أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد نبيل - في حوار مع د. فصيح بدرخان، نائب رئيس المركز العلمي للحوار الروسي- العربي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية















المزيد.....



في حوار مع د. فصيح بدرخان، نائب رئيس المركز العلمي للحوار الروسي- العربي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: مقابلات و حوارات
    


محاورة د. فصيح بدرخان فيه نكهة فكرية متفردة وعمق دلالي خاص. فهو الباحث المتطلع إلى فكر علمي رصين، و الراغب في شق طريق الاجتهاد، في قضايا الفكر وتاريخ الحضارات و التصوف. د. بدرخان، يشغل إلى جانب عمله كباحث، منصب نائب رئيس المركز العلمي للحوار الروسي- العربي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ، وهو من بين الباحثين المرموقين في روسيا والعالم العربي. التقيناه في موسكو، وأجرينا معه هذا الحوار:


1ـ أولا، ما هي طبيعة العلاقة التي تربطكم باللغة العربية ؟

طبيعة العلاقة التي تربطني باللغة العربية والثقافة العربية تتلخص في كوني ولدت على أرض عربية، حيث يوجد أجدادي الذين هاجروا من روسيا في القرن التاسع عشر، واستوطنوا في سوريا، وبعد ذلك رجعت الى وطن أجدادي، وكان في ذلك الوقت هو الاتحاد السوفييتي، لأدرس في الجامعة قبل الحصول على الدكتوراه، وأعمل في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية. وبما أنني من "المخضرمين" الذين عاشوا وتفاعلوا مع ثقافتين وحضارتين العربية الاسلامية والروسية الأرثوزوكسية، فإن هذا التمازج الثقافي هو الذي طبع جميع علاقاتي وربطني باللغة والثقافة العربيتين. فقد كرست البحث العلمي في البداية لدراسة العلاقات بين الشرق الاسلامي والمناطق الجنوبية من روسيا- القوقاز، وكنت قد كرست رسالة الماجستير لدراسة دولة المماليك الشراكسة في مصر، حيث اقترحت هذه الرسالة مرجعا للطلاب الذين يدرسون تاريخ العصور الوسطى. أما رسالة الدكتوراه فقد كرستها لدراسة الجاليات القوقازية في تركيا والبلاد العربية في الشرق الأوسط، وكان كتابي الأول حول هذا الموضوع، كما كنت قد ترجمت من العربية الى الروسية رواية للكاتبة السورية إلفت عمر باشا الإدلبي تحت عنوان "حكاية جدي" وتروي فيها قصة مؤثرة عن هجرة جدها من داغستان إلى دمشق، والتفاعل الذي جرى بين العائلة المهاجرة من وسط قوقازي مع وسط عربي، وهما معا تجمعهما ثقافة إسلامية واحدة.

2ـ في نظرك ما هي خصائص العلاقة التي تربط العرب بالشعب الروسي ؟

هناك خصائص كثيرة مشتركة تطبع العلاقات بين الروس والعرب، لعل أهمها القرب الحضاري، حيث أن الاسلام والأرثوكسية عاشا دائما ليس في تجاور فحسب، وإنما في اختلاط دائم، والكثير من الأرثوزوكس يعيشون في العالم العربي- الاسلامي، مقابل المسلمين الذين يشكلون من حيث العدد الديانة الثانية في روسيا، وبهذا الشكل فقد جرى بينهما تعايشا تاريخيا طبعهم بالكثير من الصفاة المتقاربة. ولو أخذنا التاريخ، لوجدنا مفارقات مثيرة حيث اننا أثناء اطلاعنا على تاريخ المسلمين الروس (هم كانوا مسلمين قبل أن تصبح روسيا أرثوزوكسية) ، لوجدنا أنهم كانوا على مدى القرون الطويلة يعانون من أن مناطقهم وخصوصا في القوقاز، كانت مكانا لمعارك طاحنة بين ثلاثة امبراطوريات: العثمانية والروسية والفارسية، والمثير في الأمر أنهم كانوا يتطلعون دائما الى الجهة التي يأتيهم منها الظلم الأقل، والمفارقة، أن الظلم الأقل كان من الجانب الروسي، بالرغم من أن الامبراطوريتين العثمانية والفارسية كانتا اسلاميتين، والدليل على ذلك أنني كنت قد درست تاريخ المعارك، وتبين أنه بالنسبة للعثمانيين والفرس كان الجانب القومي – الامبراطوري يطغى على الجانب الديني. ومن هنا يتبين لنا عاملا هاما جدا في التقارب الروسي المسيحي والاسلامي، وهو أن روسيا تاريخيا كانت من الناحية السياسية دولة ديكتاتورية، أما من النواحي الدينية والقومية والاجتماعية، فقد كانت ليبيرالية لدرجة عالية، ويبدوا أن هذا العامل كان سببا في نجاح الشيوعيين في نشر أفكارهم الأممية فوق القومية والدين. ومن هنا كان المسلمون الروس، والذين هم أيضا يضعون الأولوية للجانب القومي قبل الديني، قد وجدوا اللغة المشتركة مع الشعوب التي تقطن تاريخيا الامبراطورية الروسية. وكانت القسوة التي عانى منها سكان المنطقة المسلمين وللأسف من طرف الامبراطوريتين المسلمتين، أكبر نسبيا من ما هو الحال مع الروسية (وفيما يخص موضوع حرب المريدين ضد الامبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر والذي يعرفها المؤرخون بحرب القوقاز، فانها حالة خاصة تدخل في نطاق الدسائس التي كان يقوم بها المشروع الجيوسياسي الأنكلوساكسوني ضد الامبراطورية الروسية). وقد كنت قد ركزت دراساتي حول حروب الشاه الفارسي المعروف بنادر شاه، والذي كان قد استولى على مناطق واسعة من آسيا والشرق الأوسط، وجاء نحو القوقاز في طريقه الى روسيا وأوروبا، وقاومه االشعب الداغستاني وحده لمدة عشرة سنوات حتى جرى الاتحاد الكبير للقبائل الداغستانية، وحطموا جيشه في منطقة تشوخ الجبلية وقتلوا منه خلال خمسة أيام، 45 ألف عسكري، مما اضطره للهرب ملقيا أسلحته الشخصية والتي توجد االيوم في المتحف الوطني في جمهورية داغستان.

