أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مسعود عكو - إنما الخيانة في آبائك الكرد















المزيد.....

إنما الخيانة في آبائك الكرد


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 08:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


العنوان أعلاه قول مشهور لأبي جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني عباس، وأكثرهم قوة وأذيعهم صيتاً، قاله بعد أن قتل القائد الكردي أبو مسلم الخراساني، وذلك عرفاناً وتقديراً له بعد أن جهر بالدعوة للعباسيين في عهد آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، في خضم انشغال الأمويين بصراعات أنصارهم القدماء بالشام، وانشقاق زعمائهم على أنفسهم. جمع أبو مسلم الخراساني العرب من حوله، وواصل فتوحاته، حتى وصلت الكوفة، حيث تمت مبايعة أبي العباس كأول خليفة عباسي، وأنشأ بذلك الدولة العباسية، وتمكن من الإطاحة بالأمويين.

مع قيام الدولة العباسية ارتفعت مكانة أبو مسلم، وكان محبوباً من أتباعه ومعظماً بينهم، فخشي منه الخليفة أبو جعفر المنصور، فاحتال لقتله بعد أن أمنه، و قال لأهل خراسان عند ثورتهم لموت أبي مسلم قولته المشهورة:
"أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأئمة".

أبو جعفر المنصور "العربي المسلم" تولى الخلافة بعد وفاة أخيه أبو العباس والملقب بـ"السفاح" ، فكان أول ما واجهه المنصور ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبد الله بن علي الذي رأى أنه أحقُّ بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته، واستظهر بالجيش الذي كان يقوده في بلاد الشام، فبعث أبو جعفر إلى أبو مسلم الخراساني على رأس جيش كبير فهزمه، وما كاد يلتقط الخليفة العباسي أنفاسه حتى أعدَّ العدة للتخلص من أبي مسلم الخراساني، فأغراه المنصور حتى قدم إليه في العراق، ليلقى مصرعه بين يدي خليفة "المسلمين".

أبو جعفر المنصور يمثل دوره الفنان السوري عباس النوري في مسلسل يعرض الأن على شاشة كل العرب (MBC1) كتب السيناريو والحوار له الكاتب الأردني محمد البطوش، ومن إنتاج المركز العربي، ومن إخراج التونسي شوقي الماجري، ويسلط المسلسل الضوء على أبو مسلم الخراساني والذي قام بدوره وأتقنه الفنان الأردني منذر رياحنة، إضافة إلى أنه يتناول المسلسل قصة حياة أبو جعفر المنصور ضمن سياق تاريخي يسلّط الضوء على حقبة زمنية مهمة تمتدّ منذ أواخر عهد بني أميّة وحتى نهاية عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، بعد مرور نحو خمسة وعشرين عاماً على تأسيس الدولة العباسية، ويضم المسلسل نخبة من نجوم الدراما العربية والسورية، ويقدّم المخرج شوقي الماجري رؤية فنية درامية تاريخية يَعمد فيها إلى مزج الوقائع التاريخية بكل ما فيها من أحداث مُثبتة ومؤرّخَة بكامل أبعادها التي ميّزت شخصية أبي جعفر المنصور والمحيطين به.

أبدع معدو المسلسل وعملوا بكد على إظهاره بأرقى صورة والذي دعا الناقد الفني بصحيفة "الجريدة" الكويتية فادي عبد الله إلى تحويله إلى فلم سينمائي كونه يحمل ما يؤهله لذلك، لكن تعالوا ندخل في الجملة التي أطلقها خليفة المسلمين أبو جعفر المنصور عندما غدر وقتل المؤسس الحقيقي والداعي الأول للخلافة العباسية أبو مسلم الخراساني، والمغزى "الإنساني" الذي يحاول المسلسل تقديمه عن أبي جعفر من خلال إبراز أهم الإنجازات التي قدّمها ومنها تأمين الحدود الخارجية للدولة، وبناء الرصافة، والرافقة، وقام بالقضاء على القراصنة الهنود، كما نجح خلال خلافته التي دامت اثنين وعشرين عاماً في تثبيت الدولة العباسية ووضع أساسها الراسخ الذي تمكَّن من الصمود خمسة قرون حتى سقطت أمام هجمات المغول.

لم يشر المسلسل إلى كردية أبي مسلم، بل التاريخ العربي يصفه بأنه فارسي، ولكن الكاتب والمخرج والقائمين على إنتاج المسلسل وحتى مدققيه التاريخيين، آثروا أن يعلنوا كردية أبا مسلم ولكن في الخيانة فقط، إنه لشرف عظيم لي ككردي أن يكون أبا مسلم كردياً خائناً، لكن لو راعى القائمين على العمل مشاعر الملايين من الكرد المسلمين لما فعلوا ذلك!!!

