أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم الحسن - خرافة انتصار البطل














المزيد.....

خرافة انتصار البطل


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 04:49
المحور: كتابات ساخرة
    


قبيل انهيار نظام البعث اخذت الشعارات ذات البعد الخرافي تملأ وتحيط فضاءات الاعلام في كل اشكاله الى درجة كانت تتصور الانتصار على دولة عظمى تمتلك احدث التقنيات العسكرية قضية محسومة ومفروغا منها ”ستسقط اميركا.. سقطت اميركا“. ولذلك
عملت الدولة على عزل الشعب عن العالم الخارجي، فكان من المحرمات استعمال الاطباق اللاقطة او الهاتف المحمول او السفر او دخول الصحف والمجلات او الكتب الحديثة، وكل ما من شأنه تقويض سلطة الخرافة، ووصل الامر الى منع الكتابة عن الاسلحة الحديثة ومزاياها وخصائصها بحجة تأثيرها السلبي على معنويات القوات المسلحة. وهكذا تتحول الرغبة والامنية الى حقيقة ذهنية يتم اسقاطها على الواقع بعيدا عن العقل والمنطق، وهي حالة ليست جديدة في الثقافة العربية فلقد سبق للعقلية ذاتها ان تعاملت مع هزيمة حزيران بما يسمى”خرافة قراءة الواقع“ والتي تبدأ من التسميات المضللة والمزيفة”نكبة، نكسة، ام المعارك“ لتمتد الى مفاصل الحياة المختلفة. الخرافة ترتبط بالانكسار والعجز والهزيمة حيث المفارقة ان المهزوم يتحول الى بطل وتصبح الارض والوطن غير ذات قيمة ويفسر ذلك بان العدو يستهدف الرمز الا وهو الحاكم. ولكن كيف يمكن لهذا البطل المزعوم ان يقف امام واقع تقني واعلامي حديث؟ هنا تدخل الخرافة وتظهر مريم العذراء في مصر لكي ترجع الحالة الى تدخل سماوي وعناية إلهية لنجدة المهزوم. وذات الشيء حدث في الحرب العراقية الايرانية حيث اخذت الدولة تشيع وتروج الى”ظهور اولياء صالحين“ يحاربون الى جانب نظام البعث لكي تعطي انطباعا الى انها مع الحق وتمتلك المشروعية اللازمة. الى جانب ذلك تدخل الغرائز في محارق الحروب وكما كان هتلر يقول ما معناه: ان كسب الجمهور يتطلب اثارة الغدد الدمعية والجنسية ومن يشذ عن ذلك فله اسلوب آخر للتعامل معه. نصل من خلال هذه الشواهد الى ان الخرافة متغلغلة في بنية النظام السياسي المغتصب للسلطة وهو بذلك يستخدمها لخلق مشروعية وهمية له، وتصبح من جراء ذلك الكلمة لها نفس مفعول الفعل وهي حالة مرتبطة بالشعوب البدائية ويطلق عليها المرحلة الاحيائية، وعلى هذا الاساس تصور هذه الشعوب عدوها في قطعة قماش وتقوم بتمزيق وطعن تلك الصورة اعتقادا منها بان الرغبة والامنية سوف تتحول الى حقيقة، ولذلك يصيبهم الخوف والرعب من ذكر الموت او الامراض او حتى ذكر اسماء القتلى لانهم يتخيلون انتقال اللعنة اليهم عن طريق الفكرة والكلمة. الا ان هذه الشعوب على الرغم من ذلك لديها حس بالتاريخ والحياة، فعندما تتعرض للهزائم العسكرية تقوم بقتل”الملك والكاهن“ وترى في ذلك، عدم اهليتهم لمواجهة التحديات والمخاطر التي تكتنف حياتهم. وفي العصر الراهن تعمل الدول على تغيير مناهج واساليب التعليم كما حدث في فرنسا، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، اما في منطقة الشرق الاوسط فهي مفارقة لحركة التاريخ في العالم، حيث يمجد ”الحاكم والكاهن“ على الهزيمة ويصبح بطلا في نظر البعض وتقام له النصب التذكارية ويحتفى به على انه المخلص والقائد الضرورة.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الدواء
- جدلية المثقف والجمهور
- المعارضة من التقاليد الديمقراطية
- صدمة المستقبل
- تعايش الاضداد والاعتدال السياسي
- جدل الرغبة والواقع
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم الحسن - خرافة انتصار البطل