أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الرجل الذي لوّن رأسه














المزيد.....

الرجل الذي لوّن رأسه


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


"قصة للأطفال والكبار"
رجل له رأس واحد ولكن كل يوم بلون ..
أحيانا ً يعلوه شعر أبيض يدل على كهولته ، فيضفي على شــخصيته هيبة ووقار ، وحينا ً يعلوه شعر أسود يدل على أنه قادم من بلاد الشرق رغم أنه يتهرب من الشرق وأهل الشرق حتى أنه ترك بيته الواسع والرخيص وسكن بين نمساويين فقط لأن جيرانه شرقيين مثله ..
وأحيانا ً تجد رأسه الصغير يعلوه شعر أحمر يقول أنه اقتداءً و عملا بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مما يدل على مسلكية دينية متأصلة فيه ..
وأحيانا ً أخرى ترى شعره أشقر مما يدل على نفسية العبد الذي يجاري سيده صاحب البلاد .

"بالمشرمحي" يحب التغيير لذلك يدّعي بأنه سيغير العالم ولكن من خارج إطار الكرة الأرضية .
يقول أنه سيفتح المجال لكل أمراض الزمن الحاضر في سبيل هدف واحد هو إمكانية التحكم بالشعب الذي انحدر منه ذلك الانحدار الشديد بشهادة جاره غونتر الذي يبلغه السلام بواسطة الماسينجر عبر الانترنت .
زوجته "قرّفته عيشته " فكلبتها أصبحت مسنة .. لقد تجاوزت الخمسة عشر عام ، ومن الضروري مراقبة صحته ، وعيادة الطبيب البيطري باستمرار .
منذ شهرين فقط وفي ليلة باردة لم تنم لا هي ولا كلبتها ، لأن الكلبة لديها مرض عضال في معدتها .. فقد رأت دما ً مختلطا ً في برازها مما يستوجب استدعاء الطبيب البيطري فورا ً، لكنها لما اتصلت بطبيب كلبتها الخاص هدّئ من روعها ونصحها بالانتظار حتى الصباح ، فربما يخف الألم ..
وباعتبار أن زوجته تذهب لعملها مبكرة ، ذلك قبل أن تفتح الممرضة باب العيادة لإستقبال المرضى من الحيوانات فقد اتصلت بزوجها على عمله في المطعم الذي يعمل فيه ورجته أن يذهب إلى البيت ويصطحب " جيسي " إلى الطبيب ..
لكن المسكين ولأنه دهب دون إذن من صاحب المطعم فقط طرده طردا ً تعسفيا ً ، قهو وفي كل الأحوال يعمل لدى شرقي مثله ، دون إجازة من مكتب العمل التابع لوزارة الأشغال .. !!
حزن الرجل الملوّن الرأس كثيرا ً .. قرر أن يعوّض نقصه ، أن يطفو اسمه إلى السطح .. كتب اسمه على خشبة ، خشبة كبيرة تشبه لوحة الإعلانات ، أو اللوحات التي تتصدر الساحات العامة في بلده (الأصل) وعليها صور الرئيس .. ورماها في النهر المتفرع من نهر الدانوب العظيم .
طافت الخشبة فعلقت مع مجموعة أخشاب أخرى في زاوية اعوجاج النهر قرب مبنى كان قد بناه "هتلر" للمجاذيب ..
ولم يأخذها النهر في جريانه .. !!

لما ماتت "جيسي" أرسلت زوجته دعوى لأختها المقيمة في أقصى شمال المدينة لحضور الجنازة .. كانت جنازة مهيبة ..
كان الملون الرأس في قرارة نفسه فرحا ً ، ولكن لم يجرأ على البوح بسرّه ..
تخلص من عدو تظاهر بحبه له ورعايته طيلة السنين التي عاشها مع زوجته ، لكن زوجته ودعته هو الآخر على باب مقبرة الكلاب بعد موت " جيسي " لأنها لم تعد بحاجة لمن يرعى كلاب بعدها .
صحى من النوم فوجد صورته في المرآة هي ذاتها دون تغيير ..!! فامتعض وتغير لونه فصاح : هل أنا هو ؟؟.. هل أنا هو ؟؟
جاوبه صوت من داخل نفسه : هو أنت ، ومازلت ، ولن تستطيع تغيير ماوجدت عليه .

حزن كثيرا ً خرج إلى الشارع ، كتب على جدار مدرسة حضانة للأطفال : أنا لست أنا .. أنا لست أنا ..
تحلق أطفال حوله ، ضحكوا .. أحدهم نقفه بحصاة ..آخر رطض حوله ..
ثالث صاح : هو ليس هو .. هو ليس هو .. كل يوم بلون .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسواس .. ومفتوق
- لقاء في حديقة الشعب
- مامد في جنة ليست كالجنة
- قمامة ، وكلاب ، وديمقراطية .. ومفاهيم أخرى ..
- لابد لهذا القيد أن ينكسروعقبى لكل معتقلي الرأي في سوريا
- فليكن الخامس من آب ، يوم وحدة واتحاد حقيقيين لفصائل اليسار ا ...
- حسنان وحسن
- حمو يحكي بأصله .. إنه مجرد عبد
- روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة
- فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -
- أدعوا أحزاب جبهة النظام إلى فرط العقد أو إدانة جرائمه
- عنما تضيق مساحة البحر
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن
- في آذار تضحك الدنيا .. إلا في بلدي ..!!


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الرجل الذي لوّن رأسه