لقد تحولت معظم الأعمال الدرامية العربية وخاصة تلك التي تسمى تاريخية إلى أدوات تحريف التاريخ وتشويه الحقائق، وتضخيم أشياء أساساً لم تكن موجودة، إن ما تعرضه الدراما العربية وخاصة تلكم التي تسلط الضوء على العنفوان العروبي باتجاه القضية الفلسطينية، فلو كان العرب حقيقة قدموا الثوار والأموال بهذا الشكل وكما تعرضه الدراما، لما كانت فلسطين اليوم محتلة. فالزيف واقع حتى على التاريخ القريب، فما بالك بوقائع حدثت منذ قرون عدة.

كان الأجدر بالقائمين على تلك الأعمال مراعاة شعور قوميات أخرى كانت وما زالت تدين بالإسلام ولها بصمة في تاريخ الدولة الإسلامية بكل أشكالها الأموية والعباسية وغيرها، إضافة إلى أن الكرد المسلمون هم الأمة الوحيدة التي لم تستغل الدين لأغراضها القومية، فإمبراطوريات عربية وفارسية وعثمانية ركبت موجة الدين وأدارت دفتها باتجاه مصالحها، وظل الكرد فقط يرفعون راية الإسلام الحقيقي.

كمشاهد كردي مسلم للمسلسل يمقتني ما نطق به أبو جعفر المنصور عن خيانة الكرد أباء أعظم قواده ومؤيده أبو مسلم، ويسأل المسلسل الكثير من الأسئلة لعل أبرزها من هو الخائن أبو مسلم الخراساني أم أبو جعفر المنصور؟؟ ولعل السؤال الأهم ما الفائدة من إعادة إطلاق هذه المقولة في هذا التوقيت بالذات؟ أيعقل أن يكون فقط سرداً أميناً للتاريخ، وهذا ما لا أصدقه مطلقاً، فالكثير من الأعمال الدرامية العربية زيفت وحورت التاريخ لحساب مصلحة ما، قد تكون حكومة أو دولة وقد يكون مخرجاً أو منتجاً، فإثارة الفتنة بين الكرد والعرب من خلال تعميم الخيانة على الكرد وبلفظ قائد عربي مسلم، إنها ناقصة بحق الكرد الذين كانوا رافعي راية الإسلام وأعظم قوادها.

لست وكما الملايين من الكرد المسلمين حاقدين على العرب والمسلمين، وما أحاول كتابته هو تسليط ضوء على حقد تاريخي للبعض من المسلمين وخاصة إذا كانوا عرباً، الجار التاريخي للشعب الكردي، إن إثارة الفتنة بين شعبين ظلا وسيظلان حتى يرث الله الأرض، جارين شقيقين مشتركين في الكثير من الأشياء أبرزها الأرض والدين والماء والشمس، والهواء.

إن الخيانة الكردية وبفرض ظهرت من قائد تاريخي كأبي مسلم الخراساني في حربه مع أبي جعفر المنصور، لا يجب أن تعمم على أمة كاملة لها تاريخها النضالي بجوار كل القوميات التي رفعت راية الإسلام، وصاروا جنوداً لكلمة الله عز وجل، ونصرة دينه ورسوله.

يوماً ما قال الشاعر الفلسطيني الراحل معين بسيسو في تمجيد قائد استرجع بيت المقدس والذي يحاول شعب بسيسو كاملاً استرجاعه ولا يستطيعون حتى الأن، قال:
كردياً كان صلاح الدين
انتصر فأصبح بطلاً عربياً
لو هزم صلاح الدين
لأصبح جاسوساً كردياً

خائن كأبا مسلم الخراساني، وجاسوس كصلاح الدين الأيوبي، باعوا كل شيء في سبيل إعلاء كلمة الله وراية الإسلام، ينالون اليوم هذه الهدية والتقدير من أبناء دينهم، إذ لا عتب على الأخرين، حقاً يا صلاح الدين لو كنت أسست دولة كردية، وأنت يا أبا مسلم لم تساهم في تأسيس الدولة العباسية، لكان اليوم العرب والمسلمون يفتخرون بكم، جاسوسية صلاح الدين وخيانة أبا مسلم، هي من سببت هذه الويلات بحق العالم العربي والإسلامي.
إلا بئس الأخوة هذه، نعم يا أبا مسلم إن الخيانة في آبائك الكرد!!!



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتوى التي قتلت ميكي ماوس
- جمهورية الحجب... تقرير عن حجب المواقع الإلكترونية في سوريا
- ما تزال النار متقدة في كل المشاعل
- أحزمة ناسفة
- آلام وأحلام وكأس شاي عراقي
- ككردي... أخجل من سجالكم
- نوروز رسالة الألم الكردي
- آذار خان... سيد الشهور
- المرأة السورية بين ثنائية السياسة وحقوق الإنسان
- غني يا فيروز...
- إعلان دمشق.. اغتيال ربيع آخر
- رصيف أمن الدولة
- القمع الأمني للظواهر الكردية
- جرائم الشرف... وأد الأنثى من جديد
- خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة
- أصدقاء الأمس أعداء اليوم ... سوريا وتركيا وحزب العمال الكردس ...
- تركية وتحديات المرحلة الجديدة
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مسعود عكو - إنما الخيانة في آبائك الكرد