أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟















المزيد.....

نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين تقترب نهاية النظام الدكتاتوري في العراق تكثر النقاشات حول مستقبل العراق ايضاً!! النقاشات هذه هي مسالة مفيدة بذاتها اذ تبرهن نمو الروح الديمقراطي والحوار مابين الراغبين لبناء عراق ديمقراطي يتمتع فيه كل عراقي بحقوقه الطبيعية للعيش في الكرامة.
كثير من هذه النقاشات تدور حول الفيدرالية كحل للمشاكل العراقية الكثيرة التي تراكمت من تاسيس هذه الدولة عام 1921. ولكن الابتهاج للعراق المستقبل وبعض المرات قلة الاهتمام بدراسة الفيدرالية وتجارب الدول الفيدرالية في الماضي والحاضر تجعل بعض الكُتاب وصف الفيدرالية بانها الدواء لكل داء وخاصة فيما يتعلق بالمشكلة القومية. لعل نظرة بسيطة الى الدول الفيدرالية والشبه الفيدرالية في العالم والتي تعيش فيها قوميتين او اكثر تجعلنا نفكر بجدية اذا كانت الفيدرالية هي فعلا الحل الوحيد لمسالة القوميات . فمن بين الدول الفيدرالية المتعددة القوميات نرى في بعضها بان مسألة القوميات تتسم بصراعات تصل الى الحرب الاهلية في بعضها. انني لا اتكلم عن تجربة يوغسلافيا الفيدرالية السابقة والتي انتهت فيدراليتها بانشاء دولتي التشيك والسلوفاك، ولكنني اتكلم عن جمهورية روسيا الاتحادية التي تدور فيها حرب اهلية في الشيشان ومناطق اخرى واتحدث عن الهند الفيدرالي التي تنشط فيها عدة جامعات انفصالية مسلحة ومصادمات دموية بين القوميات ، وكذلك اتحدث عن اسبانيا الشبه الفيدرالية وحركة ايتا الانفصالية في اقليم الباسك، ولنتكلم ايضا عن كندا الاتحادية حيث تسعى مقاطعة كويبيك الى الانفصال، وبلجيكا التي لها اعرق نظام فيدرالي فان مشكلة القوميات تشكل تحدياً لها.
مشاكل سودان وباكستان الفيدراليتان القومية لا تحصى حيث الجنوب السوداني على وشك الانفصال وبنغلاديش ودعت باكستان في اوائل سبعينيات القرن الماضي في حرب دموية راح ضحيتها اكثر من مليون شخص ومشاكل نيجيريا الاتحادية القومية تتصدر عناوين الاخبار بصورة مستمرة.
ومع هذا فاذا نظرنا الى الوضع العراقي فان النظام الفيدرالي يبدو بانها اكثر ملائمة لهذا البلد من اي نظام اخر ولكن لماذا؟؟!!
1- الفيدرالية تسهل ادارة الدولة وتقلص من الافراط في البيروقراطية التي تسبب ضياعاً للوقت والموارد وتعرقل نمو البلد. فمن عاش في العراق يعرف كيف ان البيرواقراطية تشكل عائقاً كبيراً في طريق المواطن في حياته اليومية ومعاملاته خاصة بالنسبة لابناء المحافظات ومؤسساتها التي يجب عليها مراجعة الجهات المركزية في كل صغير وكبير. النظام الفيدرالي يضمن لا مركزية الادارة للمواطن العراقي ويوفر طاقات كثيرة.
2- الفيدرالية تخدم تحقيق المبدأ الديمقراطي بصورة اكثر بحيث تتيح للمواطن الاشتراك في تكوين ارادة الدولة على الاقل مرتين، على المستوى الاتحادي حيث يشترك في انتخابات المجلس الاتحادي والحكومة المركزية، وعلى مستوى المقاطعة او الولاية حيث يشترك في انتخاب البرلمان المحلي والحكومة المحلية وكذلك اعضاء مجلس المقاطعات وحسب الدستور المتبع في هذا البلد . وبالنسبة للعراق فان المصدر الرئيسي لمشاكل هذا البلد هو غياب الديمقراطية ولهذا فان النظام الفيدرالي سيساعد الانسان العراقي للجوء الى صناديق الاقتراع للتعبير عن ارائه بدلاً من اللجوء الى العنف كما هو الحال الان.
3- الفيدرالية تخدم الحفاظ على خصوصيات القوميات والجماعات المختلفة. من المعلوم بان العراق هو موزايك مكون من قوميات وطوائف واديان مختلفة التي اجبرت للعيش معا بالرغم من ادارتها منذ تأسيس العراق. لعل هذا الاجبار كان السبب الرئيسي وراء الصراعات المستمرة بين الحكومات المركزية المتعاقبة وبعض هذه القوميات او الطوائف المختلفة استنزفت خلافات هذا البلد.
ولكن الحل الفيدرالي لمسألة القوميات في العراق يجب ان يكون على اساس العدالة، اي يجب على كل قومية او طائفة الحصول على كيان فيدرالي خاص بها متساوية بالاخرين بغض النظر عن حجمها وموقعها الجغرافي ولهذا يمكن الاخذ بالتجربة البلجيكية حيث هناك نظام فيدرالي مزدوج على اساس الاقاليم وعلى اساس القوميات.
ففي العراق يمكن لهذا النظام ان يساعد القوميات الاخرى الغير الكردية والعربية للحصول على حقهم الفيدرالي على اساس قومي بغض النظر عن مكان وجودهم بحيث تكون لهم برلماناتهم وسلطاتهم التنفيذية. اي حل فيدرالي اخر لمسالة القوميات في العراق يكون غير عادلاً اذا لم يضمن المساواة بين كل الجماعات ويؤدي الى صراعات جديدة.
4- الفيدرالية تخدم التعددية السياسية بافضل طريقة بحيث تتيح للاحزاب الصغيرة التي لا تستطيع عادةً الفوز في الانتخابات على مستوى الولاية لانها احزاب تخص بعض الجماعات والمناطق الجغرافية المتميزة ويمكن لهذه الاحزاب الصغيرة الاشتراك في صنع القرار وادارة الدولة على المستوى الاتحادي ايضا وذلك خلال اعضاء موالين لها في مجلس المقاطعات التي عادة تشارك المجلس الاتحادي في تشريع القوانين ومراقبة امور الدولة.
وفي العراق توجد عدة احزاب ويمكن ان تشكل احزاب اخرى مختصة بقومية او منطقة جغرافية معينة ويمكن ان تستفيد من النظام الفيدرالي للاشتراك في الحكم.
5- الفيدرالية تدعم مبدأ توزيع السلطات بصورة اقوى لان من المعلوم بان السلطة كلما تجزءت كلما قلت امكانية استغلال السلطة. فان توزيع السلطات في الدول المركزية ذات نظام ديمقراطي برلماني الى السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية يصبح اكثر فاعلية اذا تم تجزئة هذه السلطات مرة اخرى بين المقاطعات والدولة الاتحادية بحيث تراقب المقاطعات اداء سلطات على المستوى الاتحادي وبالعكس. ففي العراق الذي لم يطبق فيه النظام الديمقراطي في تاريخه ولحد الان ، لم يعرف ايضاً مبدأ توزيع السلطات ولهذا فان ظاهرة استغلال السلطة هي من السمات الرئيسية في تاريخ العراق السياسي. ففي عراق فيدرالي تصبح هذه الظاهرة اقل خطورة بحكم وجود الديمقراطية وتوزيع السلطات بين المقاطعات والدول الاتحادية.
6- الفيدرالية تخدم العدالة وذلك خلال ضمان المساواة بين القوميات والطوائف والمقاطعات الصغيرة والكبيرة فيما يتعلق بالمقاطعات فان المساواة بينها تتحقق خلال حق كل منها بارسال عدد مساو من النواب الى مجلس المقاطعات وحصول كل مقاطعة على حق الفيتو ضد اي قانون او معاهدة دولية تشكل خطراً على كيانها ومصالحها وفيما يتعلق بالقوميات والطوائف فالعدالة تضمن لها خلال حصول كل منها صغيرة وكبيرة على برلمان خاص بها وسلطة التنفيذية وحتى السلطة الفضائية في بعض الاحيان وذلك حسب الدستور المتفق عليه وهذا هو اكبر ضمان لتفادي نشوء افضلية قومية كبيرة على صغيرة.
7- الفيدرالية تخدم الرفاء الاقتصادي لان المقاطعات المختلفة تكون لها صلاحية رسم سياستها الاقتصادية بصورة تتناسب مع حاجاتها ومواردها الطبيعية وبالتنسيق مع الحكومة المركزية و المقاطعات الاخرى لتحقيق تكامل اقتصادي. فيما يتعلق بالعراق فان مناطقه المختلفة تتميز باختلاف مواردها الطبيعية، نوعية تربتها ومناخها بحيث يمكن ان تؤمن الرخاء الاقتصادي اذا استغلت بصورة مدروسة ومنسقة. وفيما يميز العراق من البلدان الاخرى من الشرق الاوسط هي وفرة المصادر المائية في بعض مناطقها ومن المعلوم بان المياه هي العامل الاهم للتصور الاقتصادي.
8- بناء اقتصاد قومي يعتمد كثيراً على اداء الرقابة المالية في اي بلد بحيث تحدد قنوات الواردات والمصروفات وتقلل من تسربها. فان العراق له تاريخ حافل في هدر اموال الدولة وسرقتها ولهذا فان النظام الفيدرالي يجعل الرقابة المالية اسهل لان كل مقاطعة وحدة ادارية تكون لها رقابة مالية خاصة بها وفي نفس الوقت تراقب القنوات المالية للدولة الاتحادية وبالعكس.
9- الفيدرالية تدعم تكوين منافسة شريفة بين المقاطعات والجماعات الفيدرالية لتحقيق القدر الاكبر من الرفاهية لمواطنيها وبهذا تنشأ منافسة بين الاحزاب المختلفة في المقاطعات لتطوير برامج سياسية مادية لخدمة المجتمع على احسن وجه.
اود ان اقول بان نجاح اي نظام في اية دولة تبدأ على نية مواطنيها وسياسيها وشعورهم بالمسؤولية تجاه انفسهم ومجتمعهم ككل ويبدو بان النية هذه موجودة بعد معانات عشرات السنين.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الناس خلطوا الأوراق .... لحد أن ضاعت الحقيقة وغشا بصر ال ...
- توظيف الطائفية السياسية هو هدف لتقسيم العراق
- الأمريكان يتخبطون بغبائهم ..!
- أرى حزناً في عيون أطفالنا
- عرس واوية
- نحن ندعو لتفعيل الحوار مع الاحتلال!! ومع ضير ذلك على على مسي ...
- دردشات باختصار شديد..
- الشعوب تتبلور قادتها والقادة يقودون الشعوب الى حالة ثورية تص ...
- تحليل استراتيجي للوضع السياسي العراقي منذ السقوط ولحد ألان
- دردشة هذا الصباح
- دردشة على سفرة الى اسرائيل!!!
- ايحتاج العراق لفترة اخرى ليستعيد وجوده .....كما استطاعت روسي ...
- كارهي الشعب طغاته............ تالي وياكم .....والنتيجة معكم؟ ...
- دردشات مختلفة
- قدرة يهود العراق على العطاء والوفاء للوطن الاول (العراق)
- المحامون ...قدوة في العدالة ..ومقاومة الاحتلال امن المحامون ...
- المالكي ودوره السياسي عجينة واحدة.... لخبز واحد
- حان اوان تبديل دمى السياسة
- هل يصادق البرلمان العراقي على قانون النفط والغاز
- التعامل مع الجارة ايران وكيف يجب ان يكون


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