أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - في معنى الاحترام الواجب للملك .















المزيد.....

في معنى الاحترام الواجب للملك .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا جدال في كون الاحترام الذي يكنه المغاربة البسطاء للملك ، هو احترام أصيل ومتأصل فيهم لا يحتاج إلى قوانين تفرضه . فالذين يتدافعون لمصافحة الملك في كل جولاته واللاتي يطلقن زغاريدهن عنان السماء كلما رأين الملك رافعا يديه تحية للمواطنين، لم يفعلوا هذا خوفا أو نفاقا ، وإنما محبة وتقديرا . ولكم هي معبرة وذات دلالة عميقة تلك الصور التي نقلتها كاميرا التلفزة لنساء كبيرات في السن يحضن الملك ويعانقنه كما تفعل الأمهات مع أبنائهن البررة . هؤلاء النسوة يجسدن المشاعر الحقيقية التي يكنها المواطنون البسطاء للملك والتي هي ميزة أساسية في الشخصية المغربية التي يشكل إجلال آل بيت رسول الله (ص) مكونها الرئيسي . لذا فأي إقحام للقانون لنَظْم العلاقة بين الملك والبسطاء من المواطنين سيفسد التجاوب التلقائي وعفوية المشاعر وصدقها التي يعبر عنها البسطاء في كل مناسبة ، وهي التي حمست الآلاف منهم للانتقال من الدار البيضاء إلى الرباط مشيا على الأقدام قصد المشاركة في تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني دون تدخل من أية جهة إدارية أو قضائية . من هنا يُطرح السؤال : من يخل بالاحترام الواجب للملك ؟ بالتأكيد لا أحد من المواطنين البسطاء وكل الغيورين على الوطن يكون موضع التشكيك أو الاتهام . وعلى هذا الأساس ينبغي التدقيق في المقصود بالاحترام الواجب للملك لتحديد الأطراف الحقيقية التي تسيء للملك عبر ممارسات خسيسة ليس أقلها تنظيم محاكمات صورية الغاية منها إسكات كل من يصدح بالحقيقة كما كان الموقعين على "رسالة إلى التاريخ" التي نشرها شهر يوليوز 2007 ثلاثة محامين من مدينة تطوان هم "عبد اللطيف قنجاع" و"الحبيب حجي" و"خالد بورحايل" فضحوا فيها مستوى الفساد والارتشاء داخل جهاز القضاء بالمنطقة الشمالية للمملكة . وعوض أن تتحرك النيابة العامة لفتح تحقيق في الموضوع ومتابعة القضاة المتورطين في الفساد ، سارعت إلى رفع دعوى ضد المحامين الثلاثة بتهمة القذف والسب حيث حكم عليهم بالتشطيب من مهنة المحاماة . وشاءت الأقدار أن تظهر الحقيقة التي أُريد طمسها ، إذ تم الكشف عن تورط مدير أمن القصور الملكية في التعامل مع أباطرة المخدرات بنفس المنطقة الشمالية التي استهدفتها الرسالة. فالذين حاكموا أصحاب "رسالة إلى التاريخ" وحكموا عليهم هم من يسيئون إلى الملك لأنهم ، من جهة ، يصدرون الأحكام الظالمة باسمه كما لو أن الملك هو من أقرها وصادق عليها ، ومن جهة ثانية ، يصرون على إعدام الثقة لدى المواطنين في القضاء ، ومن ثم إفشال محاولات الإصلاح التي يحث عليها الملك في كل المناسبات . وحين ينتفض المواطن البسيط ضد جور لحقه أو حق انتزع منه ، ولم يجد من عزاء سوى تعابير حمالة أوجه ، يتكالب عليه الفاسدون الذين يدّعون احترام الملك نفاقا وبهتانا . حقا لا زالت رسائل الملك عصية على أن تستوعبها القلوب المريضة ، ومن الرسائل الدالة :
ـ عفو الملك عن كثير من الحالات التي حوكمت بتهمة "إهانة المقدسات" أو "الإخلال بالاحترام الواجب للملك " .
ـ عدم اتخاذ الملك أي إجراء إداري أو قانوني ضد يومية "الصحيفة" أو إدارتها لما نشرت بالبنط العريض اتهامها للملك بالارتشاء في موضوع حقول البترول التي أشيع اكتشافها على الحدود مع الجزائر .
والملك بمبادرات العفو والسماحة يؤسس لتجربة جديدة تقطع مع التجارب المرّة السابقة التي غطت "سنوات الرصاص" حينما كان الأبرياء يحاكمون على خلفية أحلام رأوها وهم يغطون في النوم ، كما كان حال السيدة مليكة طيطان التي ذكرت ، في مقال لها بموقع الحوار المتمدن تضامنا مع المدون محمد الراجي ، أنها حوكمت بناء على شهادة بعض السجانات ( بأنهن سمعنني أنال المقدسات وأنا غارقة في كابوس نومة عميقة في سجني الانفرادي...الزمن شيء آخر لا حس فيه لحقوق الإنسان ولا الاعتراف بالسجين كإنسان ...بسرعة فائقة أيها الشاب وكما هو حالك أقدم للمحاكمة ويصدر حكم يناسبني كما فصله العتاة ...سنتان سجنا هو ثمن تلك الشهادة التي أدلت بها نسوة سجانات باعت بضاعتهن النثنة في سوق نخاسة سلطة لا تعرف بدايتها من نهايتها ) . لكن الذين تربوا على النفاق وتطبعت ذممهم على الفساد لم يدركوا بعد المفهوم الجديد للسلطة الذي دعا إليه الملك منذ توليه الحكم . لذا فالذين يخلون بالاحترام الواجب للملك هم من بين الذين عينهم الملك ولاة وعمالا وقضاة وضباطا سامين ، إلا من رحم ربك وكان من المتقين والمخلصين للوطن ، لإدارة شؤون البلاد والعباد كل في نطاق اختصاصه ، فعاثوا فيها فسادا وارتشاء وظلما حتى إن ثرواتهم شاهدة على استغلال نفوذهم وخيانتهم لأماناتهم الدينية والوطنية . فحتى الملك لم يسلم من احتيالهم ومكرهم وأقله التلاعب بالهبات الملكية وأخطره تحويل الميزانيات المخصصة للتنمية ، مما يزيد المواطنين فقرا وتهميشا ويؤجج عناصر التوتر والاحتجاج ، وما أحداث صفروا وسيدي إيفني إلا دليل على الإخلال بالمسئولية . لا يقتصر الإخلال بالواجب الوطني وبالاحترام الواجب للملك على هذه الفئة المتعفنة من المسئولين في كل القطاعات ، بل يتسع ليشمل فئات أخرى أبرزها :
ـ فئة من المستثمرين الذين ينهبون الثروات الوطنية على اختلافها وتنوعها ويدمرونها تدميرا ، بل وأغلبهم يهربون الثروات المنهوبة خارج الوطن .
ـ فئة من المسيرين لعدد من المؤسسات المالية والذين ثبت تورط عدد منهم في نهبها وإفلاسها دون أن تتخذ في حقهم أدنى العقوبات .
ـ فئة من رؤساء الجماعات المحلية الذين ينهبون ويبذرون المال العام دون حسيب ولا رقيب . وتكفي إطلالة بسيطة على الحساب الإداري لهذه الجماعات للوقوف على حجم التبذير وسفه التسيير . والزيارات الملكية المتكررة للمدن والقرى تكشف مدى التلاعب والنفاق لدى هؤلاء المسئولين/المنتخبين الذين ينافقون الملك بإظهار ولائهم الزائف ويدارون عن إفلاس تسييرهم بصباغة الأرصفة وطلاء الجدران.
ـ فئة من الفقهاء والدعاة الذين يتصدون للمشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي الذي يتبناه الملك ويجتهد في إرساء دعائمه . وجزء من هذه الفئة يتظاهرون باحترام الملك وتوقيره فيما هم يناهضون مشاريعه الإصلاحية ويسعون لنسفها بما ينشرونه من فتاوى الانغلاق وفقه الكراهية وثقافة التكفير والتفجير .
إن هؤلاء وأمثالهم هم من تجب محاكمتهم والقصاص منهم ليس فقط بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك ، بل وأيضا خيانة العهد والدين والوطن .







#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- لنتصدى جميعا لتيار البدونة والانغلاق.
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس ...
- أوراش الملك وأوراش الحكومة(2) .
- أوراش الملك وأوراش الحكومة (1).
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس ...
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(3)
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(2)
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والس ...
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الديني والسياسي (3) .
- متى تضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(1)
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (2).
- أزمة التعليم من أزمة تدبير الشأن العام .
- متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (1).
- الوطن شعور بالأمان والكرامة أولا .
- الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .
- لنقطع مع ثقافة التيئيس والتبخيس .
- لما تصبح التهدئة انتصارا .


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - في معنى الاحترام الواجب للملك .