أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الكنيسة المصرية وأزمة مجتمع














المزيد.....

الكنيسة المصرية وأزمة مجتمع


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:12
المحور: المجتمع المدني
    


أن تكون صاحب رأي وحامل رؤية هذا لايهم في المنظومة الفاشية الدينية والسياسية , ولكن الذي يزعج أن يتحول هذا الرأي وتلك الرؤية إلي مسؤلية إجتماعية بأبعادها الملتبسة في المسألة السياسية بالحتم , هكذا يريد العديد من أصحاب الرؤي أن ينأوا بأنفسهم عن معترك تحمل المسؤلية تجاه المجتمع , وتأتي تصريحاتهم إما خارجة من رحم الماضي , أو راحلة إلي خارج إطار المقدرة علي إحداث التغيير الإجتماعي والسياسي المراد تفعيله في حياة المجتمع , وهذا هو أخطر هروب من المسؤلية .
والأخطر منه الهروب من المسؤلية إلي حيث تكون مراتع الطغاة وسكناتهم السياسية في جزرهم المنعزلة عن المجتمعات بحوائط الظلم والفساد والإستبداد حيث يكون الإنسان مجرداً من صفة الإنسان , وتكون مسؤلية الشر منعقدة ضد إرادة الإنسان في رغبته أن يكون إنساناً حراً يمتلك ناصية الكرامة , ومن رأيي أن ناصية الشر ينعقد عندها لواء الفاشية الدينية والفاشية السياسية , وتقتل عند عتباتها المسؤلية تجاه المجتمع .
وأخطر الموضوعات التي تتأهب بالإنسان ليكون علي أهبة الهروب من المسؤلية هي الموضوعات ذات الأبعاد الدينية المتعلقة بالعقيدة والإيمان أي بالغيبيات وما وراء الطبيعة , وهذه الأمور يعتبر إستحضارها لمحاولة حل أزمة أو مشكلة يعتبر حديثها حديث الهارب من المسؤلية , إذ ماذا تعني تلك الأحاديث في الشأن السياسي الملتبس بالشأن الإجتماعي ؟!
وإذا كان هناك رفض للمفاهيم الدينية المحمولة علي تفسيرات وتأويلات دينية للنصوص الإسلامية التي تختصم الواقع وتناصبه العداء في حالات هروبية للماضي , فكيف نقف إذاً مع آراء لرجال الدين المسيحي المنتمين للكنيسة المصرية في تبليسهم لقضايا دينية لاهوتية لأغراض سياسية تنتهك في الأساس لحرمة المجتمعات والإنسان المنتمي لهذه المجتمعات المأزومة بسلطة الفساد ونظام الإستبداد الراعي للقتل والتعذيب والفتن ونشر العداءات والترويج لها , وانتهاك كافة الأعراف الإنسانية .

إن رجال الكهنوت ماكان لهم بعد أن أقيمت علي أجسادهم وهم أحياء صلوات الجناز , أن يعودوا للدنيا مرة أخري بقرارات سياسية متصادمة مع أرواحهم , ومتغايرين مع مطالب الروح وباحثين بشغف عن مطالب الجسد المتعلقة بتأييد وتأبيد سلطة الفساد ونظام الإستبداد القاتل للجسد والمعذب لروح الإنسان , فكيف لميت أن يبحث لحلول أزمات الأحياء ؟!
و ما دخل اعضاء المجمع المقدس أصلا بمسالة انتخاب رئيس الجمهورية أو إنتخاب إبنه خلفاً له سواء بالتزوير أو بإنتخابات حرة وشفافة , بالاضافة الى أن أعضائه فى الاساس من الرهبان الذين تم رسامتهم لرتبة أساقفة و الراهب طبقا للطقوس الكنسية يصلى عليه صلاة الجناز لانه فارق حياة العالم بإرادته ليبحث عن لذة العشرة مع الله ؟!
فكيف نتقبل آراء شخوصا قد ماتوا عن عالمنا و انفصلوا بإرادتهم الحرة الواعية عن حياتنا الدنيا من غير ثمة ضغوطات , حال كون الله قد تمثلوه شاخصاً لهم وناظراً إليهم طالباً إياهم لخدمته وخدمة شعب الكنيسة ؟!!

هل تناسى الأنبا مرقس حينما أدلي بتصريحاته لوسائل الإعلام , دموع البابا شنودة على أحداث الاسكندرية و مدد إعتكافه المتكررة إحتجاجا على سياسة النظام تجاه قضايا الاقباط وأزماتهم المتكررة والتي يستثمرها النظام الحاكم في التخديم علي بقائه في الحكم والسلطة وإستخدام الأقباط كورقة من ضمن الأوراق التي يلوح بها للغرب والولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الحر؟!!
أليس هناك تناقض فظيع بين إقرار رجال الدين المسيحى بوجود مشكلات و أزمات يتعرض لها الاقباط و بين المدح فى النظام و الشكر بحمده حسب إرادة رجال الكنيسة المصرية , وماقضية الكشح الدامية التي تمت تبرئة جميع المتهمين فيها بلا إستثناء من دماء الأقباط بواسطة قضاة يرأس مجلسهم الأعلي في هيئاته القضائية رأس النظام الحاكم في مصر مبارك الأب الذي مدحه الأنبا مرقس , ويبارك مجئ إبنه مبارك الإبن إستمراراً لمأساة المجتمع المصري ؟!!
فكيف تحل المشكلة القبطية ولايصبح الأقباط يمثلوا مسألة من ضمن مسائل الأزمات في المجتمع المصري ؟!!
ومشاكل الاقباط كيف ستحل ؟؟
هل ستهبط المعونة الإلهية من السماء لتفك القيود و تفل الحديد أم أن الارض سوف تنبت حلولاً لتلك المشاكل .. أليس النظام هو المسئول عن استمرارها و عدم وجود إرادة سياسية لإنهائها هى السبب ، فكيف يمدحوه اذاً ؟

أليس هناك تناقض و إزدواجية و نفاق سياسي ليس له حدود يتبدي للعميان من هذه التصريحات المخادعة للمجتمع المصري والقاتلة لحرياته والمؤيدة لقتل الديمقراطية والإبتعاد بالمجتمع عن المجتمعات الحرة ؟!
وفي النهاية :
هل هناك ماينفي سوء القصد ؟
أم أن الأمر مقصود وأصبح رجال الكنيسة المصرية بإعتبارهم رجال دين مصريين أصبحوا لا يختلفوا عن رجال السياسة فى شىء , وفي نفس الوقت لايختلفوا عن تيار الإسلام السياسي الذين يؤمنوا بالميكافيلية و يجيدوا لعبة التوازنات السياسية ؟!
وهذه التوازنات السياسية إذا كانت مقصودة ففي أي إتجاه تصب سوي أنها تصب في مصب مجري نهر الشر وعذابات الإنسان المصري بمسلميه ومسيحيه ؟!!
فهل من الممكن أن تبتعد الكنيسة المصرية عن المآلات السياسية وتحتفي بمتطلبات المجتمع والمشترك الإنساني الحضاري ؟!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنيسة المصرية والنظام الحاكم .. هل من توافق ؟
- مجتمع الخوف
- مقتل سوزان تميم : ماهو الباعث علي الجريمة ؟!!
- أزمة الهوية
- حريق الشوري
- أيكون المؤمن كذاباً .. وماذا عن التزوير؟!!
- المعونة الأمريكية وسمعة مصر : لماذا حبس سعد الدين إبراهيم ؟! ...
- تراث العرب ومحاضرة الأنبا توماس : أين الخطأ ؟!!
- الإيديولوجيا
- أزمة البشير هي أزمة الثقافة العربية
- من يستشعر العار
- منهم رجال لايستحون !!
- خريف المآذن .. مرآة عالمنا العربي ... شهادة
- 25 مايو : ذكري الأربعاء الأسود
- 4 مايو: تحية للمضربين : ولكن من هم ؟!!
- 1مايو
- بين جاهلية الإخوان وقبلية المعارضة السياسية واستبداد النظام ...
- التمييز الديني
- علي خلفية الإعتقالات والمحاكمات : الإنفجار قادم
- حماس ومحاكمات الإخوان


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الكنيسة المصرية وأزمة مجتمع