أما لو نظرنا الى تاريخ العلاقات السياسية بين روسيا والعالم العربي، لوجدنا هناك الكثير من العناصر و الخصائص المتميزة، حيث لا يعرف تاريخ العلاقات العربية- الروسية الحرب والمواجهة المباشرة فيما بينهما، وكان الحج الروسي إلى الأماكن المقدسة قد بدأ من القرن الخامس عشر، وكانت الجمعية الامبراطورية الفلسطينية الروسية الارثوزوكسية، قد لعبت دورا كبيرا بين روسيا والعالم العربي، عداك عن تداول الأفكار التنويرية بين مسلمي روسيا والعالم العربي، ومراسلات الكاتب الروسي الشهير ليف تولستوي صاحب "الحرب والسلام" مع المفكر المصري الكبير محمد عبده. وفيما يخص المرحلة السوفييتية، فكانت صادقة مع العرب منذ بدايتها حيث منذ انتصار الثورة الاشتراكية، كانت روسيا قد قدمت للعالم العربي المعلومات السرية حول اتفاقيات الدول الأوروبية حول تقسيم المستعمرات في كل العالم العربي، مثل اتفاقيات سايكس بيكو وغيرها، وكان الاتحاد السوفييتي قد قدم مساعدات كبيرة للدول العربية في مرحلة التحرر الوطني، وبعدها أثناء بناء اقتصادياتها الشابة، حيث بنى الكثير من المشاريع الضخمة الحيوية، والتي مازالت حتى اليوم رمزا للصداقة والتعاون في تلك المرحلة، لكن الاتحاد السوفييتي سقط وبدأت مرحلة جديدة من العلاقات، والتي كانت في التسعينات قد عانت من القصور، لكنها عادت الى مجراها من انتخاب الرئيس بوتين في عام 2000 ، حيث أصبحت روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الاسلامي وفي جامعة الدول العربية، وأصبحت سياستها متوازنة تماما تجاه جميع القضايا العربية من القضية الفلسطينية إلى أزمة الشرق الأوسط عموما، بما فيها العراق ودارفور والصومال وغيرها. وأود الإشارة هنا إلى أن القضية الفلسطينية تعكس واقعا عالميا يتطور طيلة الفترة بعد الحرب العالمية الثانية، نظمته الأمم المتحدة اعتمادا على الواقع الدولي الذي تشكل بعد مؤتمر يالطة وبدأ صراع القطبين الرأسمالي والاشتراكي. أما اليوم فالبشرية تمر في مرحلة مخاض، تشير إلى أن المستقبل الدولي سيحكمه نظام تعددية الأقطاب، بالرغم من أن الدولة التي تسمي نفسها العظمى الوحيدة تحاول تأكيد فرادتها ونظام القطب الواحد، لكن من الواضح، أنها لن تستطيع من فرض هيمنتها، لأنها تفهمت أنها لم تعد تتفوق إقتصاديا ومن هنا السلوك العدواني العسكري باعتباره الجانب الوحيد الذي تتفوق به قياسا للدول العظمى الأخرى، وهي بلا شك ستتابع ذلك ولا أستبعد أنها ستوجه الضربة العسكرية الى إيران بدون الاجتياح البري كما حصل ذلك في العراق وأفغانستان ، حيث أن اسرائيل بلا شك تهتم بهذه الضربة. وعلى ضوء التطورات العالمية السريعة الجارية، يمكننا أن نستخلص الدور الروسي على المستوى الدولي وبالتالي دورها في حل القضية الفلسطينية، باعتبارها إحدى رعاة العملية السلمية. ولا أعتقد هنا ضروريا الحديث عن تاريخ الموضوع، لأنه معروف بالرغم من أنه شائك ومعقد والصراع العربي الاسرائيلي بلاشك يلقي بظلاله على قضية السلام في العالم، وحل هذه القضية لا يرتبط فقط بالتعقيدات التي تمر بها الساحة العربية والفلسطينية، لأنها ناتجة أيضا عن تعقيدات عالمية جيوسياسية، تزيد من حدتها وتُبعد الحلول المطروحة لهذه الأزمة الى مرحلة جديدة وللأسف إلى زمن غير معروف. إن الموقف الروسي عموما، يتناسب مع المواقف العربية في حل الأزمة، ومن أجل فهم الموقف الروسي، من المفيد القيام بتحليل السياسة الأمريكية باعتبارها ليست فقط إحدى رعاة السلام، وإنما الدولة التي تؤثر عمليا بشكل مباشر على السياسة الاسرائيلية، لأن اسرائيل تتخذ قراراتها الهامة بمباركة أمريكية باعتبارها حليفا استراتيجيا تاريخيا، كما أنها تؤثر على الكثير من اللاعبين القريبين أو البعيدين في المنطقة، ومن هنا فان تحليل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يحمل الأهمية الخاصة لفهم عمق ما يجري واستخلاص السياسة الروسية في هذا الإطار. إن الخطوات العملية التي تتخذها الولايات المتحدة تشير أحيانا بوضوح، وأحيانا أخرى بشكل غير مباشر، الى عدم وجود الاهتمام الفعلي من جانبها بالتوصل الى الحل والتقدم الواقعي في عملية التسوية في الشرق الأوسط، وعدم قدرة البيت الأبيض على حل القضية بشكل منفرد، حيث أن التوجه الواضح من قبل البيت الأبيض هو في صالح إسرائيل ولا يسمح بأن نعتبر الجهة الأمريكية وسيطا معتدلا ونزيها في عملية الشرق الأوسط، وهو الشيء الحادث تاريخيا حيث أنها تدعم كليا النهج الذي تقوم به اسرائيل، في الوقت الذي تعرضت هيبة الولايات المتحدة في العالم العربي- الاسلامي للضرر الكبير نتيجة لقيامها بما يسمى "بالحرب ضد الإرهاب" في العراق وأفغانستان إضافة إلى سياستها تجاه ايران. والأكثر من ذلك كان الاسرائليون قد تقبلوا وبكل سرور تصريح الرئيس الأمريكي حول دعمه لفكرة "دولتان للشعبين"، وأهمية الحفاظ على يهودية الدولة الإسرائيلية، مما يشير بوضوح الى موقف الولايات المتحدة الموجه نحو عدم السماح لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى الأراضي المحتلة، وهذا يعني أيضا الموافقة على المخططات الاسرائيلية باخراج الفلسطينيين- المواطنين الاسرائيليين، البالغ عددهم مليون ونصف من اسرائيل إلى الدولة الفلسطينية القادمة. ومن الجوانب الهامة في السياسة الأمريكية، هو أن اقتراح الرئيس الأمريكي حول تشكيل آلية دولية لدفع التعويضات للفلسطينيين لقاء الملكيات التي فقدوها ورفض العودة، يهدف الى تخليص اسرائيل من المسؤولية المالية في توفير الظروف اللازمة للاجئين، وتحميل هذه المسؤولية على المجتمع الدولي. إضافة الى ذلك، إن عدم وجود اعتراض وردود الفعل السلبية من طرف الولايات المتحدة بخصوص تصريح أولمرت حول عدم السماح بتسوية الوضع الحقوقي لمدينة القدس الشرقية والمستوطنات التي تحمل الأهمية المبدئية بالنسبة للإسرائيليين في (معالي وأدوميم وأرييل وغوش- ايتسيون) مع المستوطنات الأخرى في الضفة الغربية، يشير الى أن البيت الأبيض يقدم الضوء الأخضر للسياسة الاستيطانية التي تقوم بها تل أبيب والبداية بعملية اعادة النظر بكل القاعدة الدولية الحقوقية لقضية الشرق الأوسط بشكل يتناسب مع المصالح الاسرائيلية. إن الموقف الذي صرح عنه بوش حول عدم وجود الرغبة لدى الولايات المتحدة في الضغط على أطراف الأزمة، وتقديم الحرية لهما في التوصل الى الاتفاق المتبادل حول مقاييس التسوية، يسمح الآن لإسرائيل من حيث المضمون رقابة وتائر واتجاه تطور عملية المحادثات مع العرب في التسوية على أساس الشروط المناسبة لها، وبدون التدخل من الخارج وفي هذا الوضع، فان عامل الوقت في صالح الإسرائيليين، لأن العرقلة الدائمة في التسوية تسمح للإسرائيليين بتشكيل الوضع المناسب لهم في الأراضي الفلسطينية والذي في المستقبل سيحدد امكانيات التأثير على الإتفاق النهائي. ومن المثير في هذا الاتجاه، هو التصريح الذي أطلقه بوش حول ضرورة تعديل وتصحيح "الخط الأخضر" لعام 1949 مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الحالي (اي إدخال الأماكن السكنية الكبيرة في الأراضي الواقعة حول القدس الى الأراضي الإسرائيلية). إن المحاولات الاسرائيلية في اخراج سوريا وإيران وحركة حماس من العملية متهمة إياهم بالارتباط بالارهاب، يشير إما الى عدم تفهم البيت الابيض لما يجري في المنطقة من عمليات هامة وعميقة والترابط المتبادل فيها وإما التطلع المقصود نحو تأزيم الوضع في الشرق الأوسط. إن اتهام القوى المذكورة والدعاية الدائمة ضدها واتهامها بتعطيل المخططات الأمريكة السلمية، يؤدي الى إيجاد السبب والأسس الدعائية اللازمة لتنفيذ المخططات العسكرية لواشنطن وتل ابيب في المنطقة. ويبدو أن هذا هو المطلوب حيث ما يشير بشكل غير مباشر إلى ذلك هو الاتفاقيات الأمريكية الاسرائلية حول تقديم الأسلحة الحديثة الى اسرائيل، ومنها القنابل الضخمة التي تقذفها الطائرات والتي يمكن استخدامها للقضاء على زعماء حماس أثناء سير العمليات العسكرية ضد الأسلاميين في قطاع غزة ومن أجل تدمير المواقع النووية في الأراضي الإيرانية. إن الخطوات الأمريكية أحادية الجانب ومع أنها تنعش أحيانا العملية السلمية في الشرق الأوسط، لكنها لا تستطيع تقديم النبض اللازم والجاد للمحادثات العربية- الإسرائيلية، وقبل كل شيء، بسبب عدم وجود لدى إدارة بوش "الوصفة" اللازمة للحل الحقيقي للأزمة الأساسية بين الطرفين. ومن هنا فان مستقبل توقيع المعاهدة الفلسطينية- الإسرائيلية حول التسوية النهائية خلال مرحلة حكم الرئيس بوش ليس له أي أساس واقعي. وحتى لو تم تحضير هذه الاتفاقيات فهي ستبقى شكلية- حبرا على ورق ولن تتابع حسب اعتقادي السيدة ليفني المحادثات مع الفلسطينيين إلا من أجل المحادثات وليس من أجل التوصل الى الحلول. وتتخذ الولايات المتحدة الخطوات الموجهة نحو تشويه وتفريغ دور "الرباعية الدولية" الوسطاء في التسوية السلمية في الشرق الأوسط، كما تقوم بتعطيل المحاولات التي يقوم بها المشاركون الآخرون لإيجاد المخرج من الأزمة وهي تتطلع لإحتكار الحق في حل أزمة الشرق الأوسط، وتحاول منح الرباعية الدولية دور المساعد وتحديد نشاطات الأعضاء الآخرين فيها لتكون فقط مساعدة في خدمة نشاطات الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة. وكما تشير الخارجية الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي يقوم اليوم بتنفيذ مهمة مثل هذه بتقديمه المساعدة المالية- الإقتصادية لتحسين الوضع في أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني. إن كل ذلك يثير روسيا التي ترى بأن الحل يجب أن يكون عادلا بالدرجة الأولى وشاملا بالدرجة الثانية وصادقا بالدرجة الثالثة، حيث من المخجل أن تعلي صوت الحق وبنفس الوقت تضع العراقيل امام ذلك بالممارسات التي لم تعد تدخل في أي منطق، والأمر لا يقتصر فقط على القضية الفلسطينية، وإنما ينتشر على مساحات واسعة من العالم، ومن هنا كما قلت في بداية حديثي إن الوضع أصبح أكثر تعقيدا ومن الصعب حتى التنبؤ بالزمن اللازم للحل. ونأمل من الإدارة الأمريكية القادمة الوضوح الأوسع والصدق في المداخل لحل هذه القضية التي تؤثر فعلا على العلاقات الدولية بشكل مباشر.

3ـ في رأيكم، ماهي أبعاد و خلفيات ما حدث في منطقة القوقاز مؤخرا ؟

فيما يخص بؤرة التوتر الجديدة التي ظهرت في القوقاز فهي ليست جديدة، بل لها تاريخ طويل يمتد كما قلت في بداية حديثي، الى كل تاريخ النزاع في المنطقة على الأقل منذ القرن السادس عشر، عندما وصلت أول قوة روسية لتنقذ جورجيا من الهجمات التي تعرضت لها من اتجاهات مختلفة. وبعد قرنين من الزمان بنى الجورجيون تمثالا للصداقة الأبدية اعترافا لروسيا بالجميل باعتبارها المنقذ الوحيد في تلك الحقبة، لكن جورجيا لم تكن دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة حتى القرن العشرين، وكان ذلك أيضا بفضل روسيا . ويشير الإختصاصيون الى أن جورجيا خلال وجودها كدولة مستقلة في القرن العشرين في بداية المرحلة السوفييتية وما بعد الإتحاد السوفييتي، قامت بسبعة حروب ضد جيرانها. ومن هنا فان الأبخاز والأسيتينيون لم يدخلوا أبدا بارادتهم ضمن جورجيا، بل أنه في مرحلة تاريخية معينة كانت جورجيا نفسها تابعة لأبخازيا. ولا أريد الإطالة في التاريخ، وأشير الى أننا دُهشنا من الآلة الإعلامية الغربية في بداية الأحداث، والتي بدأت تتحدث عن المعتدي الذي كان هو الضحية وتعرض عمليا للإبادة الجماعية حيث دُمرت خلال عدة ساعات مدينة بكاملها قتل خلالها أكثر من 2000 شخص من الأسيتين. وكانت الآلة الإعلامية الغربية قد ضللت العالم بما فيه العالم الإسلامي، بأن الأسيتين في البداية وبعد ذلك الروس هم الذين بدأوا الحرب. ويجب أن يعرف العالم بأن ساأكاشفيللي، هو من صُنع الولايات المتحدة ووصل الى السلطة عن طريق "ثورة ملونة" ليس من أجل ازدهار شعبه، لأن ازدهار الجورجيين تاريخيا كان بالواقع بفضل روسيا إنما لإشعال القوقاز وخلق بؤرة توتر إضافية في هذا العالم في مصلحة الفوضى التي تنشرها الولايات المتحدة في العالم، وأن ساأكاشفيللي نفسه ومن يقف وراءه، يعرفون تماما بأن الأسيتين والأبخاز لن يعودا تحت السيادة الجورجية أبدا، طالما تتوجه السياسة الجورجية ضد وجودهم كشعب وهم تمكنوا من الوقوف امام القوات الجورجية في بداية التسعينات، وأكدوا استقلالهم بقوة السلاح. جورجيا هي التي دفعت هذه الشعوب من أراضيها. وبالرغم من أن روسيا كانت تقف دائما مع الشرعية الدولية، وحاولت الكثير من أجل أن لا يتم الاعتراف بكوسوفو، لكن الولايات المتحدة والبعض من الدول الغربية الأخرى لم تستمع لأحد وتم الاعتراف، لكن ما أن قامت روسيا بنفس الشيء حتى عادت الولايات المتحدة لسياسة الكيل بمكيالين، حيث الاعتراف بكوسوفو ممكن، أما بالجمهوريتين اللتين تعرضتا عدة مرات للإبادة من طرف جورجيا فلا يجوز، وهذا يعتبر خرقا للشرعية الدولية التي لم تُبقي منها الولايات المتحدة الا القليل والتداعيات على المستوى الدولي والإقليمي ستكون كبيرة . ويمكن أن أقول خطرة وكأن الأمر قد بدأ ليس اليوم وحتى ليس من الحرب اليوغوسلافية، وهذا موضوع يحتاج الى حديث طويل وخاص. ولو عدنا الى الحديث عن الوضع في جورجيا، فان الخبراء يشيرون الى جانب هام جدا، وهو عدم الموضوعية الواضحة من قبل موظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تجاه الجانب الأسيتيني، حيث ان المعطيات تشير الى أن بعض ممثلي هذه المنظمة كانوا قد قدموا المساعدات المعلوماتية لجورجيا قبل هجومها على مدينة تسخينفالي، إضافة الى ذلك ان هؤلاء الموظفين لا يمكن ان لم يلاحظوا التحضيرات العسكرية للقوات الجورجية من أجل القيام بالهجوم العدواني، حيث أنه قبل القيام بعملية "الأرض النظيفة" (والعنوان هنا يشير الى التطهير العرقي) كانت جورجيا قد حشدت العدد الكبير من القوات ومنها المدافع الثقيلة والدبابات والعربات المدرعة، لكن لم يتم تنبيه لا ممثلي أسيتيا الجنوبية ولا قوات حفظ السلام الروسية عن مقاييس التحضير للعدوان وبالنتيجة قتل العدد الكبير من السكان الآمنين وعشرات من قوات حفظ السلام الذين تواجدوا في منطقة الأزمة وعلى اساس قرار الأمم المتحدة. ومن هنا فان اتهام روسيا باستخدام القوة بشكل غير متوازي، لاأساس لها حيث التاريخ المعاصر يعرف الكثير من الحالات التي أدت الى التطهير العرقي نتيجة لتهاون قوات حفظ السلام. ومن المعروف أنه بسبب عدم حزم قوات حفظ السلام في كراينا الصربية وسيريبرينتسا تبعه عمليات التطهير العرقي والكوارث الإنسانية في أراضي يوغوسلافيا السابقة، وكان ذلك ينتظر سكان أسيتيا الجنوبية أيضا، لكن قوات حفظ السلام الروسية وقفت أمام القضاء الكامل على شعب أسيتيا الجنوبية. ومما يثير غرابتي هنا هو أن مخطط أختيساري حول استقلال كوسوفو لم يجلب السلام للمنطقة في البلقان، وهو يحمل طابعا أحادي الجانب وأهدافه تتعارض تماما مع الأحداث الحقيقية التي جرت وتجري في البلقان، ومع كل ذلك يتم ترشيح السيد أختيساري لجائزة نوبل للسلام التي سيتم منحها قريبا. إن ذلك سيجعل المخطط العدواني الأمريكي على المنطقة شرعيا، وهذا ما ترغبه الجهات التي وقفت وراء ذلك، والأهم من ذلك ان منح هذه الجائزة "للإختصاصيين" المأجورين يسيء جدا إلى سمعة لجنة جائزة نوبل للسلام، حيث أن الأحداث في البلقان وفي القوقاز ليست إلا حلقات من سلسلة واحدة للسياسة الخارجية الأمريكية، ومن هنا إذا كانت هناك ضرورة للمحاكمة الدولية لقيادات يوغوسلافيا السابقة، فلماذا لا يتم الاعتراف أيضا بالمحاكمات ضد القيادات التي أشعلت الحرب ضد السكان الآمنين في أسيتيا الجنوبية، كما صرح عن ذلك المفوض بحقوق الإنسان في روسيا فلاديمير لوكين. ومن الجدير بالذكر، أن الوضع من الناحية العرقية في الأزمتين متشابه، لكن وسائل الحل للقضية والقاعدة الحقوقية التي يتم الاعتماد عليها يختلف تماما وهذا ما يسمى بوضوح سياسة الكيل بمكيالين، وهذا ينطبق على الكثير من الأزمات في العالم. وطالما أننا نتحدث عن أختيساري، فانني أريد الإشارة الى أنه معروف سابقا من حيث الانحياز في تنفيذ مهماته، وليس في كوسوفو انما في اندونيسيا وناميبيا وخصوصا في اندونيسايا أين عمل جاهدا لتقديم الحكم الذاتي للمنطقة الغنية بالنفط في هذه الدولة، مما يعني بلا شك بداية تحطيمها، ومن هنا نرى أن القوى التي تهتم بالحفاظ على استمرار الأوضاع المتأزمة، إما بحالة خامدة أو نشطة ترسل اليها السيد أختيساري. ولا أدري كيف يفكر الأوروبيون حول هذه القضايا لكنني أعرف تماما أن الهجوم الأمريكي على يوغوسلافيا يهدف الى عدة أهداف، منها محاولة تفجير الوضع في أوروبا نفسها حيث هناك حوالي 14 منطقة مُختلف عليها، ويمكن في حالة ان تتفتت يوغوسلافيا أن تنتقل العدوى الى كل أوروبا التي تقترح أحد صناع الأحداث البلقانية- السيد أختيساري للحصول على جائزة نوبل للسلام.

وهناك من يقترح من بين السياسيين الأمريكيين والأوروبيين عزل روسيا، لكن ذلك لا يفيد وقبل كل شيء للغرب، لأن روسيا عموما دولة ذات اكتفاء ذاتي، وكما يشير بعض الخبراء أنه قد تستخدم تلك العزلة بعض دول الشرق في مصلحتها وومنها من يمكن أن يقترح تقديم أراضيها لنشر القواعد العسكرية، وأنظمة الدفاع الجوي إضافة الى أن المواجهة بين روسيا والغرب والحرب الباردة الجديدة، مفيدة للقوى الإرهابية في العالم، ومنها في العراق وأفغانستان، وبهذا الشكل فان وقف التعاون الروسي- مع الناتو في أفغانستان سيضعف مجموعة قوات التحالف في هذه الدولة ويشكك في نجاح مهمتها هناك. اضافة الى ذلك ان الإرهابيين ينظرون جديا بموضوع القيام بالعمليات الإرهابية في أراضي الدول الداخلة في حملة الناتو في العراق وأفغانستان والذي يمكن أن يدفعهم لذلك هو إخراج القوات الجورجية من العراق بسبب توتر الوضع في منطقة الأزمة الجورجية الأسيتيسنية، وبهذا الشكل فإن جورجيا أظهرت للمتطرفين أن عدم الاستقرار في دولة من الدول المشاركة في التحالف يمكن أن يؤدي الى إخراج القوات من منطقة معينة من قبل دولة معينة من العراق أو أفغانستان. وأخيرا أن الغرب يحتاج الى الدعم الروسي، باعتبار أن روسيا عضوا دائما في مجلس الأمن وارتباطه بعدد من القضايا الهامة، مثل البرنامج النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب وغيرها.

