أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-














المزيد.....

متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:13
المحور: حقوق الانسان
    


عودتنا حكوماتنا السنية المتعاقبة منذ عقود علي أن تتهلل فخرا وتقيم لنفسها ـ وعبر وسائل إعلامها ـ الأفراح والليالي الملاح كلما حصلت علي شهادة حسن سير وسلوك من إحدي مؤسسات تقييم الأداء الاقتصادي الأمريكية، مثل مؤسستي "ميريل لينش"، و"جولدمان ساكس" المأسوف علي شبابهما منذ صدمة النظام المصرفي الأمريكي الأخيرة التي كشفت القناع عن رداءة أداء مثل هذه المؤسسات، وارتباط تقييماتها بمستهدفات سياسية.
كما عودتنا أيضا، أن تلتزم الصمت الرهيب، وأقصي مراحل "الاستعباط" عندما تحصل علي "كعكة حمراء" في شهادات السير والسلوك عن الحريات، الصادرة عن مؤسسات أمريكية أيضا، مثل تقرير الحريات الدينية، الصادر قبل أيام، عن "مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. ويسجل التقرير أن الحالة العامة للحريات الدينية في مصر شهدت تدهورا واضحا خلال الفترة من يوليو 2007 إلي يوليو 2008 وهي الفترة التي يغطيها التقرير.
ورغم أن التجارب والسوابق التاريخية، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه التقارير تدور ـ صعودا وهبوطا ـ مع مدي امتثال الحكومات التابعة لإملاءات القطب الأوحد؛ وتستخدم كعصا يلوح بها كلما بدت علي هذه الحكومات بوادر تململ من طول الانحناء، فإن حكومتنا تعمل ألف حساب لما قد يترتب عليها من قرارات تخفيض في حجم معونة تلقي لها كل عام مصحوبة بالكثير من المن والأذي.
ولعله ليس من الواضح تماما، ما إذا كان من الممكن أن نسمي مايصيب بعض الجالسين في سدة الحكم، بـ "متلازمة الغباء" التي تعتري الشخص بمجرد الجلوس علي "الكرسي"، فهم يصرون علي أن تظل لديهم "يدا موجوعة" يسهل للآخرين القبض عليها؛ غير أنني لا أجد ـ حتي الآن ـ تشخيصا آخر للحالة!
ألم تكن تقارير الحريات الصادرة عن مؤسسات أمريكية هي نفسها التي جاءت في أواخر حكم السادات تحمل نفس التقييم عن تراجع الحريات الدينية، وانتهاك حقوق الأقليات؟ وللحق والتاريخ لم يكن الرجل أبدي أي "تململ" أو رغبة في الخروج عن الطاعة!, كل ما في الأمر أن القوم في البيت الأبيض اعتبروا أنه أدي الدور المرحلي المطلوب منه، بإخراج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وفرط العقد العربي بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وحان الوقت لخروجه من علي خشبة المسرح، انتظارا لبطل جديد يكلف بدور مرحلي آخر تمهيدا لقيام الشرق الأوسط الكبير، أو ـ في قول آخر ـ الجديد.
ولاشك أن أمثالي ـ ممن بلغوا الخمسين عاما من العمر ـ يذكرون كيف نال السادات جزاء سنمار، وكابد "نهاية خدمة الغز"، عندما بدأت واشنطن تطالبه تلميحا ـ وربما تصريحا ـ يالترجل عن سدة الحكم والاكتفاء بوضع "كبير العائلة"، وعندما أبدي تباطؤا، أنشدوا له ترانيم حريات الإنسان وحقوق الأقليات، والديمقراطية التي اكتشفوا ـ فجأة ـ فقدانها في مصر!
وليس معروفا بالضبط إن كانت "متلازمة الغباء المصاحب لاعتلاء الكرسي" ـ وأحتفظ لنفسي بالملكية الفكرية للتشخيص ـ هي السبب الرئيسي وراء عدم استخلاص حكوماتنا الدرس من تجارب حكم السادات، أم أن هناك أسبابا أخري؟. فمن الواضح ـ لكل ذي عينين ـ أن الولايات المتحدة لم تضبط مرة واحدة مهمومة حقا بحقوق الإنسان أو الديمقراطية لدي شعوب العالم ـ بالمناسبة، ولا لدي الشعب الأمريكي نفسه! ولكن ذلك حديث آخر ـ
فلماذا إذا لم تحاول حكومتنا سد أحد الأبواب التي تأتي منها الرياح؟ وترفع ـ مثلا ـ يدها عن ضمائر الناس، فلا تحشر أنفها في الطريق الذي يختاره الناس لدخول الجنة؟ وتترك للجميع الحق الذي منحهم إياه الخالق سبحانه "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وتحذف خانة الديانة من بطاقة الهوية، حتي لا تصبح بابا للصداع؛ مرة من جانب البهائيين الذين يريد البعض تجاهل وجودهم أصلا عبر رفض منحهم حق إثبات ديانتهم في السجلات الرسمية، ومرة عبر العائدين للمسيحية بعد إسلامهم، وثالثة عبر حشر نفسها في خلافات مذهبية سواء بين ميشيل ماكسيموس والكنيسة الأرثوذكسية، أو بين السنة والشيعة.
لماذا لا تريح حكومتنا نفسها، وتدع الخلق للخالق، يحاسبهم ـ وحده سبحانه ـ عن إيمانهم، وتتفرغ هي لمسئولياتها تجاه كل المصريين علي قدم سواء دون تمييز؟
لقد أظهرت السنوات الأخيرة أن الفتنة ـ التي لم تعد نائمة ـ تصب الزيت علي نارها قوي الجهل والظلام في الداخل، وتحركها مطامع خارجية، فلماذا تحرص الحكومة علي أن تساهم في صب الزيت بتعطيلها لمبدأ المواطنة؟ رغم أن الصراع الطائفي الذي يهدد وحدة الأمة وتماسكها، سيكتوي بنبيرانه الجميع، وأولهم النظام الذي تغافل ، سواء عن جهل أو عن قصد، عن إطفاء هذه النيران منذ كانت شرارات <



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!
- الوطن ليس أغنية !
- الوطن ليس أغنية!
- عبارات سيئة السمعة
- لم نكن مخطئين.. والتاريخ يشهد
- الديون.. وكوابيس التاريخ
- المصريون.. وأيديهم الناعمة


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-