلاب على العملية الديمقراطية والاستيلاء على الحكم بقوة الســــلاح ؟ فكل منا عليه أن يسأل هذا السؤال أليس الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وألزامها بحماية العملية السياسية الديمقراطية وانتقال السلطة بشكل سلس وعن طريق صناديق الانتخابات وإنعاش الاقتصاد العراقي ونهوضه واستقرار العراق هو الضامن من عدم تمكن تسلط العسكر على رقاب الناس .... هنا برأي تكمن أهمية الاتفاقية الأمنية. فعدم التزمت والتساهل بالتفاوض مطلوب من الجانب العراقي وليدعوا الشعارات وغيرها جانبا فلم تأخذ كرامة الكويت وكوريا الجنوبية وألمانيا وليابان وتسلب منهم سيادتهم عندما عقدوا الاتفاقيات الأمنية مع الجانب الأمريكي بل على العكس من ذالك ,التقدم والانتعاش الاقتصادي والاستقرار السياسي سمت هذه الدول, فلا نقف بشعاراتنا حجر عثرة أمام توقيع هذه الاتفاقية التي نحن أحوج إليها من غيرنا ولنكون واضحين مرة أخرى الولايات المتحدة ليست بحاجة لتوقيع هذه الاتفاقية معنا بل نحن الأحوج إليها .

الكثير من جوانب هذه الاتفاقية لا نعلم فحواها فهي باقية في طيات الورق وأمام طاولة المفاوضين .....

المهم لدينا بأننا نريد أن ننعم بالسلام والأمان وتعيش أجيالنا المقبلة حياة طبيعية مثلها مثل باقي شعوب العالم التي سبقتنا في التقدم والازدهار والهدوء والسلام ولم يعودوا يشاهدون دماء أبناءهم وهي تسيل في شوارع مدنهم وأزقتها .... نرغب بأن يعيش أولادنا دون أن يصحوا من نومهم ويسمعوا باستيلاء صدام جديد على بلدهم ويحكمهم بالنار والحديد وتبدأ دورة المقابر الجماعية والتأنفل من جديد ... يكفي ما عشناه من الويلات والآهات والدماء والعمليات العسكرية التي كان غرضها إبادة شعب بكامله وتهديم منازلهم على رؤوسهم ,ولكي لا تعود الأنفال علينا من جديد نحن أحوج من غيرنا لهذه الاتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية , وهذه الاتفاقية التي سوف تعيد للعراق سيادته ويتخلص من الوصاية والولاية عليه من قبل الأمم المتحدة فعلينا أن نقف ونشجع الحكومة العراقية على الإسراع في التوقيع عليها ,لان الراي العام العراقي هو مع توقيع الاتفاقية الامنية ,وهو الاقوى ...



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية أولاً ... هي السبيل الوحيدة إلى عراق جديد
- تهنئة من القلب للصحافة الكوردستانية .. والأمل معقود عليها في ...
- توصيات (بيكر- هاملتون ) تطبق حاليا في الساحة العراقية
- تغير -العلم العراقي- ... جاء بعد إصرار البارزاني
- 2008عام الاستحقاق الدستوري لشعب كوردستان ؟
- متى نفكر بالانسحاب من حكومة المالكي؟
- لا تدعوا حق المرأة يضيع ... في رغبات الرجال المتسلطين!
- الشواذ من كتاب المقالات ... يستخدمون النكتة للنيل من الآخرين
- سنجار تبكي دما وتستغيث


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شفان شيخ علو - حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا