أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - تداعيات الأزمة العامة للرأسمالية















المزيد.....

تداعيات الأزمة العامة للرأسمالية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 09:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


منذ ان اشار ماركس وانجلز في البيان الشيوعي(1848م)، الي أن( شبح الشيوعية اصبح يهدد قوي اوربا العجوز)، واشارة ماركس في مؤلفه(رأس المال): ان التشكيلة الرأسمالية ستظل عابرة في التاريخ، ومن احشاءها سوف تبرز الاشتراكية، وذلك بسبب التناقضات الكامنة في الرأسمالية والتي اهمها التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج والتملك الفردي لوسائل الانتاج، وان الرأسمالية بطبيعتها تزيد تركز الثروة في ايدي الاغنياء يحيث يزداد الفقراء فقرا، والدليل علي ذلك: الازمة المالية الراهنة التي يعيشها النظام الرأسمالي والتي ستقود الي المزيد من تكديس الاغنياء ثرواتهم واستماتة الفقراء والطبقة الوسطي للبقاء علي قيد الحياة، ومن جديد ترفع الطبقة العاملة والفئات المتوسطة في امريكا وغيرها من البلدان شعار معاقبة المسئولين عن الأزمة، وان الطبقة العاملة والفئات المتوسطة يجب الا تتحمل عبء أزمة كانت من صنع مؤسسات مالية مفلسة، اضافة الي فشل ايديولوجيا اقتصاد السوق التي بشر بها الاقتصادي: ملتون فريدمان واندفعت فيها بقوة بريطانيا تحت قيادة تاتشر وامريكا تحت ادارة ريغان وكان من نتائجها الخصخصة ورفع الدولة يدها عن تقديم الخدمات الأساسية: التعليم ، الصحة،...الخ.
منذ البيان الشيوعين ، حدثت متغيرات كثيرة في الرأسمالية اهمها تحولها الي مرحلة الامبريالية، والتي تناولها لينين في مؤلفه( الامبريالية أعلي مراحل الرأسمالية 1916م)، والذي اشار فيه الي أن طبيعة الرأسمالية لم تتغير لكن ازداد الصراع بين الدول الرأسمالية علي اقتسام موارد المستعمرات، وأشار الي مصدر جديد من مصادر التراكم الرأسمالي وهو نهب شعوب المستعمرات اضافة الي نهب فائض القيمة من العاملين، اضافة للارباح الطفيلية الأخري الناتجة من الاحتكار وغيره.
ومن المتغيرات اندلاع الثورة الروسية 1917م، وانفصال روسيا عن المسار العام للنظام الرأسمالي العالمي، والازمة العامة للرأسمالية التي حدثت في الثلاثينيات من القرن الماضي، والتي تشبه في جوانب كثيرة منها الازمة الراهنة للرأسمالية، والتي ستؤدي الي انكماش وكساد في الاقتصاد العالمي ، وسيتراجع الانتاج وترتفع نسبة البطالة داخل امريكا وغيرها.
جاءت الأزمة العامة للرأسمالية في الثلاثينيات بعد نهاية الحرب العالمية االأولي، وكان من نتائج تلك الأزمة، بروز السياسة الاقتصادية الكينزية التي انقذت الاقتصاد الرأسمالي العالمي، من خلال تدخل الدولة وعدم ترك الاقتصاد لانفلات السوق، وكان من نتائج ذلك ظهور دول الرفاه الاشتراكية، اضافة لصعود الفاشية والنازية في ايطاليا والمانيا، والحرب العالمية الثانية التي وضعت اوزارها عام 1945م، لتتغير صورة العالم بعد الحرب و كان من اهم تلك المتغيرات:
1- انهيار الفاشية والنازية وظهور المعسكر الاشتراكي، بعد صعود الانظمة الاشتراكية في بلدان شرق اوربا.
2- انتصار الثورة الصينية والفيتنامية والكوبية.
3- افول نجم الامبرطورية البريطانية والتي كانت قائدة للنظام الرأسمالي العالمي، وبدات تبرز امريكا كقائدة للمعسكر الرأسمالي، في صراع القطبية الثنائية بين امريكا والاتحاد السوفيتي، وخاصة أن امريكا لم تكن منهكة من الحرب العالمية الثانية، وكان وضعها الاقتصادي مريح، واسهم مشروع مارشال في اعادة تأهيل عدد من الدول الاوربية التي انهكتها ودمرتها الحرب، وخوفا من مواصلة انتشار المد الشيوعي.
4- نهوض حركات التحرر الوطني في بلدان آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.
5- اندفاع الثورة العلمية التقنية التي احدثت متغيرات بنيوية كبيرة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة، وادخال تكنولوجيات جديدة، مما زاد من انتاجية الدول الرأسمالية، واشتد استغلال بلدان العالم الثالث، وتعميق تخلفها الاقتصادي والاجتماعي، واثقال كاهلها بديون تنوء من تحتها الجبال.
• وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي كانت صورة العالم قد تغيرت بصورة دراماتكية، وكان من اهم هذه التحولات:
أ‌- انهيار النماذج الاشتراكية الستالينية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا.
ب‌- انهيار النظام الاستعماري القديم.
ت‌- وقبل ذلك كانت قد انهارت الانظمة الفاشية والاستبدادية في اوربا الجنوبية( اسبانيا، البرتغال، اليونان).
ث‌- انهارت اغلب النظم الاشتراكية التي كانت تقوم علي نظام الحزب الواحد في افريقيا والعالم العربي.
ج‌- تراجع النظم الاشتراكية الديمقراطية التي كانت قائمة في شمال اوربا(دول الرفاه) مثل:في السويد، النرويج، ...الخ.
ح‌- ازداد الاندفاع المجنون نحو الاقتصاد الحر( اقتصاد السوق، الخصخصة أو تصفية القطاع العام، ..الخ) مثال: بريطانيا( في فترة تاتشر)، وامريكا في فترة(ريغان).
وجاءت الأزمة الراهنة للرأسمالية لتؤكد خطل الاندفاع المجنون في اقتصاد السوق، وهذه الأزمة سوف تكون لها آثار عميقة، مثلها مثل الأزمة التي حدثت في المكسيك بعد انهيارها الاقتصادي: سوف تؤدي الي الاستقطاب الطبقي الحاد( ازدياد ثروة الاغنياء وفقر الفقراء)، كما ستؤدي الي نهوض الطبقة العاملة والفئات المتوسطة للبقاء علي قيد الحياة، وسوف تؤدي الي تغييرات عميقة وأوضاع سياسية جديدة كما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، بعد أن اصبح الحلم الامريكي هباءا منثورا.
ومن سمات الرأسمالية في مرحلة العولمة: الترابط والتداخل بين البنوك والشركات، وبالتالي، فان انفجار بنك مثل بنك (ليمان برازر) الذي يشكل رابع اكبر البنوك في امريكا، وانهيارمؤسسة مثل ( AIG ) للتأمين، والتي تعتبر من اكبر شركات التأمين في العالم وفروعها منتشرة في كل العالم، سوف يؤثر علي البنوك والشركات الأخري بسبب الترابط علي سبيل المثال: تكبدت بعض البنوك الاوربية خسائر مماثلة( سوسايتي جنرال، باركليز بنك، البنك المالكي الاسكوتلندي..الخ، اضافة لتأثر بعض المؤسسات الآسيوية والخليجية التي ترتبط بسوق الاموال الامريكية.
كما أن من آثار هذه الأزمة: سوف تؤدي الي انخفاض أسعار البترول، وهذا سوف يؤثر علي البلدان المنتجة للنفط مثل: السودان الذي اصبح يعتمد علي النفط كسلعة رئيسية في صادراته( يشكل النفط 90% من الصادر)، وبالتالي سوف تزداد البلاد رهقا علي رهق، اضافة الي ما ستؤدي له الأزمة من النقص في السيولة نتيجة هروب اموال كثيرة من بعض الاسواق، والمزيد من البطالة.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي، كان المراقبون يشيرون الي ان الخطوة القادمة هو تفكك الامبرطورية الامريكية اوالنظام الرأسمالي، مثلما تفككت الامبراطورية الرومانية، والامبراطورية الاسبانية، وبعدها الامبراطورية البريطانية التي كانت لاتغيب عنها الشمس، رغم قدرة الرأسمالية علي امتصاص ازماتها التي تحيط بها كما يحيط السوار بالمعصم.
