أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - أيهما أعظم عند المسلم... الله أم محمد؟















المزيد.....

أيهما أعظم عند المسلم... الله أم محمد؟


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان منذ أن عرف الحياة على هذه الأرض تعلّم أن يتعرف على الأشياء المحيطة به عن طريق البصر، ولكنه بعد فترة من الزمان عرف أن البصر قد يخدعه أحيانا فيظهر له السراب كالماء. وعندئذ تعلّم أن يتأكد مما يرى باللمس إن كان ذلك ممكناً، فاللمس هو الاختبار الحقيقي لوجود الأشياء. وتعلّم كذلك أن يستفيد من حاسة الشم لتنبهه إلى اقترابه من فريسة أو حيوان مفترس. وأضاف إلى ذخيرته حاسة الذوق وحاسة السمع، وبذا أصبح مهيئاً لحماية نفسه وكسب قوته. فالأشياء التي لا يعرفها بواحدة من هذه الحواس أصبحت أشياء فوق الطبيعة المحسوسة، أي ميتافيزيقية. وخبرة الإنسان في هذا المجال ما زالت ضيقة. ولذلك عندما أتاح اكتشاف الزراعة للإنسان الاستقرار وأعطاه الوقت للتفكير في ما وراء الطبيعة، اخترع الإنسان منظومة الآلهة السماوية. ولكن رغم هذا الاختراع ظل يتمسح بأصنامه وقدّم لها القرابين لا بقصد الحماية من تلك الأحجار وإنما لأنه جعلها وسيلة تسعى بينه وبين تلك القوى المهولة في السماء التي سماها بعدة أسماء حسب الزمان والمكان. ورجل الصحراء البدوي في القرن السابع لم يختلف كثيراً عن الإنسان البدائي في تفكيره وطرق اتصاله بالقوى الميتافيزيقية فاستعمل اللات والعزى للتعبير عن تلك القوى التي سماها "الله" أو "أل إله". ولأن الإنسان بطبيعته يعتمد على حاسة البصر أولاً ليرى الأشياء ثم على حاسة اللمس للتأكد من حقيقة الشيء المريء، أصبح اللمس يعني اطمئنان الفؤاد بالنسبة له. وعندما يلمس الإنسان جسماً، سواءً أكان جسم أمه وهو صغير يرضع، أو جسم محبوبه وهو كبير، يشعر بالاطمئنان والراحة النفسية.
ولما جاء محمد بدينه الجديد وحطّم أصنام قريش ولم يعد لهم ما يلمسون، استعاض المسلمون وقتها بلمس محمد والحديث معه للتأكد أنه سوف يكون الصلة بينهم وبين تلك القوى المخفية في فراغ السماء. ولأن محمد كان يتعامل معهم في حياتهم اليومية ويحل مشاكلهم ويحكم بينهم بما أنزل الله (حسب زعمه) ويوزع عليهم الغنائم والسبايا، أي بمعنى آخر أصبح يرزقهم، فقد أصبح محمد أيقونةً تمثل الله للمسلمين. ولذلك عندما مات محمد بُهت المسلمون ولم يصدقوا موته لأن الإله لا يموت. وحتى صناديد الإسلام من أمثال عمر بن الخطاب لم يصدقوا لدرجة أن عمر استل سيفه وأقسم ليقطعن رأس من يقول إن محمداً قد مات. وجاء أبو بكر وقال مقولته الشهيرة "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت". وهم جميعاً كانوا يعبدون الله ولكن بتجسيده في محمد.
وبعد أن تأكد المسلمون أن محمداً قد مات واختفي من مسرح الأحداث، كان لابد لهم من شخص يرونه أو يسمعونه ليتأكدوا من استمرارية دينهم. وجاء البخاري ومسلم وغيرهم من مرتزقة الحديث وحشوا رؤوس المسلمين بآلاف الأحاديث الموضوعة والمنسوبة لمحمد مما أعطى المسلمين راحة نفسية ناتجة عن سماع أقوال محمد وكأنهم يسمعون صوته، وبالتالي فهو ما زال معهم. فالبخاري جعلهم يتمادون في عبادة محمد الذي يمثل لهم تلك القوى الغائبة، وقدسوا البخاري لأنه حفظ لهم أقوال معبودهم.
