الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين..... !!!.....الجزء الخامس.....6.....15

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

تساؤلات واستنتاجات تقتضيها طبيعة الموضوع:.....6
11) وإذا افترضنا فقدانه للمكانة التي يتمتع بهاK وبدعم من أجهزة وزارة الداخلية.
فهل سيفوز بنفس عدد الأصوات، لو كان الإشراف لهيأة مستقلة، بدل إشراف وزارة الداخلية، التي كان يمثل المسئول الأول الفعلي عنها؟
إن أهم ما تعلمناه من مختلف التجارب الانتخابية السياسية، وعلى مدى عقود استقلال المغرب، أن معظم الذين يحصلون على أكبر عدد من أصوات الناخبين، غالبا ما يكونون:
ا ـ إما من الذين تزور النتائج لصالحهم، وبالطرق المكشوفة، نظرا لكونهم من الذين ترضى عنهم المؤسسة المخزنية، والطبقة الحاكمة، وأجهزتها الإدارية.
ب ـ أو من الذين يمكن توجيه الناخبين بواسطة المقدمين، والشيوخ، للتصويت عليهم، وبكثافة، نظرا للنفوذ الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي، الذي يتمتعون به، حتى يصيروا من الركائز التي تعتمدها الطبقة الحاكمة لضمان الاستقرار في البلاد.
ج ـ أو من الذين يمكن أن يرشوا أجهزة وزارة الداخلية، من أجل إطلاق أيديهم في دوائرهم الانتخابية، لشراء ضمائر الناخبين، وعلى أوسع نطاق، من أجل ضمان انتخابهم في المؤسسة المعنية بإجراء الانتخابات.

د ـ وقلما يسمح بإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، في بعض الدوائر التي يستفيد منها هذا الحزب، أو ذاك.

وبما أن الأستاذ فؤاد عالي الهمة، كرجل دولة بامتياز، وكبرلماني ممتاز، وكصاحب نفوذ في المغرب، وعلى جميع المواطنين، فإنه حصل في الانتخابات السابقة، "7 شتنبر 2007"، على أعلى الأصوات في منطقة الرحامنة، وعلى المستوى الوطني. ولا يهمنا إن كانت تلك الأصوات عن طريق التزوير، أو عن طريق التوجيه، أو عن سعة نفوذه.

وفي حالة إسناد الإشراف إلى هيأة مستقلة، وصارت وزارة الداخلية بعيدة عن صناديق الاقتراع، وتم قطع الطريق أمام ذوي النفوذ المالي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وأمام شراء الضمائر، بعد إرشاء السلطات المسئولة، وأمام توجيه المقدمين، والشيوخ، فإن الأستاذ فؤاد عالي الهمة نفسه، سوف لن يحصل على نفس النتائج التي حصل عليها في انتخابات 7 شتنبر 2007؛ لأن الناخبين حينذاك لا يتعاملون معه كرجل دولة، ولا كقطب مخزني، وكذي نفوذ، ومهما كانت المسئوليات التي كان يتحملها في الدولة، بل كمرشح عادي يقدم برنامجا معينا، يتعرف عليه الناخبون، ويتعاملون معه من منطلق ما يمكن يقدمه ذلك البرنامج لهم من خدمات.

وفي مثل هذه الحالة، فإن الأستاذ فؤاد عالي الهمة سوف لن يترشح، وسوف يكتفي فقط بمهام الدولة، التي كان يتحملها سابقا، أو التي يمكن ان يتحملها مستقبلا.

ولأن الأستاذ فؤاد عالي الهمة يدرك جيدا أنه لا يمكن أن تجري انتخابات حرة، ونزيهة، وأن السلطات المتحكمة في الانتخابات، ستضمن له الفوز الذي لا نظير له، بعد التخطيط لذلك الفوز. وهو على رأس وزارة الداخلية، فإنه يتخلى عن المسؤوليات الحكومية، ليترشح في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 شتنبر 2007، حتى يصير بذلك حديث الخاص والعام، ويتحول إلى مصل للتخدير على مستوى منطقة الرحامنة ، وعلى المستوى الوطني، وعن طريق تمرير ذلك المصل بواسطة وسائل الإعلام المختلفة إلى جميع المواطنين.

12) وإذا كان الأستاذ فؤاد عالي الهمة لن يحصل على نفس الأصوات، لو أسند الإشراف إلى هيأة مستقلة على الانتخابات من بداية التسجيل في اللوائح الانتخابية، إلى إعلان النتائج.

فماذا لو تخلص من جيوش المنبطحين الذين يرددون ذكر اسمه، كما يردد ذكر اسم الله في المساجد؟

إن التخلص من المنبطحين يعتبر مسالة سهلة، لو تم اعتماد دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب المغربي، ولو صارت على أساسه الدولة المغربية دولة الحق، والقانون، لأنه حينها سوف تصير الحاجة إلى ذوي النفوذ غير واردة، لا في الزمان، ولا في المكان، وعندما تزول الدواعي الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تدفع المواطنين بصفة عامة، والمواطنين البسطاء بصفة خاصة، إلى ممارسة الانبطاح، من أجل قضاء حاجة زائلة، حتى ولو أدت إلى تحقيق التطلعات الطبقية، التي يسير بعض الناس مرضى بها.

وإذا زالت الشروط المؤدية إلى الانبطاح، فإن انفراط المنبطحين من محيط الأستاذ فؤاد عالي الهمة سيصير تلقائيا، ودونما حاجة إلى بذل مجهود، من أجل الوصول إلى تحقيق ذلك، ولكن عندما تكون الشروط الموضوعية المؤدية إلى قيام ظاهرة الانبطاح حول الأستاذ فؤاد عالي الهمة، أو غيره، سيستمر رغما عن الرغبة الذاتية في وضع حد لممارسة الانبطاح، سواء من طرف الأستاذ فؤاد عالي الهمة، أو من طرف غيره.

وإذا عمل الأستاذ فؤاد عالي الهمة، أو غيره على التخلص من المنبطحين، انطلاقا من رغبته الذاتية، مستعينا على ذلك، كالعادة، بالسلطات التابعة لوزارة الداخلية، أو غيرها، إلا أنه، ونظرا لرغبته في استمرار الهيمنة على عقول الناس، وعلى وجدانهم، فإنه سوف يعرف كيف يصرف علاقته مع المنبطحين، وصولا إلى محطة انتخابية قادمة، مع الحرص على استمرار نفس الشروط المؤدية إلى التكاثر في كل اتجاه يتحرك فيه الأستاذ فؤاد عالي الهمة، إلى درجة حضورهم في كل حياته العامة، والخاصة، واستعدادهم لتقديم كل الخدمات المطلوبة منهم، إرضاء له، وسعيا إلى استدراجه للاستجابة إلى مطالبهم التي تكتسي طابعا ماديا صرفا.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات