|
اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفافية و العدالة الاجتماعية و احترام القانون
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجميع على اطلاع كامل فيما تعتمد عليه حكومة اقليم كوردستان من القيم و المباديء الاساسية ، و من هو الحاكم او صاحب السلطة المتنفذة و كيف تسير امور الاقليم ، و ماهي المتغيرات التي حصلت على حياة الفرد و المجتمع منذ انتفاضة اذار 1991 و كيف تصرف الاعمال و ماهي القوانين و ما هو الموجود حقيقة على الارض. المعلوم ان الحزبين الرئيسين هما القطبان الرئيسان المتنفذان ، و هما الحاكمان المطلقان سوى في الحكومة كانت التي يسيطران عليها او على الحياة الثقافية الاجتماعية الاقتصادية للشعب . فهما اللذان يتدخلان في كل صغيرة و كبيرة فيما يخص عمل الحكومة و الحكم، و ثروات و قوت الشعب بين ايديهما و يستعملانها لاذلال المستقلين و المعارضين، و هما يتقاسمانها على هواهما و يستغلان كافة مكونات الشعب بهذه الامكانيات، فنتاكد من هذا ان اقليم كوردستان يتشدق بما هو عليه من الحكم و لكن في الحقيقة هو من دون اية فلسفة حكم معينة للحكم و الحكومة تعتمد التحزب الضيق، بل التحزب و الصراعات الحزبية هي سيد الموقف و الحكم، و يمكننا ان نعلن بكل صراحة انه لحد اليوم لم نر حكومة كوردستانية محايدة تهمه الشعب و تحكم استنادا على ما يهم الشعب و مصلحته بل تحكم استنادا على مجموعة من المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة و شكلها واضح للقاصي و الداني ، و من المتضرر غير الطبقة الكادحة المظلومة وهم بانتظار من ينقذهم من الحكم المتخلف. ان المواطن لا يعلم ما يجري في هذا الاقليم من اية ناحية كانت لاخفائه بشكل عام ، فالاعلام الحر كسلطة رابعة لا وجود له و كما هو عليه الان لا يمكن ان نضعه في خانة السلطة الرابعة لا بل حتى العاشرة لانه الابواب مقفلة امامه و هو مكسور المعصمين و العواقب المتراصة امامه لا يمكن ازاحتها، بالاضافة الى سيطرة الاعلام الحزبي المصلحي المنحاز، كل الاعمال و المعاملات الحزبية و الحكومية مختلطة و سرية للغاية بحيث لا يمكن لاي اعلامي و حتى بشق الانفس ان يحصل على معلومة مهما تعب و جاهد و باية وسيلة كانت الا ما يخص الصراعات بين الحزبين فقط، حرية الصحافة مقتصرة على جوانب صغيرة ليست بذات اهمية و لا تغيٍر من القضية الرئيسية شيء ، و هي مراقبة الشعب لاداء الحكومة و السلطة و مدى نزاهتها ، و الفساد منتشر و الانغلاق التام لا يدع التصحيح و التقويم يفعل ما يفيد العام، اي بالاحرى لم نتلمس ولو بنسبة قليلة جدا الشفافية في الحكم و خاصة من الناحية المالية و هذه الواردات الكبيرة التي لم تصل الى كوردستان من قبل وكذلك كل ما يخص اسباب الفساد و التخلف الذي هم المسببين فيه. جل ما يشاهد المواطن المغلوب على امره هو اتساع الهوة و الفروقات الشاسعة بين الفقير و الغني يوما بعد اخر ، و كل ما يهتم به الحزبان هو المظاهر الخداعة ، و القطاع العام الحكومي الذي يعتبر من الطبقة الوسطى تشققت صفوفه نتيجة المحسوبية و المنسوبية، و ما يلاحظ من الفروقات الكبيرة بين رواتب الموظفين دون الاعتماد على الخطط العلمية و المكافئات و الهدايا و الرشاوى و الى غير ذلك من الوسائل المنتشرة بين صفوفهم ، و الحكومة و السلطة هي التي تدفع بهذا لمصالح شخصية و حزبية معروفة ،و هي التي خلقت الفروقات الطبقية بين موظفي القطاع العام ، و هناك من الموظفين غير قادرين على اعالة عائلاتهم بشكل طبيعي بينما الاخر يزداد امكانياته يوميا و يغتني بين ليلة و ضحاها نتيجة لصفقة ما، و الاهم هنا ان نذكر ان الصراع الكبير و المدوي الذي غطى على كافة مرافق الحكم و الحكومة هو على مقدار المال الذي يحصل عليه المتنفذين و لا غير سواه ، اي ان كانت السلطة الحاكمة غير قادرة على توفير القدر الممكن للعدالة الاجتماعية لموظفيها حصرا كيف بها ان تتمكن من تطبيقها و لو بجزء يسير بين عموم الشعب ، و اما القوانين التي يتشدق الحزبان بها ليست الا وسيلة اخرى لتنفيذ ما يعملان من اجله ، فالسلطة القانونية بيد الحزبين و يتناولونها كيفما يشاؤن ، لانه من الاساس، القضاة متعينين علىشروط حزبية و ليس على اساس الكفائة و العدالة و النزاهة، و لذلك الحكام غير محايدين باي شكل ، و بهذا نتاكد هنا بان الذي يحتاجه اقليم كوردستان هو تحديد فلسفة حكم علماني عادل و اعتماد الشفافية من اجل الانتقاد و الصراحة و التقييم و التقويم و حل المعضلات و العمل على توفير نسبة معقولة من العدالة الاجتماعية و احترام القوانين و الاستناد عليها كاحدى الوسائل الهامة للوصول الى العدالة الاجتماعية.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3
...
-
كادحوكوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى القوى اليسار
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (1
...
-
متى يستقر الفكر التسامحي في عقليتنا
-
هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟
-
هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
-
دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
-
افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
-
الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب
-
كفاكم الحكم من طرف واحد و تفهموا الحقيقة
-
كيف يُنظر الى المطلقة في الشرق الاوسط
-
حول ماجرى في القوقاز،اسبابه و نتائجه
-
دور التيارات اليسارية في المجتمع الدولي و مواقفها تجاه المست
...
-
لماذا التمييز بين البشر على اي اساس كان؟
-
طبيعة الانسان و تفكيره و اهتماماته من نتاج الواقع بشكل عام
المزيد.....
-
تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد
...
-
وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي
...
-
-رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع
...
-
هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن
...
-
بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
-
صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
-
عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط
...
-
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|