وهذه الملاحظة جاءت من ان قطاع الخدمات، اصبح هو الرائد في اقتصاديات الدول الرأسمالية المتقدمة، وكذلك احتل نشاط الخدمات المصرفية والتمويل المرتبة الثانية في خدمة تمويل الاستثمارات في داخل العالم الرأسمالي وخارجه، وفي خلق فوائض وارباح تدخل لحساب هذه الدول والتي يتم اقتطاعها من الدول المتخلفة( علي سبيل المثال: تبلغ ديون السودان الخارجية 31 مليار دولار في حين أن اصل الدين 12 مليار دولار). اضافة لسيادة النشاط الطفيلي، وسيادة الاتجاه الريعي للدخول والارباح، أي أن الاقتصاد الرأسمالي العالمي يعاني من المضاربة واستفحال القطاعات غير المنتجة علي سبيل المثال: 500 مليار دولار تجوب الاسواق المالية يوميا، لايقابلها الا 5 مليارات تمثل اقتصادا حقيقيا منتجا، اما الباقي فمضاربة علي الاسهم علي العملة وعلي العقارات(العفيف الأخضر: انهيار رأسمالية الدولة الستالينية في الاتحاد السوفيتي، مجلة قضايا فكرية العدد:9- 10 ).
وحسب العفيف الأخضر: فان تراكم الديون واستشراء المضاربة وازدهار الانشطة الطفيلية في الاقتصاد الدولي وانهيار بناه التحتية والشرط الانساني فيه ليس شيئا في ذاته عصيا علي الادراك، بل محصلة منطقية لشيخوخة نمط الانتاج الرأسمالي، الناتجة عن التناقض بين علائق الانتاج والقوي المنتجة الهائلة التي اطلقتها الثورة العلمية التقنية.
اضافة الي أن تفكك النظام الرأسمالي سيتم بسبب عجز علائق الانتاج عن احتواء القوي المنتجة التي انجبتها، ومظاهر هذا التفكك لاتخطئها العين وتتلخص في : المجاعات والاوبئة، انتشار اليأس ، تدمير البيئة، التهميش أو عجز الرأسمالية عن دمج الشباب في مجتمعها(تفكك النسيج الاجتماعي: الاسرة، البيت، المدرسة..الخ)، الصراع بين اقطاب الرأسمالية( امريكا، اليابان، اوربا الغربية، الصين، الهند، روسيا..الخ)، الاجرام وتجارة المخدرات والجنس، الامراض النفسية..الخ.
كل ذلك يؤكد نبؤة ماركس ان التشكيلة الرأسمالية مرحلة عابرة في التاريخ.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي دلالات أزمة النظام الرأسمالي الراهنة؟
- الايديولوجيا
- النفط السوداني : تاريخ الاكتشاف وارهاصات الصراع
- حول الفصل التاسع من مشروع برنامج الحزب الشيوعي السوداني تجدي ...
- المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- محمد بشير عتيق: من الوعي النقابي الي الخلق والابداع الفني
- الآثار السلبية للجمود النظري علي تجربة الحزب الشيوعي السودان ...
- ديالكتيك هيغل: كل الفلسفات حقة وباطلة
- تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة(1952- ...
- حول احداث العنف في العاصمة السودانية
- قراءة في مانفستو الحركة الشعبية، مايو 2008م
- منظمات المجتمع المدني
- الذكري ال 76 لرحيل خليل فرح
- النفط السوداني:الشركات متعددة الجنسية وصراع المصالح
- تعقيب علي ندوة حوار حول التنمية( المفاهيم ومتغيرات العصر)
- حول الفصل الثامن من مشروع البرنامج- قدسية الدين ودنيوية السي ...
- دراسة في برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- تجربة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي السوداني، الفترة(1951- ...
- الجذور التاريخية للتهميش في السودان(6)
- الجذور التاريخية للتهميش في السودان(7)


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - تداعيات الأزمة العامة للرأسمالية