وبما أن الجهل الذي جعل الإنسان البدائي يخترع منظومة الأديان ما زال مستمراً في الأمة الإسلامية، سواء في العامة أو في الشيوخ الذين لم يدرسوا حرفاً واحداً خارج القرآن والأحاديث والسيرة والفقه، وسموا أنفسهم "علماء" و ورثة الأنبياء، ظل محمد هو الممثل الشرعي لله والبخاري هو الممثل الشرعي لمحمد. ولذلك ما يقوله البخاري وإن تعارض تعارضاً تاماً مع العقل، يقبله المسلم وشيخه دون أي نقاش أو تفسير. ولنضرب لكم مثلاً:
يقول رب السماء ورب محمد في القرآن:
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون (المائدة 105)
إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم (آل عمران 177)
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم (آل عمران 176)
إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( النساء 137)
قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعفُ عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين (التوبة 65- 66)
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد ( إبراهيم 28)
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ( آل عمران – 97)
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( الكهف 29)
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (يونس 99)
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم (محمد 25)
كل هذه الآيات القرآنية تقول بحرية المعتقد، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لأن كفرهم لن يضر الله شيئاً. حتى الذين آمنوا ثم كفروا ثم رجعوا وآمنوا مرة أخرى ثم كفروا وازدادوا كفراً، لم يقل القرآن اقتلوهم ولم يقتلهم محمد، لأنه لو كان قد فعل ذلك لما استطاعوا أن يرجعوا إلى الإسلام ثم يكفروا مرة أخرى ثم يزدادوا كفراً. ولكن رب القرآن بعيدٌ في عليائه لا تراه العين ولا تلمسه اليد والبخاري محسوس ويتكلم معهم ويلمسونه فيجلب لهم الراحة النفسية. فإذاً ما يقوله البخاري لابد أن يُنزل السكينة على قلوب المؤمنين. البخاري قال: قال رسول الله: "من بدّل دينه فأقتلوه". ونفهم من هذا الحديث أن الله ذو وجهين، يقول لنا شيئاً ثم يقول لمحمد شيئاً آخراً ويطلب منه أن يخبرنا به في شكل حديث. فالآية التي تقول (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) جاءت في سورة التوبة التي نزلت حوالي سنة سبعة هجرية، أي هي من آخر السور التي نزلت من القرآن وقال الله فيها للذين كفروا بعد إيمانهم إنه سوف يعفو عن بعضهم ويعذب بعضهم، فلو جاء محمد بعد ذلك وقال: من بدل دينه فاقتلوه، فلن يخامرني أي شك بأن الله ذو وجهين ويتحدث بلسانين. لماذا لم يقل في القرآن "من بدل دينه فاقتلوه"؟ فهو قد قال (وما فرطنا في الكتاب من شيء). ولكنّ المسلمين تجاهلوا صريح القرآن المكرر عدة مرات وجعلوا عقاب المرتد أن يُقتل بعد الاستتابة. بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك وقالوا إن الذي يولد في أسرة مسلمة ثم يرتد، لا يُستتاب، ويستتاب من اعتنق الإسلام عن كبر. وهذا القول يبصق في وجه المنطق. لو كنا سوف نقتل من يخرج من الإسلام، فالأولى بالقتل الشخص الذي اعتنق الإسلام في الكبر بعد أن شرحوه له وأفهموه أنه لا يستطيع الخروج منه بعد أن يعتنقه.، أما الشخص الذي فرض عليه أبواه الإسلام وهو طفل ولم يكن له الخيار في الأمر، من الواجب أن نسمح له أن يقرر بعد أن يكبر إذا كان يود أن يستمر في اعتناق الإسلام أم يرغب في الخروج منه. والأدهى من ذلك أن مرتزقة الإسلام لم يكتفوا بالبخاري بل أضافوا أحكاماً جديدة اخترعوها هم قياساً على البخاري وقالوا إن المسلم الذي ينكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة، أو يشتم محمد أو آل بيته، يُعتبر مرتداً ويُقتل ولا تُقبل توبته ، رغم أنه يقول لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وقد نفهم لو كان محمد هو الله أو ابن الله فلا نشتمه ولا نشتم أخفاده، ولكن محمد الذي قال عنه القرآن (وما أنا إلا بشرٌ يوحى إليّ) فكيف نقدّس البشر ومن بعده نقدس زوجاته وأحفاده؟ هل ظل الله يوحي إليهم كما أوحى إلى أسباط بني إسرائيل؟ أم أنها عبادة الأصنام في شكلها الحديث؟
القرآن يقول في سورة النساء، وهي مدنية ونزلت بعد البقرة، أي في حوالي سنة أربع أو خمس هجرية، أي قبل موت محمد بحوالي خمس أو ست سنوات:
واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعةً منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً (آية 15). والفاحشة هنا تعني الزنا لأن القرآن استعملها في ثلاث آيات عن قوم لوط وقال (ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) (الأعراف 80)، وكلنا يعرف ماذا كان يفعل قوم لوط. وقال كذلك (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً) (الإسراء 32). وكذلك (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف إنه كان فاحشةً) (النساء 22). فكلها آيات تربط بين النكاح والفاحشة. وقال كذلك (والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) (آل عمران 135) أي الذين زنوا في السر ولم يكتشف أمرهم فتذكروا الله واستغفروا، غفر لهم. فإذاً ليس هناك شك في أن القرآن قصد بالفاحشة الزنا وقال عن المرأة التي ترتكب هذا الإثم أن يحبسوها في بيتها إلى أن يتوفاها الموت أو يجعل الله لها مخرجاً، ربما يكون بالزواج. وحتى يؤكد لنا القرآن مقصده قال في سورة النور (والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) (النور 2). وسورة النور هي آخر سورة نزلت من القرآن ويُفترض أن يكون الله قد أنزل فيها أحدث قوانينه وأوامره. ولكن البخاري أقرب إلى الشيوخ من الله الذي في السماء. والبخاري أتى بحديث يقول: قال رسول الله: "الولد للفراش وللعاهر الحجر". وفجأة أصبح المسلمون يطبقون شريعة اليهود الذين حاربهم محمد لأنهم لم يتبعوه وقال عنهم القرآن إنهم من المغضوب عليهم ولعنهم مراراً. فإذا كان اليهود يتبعون شريعة مزورة وملعونين في القرآن، كيف يطبق المسلمون تلك الشريعة؟ وبناءً على حديث البخاري اصبح الرجم هو عقاب الزنا وانتهى العمل بالحبس في البيوت وبالجلد للمتزوجين. فالمسلمون طبقوا أقبح عقوبة عرفها الإنسان في تاريخه الطويل بناءً على ما قاله لهم البخاري نقلاً عن محمد، وتجاهلوا كلام الله الصريح الذي قال الزانية والزاني عقابهم الجلد ولم يحدد إذا كان الزاني متزوجاً أو أعزباً. هل كان الله عاجزاً عن إيضاح الفرق بين المتزوج والعازب، أم نسي أن يذكر هذا الفارق المهم، أم تغافل عنه وترك المهمة لشيوخ الإسلام ليحددوها لنا وهو لم يفرط في الكتاب من شيء؟
بالنسبة للمثلية الجنسية عند الرجال فالقرآن يقول (واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً) (النساء 16). فالأمر واضح بالأذى الذي هو الضرب. فإن تابا فلا سلطان لأحد عليهما، يعني أتركوهما وشأنهما. ولكن أهل الحديث لا تعوزهم الحيل في الوصول إلى محمد بأسانيد وطرق أخرى، فقد رووا (عن غسَّان بْن مُضر، عَن سعِيد بْنِ يَزِيد، عَن أَبِي نَضرةَ قَالَ: سُئِلَ ابْن عَباسٍ: ما حدُّ اللّوطِيِّ؟ قَالَ: يُنْظَرُ أَعْلَى بِنَاء فِي القَرية فَيُرْمَى منه مُنَكَّساً، ثُمَّ يُتْبَعُ بِالحِجَارَةِ) (المصنف في الحديث والآثار لابن أبي شيبة، ج4، كتاب الحدود). وقال جُريج عن عطاء في الرجل يأتي الرجل، قال: (سنته سنة المرأة) (نفس المصدر والصفحة). فإذاً أصبح عقاب اللوطي هو الرجم رغم أن رب القرآن يقول (آذوهما فإن تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما).
يقول القرآن (قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين) (الكافرون 1-6). يكرر القرآن، إلى حد الملل، عبارات "ما أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد" وهذا يعني أن للمسلمين دينهم ولليهود دينهم وللمسيحيين دينهم وللبوذيين كذلك وغيرهم. ثم في سورة البقرة المدنية بعد أن استتب لمحمد الأمر، قال لهم القرآن (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (البقرة 256). فالقرآن هنا كفل الحرية الدينية للناس. ولكن البخاري أقرب وحديثه أجمل (كما كانت موائد معاوية أدسم والصلاة خلف على أكمل بالنسبة لأبي هريرة)، فقد روي عن أبي هريرة (نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام ) (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج4، سورة آل عمران، الآية 110). وبهذا الحديث أصبح إجبار الناس على الدخول في الإسلام أمراً مسلماً به. وقد يقول قائل إن القرآن نفسه قال قاتلوهم (حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون). ولكن حتى في هذه الآية فقد ترك القرآن للناس خيار دفع الجزية ليظلوا على دينهم، بينما يقول أبو هريرة نسوقهم غصباً عنهم إلى الإسلام مكبلين بالسلاسل. وهذا ما فعله المسلمون في غزواتهم في شمال إفريقية وفي آسيا. أجبروا الناس على الدخول في الإسلام أو القتل. فمرة أخرى يعلو قول البخاري وأبي هريرة على القرآن.
يقول القرآن عن غير المسلمين الذين لم يحاربوا المسلمين في الدين ولم يخرجوهم من ديارهم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) (الممتحنة 8). ومعروف أن الفارسيين والهنود وأهل اليمن وأهل مصر الأصليين وغيرهم لم يحاربوا المسلمين في دينهم ولم يخرجوا أحداً من دياره، فالواجب على المسلمين أن يبروهم ويحسنوا إليهم لأن ربهم يحب المحسنين. ولكن الشيخ البخاري روى أن المسلم (لا يُسّلِمُ ابتداءً على كافر لقوله عليه الصلاة والسلام لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) (تفسير روح المعاني للألوسي، سورة النساء، الآية 86). ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أعياد غير المسلمين: (كذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم باهداء او مبايعة وقالوا انه لا يحل للمسلمين ان يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا دما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من دينهم لان ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم) (الفتاوى الكبري، ج25، باب إخراج الزكاة). وشيوخ السعودية منعوا حتى بيع الزهور الحمراء لأنه يذكر الناس بعيد الحب الذي يحتفل به المسيحيون، بل منعوا حتى إهداء الزهور للمرضى لأنها عادة النصارى. فحديث محمد يعلو على القرآن وعلى العلاقات الإنسانية التي تبوح بالحب للآخر، خاصةً إذا رواه البخاري.
والقرآن يأمر محمد أن يقول (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف 188). فالقرآن يقول محمد لا يعلم الغيب وهو بشر لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا. ولكن مرتزقة الحديث جعلوه يعلم الغيب وينبيء أصحابه بما سوف يحدث، وصنفوا أحاديث عديدة مثل (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة.) فمحمد هنا قد علم الغيب الذي سوف يحدث بعد آلاف السنين. ولم يكتفوا بذلك بل خلقوا له من المعجزات ما يفوق معجزات جميع الأنبياء مجتمعين رغم أن القرآن قال لهم عندما طالبوا محمد بإنزال المعجزات (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأولون) (الإسراء 59). والغريب أن أحد شيوخ المعتزلة الذي توفي في عام 409 هجرية واسمه عبد الله بن محمد بن أبي علان، قاضي الأهواز، صنّف كتاباً جمع فيه فضائل النبي وذكر له ألف معجزة (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لجمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي، حوادث سنة 409).
ألا يتضح من هذا السرد متى وثنية هؤلاء القوم التي تجعل محمد بن عبد الله يتفوق على ربه في الأحكام؟ القرآن يقول محمد لا يعلم الغيب والبخاري وبقية المسلمين يؤمنون بأنه يعلم الغيب. القرآن يقول اجلدوا الزاني والبخاري يقول محمد قال ارجموه، فيرجموه. وهذا مجرد غيض من فيض من التناقض بين ما يقوله القرآن وبين ما يقوله مرتزقة الحديث عن محمد فيعمل به السلمون لأن محمد هو معبودهم الأول الذي يتبركون ببوله وببصاقه ويقتتلون على ما يقع على الأرض من شعره أو غلامة أظافره حين يحلق رأسه أو يقلّم أظافره، ويسلمون عليه في قبره ويقول لهم ابن تيمية أنه يرد عليهم السلام، رغم أنه بشرٌ ميتٌ. فالمرتبة الأولي في إيمان المسلم يحتلها محمد ويأتي بعده الأولياء مثل السيدة زينب وأئمة المذهب الشيعي، ثم يأتي الله في المرتبة الثالثة.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تسرح وتمرح ديناصورات الوهابية
- القرآن والسحاب والمطر
- لو كان من عند غير الله
- تخبط القرآن في خلق الإنسان
- ما وجدنا عليه آباءنا
- نقابة أطباء مصر تتنكر لأبوقراط
- قصص القرآن من صنع الإنسان
- نازية وزارة الصحة المصرية
- موقف اليهودية والإسلام من الأطفال
- حوار الأديان السماوية في شبه الجزيرة الآبيرية
- أيمكن أن يكون عيسى ابن الله؟
- الإسلام والرعب
- أسلوب قصص الأطفال في شرح القرآن
- الأديان لم تفد البشر
- لا فرق بين الإسلام وغيره من الأديان
- منطق الأطفال في الإيمان
- الصلاة على محمد
- الإسلام هو الإشكال وليس الحل
- خداع وتنتاقضات القرضاوي 2
- عبث نواب الإخوان الأردنيين


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - أيهما أعظم عند المسلم... الله أم محمد؟