4ـ نظرا لإهتمامكم بالتصوف ، كيف ترون في البداية ، الحركات الصوفية في العالم العربي الاسلامي ؟

كان ظهور الأحزاب السياسية من القرن التاسع عشر، وكل القرن العشرين قد وجه ضربة للحركات الصوفية، التي كانت تأخذ طابع الحركات السياسية عند الضرورة، وهي عمليا كانت الراية التي تجتمع حولها الشعوب أثناء احتداد الوضع السياسي، وتقف أمام المجتمع الحاجة الى التحرر الوطني، هذا العامل أدى الى إضعاف الدور الصوفي في السياسة، حيث أن هذه الأحزاب أخذت على نفسها الدور الايديولوجي الذي كانت تلعبه الصوفية في المجتمع، وبهذا الشكل يمكن القول أن الصوفية أخرجت من الحلبة السياسية لفترة طويلة، لكن عدم جدوى النضال السياسي للأحزاب السياسية سيعيد دور الصوفية نسبيا الى المجتمع، وخصوصا أن المشروع العالمي المحافظ أخذ يعود بصورة جادة، ردا على العولمة العدوانية التي تأخذ أشكلا معادية لمشروع الحداثة الذي كان نسبيا مقبولا حتى من قبل المتدينين. ومن المعروف أن التصوف كان يشكل وما يزال نسبيا تيارا رئيسا من تيارات الفكر الاسلامي، وكان وما زال يؤثر بالمجتمع ايجابيا وأحيانا سلبيا عندما يتحول الكثير من الذين ينتمون الى الصوفية الى مشعوذين. أما ايجابيا فإن الصوفية هي دعوة لمقاومة المفاسد والنزعة الدنيوية، حيث من المعروف أن التصوف كما قال ابن خلدون، هو العكوف على العبادة والانقطاع الى الله والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها ، لكن هذه المفاسد التي تصدى لها المتصوفة لم تكن فقط ذات طابع أخلاقي، بقدر ما كانت تعبر عن ظروف اجتماعية وسياسية تمثلت في ظهور اتجاهات دنيوية على حساب الدين، وكلما تفاقمت المشكلات السياسية والاجتماعية تتحول الصوفية من نزعة فردية للزهد الى حركة جماعية ذات أطر فكرية كانت في السابق، عموما تنطلق من فكرة وحدة الوجود، كما أن التصوف كما يشهد له التاريخ يمكن أن يتحول الى ايديولوجية ثورية تناهض الفوضى السياسية، والتسلط العسكري وتنطوي على أبعاد اجتماعية، ومن المعروف أيضا أن التصوف كان في مراحل ما تيارا انسانيا، يدعو الى التوفيق بين القوى السياسية الدينية المتصارعة بل تطلع الى أبعد من ذلك، واستهدف المصالحة بين الأديان وفي مرحلة الاقطاعية العسكرية تحول الى ايديولوجية شعبية، وغطاء للنظم الاقطاعية العسكرية التي ناهضت الحركات العقلانية في صالح الخرافة. وعموما كان اللجوء الى الطرق الصوفية حلا سلبيا لمشكلات الفقر والمعاناة في مراحل مختلفة من تاريخ القهر والفقر، وكانت الطرقية احيانا بمثابة اغتراب وتغييب للوعي الأمر الذي كفل للنظم المتسلطة البقاء والاستمرار، والتي بدورها أغدقت الهدايا للشيوخ وكان للصوفية دور ثقافي تعليمي ومنبر للحوار والجدل.

5ـ لكن ما دلالات التحرك الملحوظ للطرق الصوفية وعقد المواسم كما في المغرب مثلا ؟

إن نشاط أو خمود الحركات الصوفية يرتبط بمرحلة تاريخية محددة من تطور المجتمعات الاسلامية، ففي حالات السلم والتطور الطبيعي للمجتمع يقتصر على العبادات والطقوس الدينية المختلفة والتعليم والمجالس الفكرية وغيرها أما في الحالات الحرجة وعندما يتعرض المجتمع والوطن لعدوان خارجي، أو أزمة داخلية حادة يبدوا الدور الصوفي أكثر وضوحا وفاعلية، والسبب في ذلك أن الصوفية عموما (عدا بعض الحالات المعينة والمحددة والتي ترتبط بالمشاريع الجيوسياسية العالمية كما تدخل الانكليز بشكل غير مباشر بالجزائر أثناء ثورة عبدالقادر الجزائري وفي القوقاز في القرن التسع عشر اثناء حرب المريدين) لا تمارس السياسة ولا تتدخل فيها سوى في الحالات التي تفرضها عليها السياسة. والتحرك الملحوظ اليوم للحركات الصوفية يشير الى الكثير من المتغيرات السريعة الحاصلة في العالم، عموما في عصر العولمة وفي العالم الاسلامي بشكل خاص. أقول بشكل خاص، لأنه في عصر العولمة التي أصبحت تحمل طابعا عدوانيا خاصة ضد الاسلام، حيث أن هذه الديانة والثقافة والحضارة بالذات كانت الهدف الرئيسي للهجمة الشرسة التي بدأ بها الغرب، وقبل كل شيء الولايات المتحدة أو بصورة أدق من قبل المشروع الجيوسياسي الأنكلوساكسوني والذي بدأ على لسان بوش يوم 11 سبتمبر حربا صليبية ضد الإسلام والحضارة الاسلامية التي تشغل فيها الصوفية مكانا مرموقا في المجال الفكري والفلسفي. ومن هنا أن الأحداث الأخيرة وما ترافق معها من تفقير العالم عموما، والعالم الاسلامي خصوصا نتيجة لفرض الخصخصة على جميع حكومات الدول، وحصة الأسد أصبحت نتيجة لذلك في أيدي الرأسمال الذي تعولم قبل كل شيء، وأصبح يفرض على العالم شكلا آخرا للتطور، يقوم على اساس أفكار غريبة مثل نهاية التاريخ ونهاية الدول والثقافات والحدود القومية، ليصبح العالم عدد هائل من "الكانتونات" الصغيرة القائمة ليس على أساس قومي بل عرقي وبداية كنتنة العالم، كانت قد بدأت من تجزئة يوغوسلافيا. وكلما اشتد الفقر من جهة والغناء الفاحش من جهة أخرى، يبدأ الدور الصوفي أكثر وضوحا، لأنه كما قلت إن الأحزاب السياسية في العصر الحالي تعاني من أزمة أو من عدة أزمات منها ايديولوجية، ومنها تنظيمية والأهم من ذلك انه لدى الأنظمة الرأسمالية تراكمت خبرات واسعة في العمل على ما يسمى بتعطيل النخبة المعارضة .

6ـ وما طبيعة العلاقة التي تربط الصوفية بالسياسة في الفضاء العربي الاسلامي؟

في الفضاء العربي عندي القليل من المعلومات، لكن في الفضاء الاسلامي عموما، فانني أعتمد على الخبرة الجزائرية في شمال أفريقيا والداغستانية والشيشانية في القوقاز في القرون 19-20 . وبما أن الصوفية انتشرت أكثر على اطراف جغرافية دار الإسلام، فان تأثيرها أقوى مما هو علية في المناطق القريبة من منطلق الإسلام في الشرق الأوسط مع أن تأثيرها كان هاما في مرحلة حكم صلاح الدين الأيوبي لمصر، حيث انه اعتمد على الصوفية في نشر الاسلام في امبراطوريته بداية من مصر ومنها الى دول المغرب العربي، وأن دراسة هذا الموضوع في دول المغرب العربي مثيرة بالنسبة لي شخصيا، حيث أنني أجد التشابه في التأثير الصوفي في مناطق القوقاز وشمال افريقيا، ويبدو أن هذا التشابه له جذوره في طراز التفكير وطبيعة الحياة والقيم التي تقوم عليها الشعوب الجبلية والصحراوية.

إضافة الى ذلك، عند دراسة الأحداث االتي جرت في القرن التاسع عشر في الجزائر عشية انتخاب أو تسليم الأمير عبدالقادر الجزائري زمام الأمور في القتال ضد الفرنسيين، وكيفية تعيينه أميرا للطريقة والأحداث التي جرت في نفس القرن في القوقاز عشية واثناء استلام الأمير شامل لزمام الأمور في داغستان (بدون أخذ الجانب السياسي بالاعتبار لأنه شائك فعلا)، نرى التقارب الكبير في طبيعة الأحداث والسلوك الاجتماعي والديني وطبيعة العمليات العسكرية والتخطيط العسكري، الذي قامت به الأطراف كلها الجزائرية والداغستانية والفرنسية والروسية، ومن هنا يمكننا استخلاص قانون خاص لعمل الطرق الصوفية في المناطق المختلفة من العالم العربي الاسلامي، وخصوصا عندما تدخل هذه الطرق مباشرة في خضم الاحداث السياسية.

أنجز الحوار : محمد نبيل
[email protected]



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تغرب الشمس في موسكو
- رسالة من موسكو: فصل المقال في ما بين صحافة التحقيق و روسيا م ...
- رسالة من موسكو: ثلاث جمعيات لتمثيل المغاربة في روسيا و حضور ...
- حوار مع الشاعر شريف الشافعي
- رسالة من موسكو إلى سيدي افني : صور اليوتوب تكشف عيوب السياسة ...
- رسالة من موسكو: غرفة السخافة
- رسالة من موسكو : عندما نأكل مع الجثث
- رسالة من موسكو: وداعا ماريا
- رسالة من موسكو: إلى الغالية دانا،
- رسالة من موسكو : عندما قرر خُرْمَة العودة إلى جهلموت
- سؤال الصحافة
- هنا موسكو : الراحلة
- هنا موسكو : كيف نحلم بصوفيا ؟
- هنا موسكو :العمر مجرد كلمة !
- متاهات الحب
- على هامش الملاحقات القضائية ضد صحافيي -الوطن الآن : ...
- طنجة تتغير....طنجة تختنق
- مقدسات ألمانية
- هل ما زال التغيير ممكنا في المغرب ؟
- سيدي علي وحكاية زواج الرجال بالمغرب


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد نبيل - في حوار مع د. فصيح بدرخان، نائب رئيس المركز العلمي للحوار الروسي- العربي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية